X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » الأفعال الناقصة في اللغة العربية

الأفعال الناقصة في اللغة العربية

الأفعال الناقصة في اللغة العربية


الفعل التّام والفعل الناقص

الفعل نوعان تام وناقص، فالفعل التّام: هو الفعل الذي يدلّ على حدث وزمن معيّن في آن واحد، ويمكن أن يكتفي بمرفوعه، وهو الفاعل أو نائب الفاعل، مثل: دَرَسَ الطّالبُ، وتُقطفُ الأزهارُ. فـ” الطّالبُ ” فاعل لدرس، و” الأزهارُ ” نائب فاعل لـ “تُقطف”، والفعل النّاقص: هو الفعل الذي يدلّ على زمن معيّن ولا يدلّ على حدث، لذلك لا يأخذ فاعلًا ولا مفعولًا، لعدم وجود الحدث الذي سيقوم به الفاعل، أو الذي سيقع على المفعول، وإنّما اسمًا وخبرًا، ولا يكتفي بمرفوعه الاسم، بل يحتاج إلى منصوبه الخبر لإتمام المعنى المراد من الجملة، مثل: كان الوقتُ متأخرًا، فالجملة واضحة ومفيدة المعنى، بينما لو قيل: كان الوقت، فالكلام غير مفهوم ولا مجزئ، وفي هذا المقال سيتمّ الحديث حول الأفعال الناقصة في اللغة العربية.

الأفعال الناقصة في اللغة العربية

سبق الحديث عن الفعل، بأنّه كلّ لفظ دلّ على معنى مقترنًا بالزّمن، وهذا المعنى هو الحدث، فإذا اجتمع في اللّفظ الزّمن والحدث، كان فعلًا تامًا، وإذا دلّ الفعل على الزّمن مجردًا من الحدث كان فعلًا ناقصًا، إذًا فكلّ فعل من الأفعال النّاقصة في اللّغة العربيّة، ليس له فاعل لافتقاره للحدث، وإنّما يدخل على الجملة الاسميّة، فيبقي المبتدأ مرفوعًا ويسمّى اسمه، وينصب الخبر، ويسمّى خبره، ولذلك سمّيت الأفعال النّاقصة النّواسخ، لأنّها أحالت حكم المبتدأ والخبر اللّذين دخلت عليهما إلى آخر، أي المبتدأ أصبح اسمًا للفعل النّاقص مرفوعًا، وخبر المبتدأ المرفوع خبرًا للفعل النّاقص منصوبًا، مثل: قول الله -تعالى-: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}. دخلت كان هنا على الجملة اللهُ عليمٌ حكيمٌ، فأبقت المبتدأ مرفوعًا، وسُمّيَ اسمها، ونصبت الخبر، وسُمّيَ خبرها، الله: اسم الجلالة، مبتدأ، عليمٌ، حكيمٌ: خبر أوّل وخبر ثانٍ، فدخلت كان على الجملة الاسميّة، والاختلاف بين كاد وأخواتها وكان وأخواتها بأن خبر كاد وأخواتها لا يأتي إلا جملة فعلية، فعلها فعل مضارع، مثل: كاد السّيل يجرف كلّ ما يعترضه. فجملة “يجرف” في محلّ نصب خبر كاد، بينما خبر كان وأخواتها، يمكن أن يكون مفردًا، ويمكن أن يكون جملة فعليّة، أو اسميّة، وتقسم الأفعال النّاقصة في اللّغة العربيّة إلى قسمين: [١]

  • كان وأخواتها: كان، ليس، أصبح، أضحى، ظلّ، صار، أمسى، بات، ما زال، ما دام. ، ما فتِئ، ما برِحَ، ما انفَكَّ.
  • كاد وأخواتها: كادَ، كَرَب، أَوْشَك، عَسَى، حَرَى، اخْلَوْلَق، أَنْشَأ، طَفِق، جَعَل، هَبَّ، عَلَقَ، هَلْهَلَ، أَخَذَ، بَدَأ.

معاني كان وأخواتها

لكلِّ فعلٍ في اللغةِ معن، لذلك تعدّدت الألفاظ واختلفت مبانيها، كما اختلفت معانيها نسبةً إلى موقعها في السياق، ومن ذلك كان وأخواتها، التي سجّل النحو لكلّ فعلٍ منها معنى، ومن معاني كان وأخواتها ما يأتي: [١]

  • كان: تفيد اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في الزّمن الذي وقعت فيه، مثل: كان الطّالبُ مجتهدًا. فاتّصف الطّالب بالاجتهاد في الزمن الماضي.
  • أصبح: تفيد اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في الصّباح، مثل: أصبح المريض يأكلُ ويشربُ. اتّصف المريض بالتّحسّن من خلال أكله وشربه في الصّباح.
  • أمسى: تفيد اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في المساء، أمستِ الامتحانات على الأبواب.
  • ظلّ: تفيد اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في النّهار، مثل: ظلّتِ الأنهارُ “مياهُها تفيضُ”.
  • أضحى: تفيد اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في الضّحى، مثل: أضحى الجوُّ باردًا
  • بات: تفيد اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في اللّيل، مثل: باتَ الرجلُ حزينًا على فراق ابنه.
  • صار: تفيد التّحوّل -تحوّل الاسم إلى الخبر-، مثل: صار العجينُ خبزًا.
  • ليس: تفيد نفي اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في الزّمن الحالي إن لم تقيد بزمن معيّن، فإن قيّدت بزمن فهي بحسب الزّمن الذي قيّدت به. ليس الطقسُ باردًا بعدَ غدٍ.
  • ما دام: تفيد بيان المدّة، مثل: اعملْ ما دمتَ قويًّا.
  • ما زال، ما برح، ما انفكّ، ما فتئ: تفيد الاستمرار، مثل: مازال المطرُ منهمرًا.

أمثلة إعرابيّة على الأفعال الناقصة

بعد التّعرّف على الأفعال النّاقصة في اللّغة العربيّة، لابدّ من تطبيقات إعرابيّة مناسبة لها، تزيد البحث وضوحًا، بَدءًا بشاهد من كتاب الله -عزّ وجلّ- ثمّ ذكر شواهد شعريّة كما يأتي:

المثال الأول

قال الله تعالى: {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ}[٢] الشّاهد في الآية الكريمة: {كانوا عنها غافلين}، وجه الاستشهاد فيها: دخول كان النّاسخة على الجملة الاسميّة: هم عنها غافلون، إذ أبقت المبتدأ مرفوعًا وأصبح اسمها، ونصبت الخبر وأصبح خبرها.

المثال الثاني

سَلي، إنْ جَهِلْتِ النّاسَ عَنَّا وعنهُمُ

فَلَيْسَ سَواءَ عالمٌ وجَهولٌ [٣]

البيت للسّموأل، يقول مخاطبًا المحبوبة، إن كنت تجهلين قدرنا، فاسألي النّاس عنّا، لتتعرّفي الحقيقة، فلا يستوي عالم وجاهل، الشّاهد قوله: “ليس سواءَ عالمٌ وجهولُ”، وجه الاستشهاد: قدّم الشّاعر خبر “ليس” “سواءَ” على اسمها “عالمٌ”. وهذا التّقديم جائز، والإعراب كالآتي:

  • سلي: فعل أمر مبنيّ على حذف النون، والياء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعلًا.
  • إنْ: حرف شرط جازم.
  • جهلتِ: فعل ماض مبنيّ على السّكون، والتّاء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعلًا، وهو فعل الشّرط، وجواب الشّرط محذوف، يدلّ عليه ما سبق، تقديره” :إن جهلت فاسألي.”
  • النّاسَ: مفعول به منصوب وعلامة تصبه الفتحة.
  • عنّا: حرف جرّ، و”نا”: ضمير متّصل مبنيّ في محل جرّ بحرف الجرّ، والجارّ والمجرور متعلّقان بـ”سلي”.
  • وعنهم: الواو حرف عطف، و”عن”: حرف جر.
  • هم: ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ معطوف على “عنّا”.
  • فليس: الفاء حرف استئناف” ،ليس”: فعل ماض ناقص. سواءَ: خبر ” ليس” منصوب وعلامة نصبه الفتحة. تقدّم على الاسم وهو جائز.
  • عالمٌ: اسم “ليس” مرفوع وعلامة رفعه الضّمة، وجهول: الواو حرف عطف، جهول: اسم معطوف على “عالم” مرفوع .
  • الجمل: جملة “سلي ” ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة “إنْ جهلت” اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب، وجملة “ليس سواء عالم وجهول”: استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.

المثال الثالث

لا يأمنُ الدّهرَ ذو بغيٍ ولو ملكً

جنودُهُ ضاقَ عنها السّهلُ والجبلُ [٤]

نسبه هارون في معجمه إلى المنقري، يقول فيه: الظّالم يبقى قلقًا فلا يأمن غدر الدّهر وتقلّباته، ولو كان ملكًا وكثير الجند والحراثة، الشّاهد: “ولو ملكًا”، وجه الاستشهاد: جواز حذف كان النّاقصة مع اسمها، إن فهم المعنى من السّياق وإبقاء خبرها وهو قوله: ملكًا، بعد لو الشّرطية، والتّقدير: ولو كان الباغي ملكًا، وإعرابه:

  • لا يأمن: لا نافية، يأمن: فعل مضارع مرفوع.
  • الدّهر: مفعول به منصوب، ذو: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهومضاف، بغيٍ: مضاف إليه مجرور.
  • الواو: حالية.
  • لو: حرف شرط غير جازم، ملكًا خبر كان المحذوفة منصوب.
  • جنودُهُ: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والهاء: ضمير متّصل في محل جرّ مضافًا إليه، ضاق: فعل ماض مبني عنها: جار ومجرور متعلقان بـ” ضاق”
  • السّهل: فاعل مرفوع، الواو: عاطفة، الجبل: اسم معطوف على مرفوع مرفوع مثله.
  • الجمل: ” لايأمن ذو بغي”: ابتدائيّة لامحلّ لها من الإعراب، “لوكان ملكًا”: في محل نصب حال، ” جنوده، والجبل”: نصب صفة، “ضاق”: رفع خبر جنود.

المثال الرابع

ألا يا اسلَمِي، يا دارَميَّ، على البِلى

ولا زالَ مُنهلًّا بجرعائِكِ القطرُ [٥]

البيت لذي الرّمّة غيلان بن عقبة يقوله في صاحبته ميّة. يدعو لديار محبوبته بدوام السّلامة ودوام نزول المطر فيها، والشّاهد: “ولا زالَ مُنهلًّا بجرعائِكِ القطرُ”، وجه الاستشهاد: إعمال “زال” عمل كان النّاقصة، بعد “لا” النافية التي تفيد الدعاء، وإعرابه كالآتي:

  • ألا: حرف استفتاح وتنبيه، يا: أداة نداء، والمنادى محذوف” يا دار..”.
  • اسلمي: فعل أمر مبني على حذف النّون لاتّصاله بياء المؤنثة المخاطبة، الياء: ضمير متّصل “فاعل”.
  • دار: منادى مضاف منصوب، ميّ مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصّرف للعلميّة والتّأنيث.
  • الواو: عاطفة.
  • لا زال: لا: نافية تفيد الدّعاء، زال: فعل ماضٍ ناقص.
  • منهلّا: خبر لا زال مقدّم منصوب.
  • القطر: اسم لا زال مؤخّر مرفوع.
  • الجمل: ألا يا دار: ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب، اسلمي: استئنافيّة، لا محلّ لها من الإعراب، يا دارَميَّ: استئنافيّة، لا محلّ لها من الإعراب، لا زالَ مُنهلًّا بجرعائِكِ القطرُ: معطوفة على جملة لامحلّ لها فهي مثلها لامحلّ لها.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب “الأفعال الناقصة (كان وأخواتها)”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019. بتصرّف.
  2. سورة الأعراف، آية: 136.
  3. ” السموأل >> إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019.
  4. “حذف كان”، www.books.google.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-06-2019.
  5. “ألا يا اسْلَمي يا دار مَيّ على البِلى”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-6-2019.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب