X
X


موقع اقرا » إسلام » أركان الإسلام والإيمان » أهمية صلاة الفجر وأسباب التكاسل عنها

أهمية صلاة الفجر وأسباب التكاسل عنها

أهمية صلاة الفجر وأسباب التكاسل عنها


أهمية صلاة الفجر

بشّر نبيّنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- مَن حافظ على صلاة الفجر وصلاة العشاء بأعظم أجر قد يسعى إليه المسلم؛ ألا وهو رؤية الله -سبحانه وتعالى-، حيث كان هذا الجزاء العظيم لمن حافظ على صلاة الفجر وصلاة العشاء.

قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا).[١]

ومن المعلوم أن صلاة الفجر هي الصلاة الوحيدة التي يتكرّر في أذانها أنّها خيرٌ من النوم، الأمر الذي يظهر أهمية تأديتها على وقتها،[٢] ولصلاة الفجر أهميّة كبيرة في الإسلام تظهر فيما يأتي :

الدخول في ذمة الله 

ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قوله: (مَن صلى الفجرَ، فهو في ذِمَّةِ اللهِ ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ بشيءٍ من ذِمَّتِهِ)،[٣] وذمّة الله -تعالى- كما فسّرها أهل العلم تعني حفظ الله -تعالى-، وقيل أمانة الله -تعالى-،[٤] كما تعني ذمّة الله عهد الله -تعالى-.[٥]

ومعنى “فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته” أيّ على الإنسان أن يحافظ عل هذه النعمة -نعمة حفظ الله له- وألا يضيّعها بمعصيةٍ في النهار، فمن كان في ذمة الله -تعالى- فقد دخل في دخل في حفظ الله وعليه ألا يضيع هذا الحفظ بالمعاصي.[٥]

تحصيل شهادة الملائكة

يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ باللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلَاةِ الفَجْرِ، وَصَلَاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ).[٦]

فصلاة الفجر تحضرها الملائكة الكرام، وتشهد فيها للعبد بالقيام بالصلاة والطاعة، وهو وقت صعود الملائكة لعرض الأعمال حيث يسألهم الله تعالى عن حال أهل الفجر، لتخبره الملائكة عندها بمحافظة أهل الفجر على صلاتهم.[٧]

وقد ذكر أهل العلم أنّ الله -تعالى- أراد أن يُظهر فضل طاعة البشر للملائكة، وإظهار حرص عباد الله -تعالى- على الطاعة في أصعب الأوقات ومنها الفجر،[٨] وقد سمّى الله -سبحانه وتعالى- أهل الفجر بأنّهم عباده فقال: (كيف تركتم عبادي؟) وكأنّه بذلك يُظهر فضلهم للملائكة.[٨]

البراءة من النفاق

بين النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن الغياب عن صلاة الفجر علامة من علامات أهل النفاق؛ حيث قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ).[٩]

لذا فمن شهد صلاة الفجر فقد نال البراءة من النفاق، والمؤمن هو الذي يتحمّل المشاق ويضحي بالنوم والراحة طمعاً بما عند الله -تعالى-، وفي هذا دليل على صدق إيمانه بخلاف المنافق.[١٠]

وقد وصف الله -تعالى- حال المنافقين عند القيام للصلاة فقال -تعالى-: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى﴾،[١١] فالمنافق لا يجد حماساً ونشاطاً للعبادة ويتكاسل عنها، ومَن كان نشيطاً ومحافظاً على صلاة الفجر فقد برء من صفات المنافقين.

تحصيل الأجر العظيم 

خص النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صلاة الفجر بأجر عظيم أكبر من الدنيا وما فيها؛ ويظهر ذلك في قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا).[١٢]

وقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يسرع لصلاة ركعتي الفجر، حيث ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- قولها :(ما رأَيْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُسرِعُ إلى شيءٍ مِن النَّوافلِ أسرَعَ منه إلى الرَّكعتَيْنِ قبْلَ الصُّبحِ ولا إلى غنيمةٍ يغتَنِمُها).[١٣]

وقد علم الصحابة -رضوان الله عليهم- فضل ركعتي الفجر؛ فكان عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- يقول عن ركعتي الفجر: “هما أحب إليّ من حمر النّعم”، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول في أهمية الحفاظ على ركعتي الفجر: “لا تدع ركعتى الفجر ولو طرقتك الخيل”،[١٤] أيّ لو هجم عليه العدو.

أسباب التكاسل عن صلاة الفجر

إنّ لترك صلاة الفجر أسبابٌ كثيرةٌ، نذكر منها ما يأتي:[١٥]

  • المعاصي والذنوب، حيث سأل رجل الحسن فقال: أعياني قيام اللّيل، فردّ الحسن: قيدتك خطاياك.[١٦]
  • التغافل عن عظيم أجرها، والتغافل عن أنّها صلاة مشهودةٌ، قال -تعالى-: ﴿أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً﴾.[١٧]
  • الجهل بعقوبة تركها في الآخرة؛ حيث أخبر -صلّى الله عليه وسلّم- عن عقوبة مَن ينام عن الصلاة المكتوبة: (أَمَّا الذي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بالحَجَرِ، فإنَّه يَأْخُذُ القُرْآنَ، فَيَرْفِضُهُ، ويَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ).[١٨]
  • عدم الخوف من أن يبول الشيطان في أذنه؛ لما ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال: (ذُكِرَ عِنْدَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- رَجُلٌ نَامَ لَيْلَهُ حتَّى أصْبَحَ، قالَ: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ في أُذُنَيْهِ، أوْ قالَ: في أُذُنِهِ).[١٩]
  • السهر حتى يثقل على المصلي الاستيقاظ للفجر.

أمور معينة للمحافظة على صلاة الفجر

يُعد القيام إلى صلاة الفجر من المسائل التي تحتاج إلى جد ومثابرة واستمراريّة، وعلى المسلم الأخذ بالأسباب المعينة عليها، ومنها ما يأتي:[٢٠]

  • دعاء الله -تعالى- بأن يوفّقه للمحافظة على صلاة الفجر؛ فالعبد إذا أقرّ بتقصيره واجتهد بالدعاء فإن الله -تعالى- يوفّقه للطاعة.
  • النوم المبكر، فصلاة الفجر تسهل على من أخذ حظه من النوم.
  • عدم الإكثار من الأكل والشرب، حيث إنّ كثرة الأكل والشرب تثقل البدن والذهن.
  • اتخاذ المنبه الذي يساعد على الاستيقاظ من النوم في وقت الصلاة، وتكرار ضبط المنبه لضمان استيقاظه لصلاة الفجر.
  • قراءة قصص الصالحين وكيف كان حرصهم على صلاة الفجر.

المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن جرير بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:7434، صحيح.
  2. عبد الهادي وهبي، عظم اجر صلاة الفجر، صفحة 4. بتصرّف.
  3. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن سمرة بن جندب ، الصفحة أو الرقم:6344، صحيح.
  4. الصنعاني، التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 283. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 56. بتصرّف.
  6. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:632، صحيح.
  7. ابن بطال، شرح صحيح البخاري، صفحة 521. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ابن الجوزي، كشف المشكل من حديث الصحيحين، صفحة 427. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:651، صحيح.
  10. أبو العباس القرطبي ، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، صفحة 276. بتصرّف.
  11. سورة النساء ، آية:142
  12. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عائشة ، الصفحة أو الرقم:725، صحيح.
  13. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2457، أخرجه في صحيحه.
  14. ابن بطال ، شرح صحيح البخاري، صفحة 149. بتصرّف.
  15. إبراهيم الحقيل (12/12/2016)، “أسباب تضييع صلاة الفجر”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/12/2021. بتصرّف.
  16. المستغفري، فضائل القرآن، صفحة 396. بتصرّف.
  17. سورة الأسراء ، آية:78
  18. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن سمرة بن جندب ، الصفحة أو الرقم:1143، صحيح.
  19. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3270، صحيح.
  20. راغب السرجاني ، كيف تحافظ على صلاة الفجر، صفحة 69-93. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب