X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » الصفة المشبهة في اللغة العربية

الصفة المشبهة في اللغة العربية

الصفة المشبهة في اللغة العربية


ما هي الصفة المشبهة؟

الصّفة المشبّهة هي لفظٌ مُصاغ من الفعل الثلاثي اللازم يدلّ على معنى وذات في آنٍ واحد على وجه الثّبوت،[١] فهو يدلّ على ثبات صفةٍ ما في شّخص ما، وعلامة الصّفة المشبّهة هي استحسان جرّ فاعلها بها، نحو: “حَسَنُ الخلقِ” إذا ما قيل: “خُلُقُهُ حَسَنٌ”، وتُصاغ في غالب الأمر من الفعل الثّلاثي اللازم الذي يكون على وزن “فَعِلَ، وفَعُلَ”، ويندر صوغها من الوزن “فَعَلَ” الذي تُصاغ منه على وزن “فَيعل” وذلك نحو “ساد ومات” من “سيِّد، ومَيِّت”، وهنا يدور سؤال: هل طيِّب صفة مشبهة؟ الإجابة هي نعم، فكلمة “طيِّب” هي على وزن “فيعل” وهي صفة مشبّهة للفعل “طاب”، والجملة السّابقة هي جملة صفة مشبهة على وزن فَيْعَل.[٢]

قد يُقال الصّفة المشبّهة بالفعل، وذلك تشبيهًا لها بالفعل اللّازم وعمله، إذ تعمل الصّفة المشبّهة عمل فعلها اللّازم فترفع فاعلًا، وذلك على نحو: جاء الرجلُ الحسنُ خلقُهُ، “خلقُه” فاعل مرفوع للصفة المشبّهة “الحسن” وإن ذُكر الفعل على نحو “حَسُنَ خلقُ الرجل” فإنّ “خلقُ” فاعل للفعل اللّازم “حسن” مرفوع،[٢] وقد يرد ذكر الصّفة المشبّهة باسم المفعول، وذلك للتبادل الدّلالي بين المشتقات، فقد يدلّ أحد المشتقات على غيره من حيث المعنى، وذلك على نحو: “قتيل” فهي من حيث المعنى تدلّ على الاسم المفعول “مقتول”، وكذلك قولهم: “بابٌ غُلُق” أي “مغلوق”، و”أرضٌ بِسْط” أي مبسوطة، لذا هنا قد يُطلق على الصّفة المشبّهة اسم الصّفة المشبّهة باسم المفعول تبعًا للدّلالة.[٣]

أوزان الصفة المشبهة

تُصاغ الصّفة المشبّهة من الفعل الثّلاثي وفقًا لاثني عشر وزنًا، وهناك طريقة سهلة لحفظ أوزان الصفة المشبهة وهي صياغتها في جملة يوصف من خلالها شخص ما، وهذه الأوزان هي:

  • وزنان مختصّان بباب “فَعِلَ”، وهما:[٤]
    • “أفْعَلْ”: الذي يكون المؤنّث منه على وزن “فعلاء”، وهو ما دلّ على لون أو عيب أو حلية، وذلك على نحو: أحمر وحمراء، وأعور وعوراء، وأكحل وكحلاء.
    • “فعلان”: الذي يكون المؤنّث منه على وزن “فَعلى”، وهو ما دلّ على الامتلاء والخلو وحرارة البطن، وذلك على نحو: عطشان وعطشى، وجوعان وجوعى، وشبعان وشبعى.
  • أربعة أوزان مختصّة بباب “فَعُلَ”، وهي:[٤]
    • “فَعَلَ” بضمٍ وفتح: وذلك على نحو: حَسَنْ، وبَطَلْ.
    • “فُعُل” بضمٍ وضم: وذلك على نحو: جُنُبْ.
    • “فُعَال” بضم: وذلك على نحو: شُجَاع.
    • “فَعال” بالفتح والتخفيف: وذلك على نحو: جَبَان.
  • ستة أوزان مشتركة بين الوزنين، وهي:[٤]
    • “فَعْل” بفتحٍ ثمّ سكون: وذلك على نحو: ضَخْم من ضَخُمَ، وسَبْط من سَبِطَ.
    • “فِعْل” بكسرٍ ثمّ سكون: وذلك على نحو: صِفْر من صَفِرَ، ومِلْح من مَلُحَ.
    • “فَعِل” بفتحٍ ثمّ كسر: وذلك على نحو: فَرِحْ من فَرِحَ، ونَجِسْ من نَجُسَ.
    • “فُعْل” بضمٍ ثمّ سكون: وذلك على نحو: حُرّ من حَرَّ، وصُلْب من صَلُبَ، ومُرٌّ من مَرَّ.
    • “فاعِل” وذلك على نحو: صاحب من صَحِبَ، وطاهر من طَهُرَ، كون وزن “فاعل” صفة مشبّهة إذا أضيف إلى مرفوعه، وذلك ليدلّ على الثبات، وذلك على نحو: الطفلُ طاهرُ القلبِ.
    • “فَعِيل” وذلك على نحو: كريم من كَرُم، وبخيل من بَخُلَ، وكذلك الصفة المشبهة من الفعل قدر هي قدير.
  • أما الصّفة المشبهة من غير الثلاثي فتُصاغ وفقًا لما يأتي:[٥]
    • تُصاغ على وزن اسم الفاعل: إذا كان مضافًا إلى مرفوعه، ليدلّ على الثّبات، وذلك على نحو: الرجلُ مُتّقِدُ الذّهنِ، فالذّهن هو فاعل الفعل اتّقد إذا ما قيل “اتّقد ذهنُ الرجل” وقد أضيفت إلى لفظ اسم الفاعل فأفادت معنى الثّبوت على أنّها صفة مشبّهة باسم الفاعل للفعل الفوق الثلاثي “اتّقد”.
    • تُصاغ على وزن اسم المفعول: إذا كان مضافًا إلى مرفوعه، ليدلّ على الثّبات، وذلك على نحو: الرجل ممدوح الطّبعِ.

يمكنك أن تطّلع على أمثلة أخرى لأوزان الصفة المشبّهة من هذا المقال: أوزان الصفة المشبّهة.

عمل الصفة المشبهة

كي تعمل الصفة المشبهة فإنّ ذلك يحتاج إلى شروط وأحوال لا بدّ من مراعاتها، وتفصيلها فيما يلي:

شروط عمل الصفة المشبهة

لعمل الصفة المشبهة هنالك شروط لا بدّ أن تتحقق قد ذكرها النحاة، وهي:[٦]

  • ألّا يتقدّم معمولها عليها: فلا يمكن أن يُقال: “زيدٌ الوجهَ حسن”.
  • أن يكون معمولها سببيًّا: بمعنى أن يشتمل على ضمير يربطه بموصوفه، وذلك على نحو: زيدٌ حسنٌ وجهَهُ، فالضمير هنا الهاء، وقد يُقدَّر وذلك على نحو: زيدٌ حسنٌ وجهًا.
  • ألّا يكون معمولها أجنبيًّا: أي لا يربطه بموصوفه أي ضمير، فلا يمكن القول: “زيدٌ حسنٌ عمرًا”.

أحوال معمول الصفة المشبهة

أحوال معمول الصفة المشبهة هي أربعة مشهورة، وهي:[٦]

  • الرفع على الفاعلية: ذلك إذا كان المعمول مُضافًا إلى ضمير الموصوف، وكان مرفوعًا على نحو: أخوكَ حَسَنٌ صوتُهُ، هنا “صوته” فاعل للصفة المشبّهة، مثال: اشتريتُ القلمَ الأزرقَ لونُهُ، “لونُه” فاعل للصفة المشبّهة مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره، والهاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل جر بالإضافة.
  • النصب على الشبيه بالمفعول به: ذلك إذا كان المعمول اسمًا معرفة منصوبًا، وذلك على نحو: أخوكَ الحسنُ خلقَهُ، “خلقَه” اسمٌ منصوب على شبه المفعوليّة، مثال: زرْتُ القلعةَ الكبيرةَ السّاحةَ، “السّاحة” اسمٌ منصوب على شبه المفعوليّة للصفة المشبّهة وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • النصب على التمييز: ذلك إذا كان المعمول اسمًا نكرة مجرّدًا من أل والإضافة، وذلك على نحو: أخوكَ حسنٌ صوتًا، “صوتًا” تمييز منصوب، مثال: الطالبُ حسنٌ خُلُقًا، “خُلُقًا” تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.
  • الجر على الإضافة: وذلك إذا كان معمول الصفة المشبّهة مجرورًا، وذلك على نحو: أخوكَ الحسنُ الخلقِ، “الخلق” مضاف إليه ومجرور، وهنا يكون المعمول معرفة، مثال: الرجلُ كريمُ المنشأ، “المنشأِ” مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.

نماذج إعراب الصفة المشبهة

تُعرب الصّفة المشبّهة باسم الفاعل بحسب موقعها من الكلام، مثال:

  • هذا هو الخطيبُ الطَّلْق: الطلق: صفة الخطيب مرفوعة وعلامة رفعها الضّمة الظّاهرة على آخره.
  • المدرّسُ بليغٌ قولُهُ: بليغٌ: خبر مقدم للمبتدأ المؤخر “قوله” مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضم الظّاهر على آخره.
  • الجندي عظيمٌ رأيه: عظيم: خبر مقدم للمبتدأ المؤخر “رأيه” مرفوع، وعلامة رفعه تنوين الضّم الظّاهر على آخره.
  • كان عمر -رضي الله عنه- شُجاعًا في الحقِّ غير جبانٍ: شجاعًا: خبر كان منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره، جبان: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرّه تنوين الكسر الظّاهر على آخره.
  • إنّ التّلميذَ مُتّقِدُ الذّهنِ: مُتّقِدُ: خبر “إنّ” مرفوع، وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.

الفرق بين الصفة المشبهة واسم الفاعل

يُقال للصّفة المشبهة أنّها مشبّهة باسم الفاعل، لذا لا بدّ من النظر إلى النقاط التي تجمعها باسم الفاعل، والتي تختلف بها عنه، وهي كالآتي:

أوجه الاختلاف

تختلف الصفة المشبهة عن اسم الفاعل فيما يأتي:[٧]

  • يستحسن في الصّفة المشبّهة أن تُضاف إلى فاعلها على عكس اسم الفاعل الذي لا يمكن إضافته إلى فاعله.
  • تُصاغ الصّفة المشبّهة للدلالة على ثبوت الحدث في الأزمنة الثلاثة على خلاف اسم الفاعل الذي يدلّ على الحدث في زمنٍ واحدٍ، فهو لا يدل على الاستمرار بل يدلّ على حصول هذا الحدث وانتهائه.
  • تُصاغ الصّفة المشبّهة من الفعل اللّازم فقط بينما يُصاغ اسم الفاعل من اللّازم والمتعدّي على حدّ سواء.
  • يتفق اسم الفاعل مع الفعل مطلقًا، بينما لا توافق الصفة المشبّهة المشتقة من الفعل الثلاثي فعلها المضارع في الحركات والسكنات.
  • يأتي للصفة المشبّهة كثيرٌ من الأوزان، وذلك على خلاف اسم الفاعل الذي يختصّ بوزنين قياسيين أحدهما ثلاثي، والآخر فوق الثلاثي.
  • يجوز في اسم الفاعل أن يتقدّم معموله عليه، وذلك على نحو “الرجلُ عرضهُ حافظٌ”، بينما يمتنع ذلك في الصّفة المشبّهة، فلا يجوز أن يتقدّم معمولها عليها.
  • يمكن أن يأتي اسم الفاعل سببيًّا ويمكن أن يأتي أجنبيًّا، وذلك على خلاف الصّفة المشبّهة، فمعمولها لا يأتي إلّا سببيًّا.

أوجه الاتفاق

تتّفق الصّفة المشبّهة مع اسم الفاعل في نقطتين رئيستين، وهما:[٧]

  • اللفظ: الصّفة المشبّهة باسم الفاعل شأنها شأن اسم الفاعل فهي تذكّر وتؤنّث وتُثنّى وتجمع، فكما يمكن القول: “قائل وقائلة وقائلون وقائلات” كذلك يمكن القول: “جميل وجميلة وجميلون وجميلات”.
  • المعنى: أنّها تتحمّل الضمير وتطلب الاسم بعده، ولذا عملت عمله.

قد يكون هذا المقال مفيدًا لك: الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبّهة.

أمثلة على الصفة المشبهة من القرآن الكريم

ما أبرز تجليات الصفة المشبهة في القرآن الكريم؟

  • قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ * أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ}.[٨]
  • قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.[٩]
  • قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ}.[١٠]
  • قوله تعالى: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.[١١]
  • قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ}.[١٢]
  • قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ}.[١٣]
  • قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}.[١٤]
  • قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.[١٥]
  • قوله تعالى: {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}.[١٦]
  • قوله تعالى: {أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ}.[١٧]
  • قوله تعالى: {تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}.[١٨]
  • قوله تعالى: {فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا}.[١٩]
  • قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ}.[٢٠]

المراجع[+]

  1. عاصم البيطار، النحو والصرف، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 428. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، القاهرة:مكتبة ابن عطية، صفحة 138. بتصرّف.
  3. سيف الدين طه الفقراء، المشتقات الدالة على الفاعلية والمفعولية، عمان – الأردن:منشورات كلية الدراسات العليا في الجامعة الأردنية، صفحة 140. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، الرياض:دار الطلائع، صفحة 116، جزء 3. بتصرّف.
  5. ابن هشام، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، بيروت:دار الفكر المعاصر، صفحة 212، جزء 3. بتصرّف.
  6. ^ أ ب مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 282، جزء 3. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ابن عثيمين، شرح ألفية ابن مالك، صفحة 8. بتصرّف.
  8. سورة عبس، آية:1 – 2
  9. سورة الكوثر، آية:3
  10. سورة يس، آية:80
  11. سورة هود، آية:24
  12. سورة الرعد، آية:16
  13. سورة الأعلى، آية:5
  14. سورة البقرة، آية:69
  15. سورة البقرة، آية:171
  16. سورة المزمل، آية:17
  17. سورة يوسف، آية:43
  18. سورة التحريم، آية:5
  19. سورة طه، آية:86
  20. سورة البقرة، آية:216






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب