X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » المحسنات البديعية في قصيدة (بانت سعاد)

المحسنات البديعية في قصيدة (بانت سعاد)

المحسنات البديعية في قصيدة (بانت سعاد)


المحسنات البديعية في قصيدة بانت سعاد

تميزت قصيدة (بانت سعاد) بالضخ الأدبي الجمالي الذي اكتسى به النص وتزينت به أبيات القصيدة، فكُتبت على البحر البسيط الرنان، ولاقت رواجاً منقطع النظير بين أوساط القارئين والدارسين على حد سواء، ومن أكثر هذه المحسنات استخداما، كالآتي:

الطباق

يقصد بالطباق الجمع بين الكلمة وعكسها في سياق واحد، كالجمع بين كلمتين متضادتين في المعنى،[١] وقد ظهر الطباق في القصيدة بنوعية، كما يلي:

  1. طباق إيجاب

استخدم الشاعر أسلوب طباق الإيجاب الذي يستدعي حضور كلمة عكس كلمة أخرى، بشكل ظاهر وصريح دون اللجوء إلى أدوات النفي، مثال ذلك:

هيفاء مُقبلةً عجزاءُ مدبرةً

لا يُشتكى قِصَر منها، ولا طول. [٢]

إذ استخدم الشاعر كلمة (مقبلة)، والتي تعني التقدم والإقبال، و(مدبرة) التي تحمل عكس المعنى.

2.طباق سلب

يظهر طباق السلب في باطن النص باستخدام أداة نفي؛ لتبين الكلمة وعكسها باستخدام إحدى طرق النفي المعتادة، كما في قول كعب بن زهير في ديوانه:

وما تُمسك بالوصلِ الذي زعمَت

إلا كما تُمسك الماء الغرابيلُ. [٣]

الجناس

يقصد بالجناس التشابه اللفظي بين كلمتين اثنتين على اختلاف المعنى، ومن الواضح أن الشاعر قد مال إلى استخدام نوعي الجناس التام منه، والناقص في أبياته، كالآتي:[٤]

  1. جناس تام

الجناس التام هو الجناس الذي يجمع بين كلمتين اتفقتا في أربعة عناصر هي: نوع الحروف، وعددها، وهيئتها من الحركات، وترتيبها.

عَيرانة قُذِفَت في اللحم عن عُرُض

مرفقها عن بنات الزور مفتولُ. [٥]

فهناك لفظتان في البيت تتشابهان، هما: (عن) في الشطر الأول و(عن) في الشطر الثاني، والتي تختلف في المعنى كل واحدة منها على اتفاقهما في الشكل

2.جناس ناقص

الجناس الناقص هو الجناس الذي لا يتحقق فيه اجتماع العناصر الأربعة كما في الجناس التام، فيكون هناك اختلاف في إحداها، مثل:

لكنها خلة قد سيط من دمها

فجعٌ وولعٌ وإخلافٌ وتبديل. [٦]

فقد أظهر استخدام لفظتين تتشابهان في بعض حروفها على اختلاف معناها.

السجع

يقصد بالسجع توافق الفاصلتين على حرف واحد، كما قال السكاكي: ” السجع في النثر كالقافية في الشعر”[٧]، ومثال ذلك:

بانت سعاد فقلبي اليوم متْبول

متيم إثرها لم يجز مكبول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت

كأنه منهل بالراح معلول

شجت بذي شبم من ماء مغنيه

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول.[٨]

وفي هذا مثال لالتقاء فواصل الكلام والجمل، لنقف على العديد من الأمثلة المطروحة في قصيدة كعب بن زهير.

المراجع

  1. عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 76. بتصرّف.
  2. كعب بن زهير، ديوان كعب بن زهير، صفحة 60.
  3. كعب بن زهير، ديوان كعب بن زهير، صفحة 61.
  4. أحمد الهاشمي، جواهر البلاغة، صفحة 326. بتصرّف.
  5. كعب بن زهير، ديوان كعب بن زهير، صفحة 63.
  6. كعب بن زهير، ديوان كعب بن زهير، صفحة 61.
  7. عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 217.
  8. كعب بن زهير، ديوان كعب بن زهير، صفحة 61.






مقالات ذات صلة

X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب