X
X


موقع اقرا » إسلام » عبادات » العبادة الصامتة

العبادة الصامتة

العبادة الصامتة


التفكر عبادة صامتة

يُقصد بالتفكر: تردد القلب في الشيء، والتأمل فيه، وانشغال الخاطر به، والتفكر عبادة صامتة تصرف القلب في المعاني لإدراك وتحقيق المطلوب.

وقد اعتبر أهل العلم أن التفكر يعود على الإنسان بالتذكر، حتى يُظنّ أنّ القلب سينطق من شدة النظر، فإذا وصل الإنسان هذا الشعور سُخّرت الأسماع والأبصار لهذا، فانطلقت الحكمة ونال الإنسان أعظم الدرجات، وقد قيل إنّ السكوت إذا لم يكن فكراً كان سهواً، وإن التأمل إذا لم يكن للاعتبار كان لهواً.[١]

كما أنّ من تمام شكر نعمة العقل الإكثار من التأمل، والتميز عن باقي المخلوقات والجمادات؛ وكثيراً ما نرى في كتاب الله -عزّ وجل- آياتٍ تُختتم بقوله -تبارك وتعالى-: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).[٢]

وقوله -تعالى-: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[٣] وهذه الآيات تحثُ على سير القلوب للاعتبار، والذي يكون معه سير البدن بالسمع والنظر والتفكر.[٤]

ثمرات عبادة التفكر

إنّ لعبادة التفكر العظيمة ثمرات عديدة، نذكر منها ما يأتي:[٥]

  • زيادة اليقين والإيمان
وهي أعظم فائدة ترجى من هذه العبادة، وقد رأى ابن القيم أنّ لعبادة التفكر أثراً بالغاً على النفس لا يكون مع العمل المجرد، وبالتأمل والتفكر تنكشف الحقائق أمام الإنسان، ويتمايز الخير عن الشر، والحسن عن القبيح، والحق عن الباطل.
  • التفاعل مع آيات القرآن الكريم
حيث إنّ خير ما يُوظف به التفكر آيات المولى -سبحانه وتعالى-؛ خصوصاً إذا مرّ بآيات تحدثت عن صفات الله -تبارك وتعالى- فهي تزيد من الإقبال على التوحيد، ويتعاظم في نفسه التنزيه عن كل مثيل وشبيه، فيمتلئ القلب بحبه -تبارك وتعالى-، وتقدير كمال عظمته في النفس.
  • معرفة أحوال الرسل وما كان من أقوامهم
إذ يُقتدى بأخلاقهم الرفيعة، ويُتعرف إلى أصناف الأقوام السابقة، والمقارنة بين أهل الشقاء وأهل الهناء والسعادة.
  • التصديق الجازم بأخبار الدنيا والآخرة
وما كان في الدنيا من العمل، وما ترتب عليه من جزاء في حياة البرزخ في الآخرة، فيتجلى كمال الإيمان بأخبار الغيب من اليوم الآخر.
  • معرفة حدود الله وأوامره ونهيه.
  • محاسبة النفس وجهادها عن الهوى.
  • الاستدلال على وجود الله -تبارك تعالى- بدلائل قدرته وعظمته.

مجالات عبادة التفكر

تتنوع مجالات التفكر التي يمكن للإنسان الاعتبار بها، والتأمل بتفاصيلها، وفيما يأتي ذكر لبعضٍ منها:[٥]

  • التفكر في القرآن الكريم
يقول -تبارك وتعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)،[٦] فالتفكر في آيات القرآن يُجنى منه الكنوز ودرر المواعظ والاعتبار.
  • التفكر في المخلوقات
يقول -تبارك وتعالى-: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).[٧]
  • التفكر في الدنيا والآخرة
يقول -تبارك وتعالى-: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ* فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).[٨]
  • التفكر في الموت والبعث
يقول -تبارك وتعالى-: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).[٩]
  • التفكر في المتقابلات
يقول -تبارك وتعالى-: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).[١٠]
  • التفكر في خلق الإنسان والنبات والحيوان.
  • التفكر في مصير الغائبين من الأمم والأقوام.

المراجع

  1. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 110. بتصرّف.
  2. سورة الرعد، آية:4
  3. سورة الرعد، آية:3
  4. عبد المجيد الوعلان، الدلالات العقدية للآيات الكونية، صفحة 49. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 147-164. بتصرّف.
  6. سورة النحل، آية:44
  7. سورة الجاثية، آية:13
  8. سورة البقرة، آية:219-220
  9. سورة الزمر، آية:42
  10. سورة الذاريات، آية:49






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب