X
X


موقع اقرا » صحة » عيون » السابحات

السابحات

السابحات


تفسير قوله تعالى (والسابحات سبحا* فالسابقات سبقا)

ورد قوله تعالى: (والسابحات سبحا* فالسابقات سبقا)،[١] في سورة النازعات، حيث تعددت أقوال أهل التفسير في معناهما، وسيتم بيان معنى كل آية على النحو الآتي:

تفسير آية (فالسابحات سبحا)

تعددت أقوال أهل التفسير في قوله-تعالى: (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا)،[٢]كما سيتم ذكر هذه الأقوال على النحو الآتي:[٣]

  • هي الملائكة تُسبح أرواح المؤمنين، وقال به علي بن أبي طالب-رضي الله عنه.
  • الذي يسبح في الماء، فأحيانًا ينغمس، وأحيانًا يرتفع يسلُّونها سلاًّ رفيقًا بسهولة، ثم يدعُونهَا حتى تستريح، أي كالسابح بالشيء في الماء يرفق به، وقد قال به الكلبيّ.
  • أما مجاهد وأبو صالح فقد قالا: هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين لأمر الله-تعالى-.
  • وعن مجاهد أيضًا قال بأن السابحات تعني أن الموت يسبح في نفوس بني آدم، وقيل: هي الخيل الغزاة.

تفسير آية (فالسابقات سبقا)

تعددت أقوال أهل التفسير في قوله تعالى: (فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا)،[٤] كما سيتم ذكر هذه الأقوال فيما يلي:[٥]

  • ذكر بأنها الملائكة التي تسبق الجن باستماع الوحي.
  • وقال أبو الوراق: الملائكة سبقت بني آدم إلى العمل الصالح.
  • وذكر أنها الملائكة سبقت إلى الملائكة والتصديق الجازم، وقال به الحسن.
  • وذكر مقاتل أنها الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة.[٦]
  • وفسرت أيضًا بالأنفس السابقات إلى طاعة الله-تعالى- ومرضاته.[٦]

تعريف عام بسورة النازعات

إن سورة النازعات من السور المكية، وعدد حروفها سبعمائة وثلاثة وخمسون حرفًا، وكلماتها مائة وسبع وسبعون كلمة، أما آياتها فهي ست وأربعون آية؛[٧]وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم لقوله -تعالى- في أولها: (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً).[٨][٩]

ونزلت سورة النازعات بعد سورة النبأ؛[٩] وكان من مناسبة السورة لما قلبها التشابه في الموضوعات فكلتا السورتين تتحدثان عن يوم القيامة وأحواله، ومصير كل من المؤمنين والمشركين، وكذلك التشابه في مطلع السورة وختامها، حيث كان مطلع كلتا السورتين عن البعث والقيامة، أما الخاتمة كانت بالدليل والبرهان على وقوع مجيء القيامة وأهوالها.

موضوعات سورة النازعات

احتوت سورة النازعات على موضوعات مهمة، حيث اهتمت السورة كسائر السور المكية ببيان أصول العقيدة من التوحيد والنبوة والبعث؛ وفيما يلي بيان ذلك:[١٠]

  • القسم على وقوع البعث، والقسم بالملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد لإثبات البعث.
  • وصفت أحوال المشركين المنكرين للبعث، كما أنها صورت مدى الذعر والفزع والاضطراب الشديد الذي يكونون عليه يوم القيامة.
  • ذكر قصة موسى-عليه السلام- مع الطاغية فرعون الذي ادّعى الربوبية، ثم أهله الله وجنوده غرقًا في البحر، للعظة والعبرة، والدلالة على كمال القدرة الإلهية.
  • مخاطبة الله -تعالى-لمنكري البعث؛ خطابًا يتضمن إثبات البعث بالبرهان الحسي، متحديًا طغيانهم وتمردهم على رسوله-صلى الله عليه وسلم-.
  • ختمت السورة الكريمة ببيان أهوال يوم القيامة، وانقسام الناس فيه إلى فريقين فمنهم السعداء ومنهم الأشقاء، وذكر سؤال المشركين عن موعد الساعة، وتفويض أمرها لله-تعالى-.
  • تأكيد حدوث الساعة وذهول المشكرين من أهوالها؛ ومعرفتهم أن بقاءهم في الدنيا كمقدار العشي أو الضحى؛ لقوله -تعالى-: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها).[١١]

المراجع

  1. سورة النازعات، آية:3-4
  2. سورة النازعات، آية:3
  3. سراج النعماني (1998)، اللباب في علوم الكتاب (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 123-124، جزء 20.
  4. سورة النازعات، آية:4
  5. نجم الدين الحنفي (2019)، التيسير في التفسير (الطبعة 1)، اسطنبول:دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث، صفحة 197، جزء 15. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ابن قيم الجوزية (2019)، التبيان في أيمان القرآن (الطبعة 4)، الرياض:دار عطاءات العلم، صفحة 213، جزء 1. بتصرّف.
  7. أحمد الثعلبي (2015)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن (الطبعة 1)، جدة:دار التفسير، صفحة 361، جزء 28. بتصرّف.
  8. سورة النازعات، آية:1
  9. ^ أ ب جعفر شرف الدين (1420)، الموسوعة القرآنية خصائص السور (الطبعة 1)، بيروت:دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 53، جزء 11. بتصرّف.
  10. وهبة الزحيلي (1991)، التفسير المنير (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 31-32، جزء 30. بتصرّف.
  11. سورة النازعات، آية:46






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب