انكماش الدماغ من مضاعفات كوفيد 19
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في نهاية عام 2019، ارتبط هذا الفيروس بعدة مشاكل تحدث في أدمغة الأشخاص المصابين به، فعلى سبيل المثال أصيب بعض الأشخاص بفقدان حاسة الشم، ضعف في الإدراك والتركيز، وغيرها من الأعراض بسبب إصابتهم بكوفيد-19.
في بداية الأمر ربط العلماء بين ظهور هذه الأعراض وبين خطورة الحالة، فكلما زادت خطورة الحالة واحتاجت إلى رعاية أكبر، كلما ظهرت هذه الأعراض على المريض، لكن هذه الأعراض لا تظهر في كل مرضى كوفيد-19.
مع استمرار وجود الفيروس وزيادة انتشاره، اهتم العلماء أكثر بدراسة هذه الأعراض، فوجدوا أن الأشخاص المصابين بكوفيد-19 وكانت الحالة متوسطة الخطورة، ولم يحتاجوا إلى الدخول إلى المستشفيات؛ ظهرت الأعراض على بعضهم أيضاً، إذا ما سبب حدوث هذه الاضطرابات؟
تشير الأبحاث إلى أن حوالي 30 % ممن أصيب بكوفيد-19؛ ظهرت عليهم ما يسمى بأعراض طويلة المدى، وهي الأعراض التي تظهر بسبب الإصابة بكوفيد-19 لفترة طويلة؛ بغض النظر عن خطورة الحالة، وهذه الأعراض تشمل الإرهاق، صعوبة التنفس، الصداع، فقدان حاسة الشم والتذوق.
ربط العلماء ظهور هذه الأعراض بردة فعل الجهاز المناعي، حيث إن ردة فعل الجهاز المناعي العنيفة ضد هذا الفيروس؛ تسبب التهاب أجزاء الجسم المختلفة بما فيهم المخ.
في يوم 7 مارس 2022 نشرت دراسة جديدة في مجلة نيتشر (بالإنجليزية: Nature)، لتكشف لنا سبب ظهور الأعراض العصبية في مرضى كوفيد 19.
تفاصيل الدراسة
ضمت الدراسة 785 من بريطانيا؛ يتراوح أعمارهم بين 51 إلى 81 سنة، جميع المشاركين خضعوا لفحصين للدماغ، الأول كان قبل جائحة كورونا؛ والثانية أثناء الجائحة في الموجة الأولى، وكان بين الفحصين حوالي 4 أشهر ونصف،أصيب 401 مشارك بكوفيد 19 في الفترة ما بين الفحصين، في حين 384 لم يصابوا به.
أظهرت نتائج الدراسة أن من أصيب بكوفيد-19 بين الفحصين؛ ظهر في فحصهم الثاني فقدان في نسيج المخ المرتبط بحاسة الشم، كما وجدوا انكماش في حجم المخ الكلي، ونقص حجم المادة الرمادية في المخ.
ربطوا ما بين فقدان حاسة الشم وبين الفقدان في نسيج المخ، كما وجدوا أن القدرات العقلية للمصابين تأثرت أكثر من الآخرين. أكثر الحالات تأثراً كانوا أصحاب ال 70 عام، حيث وجدت الدراسة أن من أصيب بكوفيد-19؛ تأثرت حالته العقلية بنسبة 30 %، مقارنة ب 5 % في الأشخاص الذين لم يصابوا.
ربط العلماء بين الأعراض العصبية المختلفة؛ وبين انكماش حجم المخ، لكنهم يعتقدون أنها حالة مؤقتة؛ وأن هذه التغيرات ستعود لطبيعتها مرة أخرى، لكنهم في حاجة لفحص أدمغة هؤلاء المشاركين بعد عام أو اثنين.
كما وضحوا أن هؤلاء الأشخاص أصيبوا بكوفيد-19 في الموجة الأولى له، أي قبل المتحورات الجديدة، كما وضحوا أن اللقاحات تمنع ظهور الأعراض طويلة المدى، لذا فإن اللقاحات تحمي المخ من التغيرات التي تحدث به.
