تاريخ الساري الهندي

تاريخ الساري الهندي

تعني كلمة ساري باللغة السنسكريتية قطعة قماش، ويُعتبر الساري بالنسبة للنساء الهنديات ليس مجرّد ملابس بسيطة، بل رمزًا للثقافة والفخر الوطني، وكذلك سفيرًا للتصاميم التقليدية والحديثة والحرفية من وجهة نظرهن،[١] فيما يأتي التسلسل التاريخي للساري الهندي:

القرن السادس قبل الميلاد

كان الساري في القرن السادس قبل الميلاد وفي فترة الأدب السنسكريتي والأدب البوذي يُعرف باسم ساتيكا، ومعناها ملابس النساء.[٢]

كان ساتيكا مكونًا من ثلاث قطع، هي: قطعة القماش التي تُلفّ كثوب سفلي وتُسمّى (Antriya)، وشريط قماش يُغطّي الصدر اسمه (Stanapatta)، والقطعة الثالثة تُوضع على الكتف وتُستخدم كغطاء للرأس في الوقت نفسه واسمها (Uttariya)، وعُرفت المجموعة كاملة باسم (Poshak)، وهو المصطلح الهندي الذي يُشير لهذا الزي.[٢]

عام 5000 ق.م

في الألفية الخامسة قبل الميلاد تقريبًا زُرع القطن للمرّة الأولى في شبه القارة الهندية، وهنا بدأت صناعة الساري باستخدام القطن، وبدأ النسّاجون يُضيفون الأصباغ السائدة آنذاك كالنيلي والكركمي والألوان المائلة للحمرة لصناعاتهم.[٢]

عام 3000 ق.م

وُجد أول ذكر للساري في كتاب هندوسي يحتوي على ترانيم دينية، اسمه ريجفدا (Rig Veda) ويرجع تاريخه إلى سنة 3000 ق.م، والساري هو اللباس المحتشم للمجتمعات الهندوسية، والمسلمة لاحقًا؛ إذ كان الساري ولا يزال الرداء التقليدي للنساء في الهند وفي دول جنوب آسيا أيضًا بما فيها باكستان، وبنغلاديش ونيبال.[١]

عام 2800 – 1800 ق.م

في الفترة بين 2800 إلى 1800 ق.م ازدهر الساري في المنطقة شمال غرب الهند، وكان لا يزال سائدًا بقطعه الثلاث المعروفة والمذكورة آنفًا.[٣]

الشكل الحديث للساري الهندي

إنّ شكل الساري في الوقت الحالي يتمثّل بثوب ملفوف مرّات عدّة حول الخصر، هذا الثوب مطويّ ومرتبط بحزام خصر التنورة الداخلية، وفيه طرف فضفاض من القماش يُطلق عليه البالو، والذي يمرّ عبر الجذع ويُلفّ بشكلٍ أنيق على الكتف اليُسرى، ويُلبس مع بلوزة ملائمة له.[٣]

تصنيع الساري الهندي

يُصنع الساري الهندي من مختلف أنواع الأقمشة كالحرير والقطن، ومن المنسوجات المزيّنة بالتطريز والأصباغ المختلفة، وأصبح بإمكان الطبقات الاجتماعية المختلفة في الهند تصميم الساري وفقًا لما تحب؛ فمثلًا بدأت بعض النساء بطلب استخدام الأحجار الثمينة والخيوط الذهبية لصناعته.[١]

من جهةٍ أخرى، بدأ التجار في استيراد الأصباغ الصناعية من بلدان مختلفة، وظهرت تقنيات جديدة تتعلّق بالصباغة والطباعة؛ فأصبح يحتوي تصميم الساري على العديد من الأشكال والزخارف والزهور، ما أعطى الزيّ شكلًا جديدًا.[١]

ويتراوح سعر الساري عمومًا من 7 إلى 4000 دولار أمريكي حسب طريقة تصنيعه ونوعه والأنسجة المستخدمة في ذلك.[٣]

الفئات الأكثر ارتداء للساري الهندي

ترتدي الساري النساء الغنية والفقيرة على السواء،[٣] وفي بعض المناطق ترتديه النساء الأكبر سنًا وكذلك الخالات والجدّات أكثر من غيرهن، ويُمكن أن يرتدينه طوال الوقت وفق ما أشارت إليه كريستين سيثي خبيرة المنسوجات في جنوب آسيا.[١]

أمّا النساء الأصغر عمرًا أو اللاتي يسكن المدن فيُمكن أن يخترن الملابس الغربية أو السترة والبنطال في معظم الأيام، لكن في حفلات الزفاف أو غيرها من المناسبات يُلبس الساري، والذي يختلف تصميمه باختلاف المناسبة.[١]

المراجع

1. ^ أ ب ت ث ج ح “The surprising history of India’s vibrant sari tradition”, nationalgeographic, Retrieved 4/2/2022. Edited.
2. ^ أ ب ت “The history of sari: The nine yard wonder”, indiatimes, Retrieved 4/2/2022. Edited.
3. ^ أ ب ت ث “Explainer | History of the sari, from ancient India to fashion runways – simple, versatile garments tell the stories of women who wear them”, South China Morning Post, Retrieved 4/2/2022. Edited.