X
X


موقع اقرا » الحياة والمجتمع » عادات وتقاليد » الفروسية التقليدية: تراث مغربي أصيل

الفروسية التقليدية: تراث مغربي أصيل

الفروسية التقليدية: تراث مغربي أصيل


الفروسية التقليدية: تراث مغربي أصيل

تعتبر الفروسية التقليدية أو كما يطلق عليها مصطلح (التبوريدة) بأنَّها طقس فلكلوري قديم عند المغاربة، وهي ليست حديثة العصر، لذا فهي أصبحت مرتبطة في أذهانهم بعادات وتقاليد تربط بين الأمر المقدس والأمر الدنيوي، حيث ترافقها مجموعة من المواويل والأغاني والصيحات المرافقة لعروضها والتي تعبر عن مواقف بطولية.[١]

وهي ترفع من شأن أمر البندقية والبارود التي تُعَدُّ جزءً مهماً من العرض الذي يقدمه الفرسان، وبالأخصّ عند انتهاء العرض بطلقة واحدة مدويّة تُسبق بحصصٌ تدريبية يتم فيها ترويض الخيول على طريقة دخول الميدان، بالإضافة إلى تحديد قدرة تحكم الفارس بالخيل.[١]

معيار نجاح الفروسية التقليدية

إن نجاح فن الفروسية التقليدية باعتباره فنًا شعبيًا معقود باحترام العديد من الشروط، منها ما هو مرتبط بالخيل، ومنها ما هو مرتبط بالفارس الذي يجب أن يتّصف بالانضباط والقوة والشجاعة والحرص على سلامته وسلامة زملائه، ومنها ما يتعلق بالمكان الخاص بممارسة ذلك الفنّ الشعبي العريق، والذي يسمّى عند العامة (المطرك)؛ وهو ذلك الميدان الذي يقام عليه أحداث نشاط فن الفروسية التقليدية، والذي هو عبارة عن مساحة شاسعة تنصب الخيام على جوانبها، لذا فإن لهذا الفن عادات وتقاليد تحكمه لا بد للفارس كم احترامها.[٢]

ترتيبات الفروسية التقليدية الشعبي

في أرض محروثة تم رشها بالماء تقف في أولها فرق الفرسان، حيث كل فرقة تمثل قبيلة محددة، ويقف حول الساحة الآلاف من المتفرجين وهم بانتظار انطلاق الفِرَق، والتي تسمى أيضا (الصربة)، وهي تغيير وتفخيم للسين في كلمة (السرب)، وتنطلق (الصربة) التي تتألف من عشرة فرسان تقريباً ينطلقون بالتساوي، وتمسك يد الفارس باللجام ويده الأخرى تمسك (المدفع)، وهو بندقية تقليدية محشوة بالبارود، ويحظى الفرسان الذين يقفون على الرِّكاب أثناء جري الخيل بالإعجاب الأكبر، وعندها تدوي الزغاريد، ولهذا فالفروسية لحظة حاسمة ومناسبة جيدة في العام بالنسبة للفلاح، حيث تعتبر بأنَّها الانسلاخ من ذهنية راعي البقر والفلاح حصّاد الشعير للانتقال إلى ذهنية الفارس.[٣]

الفروسية التقليدية اجتماعياً

إنّ فن الفروسية التقليدية أو ما يعرف بـ (التبوريدة) مثال للاحتفالات الجماعية التي تظهر قوة الفارس الماهر المتمكّن، ويرتبط بمجموعة من المناسبات الدينية والاحتفالات الشعبية كالعقيقة والزواج، حتى يتمكن الفرسان من إطلاق العنان لكفاءاتهم القوية على صهوة جيادهم المزينة، في جو تملؤه الاحتفالات على دوي طلق البارود وأنغام فرق (عبيدات الرمى).[٢]

الفروسية التقليدية اقتصادياً

الفروسية مناسبة وفرصة للتنافس، ومستويات التنافس هي الحصان والدمقس والخيمة والطبخ الدسم، ولهذا فإنَّ للتنافس بعد اقتصادي بالغ الأهمية، فمن ينفق أكثر من غيره في هذه المناسبة يتفوق وينتصر، ولكي ينفق عليه أن يطور أساليب إنتاجه بشكل مستمر، وخاص ة بزيادة أعداد الأمهار (جمع مُهر) لإنتاج الحليب وزراعة الخضراوات المسقية، وحين يشتعل هذا التنافس يستحسن أن يتراجع الذين لا يملكون شيئاً.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب “التبوريدة”، الشركة الملكية لتشجيع الفرس، اطّلع عليه بتاريخ 12/4/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب نوفل الشرقاوي (19/6/2019)، “”التبوريدة”… كلمة سر بين المغاربة والخيول”، اندبندينت عربية، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “طقوس مواسم الفروسية في المغرب”، السفير العربي، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2022. بتصرّف.






مقالات ذات صلة

X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب