X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » إعراب المصدر المؤول

إعراب المصدر المؤول

إعراب المصدر المؤول


إعراب المصدر المؤول

يُعرَّف المصدر المؤوَّل بأنّه اسم مكوَّن من جزأين، يكون الجزء الأول منه حرفًا مصدريًّا، وهو “أنْ الناصبة، أنَّ الحرف المشبه بالفعل، كي الناصبة، لو المصدرية، ما” ثم يأتي بعده جملة اسمية أو جملة فعلية فعلُها مضارع، ويجب التّنويه إلى أنّ الحرف المصدري قد يكون ظاهرًا أو مضمرًا، ويكون إعراب المصدر المؤول كإعراب مصدره الصريح حسب موقعه في الجملة في حالة الرفع والنصب والجر.[١]

فمثلًا يقال: نويتُ أن أصومَ هي نفسها نويت الصيامَ، ويكون إعراب الصيام: مفعولًا به؛ وهكذا يكون إعراب المصد المؤول أن أصوم: مفعولًا به، ومن أنواع المصدر المؤول أن تأتي أن مع الفعل المضارع أو “كي” مع الفعل المضارع أو ما مع الفعل الماضي وغير ذلك من الأنواع الأخرى.[١]

وقد يتساءل البعض: لماذا سُمّيَ المصدر المؤول بهذا الاسم؟ والجواب عن هذا السؤال يكون بالعودة إلى معنى كلمة التأويل في اللغة، وهي من “الأَوْل” ومعناها: الرجوع، وبذلك يكون المصدر المؤول هو المصدر الذي يمكن إرجاعه إلى مصدر صريح،[١] وللإجابة عن سؤال: هل المصدر المؤول معرفة أم نكرة؟ فإنّ الجواب هو أن المصدر المؤول معرفة، وبعد توضيح بعض النقاط عن المصدر المؤول سيُذكَر حالات إعراب المصدر المؤول مع تغيُّر موقعه.[٢]

المصدر المؤول في محل رفع

الرفع هو واحد من حالات إعراب المصدر المؤول:[٣]

  • مبتدأ: والغالب أنه إذا وقع المصدر المؤول في بداية الكلام يعربمبتدأ، كقوله تعالى: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}،[٤] والشاهد هو: “أن تصوموا”، والتقدير: صيامكم خير لكم، فيكون إعراب صيامكم: مبتدأ مرفوع.
  • خبر: مثل أن يقال:العطاءُ أن تعطي ما تحتاج إليه، والشاهد هو: “أن تعطي”، والتقدير: العطاء إعطاؤك ما تحتاج إليه، فيكون إعراب إعطاؤك: خبر مرفوع.
  • فاعل: نحو: يعجبني أنك ناجح، والشاهد هو: “أنك ناجح”، والتقدير: يعجبني نجاحك، فيكون إعراب نجاحك: فاعل مرفوع.

المصدر المؤول في محل نصب

ومن حالات مجيء المصدر المؤول في محل نصب:[٥]

  • مفعول به: وهو أن يأتيَ بعد فعل متعدٍّ يحتاج مفعولًا به، كقوله تعالى: {وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم}،[٦] والشاهد هو: “أنكم أشركتم” والتقدير: ولا تخافون إشراككم، فيكون إعراب إشراككم: مفعول به للفعل تخافون.
  • سد مسد المفعولين: ويكون بعد الأفعال المتعدية لاثنين، وهي أفعال الظن واليقين، نحو: علمت أن الله رحيم، فيكون إعراب المصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي علمت.

المصدر المؤول في محل جر

ومن حالات مجيء المصدر المؤول في محل جر بالإضافة:[٧]

  • بالإضافة: وهو أن يأتي بعد الأسماء غير المعرفة بألـ وبعد الأسماء غير المنونة ومنها الظروف، نحو: ودع أحمد صديقه قبل أن يسافر، والشاهد هو: “أن يسافر”، والتقدير: ودع أحمد صديقه قبل سفره، فيكون إعراب سفره: مضاف إليه مجرور.
  • جر بحرف جر: وهو أن يأتي قبل المصدر المؤول حرف جر إما ظاهر وإما مقدر فيعرب المصدر المؤول مجرور بحرف جر، ويكون الظاهر نحو: سمعت بأنك مسافر، والشاهد هو: “بأنك مسافر”، والتقدير: سمعت بسفرك، فيكون إعراب: بسفرك جار ومجرور متعلقان بالفعل سمعت.
  • ويكون المقدر نحو: يدرس خالد كي ينجح، والشاهد هو: “كي ينجح”، والتقدير: يدرس خالد للنجاح، وهنا جُرَّ المصدر المؤول بحرف الجر اللام وهو مقدر، فيكون إعراب: للنجاح جار ومجرور متعلقان بالفعل يدرس .

أمثلة على المصدر المؤول مع الإعراب

  • أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه: الشاهد هنا: “أن تسمع” مصدر مؤول من أن والفعل المضارع؛ أي: سماعك بالمعيدي خير.
    • أن: حرف مصدري ونصب.
    • تسمع: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والمصدر المؤول من أن وما بعدها “أن تسمع” في محل رفع مبتدأ.
    • بالمعيدي: جار ومجرور متعلقان بالفعل تسمع.
    • خير: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • من: حرف جر.
    • أن: حرف مصدري ونصب.
    • تراه: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من أن وما بعدها “أن تراه” في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالخبر خير.
  • لم يكفه أن ينجح، بل حاز المرتبة الأولى: الشاهد هنا: “أن ينجح” مصدر مؤول من أن والفعل المضارع؛ أي: لم يكفه نجاحه.
    • لم: حرف جزم ونفي وقلب.
    • يكفه: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
    • أن: حرف مصدري ونصب
    • ينجح: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخرة، والمصدر المؤول من أن وما بعدها “أن ينجح” في محل رفع فاعل.
  • قال الله تعالى:{وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ}.[٨]: الشاهد هنا: “أن يحق” مصدر مؤول من أن والفعل المضارع؛ أي: يريد الله إحقاق الحق.
    • ويريد: الواو بحسب ما قبلها، يريد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • أن: حرف مصدري ونصب.
    • يحق: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والمصدر المؤول من أن وما بعدها “أن يحق” في محل نصب مفعول به.
    • الحق: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • بكلماته: الباء حرف جر ، كلماته اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يحق.
  • قال الله تعالى:{مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ}.[٩]: الشاهد هنا: “أن يأتي” مصدر مؤول من أن وما بعدها؛ أي: من قبل إتيان يوم.
    • من قبل: جار ومجرور متعلقان بما قبلهما.
    • أن: حرف مصدري ونصب.
    • يأتي: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والمصدر المؤول من أن وما بعدها “أن يأتي” في محل جر بالإضافة.
    • يوم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • قال الله تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ}،[١٠] الشّاهد في الآية الكريمة: {لَوْ تَغْفُلُونَ}، مصدر مؤوّل من لو والفعل المضارع تغفلون، أي: ودّوا غفلتكم.
    • ودّ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظّاهر على آخره.
    • الذين: اسم موصول مبنيٌّ على الفتح في محلّ رفعٍ فاعلًا.
    • كفرُوا: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الضّمّ لاتّصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متّصل في محلّ رفعٍ فاعلًا، وجملة “كفروا” صلة الموصول لامحلّ لها من الإعراب.
    • لو: حرف مصدريٌّ.
    • تغفلون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النّون في آخره لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ رفعٍ فاعلًا.
    • لو تغفلون: المصدر المؤوّل “لو تغفلون” في محلّ نصبٍ مفعولًا به.
  • قال الله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}،[١١] الشّاهد في الآية الكريمة: {أَن يُخَفِّفَ}، مصدر مؤوّل من أن والفعل المضارع، أي: يريد اللهُ التّخفيفَ.
    • يريد: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.
    • أنْ: حرف مصدريّ ونصب.
    • يخفّفَ: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • أن يخفّف: المصدر المؤوّل في محل نصبٍ مفعولًا به.
  • أجَـارَتَنـا إِنَّ الخُطُـوبَ تَنـوبُ ** وإنِّـي مُقِيـمٌ مَا أَقَـامَ عَسِيـبُ[١٢] الشّاهد في البيت السّابق ما أقام، مصدر مؤوّل من ما المصدريّة والفعل الماضي أقام، أي: مدّة إقامة عسيب، و”عسيب”: جبل قرب نجد.
    • ما: مصدريّة ظرفيّة زمانيّة مبنيّة على السّكون لا محلّ لها.
    • أقامَ: فعل ماض مبنيّ على الفتح الظّاهر على آخره.
    • ما أقام: المصدر المؤوّل “ما أقام” في محل نصبٍ مفعولًا فيه ظرف زمان، والظّرف: متعلّق بالمشتقّ “مقيم”.
  • قصرٌ لوَ أنَّكَ قد كحلتَ بنورهِ ** أعمى لعادَ إلى المقامِ بصيرَا[١٣] الشّاهد في البيت السّابق: أنّك كحلتَ مصدر مؤوّل من أنّ المصدرية واسمها وخبرها، أي: “ثبتَ تكحيلُك”.
    • لو: حرف شرط غير جازم، أو حرف امتناع لامتناع.
    • أنّكَ: أنّ: حرف مشبّه بالفعل، والكاف: ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ نصبٍ اسم إنّ.
    • قد: حرف تحقيق.
    • كحلتَ: فعل ماضٍ مبنيٌّ على السّكون لاتّصاله بتاء الرّفع المتحرّك، والتّاء: ضمير متّصل مبنيٌّ على الفتح في محلّ رفعٍ فاعلًا.
    • أنّك كحلتَ: المصدر المؤوّل “أنّك كحلتَ” في محلّ رفعٍ فاعلًا لفعلٍ محذوف، تقديره: لو ثبتَ تكحيلُك.

لقراءة المزيد من الأمثلة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أمثلة على المصدر الصريح والمؤول.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت رامي تكريتي، مدخل إلى عالم الإعراب، صفحة 122. بتصرّف.
  2. عباس حسن، النحو الوافي، مصر:دار المعارف، صفحة 371، جزء 2. بتصرّف.
  3. رامي تكريتي، الموجز في تعلم فن الإعراب، صفحة 95. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:184
  5. زكريا الطويل، الغاية في تعلم الإعراب، صفحة 110. بتصرّف.
  6. سورة الأنعام، آية:81
  7. رامي تكريتي، الموجزُ في تعلمِ فنِّ الإعرابِ، صفحة 97. بتصرّف.
  8. سورة الأنفال، آية:7
  9. سورة البقرة، آية:254
  10. سورة النساء، آية: 102.
  11. سورة النساء، آية: 28
  12. “أجارتنا إن الخطوب تنوب”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 02-08-2019.
  13. “واعمر بقصر الملك ناديك الذي”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-08-2019.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب