X
X


موقع اقرا » صحة » عمليات جراحية » جراحة إصلاح الكفة المدورة: أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

جراحة إصلاح الكفة المدورة: أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها

جراحة إصلاح الكفة المدورة: أسباب إجرائها والنتائج المنتظرة منها


جراحة إصلاح الكفة المدورة

يُقصَد بالكفة المدوّرة مجموعة العضلات والأوتار المحيطة بمفصل الكتف، والتي تحافظ على رأس العضد ثابتًا في مكانه داخل الجوف الحقاني، وتُعد إصابة هذه الكفة من الإصابات الشائعة جدًا، خاصةً عند الأاشخاص الذين تتطلب مهنتهم إجراء حركات واسعة لمفصل الكتف كالرسامين والنجارين، وفي معظم الأحيان ينتج عن هذه الإصابة شعور خفيف بالألم، ويستطيع المريض ممارسة نشاطاته بعد فترة قصيرة من العلاج الفيزيائي الطبيعي، ولكن إن حدث وتمزقت إحدى عضلات الكفة المدورة، فالعلاج المحافظ لا يجدي نفعًا، ويتم طرح الخيار الجراحي لوضع طعم وتري، أو استبدال لكامل المفصل بحسب حجم الإصابة[١]، ويتم إجراء جراحة إصلاح الكفة المدورة Rotator cuff repair باستخدام تقنية التنظير أو الجراحة المفتوحة، أو يتم الاعتماد على العلاج المحافظ، وتختلف النتائج والاختلاطات بحسب الطريقة المُتَبَعة في الإصلاح، وهنا في هذا المقال هناك حديث مطوّل عن تفاصيل هذه الجراحة، وكل الأمور المتعلقة بها.[٢]

أسباب إجراء جراحة إصلاح الكفة المدورة

لا يتم اللجوء إلى الخيار الجراحي لإصلاح الكفة المدورة بشكل مباشر، وإنما يتم أولًا اعتماد العلاج الفيزيائي الطبيعي، والحصول على قسط كاف من الراحة، وتطبيق الثلج على المنطقة المصابة، وإذا كان التمزق في الوتر جزئيًا فربما تتمكن هذه النشاطات البسيطة من إصلاح التمزق الحاصل، ولكن إن كان تمزق وتر إحدى عضلات الكفة المدورة كاملًا، فهذا يتطلب إصلاحًا جراحيًا، وذلك لأن الإجراءات المحافظة تخفف الألم وتحسن حركة الكتف لكنها لا يمكن أن تعيد بناء وتر متمزق بشكل كامل، وتكون نتائج جراحة إصلاح الكفة المدورة ممتازةً جدًا، إذا ما تم استخدام هذه الجراحة في إصلاح الإصابات الحادة، مقارنةً مع الإصابات المزمنة التي تعطي نتائج ذات نوعية أقل، ويمكن وضع الخيار الجراحي كحل ضروري في الحالات الآتية:[٣]

  • استمرار الشعور بالألم في منطقة الكتف لأكثر من ستة أشهر حتى بعد تطبيع العلاج الطبيعي.
  • حصول ضعف في عضلات الكتف والمفصل، مما يؤدي إلى صعوبة في أداء النشاطات اليومية.
  • إذا كان المريض رياضي، وبالتالي يحتاج للعودة إلى عمله بأقصى سرعة.
  • إذا كان عمل المريض يتطلب استخدام الكتفين والذراعين بشكل كبير.

التقنيات المستخدمة لإصلاح الكفة المدورة

بسبب تطوّر التقنيات الجراحية بشكل مستمر، يتواجد عدة خيارات يمكن اللجوء إليها من أجل إصلاح الكفة المدورة، ويتم أخذ عدة أمور في عين الاعتبار، منها مهارة الجرّاح، وقدرته على القيام بإجراء معين بشكل مثالي، ومنها مقدار التأذّي الحاصل في الوتر، وكل هذه الطرق والتقنيات تصل إلى نهاية واحدة، إصلاح الرباط المتمزق، كما وتتيح هذه الجراحة الفرصة للكشف عن وجود أي تخلخل في عظم الكتف، والكشف عن وجود تمزق في وتر العضلة ذات الرأسين العضدية، وبالتالي يتم من خلالها إصلاح كل المشاكل الموجودة في نفس الوقت، أو بشكل متتابع، وهنا تفصيل أكبر في ثلاث تقنيات يمكن إجراؤها لإصلاح وتر الكفة المدورة:[٤]

الإصلاح المفتوح

يُقصَد به إجراء جراحة مفتوحة عبر شق يبلغ طوله عدة سنتمترات، وبحسب الأذية الموجودة في الوتر يتم توسيع الشق، كما يتم اللجوء إلى قطع العضلة الدالية بشكل بسيط، من أجل تأمين رؤية أكثر وضوحًا، ويتم خلال هذه الجراحة المفتوحة إزالة النواتئ العظمية الموجودة على الوجه السفلي للناتئ الأخرمي، ويكون الإصلاح المفتوح الخيار الأفضل إذا كانت إصابة الوتر معقدة، أو احتاج العلاج لوضع طُعم وتري، ولكن وبسبب التطور المستمر تم العزوف عن هذه التقنية في بعض الحالات الأقل شدة.

الإصلاح بالتنظير

تتميز هذه الطريقة بصغر الشق الجراحي المُجرى على الكتف، حيث يُدخِل الجرّاح كاميرا صغيرةً، تقوم بتصوير الأذية المتواجدة داخل كفة المدورة، وعلى أساسها يتم توجيه الأدوات الجراحية الصغيرة.

الإصلاح المفتوح المصغّر

يتم الجمع بين الطريقتين السابقتين هنا، إذ يتم عمل شق صغير يبلغ طوله حوالي 3 إلى 5سم، ويتم إدخال أدوات تنظيرية وكاميرا تصوير ويتم من خلالها معالجة الإصابات البسيطة التي لا تحتاج لجراحة مفتوحة، ثم يتم إصلاح الكفة المدورة بشكل مفتوح عبر الشق الجراحي، دون الحاجة لفصل العضلة الدالية.

ما يفعله المريض قبل جراحة إصلاح الكفة المدورة

يترتب على المريض قبل إجراء جراحة إصلاح الكفة المدورة القيام ببعض الأمور، والإفصاح عن بعضها الآخر، كأن يتحدث المريض عن الأمراض المزمنة التي يعاني منها، ونوع الأدوية والفيتامينات والأعشاب التي يتناولها المريض مع أو بدون وصفة طبية، وفيما يأتي بعضًا من الأمور التي يجب أن يراعيها المريض قبل الجراحة:[٥]

  • التوقف عن تناول المميعات كالإسبرين والوارفارين قبل الجراحة بأسبوعين.
  • إخبار الطبيب الجرّاح بوجود مرض السكري مثلًا، مع ذكر نوع الأدوية التي يتناولها المريض، كما ومن المهم أن يتم التواصل بين طبيب العظمية والطبيب المُعالِج للسكري.
  • إخبار الطبيب بسوابق الأمراض القلبية، وفي ما إذا كان المريض يعاني منارتفاع الضغط ونوع الأدوية الخافضة للضغط التي يتناولها.
  • إخبار الطبيب بحالة المريض الحالية، كإخباره بوجود إصابة بالإنفلونزا أو الحمى أو الهربس، وذلك لأن هذه الأمراض تستوجب تأخير الجراحة لحين حصول الشفاء.
  • إيقاف التدخين قبل فترة من إجراء الجراحة، لضمان التئام أسرع للجروح والعظام.
  • اتباع تعليمات الطبيب بما يخصّ مدة الصيام، ونوع الأدوية التي يجب أن يتناولها المريض قُبيل الجراحة.

النتائج المنتظرة من جراحة إصلاح الكفة المدورة

بعد إجراء جراحة إصلاح الكفة المدورة، يتمكن العديد من المرضى من التخلص من الألم، كما يكون باستطاعتهم القيام بكل حركات الكتف دون وجود أي تحدد بالوظيفة، ولكن للأسف لا تتواجد هذه النتيجة عند كل المرضى، فقد يعاني بعض الأشخاص من استمرار الشعور بالألم حتى بعد الجراحة[٦]، ويمتلك هؤلاء الأشخاص بعض الخصوصية التي تتوضح في ما يأتي:[٧]

  • كلما كان المريض متقدمًا في السن أكثر كلّما ارتبطت هذه الجراحة مع معدل نجاح أقل، وهذا ليس له علاقة بالتقنية الجراحية، إنما ارتبط ذلك بنقصان الكالسيوم وفيتامين D الموجودان في العظام، ونقصان كثافة بقية المعادن.
  • كلما كان حجم التمزق في الوتر أكبر كانت نتائج الجراحة أقل تأثيرًا.
  • كلما كانت العضلات والمنطقة الشحمية المحيطة بالكفة المدورة أكثر ضمورًا كلما قلّت نسبة الشفاء التام.
  • يُؤخر التدخين شفاء التمزق المتواجد في الوتر، كما يمكن أن يتسبب بإضعاف الوتر بشكل أكبر، وبالتالي إذا كان المريض مدخنًا قلّت نسبة الشفاء التام عنده.

ما يفعله المريض بعد جراحة إصلاح الكفة المدورة

يمكن أن يتابع المريض ببعض الإجراءات التي تضمن الحصول على أفضل النتائج بعد إجراء الجراحة، إذ ينصح الطبيب مريضه بالقيام ببعض الأمور، وتجنب بعضها الآخر، وفق ما يأتي:[٨]

  • من المهم تجنب قيادة السيارة لمدة شهر على الأقل بعد الجراحة، لإعطاء الكفة المدورة فرصة التعافي بشكل جيد.
  • تناول مسكنات الألم الخفيفة في فترة ما بعد الجراحة عند الشعور بالألم، ويُعد الأسيتامينوفين والإيبوبروفين من أفضل الأدوية لتسكين الألم الجراحي، ومن الأفضل تجنب المسكنات المورفينية القويّة التي تترافق مع خطر الإدمان.
  • البدء بالعلاج الطبيعي الفيزيائي بشكل يومي، بالمتابعة مع معالج فيزيائي متخصص بهذا النوع من العلاج، إذ يُساعد هذا العلاج على استعادة مدى الحركة وقوة الكتف.

مخاطر جراحة إصلاح الكفة المدورة

مهما كان نوع التقنية التي تم من خلالها إصلاح الكفة المدورة فإنّ الإختلاطات الجراحية واردة، وذلك بسبب غنى المنطقة بالتعصيب والتروية الشريانية، مما يجعل كل عناصر هذه المنطقة معرّضةً لخطر الإصابة، وبالتالي من واجب الطبيب أن يُخبِر مريضه بكل الاختلاطات الواردة، وأخذ موافقة خطية على إجراء الجراحة، وهنا بعضًا من هذه المخاطر التي يمكن مصادفتها:[٩]

العدوى

في الواقع تُعد العدوى اختلاطًا واردًا في كل الجراحات مهما كَبُرَت أو صَغُرَت، وعلى الرغم من اتخاذ كافة وسائل التعقيم والتطهير إلّا أنّ العدوى قد تحدث بسبب الجراثيم المتواجدة بشكل طبيعي على سطح الجلد، وتنتمي بمعظمها إلى العقديات والعنقوديات، وفي جراحة الكتف قد تسبب البربيونية العُدّيّة العدوى، وكما هو معروف فهذه البكتيريا تكون مسؤولةً عن ظهور حب الشباب، وبالتالي قد يحتاج المريض لتناولالمضادات الحيوية لفترة مؤقتة.

الإصابة العصبية

على الرغم من أنّها تشكِّل اختلاطًا غير وارد، إلّا أنّه يجب مراعاة الأعصاب المارّة في هذه المنطقة والمحافظة على سلامتها قدر الإمكان، وتُصاب الأعصاب غالبًا بسبب الأدوات التنظيرية المُستَخدَمة في الإجراء.

الكتف المتجمدة

المقصود بالكتف المتجمدة هو حدوث تصلب في مفصل الكتف بسبب تثبيته لفترة طويلة، وينتج هذا التصلّب عن نمو مفرط لنسيج ندبي في محفظة المفصل، مما يمنع الكتف من إجراء أي حركة فاعلة أو منفعلة، ويتم علاج هذه الحالة غالبًا بحقن الكورتيزون ضمن المحفظة المفصليّة.

انحلال الغضروف

يُعد هذا الاختلاط أكثر شيوعًا عن المرضى الرياضيين صغار السن، والذي يتسبب بحدوث تنكس في مفصل الكتف، بسبب فقدان الغضروف، وبالتالي احتكاك السطوح العظمية مع بعضها، كما يمكن أن يحدث بعض الآلام في الرقبة والرأس.

المراجع[+]

  1. “Rotator cuff injury”, www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-05-22. Edited.
  2. “Management of complications after rotator cuff surgery”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-05-22. Edited.
  3. “Rotator Cuff Repair “, www.healthline.com, Retrieved 2020-05-22. Edited.
  4. “Rotator Cuff Tears: Surgical Treatment Options”, orthoinfo.aaos.org, Retrieved 2020-05-22. Edited.
  5. “Rotator cuff repair”, medlineplus.gov, Retrieved 2020-05-23. Edited.
  6. “Which patients are less likely to improve after arthroscopic rotator cuff repair?”, www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-05-23. Edited.
  7. “Factors affecting healing after arthroscopic rotator cuff repair”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-05-23. Edited.
  8. “Do I Need Surgery for a Rotator Cuff Problem?”, www.webmd.com, Retrieved 2020-05-23. Edited.
  9. “Complications of Arthroscopic Shoulder Surgery “, www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-05-23. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب