X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية

الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية

الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية


الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية

الاستعارة في علم البلاغة هي أحد ضروب المجاز، ويُقال إنّها تشبيه بليغ حُذف أحد ركنيه، وبناء على الركن المحذوف يُحدّد نوع الاستعارة، فهي إمّا أن تكون استعارة مكنية، أو استعارة تصريحيّة، وفي ما هو آتٍ سيتضح ما معنى الاستعارة التصريحية والمكنية، الاستعارة التصريحية هي التي يُذكر فيها المشبه به “المستعار منه” ويُحذف المشبه “المستعار له”[١]

أمّا الاستعارة المكنيّة فهي التي يُذكر فيها المُشبّه “المستعار له” ويُحذف المشبه به “المستعار منه”، ويُكنّى عن هذا المشبّه به المحذوف بشيء من لوازمه وصفاته، وبذلك تكون كيفية استخراج الاستعارة المكنيّة مُرتبطة بالعثور على هذه الصفة التي ترشد إلى المُشبّه به المحذوف، مثل قولهم: “الغيم يبكي” فقد شُبّه الغيم بإنسان، والدليل: ذِكْر البكاء الذي هو من صفات الإنسان.[١]

أمثلة على الاستعارة المكنية

  • قوله تعالى: {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}[٢]، موضع الشاهد في الآية هو (جدارًا يريد أن ينقضّ)، فقد شبّه الجدار بإنسان عاقل له إرادة، وحذف المشبه به وهو الإنسان، وأبقى على شيء من لوازمه وصفاته وهو كلمة (يريد) فهي استعارة مكنيّة.[٣]
  • قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}[٤]، الاستعارة المكنيّة في هذه الآية هي تشبيه الصبح بكائن حيّ يتنفّس، ولقد حٌذف المشبّه به وهو الكائن الحي، وكُنِّي عنه بشيء من لوازمه وهو كلمة تنفس، على سبيل الاستعارة المكنية.[٣]

يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ

وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا

موضع الشاهد في قول الشاعر: (الأذن تعشق)، فقد شبّه الأذن بالقلب الذي يُحبّ ويعشق، ثمّ حذف المُشبّه به (القلب) وأبقى على كلمة (تعشق) وهي من لوازم القلب وصفاته، وذلك على سبيل الاستعارة المكنية.

لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ

ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى

الاستعارة المكنية في هذا البيت هي في عبارة(ضحك المشيب)، نلحظ أنّ الشاعر شبّه المشيب الذي في رأسه بالإنسان الذي يضحك وحذف المشبه به، وهو الإنسان، فأبقى على شيء من لوازمه وصفاته، وهي كلمة “ضحك” وذلك على سبيل الاستعارة المكنية.[٦]

فَرَونَقُ الشَمسِ أَحيانًا يُضاحِكُها

وَرَيِّقُ الغَيثِ أَحيانًا يُباكيها

يصف البحتري في هذه الأبيات بِركة الخليفة المتوكل، ولقد استخدم الاستعارة المكنية في البيت نفسه مرتين، فقد شبّه البِركة بالطفل الصغير، وحذف المشبه به، وهو: الطفل، وأبقى على شيء من لوازمه وصفاته وهي: (يُضاحكها، ويُباكيها).

فَتحٌ تَفَتَّحُ أَبوابُ السَماءِ لَهُ

: وَتَبرُزُ الأَرضُ في أَثوابِها القُشُبِ

في البيت مثالان للاستعارة المكنية، في الأول: شبّه السماء ببيت له أبواب، فحذف المشبه به وهو: البيت، وكنّى عنه بشيء من لوازمه وهو: الأبواب، والمثال الثاني: تشبيه الأرض بإنسان له أثواب، وحذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو: الأثواب، فهذا المثالان هما استعارة مكنية.

  • قول الحجاج بن يوسف الثقفي: “إني لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافُها، وإني لصاحبها”: شبّه الحجاج الرؤوس بالثمار اليانعة الناضجة، فحذف المشبه به، وهو: الثمار، وأبقى على شيء من لوازمه وصفاته، وهو: أينعت وقطافها، وذلك على سبيل الاستعارة المكنية.[١]
  • صوت الحق يرتفع عاليًا في كل مكان: استعارة مكنية وقعت في تركيب: صوت الحق يرتفع؛ إذ شُبه الحق بإنسان له صوت عالٍ، وحُذف المشبه به وهو الإنسان، وأُبقي على شيء من لوازمه وهو الصوت المرتفع.
  • الأقصى يناديكم ويستصرخكم ألا تتهاونوا في الدفاع عن قدسيته: شُبّه الأقصى بإنسان يُنادي ويستغيث، فحُذف المشبه به وهو الإنسان، وكُنّي عنه بشيء من صفاته، وهو النداء والاستغاثة، فهذه استعارة مكنية.

لقراءة المزيد حول الاستعارة المكنية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شرح الاستعارة المكنية.

أمثلة على الاستعارة التصريحية

  • قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا}[٩]، هذه الآية فيها مثال على الاستعارة التصريحية في القرآن الكريم، فقد شُبّه القرآن الكريم بالنور المبين الواضح، فحُذف المشبه وهو القرآن الكريم، وصُرّح بلفظ المشبه به “المستعار منه” وهو: نورًا مبينًا.[١٠]
  • قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}[١١]، الاستعارة التصريحية في هذه الآية وقعت في كلمتين، الأولى هي (الظلمات) والثانية هي (النور) فقد شبّه الضلال والجهل بالظلمات، وحذف المُشبّه وصرّح بلفظ المُشبّه به (الظلمات)، وشبّه العلم والمعرفة بالنور، وحذف المشبه وصرّح بلفظ المشبه به.

وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى

إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي

يصف المتنبي دخول رسول الروم على سيف الدولة الحمداني، ويُشبّه سيف الدولة بالبحر مرة وبالبدر مرة أخرى، وقد حذف المشبه وهو سيف الدولة، وصرّح بلفظ المُشبّه به وهو البحر والبدر، وذلك على سبيل الاستعارة التصريحية.[١٢]

  • قول يزيد بن معاوية:[١٣]

وأمطرتْ لُؤلؤًا من نرجسٍ وسقتْ

وردًا، وعضتْ على العِنابِ بِالبردِ

في هذا البيت أكثر من مثال على الاستعارة التصريحيّة، ففي البيت وصف للمحبوبة، ولقد استعار اللؤلؤ للدّموع، والنرجس للعيون، والورد للخدّين، والعنّاب للشفاه، والبرَد للأسنان، وقد حذف في كلّ منها المُشبّه وصرّح بلفظ المُشبّه به على سبيل الاستعارة التصريحيّة، وبذلك يكون البيت من أوّله لآخره استعارات تصريحية.

فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً

كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ

في هذا البيت يصف أبو نواس الخمر، ويُشبّهها بالشراب الصافي العذب، فحذف المشبه وهو الخمر، وصرح بلفظ المشبه به وهو صافية، ولذلك هي استعارة تصريحية.

  • سمعتُ تغريدًا عذبًا عندما مررت قرب صف الأطفال: شُبّهت أصوات الأطفال بتغريدات العصافير، وقد حُذف المشبه وهو أصوات الأطفال، وصُرّح بلفظ المشبه به وهو تغريدًا على سبيل الاستعارة التصريحية.
  • لؤلؤ منثور يهدر من فم الشاعر المرهف: شُبّهت كلمات الشاعر وأبياته باللؤلؤ المنثور، ولقد حُذف المشبه وهو الكلمات والأابيات الشعرية، وصُرّح بالمشبه به وهو اللؤلؤ المنثور، فهي استعارة تصريحية.

لقراءة المزيد حول الاستعارة التصريحية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شرح الاستعارة التصريحية.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت أحمد حاطوم وآخرون (2000)، الوافي في النحو والبلاغة والعروض (الطبعة 1)، لبنان:دار الفكر اللبناني، صفحة 248-251. بتصرّف.
  2. سورة الكهف، آية:77
  3. ^ أ ب “الاستعارة في القرآن.. معناها.. وأمثلة عنها”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
  4. سورة التكوير، آية:18
  5. “يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06.
  6. “البلاغة العربية”، الموسوعة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
  7. “ميلوا إلى الدار من ليلى نحييها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06.
  8. “السيف أصدق أنباء من الكتب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06.
  9. سورة النساء، آية:174
  10. “كتاب: الإتقان في علوم القرآن نسخة منقحة”، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
  11. سورة إبراهيم، آية:1
  12. “البلاغة العربية”، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
  13. “قصائد أعجبتني و أمطرت لؤلؤاً ليزيد بن معاوية”، القارئ الجيد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06.
  14. “دع عنك لومي فإن اللوم إغراء”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب