X
X


موقع اقرا » تعليم » دراسات وأبحاث علمية » المنهج التاريخي في البحث العلمي

المنهج التاريخي في البحث العلمي

المنهج التاريخي في البحث العلمي


تعريف المنهج التاريخي في البحث العلمي

المنهج التاريخي في البحث العملي هو أسلوب بحث نوعي يستخدم لجمع الأدلة عن الأحداث الماضية، وصياغة النظريات والأفكار حول أحداث حدثت بالماضي، وهو يتألف من عدة قواعد وتقنيات منهجية لتحليل البيانات ذات الصلة لاقرا تاريخي محدد، مما يمكن الباحث من جمع المعلومات بشكل منطقي ومتسلسل للأحداث التي وقعت في الماضي قيد الدراسة، كما يمكن تعريف المنهج التاريخي في البحث العلمي على أنه عملية تحقيق في الأحداث الماضية بشكل منهجي لتقديم سرد للأحداث في الماضي (بحث بتاريخ أو بدون تاريخ)، وهو ليس مجرد جمع للتواريخ والحقائق أو حتى مجرد وصف للأحداث الماضية ولكنه يتضمن نقدا خارجيا وذلك من خلال التحقق من صدق الأحداث أو صحتها، ونقدا داخلي وذلك من خلال استكشاف معنى الأحداث، ومن الجدير بالذكر أن السرد المبسط للتسلسل الزمني لا يعتبر بحثا تاريخيا لأنه لا يفسر معنى الأحداث.

مجالات استخدام المنهج التاريخي في البحث العلمي

يستخدم البحث التاريخي بشكل أساسي لمقارنة سجلات الأحداث التاريخية والأنشطة المحيطة بها، كما يساعد هذا النوع من البحث على تنظيم الأحداث التاريخية وتتابعها، والحفاظ على البيانات التاريخية حتى لا تفقد وتضيع، كما يستخدم في توظيف فهم التاريخ في إصلاح الحاضر وتطوير المستقبل، ويستخدم المنهج التاريخي في البحث العلمي في الحالات الآتية:[١]

  • الكشف عن المجهول.
  • الإجابة عن الأسئلة التي لم يجب عليها حتى الآن.
  • البحث وتحديد علاقة الأحداث السابقة وعلاقتها بالحاضر.
  • تسجيل وتقييم الأنشطة والإنجازات السابقة للأفراد والوكالات والمؤسسات.
  • المساعدة على فهم الثقافة البشرية، حيث إن التبرير الأكثر منطقية لإجراء البحوث التاريخية هو أن الأفراد يمكن أن يتعلموا من الماضي.

مراحل المنهج التاريخي في البحث العلمي

يتضمن المنهج التاريخي للبحث العلمي على ثلاث مراحل أساسية لا بد من المرور بها وهي كالآتي:

الاستدلال

ويكون من خلال تحديد المواد ذات الصلة لاستخدامها كمصدر للمعلومات، ويمكن أن توجد الأدلة التاريخية في أشكال متنوعة يطلق عليها المصادر الأولية والمصادر الثانوية للمعلومات، وفيما يلي توضيح لهما:

  • مصادر المعلومات الأولية: هي المصادر الأساسية للمعلومات وعادة ما تكون وثائق وعناصر أصلية مرتبطة بالنتائج المباشرة لحدث ما أو تجربة ما، وبشكل عام، يتم إنشاء المصادر الأولية في وقت الحدث التاريخي الذي يتم وصفه أو بالقرب منه متمثلة بالمستندات القانونية الأصلية أو القطع الأثرية أو السجلات أو أي معلومات أخرى قد تم إنشاؤها في وقت الدراسة، أي أنها معلومات مباشرة، فمثلا إذا كان موقع اقرا البحث هو دراسة عن حرب ما، فستشمل المصادر الأولية الرسائل التي كتبها الجنود إلى عائلاتهم، والمجلات الشخصية، والوثائق العسكرية، ونصوص شهود العيان، والصور، والأزياء الرسمية، والمعدات، والجثث، وتسجيلات الصوت أو الفيديو المسجلة على الهواء مباشرة.
  • المصادر الثانوية للمعلومات: هي أوصاف روايات لأشخاص لا يعتبرون شهود عيان على الحدث أو الذين لم يعرفوا شخصيًا الشخص محل الدراسة، وهم من الأشخاص الذين لم يتواجدوا على الفور في وقت الحدث، كما تتضمن تحليلات للمصادر الأولية التي أعدها أشخاص مؤهلون كالمؤرخين وعلماء الاجتماع، ويمكن أن تكون المصادر الثانوية على شكل السير الذاتية، والمقالات العلمية، والكتب الشعبية، والكتب المرجعية، والكتب المدرسية، وسجلات المحكمة، والمعلومات المخبرية، والموسوعات، والمقالات الصحفية، وحتى إشعارات النعي، ويعتبر الكلام المتناقل شفويا مصدرا أساسيا أو ثانويا حسب نوع الدراسة، حيث تعتبر القصص المنقولة شفهيًا من جيل إلى آخر مصدر مهم لدراسة المجموعات العرقية التي لم تطور نوعًا من التوثيق المكتوب.

النقد

ويتضمن عملية تقييم المصادر التي ستستخدم للإجابة على سؤال الدراسة، إذ لا بد من تحديد أصالتها ونزاهتها ومصداقيتها وسياقها بدءً من الخطب السياسية إلى شهادات الميلاد، وفي هذه المرحلة، يتم طرح مجموعة من الأسئلة ويتم تطبيق جميع التقنيات اللازمة لتجاهل الأدلة غير الضرورية أو غير الموثوقة ومن هذه الأسئلة:

  • من كتبه أو قاله أو أنتجه؟
  • متى وأين؟
  • لماذا؟
  • كيف تم تقديم الدليل في الأصل؟
  • ماذا يقول عن الاقرا؟
  • هل يعكس أي منظور معين؟
  • هل يوجد أوراق اعتماد أو مراجع؟

الصياغة والعرض

هما المنحيان الرسميان اللذان يتبعهما الباحث وفقًا للبيانات الناتجة عن الخطوة الأولى والثانية، أي أنه بعد تحليل جميع المعلومات، يتم الانتقال إلى طرح استنتاجات الدراسة التي تجيب عن سؤال الدراسة، كما يمكن التحقق من مجموعة المصادر وتقييمها اللاحق، إذا رغب الباحث في ذلك باستخدام طرق منهجية شبه علمية (مع بعض التعديلات)، إلا أن استنتاجات وروايات التاريخ المستمدة من الدراسة تكون دائمًا خاضعة لذاتية الباحث.

مزايا المنهج التاريخي في البحث العلمي

للمنهج التاريخي العديد من المزايا منها:[٢]

  • عدم تدخل المنهج التاريخي في الحالة التي تتم دراستها.
  • النزاهة والحيادية التي تضمن عدم تفاعل الباحث مع موقع اقرا البحث الذي يعتمد المنهج التاريخي.
  • مساعدة تحليل البيانات التاريخية على تفسير الأحداث الحالية والتنبؤ بالأحداث المستقبلية.

 

عيوب المنهج التاريخي في البحث العلمي

للمنهج التاريخي العديد من العيوب من أهمها:

  • احتمالية عدم اكتمال البيانات التاريخية، كما أنها قد تكون عرضة للفقدان إذ يمكن تدمير المستندات بسبب الحروب أو بمرور الوقت.
  • احتياجها للكثير من البحث والتركيز والنزاهة، لأنه من الممكن أن يكون توثيق التاريخ غير صحيح في كثير من الأحداث.
  • تأثر المنهج التاريخي بالعديد من العوامل التي تحتاج إلى تحليل وتمعن ودراسة، وبالتالي يعتبر المنهج التاريخي معقد وواسع.

المراجع

  1. Jovita J. Tan (21/4/2015), ” HISTORICAL RESEARCH:A QUALITATIVE RESEARCH METHOD “, academia, Retrieved 29/1/2022.
  2. محمد تيسير (21/11/2021)، “المنهج التاريخي في البحث العلمي”، المجلة العربية للعلوم ونشر الأبحاث، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2022. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب