X
X


موقع اقرا » إسلام » معتقدات إسلامية » أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة

أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة

أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة


أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة

تمتاز حياة المسلم بأنّها تعجّ بالعبادات والأعمال الصّالحة وهو ما يرفع به المرء من مكانته في الدّنيا والآخرة، فقد وضع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دستورًا شاملًا يسير به المسلمين على الصّراط المستقيم، ولقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ فضل الأعمال الصالحة في هذه الأيام يفوق فضل الجهاد في سبيل الله؛ فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).[١]

وعلى الإنسان المسلم أن يستثمر مواسم الخير الوفير في هذه العشر المباركات والتي جعل الله لها فضلًا عظيمًا، وقد يتساءل البعض حول أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة، سيتمّ ذكر أفضلها فيما يأتي:[٢]

الصيام

فقد سنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صيام تسع ذي الحجّة، وخصّ بذلك اليوم التاسع من ذي الحجّة والذي يوافق يوم الوقوف في جبل عرفات،[٣] ولقد حثّ النبيّ فيما ورد عنه من السنّة على الإكثار من الأعمال الصالحة، وسيّد الأعمال الصالحة هو الصّوم، وذلك لما جاء في الحديث القدسيّ: (يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصومَ ، فإنه لي وأنا أجزي به).[٤]

التكبير والتحميد والتهليل

فذكر الله -سبحانه وتعالى- في الأيّام المعلومات -أي العشر- من الأعمال الصّالحة التي يستحبُّ الإكثار منها في هذه الأيام المباركات، وذلك لقوله تعالى في سورة الحجّ: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ).[٥]

وعن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللَّهِ ولا أحبُّ إليهِ منَ العملِ فيهنَّ من هذِهِ الأيَّامِ العَشرِ، فأَكْثروا فيهنَّ منَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ).[٦]

الحج والعمرة والأضحية

فأداء الحجّ والعمرة هما كفارتان من الذنوب والمعاصي، وهو من أفضل ما يقوم به المرء من الأعمال الصالحة، وقد قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحسن من الحديث: (الحجُّ المبرورُ ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ، قيل: وما بِرُّه؟ قال: إطعامُ الطَّعامِ وطِيبُ الكلامِ)،[٧] وذبح الأضاحي لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النّحر أو خلال أيام التشريق.

فضل شهر ذي الحجة

ذو الحجّة هو الشهر الثاني من الأشهر الهجريّة، وهو من الأشهر الأربعة الحرم التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والأحاديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي هذا الشهر الأيام العشر التي أقسم الله فيها في سورة الفجر، في قوله -تعالى-: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ).[٨]

وفيه وقفة الحجّاج على جبل عرفات ويكون ذلك في التاسع من هذا الشهر المبارك، ويأتي بعده في العاشر أولّ أيام التشريق وعيد الأضحى المبارك، وقد دارت في رحى هذا الشهر أحداث عظيمة منها غزوة بني قريظة وغزوة الخندق، وحجة الوداع للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومقتل الصحابيّان سيّدنا عمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان -رضي الله عنهما-.[٩]

فضل يوم عرفة

إنّ الوقوف في جبل عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجّة والدعاء والتضرّع إلى الله هو من أفضل الأعمال في عشر ذي الحجة،[١٠] ولقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- أهمية وعظمة هذا اليوم، فقد روى عبد الرحمن بن يعمر الديلي: (شَهِدْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعَرفةَ وأتاهُ ناسٌ من نَجدٍ، فأمَروا رجلًا، فسألَهُ عنِ الحجِّ، فقالَ: الحجُّ عرفةُ)،[١١] وفيه يعتق الله الناس من النار قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).[١٢]

فضل صيام يوم عرفة

إن صوم يوم عرفة يكفّر سنتين، السنة التي سلفت والسنة التي تأتي، وذلك ما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلمّ- في الحديث الصحيح، فقد روى أبو قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- فقال: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ)،[١٣] ولا حرج في صيام الأيام الأخرى من الأيّام المعلومات، وحجّاج بيت الله الحرام فلا يصوموا هذا اليوم العظيم وذلك من شعائر الحجّ.[١٤]

المراجع[+]

  1. رواه أبو داود ، في سنن أبي داود، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2438، صحيح.
  2. اطّلع عليه بتاريخ 01092019، “يسأل عن فضل العشر من ذي الحجة”، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2022. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 118، جزء 30. بتصرّف.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 592، صحيح.
  5. سورة الحج، آية: 28.
  6. رواه الإمام أحمد ، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 5446، صحيح.
  7. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2/167، إسناده حسن.
  8. سورة الفجر ، آية:1-2
  9. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 322. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 222. بتصرّف.
  11. رواه النسائي، في سنن النسائي ، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي ، الصفحة أو الرقم:3044، صححه الألباني .
  12. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1348 ، صحيح .
  13. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي ، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح .
  14. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، السعودية:الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 284، جزء 59. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب