أشعار الجاهلية في الغزل
جفون العذارى من خلال البراقع
يقول عنترة بن شداد:
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ
-
-
- أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
-
إِذا جُرِّدَت ذَلَّ الشُجاعُ وَأَصبَحَت
-
-
- مَحاجِرُهُ قَرحى بِفَيضِ المَدامِعِ
-
سَقى اللَهُ عَمّي مِن يَدِ المَوتِ جَرعَةً
-
-
- وَشُلَّت يَداهُ بَعدَ قَطعِ الأَصابِعِ
-
كَما قادَ مِثلي بِالمُحالِ إِلى الرَدى
-
-
- وعَلَّقَ آمالي بِذَيلِ المَطامِعِ
-
لَقَد وَدَّعَتني عَبلَةٌ يَومَ بَينِه
-
-
- وَداعَ يَقينٍ أَنَّني غَيرُ راجِعِ
-
وَناحَت وَقالَت كَيفَ تُصبِحُ بَعدَن
-
-
- إِذا غِبتَ عَنّا في القِفارِ الشَواسِعِ
-
وَحَقِّكَ لا حاوَلتُ في الدَهرِ سَلوَةً
-
-
- وَلا غَيَّرَتني عَن هَواك مَطامِعي
-
فَكُن واثِقاً مِنّي بِحسنِ مَوَدَّةٍ
-
-
- وَعِش ناعِماً في غِبطَةٍ غَيرِ جازِعِ
-
فَقُلتُ لَها يا عَبلَ إِنّي مُسافِرٌ
-
-
- وَلَو عَرَضَت دوني حُدودُ القَواطِعِ
-
خُلِقنا لِهَذا الحب مِن قَبلِ يَومِن
-
-
- فَما يَدخُلُ التَفنيدُ فيهِ مَسامِعي
-
أَيا عَلَمَ السَعدِي هَل أَنا راجِعٌ
-
-
- وَأَنظُرُ في قُطرَيكَ زَهرَ الأَراجِعِ
-
وَتُبصِرُ عَيني الرَبوَتَينِ وَحاجِر
-
-
- وَسُكّانَ ذاكَ الجِزعِ بَينَ المَراتِعِ
-
وَتَجمَعُنا أَرضُ الشَرَبَّةِ وَاللِوى
-
-
- وَنَرتَعُ في أَكنافِ تِلكَ المَرابِعِ
-
فَيا نَسَماتِ البانِ بِاللَهِ خَبِّري
-
- عُبيلَةَ عَن رَحلي بِأَي المَواضِعِ
وَيا بَرقُ بَلِّغها الغَداةَ تَحِيَّتي
-
-
- وَحَيِّ دِياري في الحِمى وَمَضاجِعي
-
أَيا صادِحاتِ الأَيكِ إِن مُتُّ فَاِندُبي
-
-
- عَلى تُربَتي بَينَ الطُيورِ السَواجِعِ
-
وَنوحي عَلى مَن ماتَ ظُلماً وَلَم يَنَل
-
-
- سِوى البُعدِ عَن أَحبابِهِ وَالفَجائِعِ
-
وَيا خَيلُ فَاِبكي فارِساً كانَ يَلتَقي
-
-
- صُدورَ المَنايا في غُبار المَعامِعِ
-
فَأَمسى بَعيداً في غَرامٍ وَذِلَّةٍ
-
-
- وَقَيدٍ ثَقيلٍ مِن قُيودِ التَوابِعِ
-
وَلَستُ بِباكٍ إِن أَتَتني مَنِيَّتي
-
-
- وَلَكنَّني أَهفو فَتَجري مَدامِعي
-
وَلَيسَ بِفَخرٍ وَصفُ بَأسي وَشِدَّتي
-
-
- وَقَد شاعَ ذِكري في جَميعِ المَجامِعِ
-
بِحقِّ الهَوى لا تَعذلوني وَأَقصِرو
-
-
- عَنِ اللَومِ إِن اللَومَ لَيس بِنافِعِ
-
وَكَيفَ أُطيقُ الصَبرَ عَمَّن أُحِبُّهُ
-
-
- وَقَد أُضرِمَت نارُ الهَوى في أَضالِعي
-
أتعرف رسم الدار قفراً منازله
يقول طرفة بن العبد:
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ
-
-
- كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
-
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
-
-
- منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
-
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى
-
-
- واذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
-
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ صِيدَ غزالُها
-
-
- لها نظرٌ ساجٍ اليكَ تواغِلُه
-
غَنِينا وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً
-
-
- كِلانا غَرير ناعِمُ العيش باجِلُه
-
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
-
-
- يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
-
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
-
-
- سَوَادُ كَثِيبٍ عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
-
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
-
-
- وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
-
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
-
-
- بَشاشَة ُ حُبٍّ باشرَ القلبَ داخِلُهْ
-
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
-
-
- يَحارُ بها الهادي الخفيفُ ذلاذلُه
-
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ كأنّهُ
-
-
- رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
-
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
-
-
- إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
-
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
-
-
- فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
-
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
-
-
- بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
-
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ يَبْتَغي
-
-
- بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
-
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
-
-
- وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
-
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
-
-
- على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
-
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
-
-
- ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
-
فغودِرَ بالفَرْدَين أرضٍ نَطِيّة ٍ
-
-
- مَسيرَة ِ شهْرٍ دائبٍ لا يُوَاكِله
-
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
-
-
- وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
-
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ
-
-
- بأسْماءَ إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
-
قضى نَحْبَهُ وَجداً عليها مُرَقِّشٌ
-
-
- وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
-
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
-
-
- لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله
-
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو
يقول زهير بن أبي سلمى:
صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَقَد كادَ لا يَسلو
-
-
- وَأَقفَرَ مِن سَلمى التَعانيقُ فَالثِقلُ
-
وَقَد كُنتُ مِن سَلمى سِنينَ ثَمانِياً
-
-
- عَلى صيرِ أَمرٍ ما يَمُرُّ وَما يَحلو
-
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ يَوماً لِحاجَةٍ
-
-
- مَضَت وَأَجَمَّت حاجَةُ الغَدِ ما تَخلو
-
وَكُلُّ مُحِبٍّ أَحدَثَ النَأيُ عِندَهُ
-
-
- سَلُوَّ فُؤادٍ غَيرَ حُبِّكِ ما يَسلو
-
تَأَوَّبَني ذِكرُ الأَحِبَّةِ بَعدَما
-
-
- هَجَعتُ وَدوني قُلَّةُ الحَزنِ فَالرَملُ
-
فَأَقسَمتُ جَهداً بِالمَنازِلِ مِن مِنىً
-
-
- وَما سُحِقَت فيهِ المَقادِمُ وَالقَملُ
-
لَأَرتَحِلَن بِالفَجرِ ثُمَّ لَأَدأَبَن
-
-
- إِلى اللَيلِ إِلّا أَن يُعَرِّجَني طِفلُ
-
إِلى مَعشَرٍ لَم يورِثِ اللُؤمَ جَدُّهُم
-
-
- أَصاغِرَهُم وَكُلُّ فَحلٍ لَهُ نَجلُ
-
تَرَبَّص فَإِن تُقوِ المَرَوراةُ مِنهُمُ
-
-
- وَداراتُها لا تُقوِ مِنهُم إِذاً نَخلُ
-
فَإِن تُقوِيا مِنهُم فَإِنَّ مُحَجِّراً
-
-
- وَجِزعَ الحِسا مِنهُم إِذاً قَلَّما يَخلو
-
بِلادٌ بِها نادَمتُهُم وَأَلِفتُهُم
-
-
- فَإِن تُقوِيا مِنهُم فَإِنَّهُما بَسلُ
-
إِذا فَزِعوا طاروا إِلى مُستَغيثِهِم
-
-
- طِوالَ الرِماحِ لا ضِعافٌ وَلا عُزلُ
-
بِخَيلٍ عَلَيها جِنَّةٌ عَبقَرِيَّةٌ
-
-
- جَديرونَ يَوماً أَن يَنالوا فَيَستَعلوا
-
وَإِن يُقتَلوا فَيُشتَفى بِدِمائِهِم
-
-
- وَكانوا قَديماً مِن مَناياهُمُ القَتلُ
-
عَلَيها أُسودٌ ضارِياتٌ لَبوسُهُم
-
-
- سَوابِغُ بيضٌ لا تُخَرِّقُها النَبلُ
-
إِذا لَقِحَت حَربٌ عَوانٌ مُضِرَّةٌ
-
-
- ضَروسٌ تُهِرُّ الناسَ أَنيابُها عُصلُ
-
قُضاعِيَّةٌ أَو أُختُها مُضَرِيَّةٌ
-
-
- يُحَرَّقُ في حافاتِها الحَطَبُ الجَزلُ
-
تَجِدهُم عَلى ما خَيَّلَت هُم إِزائَها
-
-
- وَإِن أَفسَدَ المالَ الجَماعاتُ وَالأَزلُ
-
يَحُشّونَها بِالمَشرَفِيَّةِ وَالقَنا
-
-
- وَفِتيانِ صِدقٍ لا ضِعافٌ وَلا نُكلُ
-
تَهامونَ نَجدِيّونَ كَيداً وَنُجعَةً
-
-
- لِكُلِّ أُناسٍ مِن وَقائِعِهِم سَجلُ
-
هُمُ ضَرَبوا عَن فَرجِها بِكَتيبَةٍ
-
-
- كَبَيضاءِ حَرسٍ في طَوائِفِها الرَجلُ
-
مَتى يَشتَجِر قَومٌ تَقُل سَرَواتُهُم
-
-
- هُمُ بَينَنا فَهُم رِضاً وَهُمُ عَدلُ
-
هُمُ جَدَّدوا أَحكامَ كُلِّ مُضِلَّةٍ
-
-
- مِنَ العُقمِ لا يُلفى لِأَمثالِها فَصلُ
-
بِعَزمَةِ مَأمورٍ مُطيعٍ وَآمِرٍ
-
-
- مُطاعٍ فَلا يُلفى لِحَزمِهِمُ مِثلُ
-
وَلَستُ بِلاقٍ بِالحِجازِ مُجاوِراً
-
-
- وَلا سَفَراً إِلّا لَهُ مِنهُمُ حَبلُ
-
بِلادٌ بِها عَزّوا مَعَدّاً وَغَيرَها
-
-
- مَشارِبُها عَذبٌ وَأَعلامُها ثَملُ
-
هُمُ خَيرُ حَيٍّ مِن مَعَدٍّ عَلِمتُهُم
-
-
- لَهُم نائِلٌ في قَومِهِم وَلَهُم فَضلُ
-
فَرِحتُ بِما خُبِّرتُ عَن سَيِّدَيكُمُ
-
-
- وَكانا اِمرَأَينِ كُلُّ أَمرِهِما يَعلو
-
رَأى اللَهُ بِالإِحسانِ ما فَعَلا بِكُم
-
-
- فَأَبلاهُما خَيرَ البَلاءِ الَّذي يَبلو
-
تَدارَكتُما الأَحلافَ قَد ثُلَّ عَرشُها
-
-
- وَذُبيانَ قَد زَلَّت بِأَقدامِها النَعلُ
-
فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
-
-
- سَبيلُكُما فيهِ وَإِن أَحزَنوا سَهلُ
-
إِذا السَنَةُ الشَهباءُ بِالناسِ أَجحَفَت
-
-
- وَنالَ كِرامَ المالِ في الجَحرَةِ الأَكلُ
-
رَأَيتُ ذَوي الحاجاتِ حَولَ بُيوتِهِم
-
-
- قَطيناً بِها حَتّى إِذا نَبَتَ البَقلُ
-
هُنالِكَ إِن يُستَخبَلوا المالَ يُخبِلوا
-
-
- وَإِن يُسأَلوا يُعطوا وَإِن يَيسِروا يُغلوا
-
وَفيهِم مَقاماتٌ حِسانٌ وُجوهُهُم
-
-
- وَأَندِيَةٌ يَنتابُها القَولُ وَالفِعلُ
-
عَلى مُكثِريهِم رِزقُ مَن يَعتَريهِمُ
-
-
- وَعِندَ المُقِلّينَ السَماحَةُ وَالبَذلُ
-
وَإِن جِئتَهُم أَلفَيتَ حَولَ بُيوتِهِم
-
-
- مَجالِسَ قَد يُشفى بِأَحلامِها الجَهلُ
-
وَإِن قامَ فيهِم حامِلٌ قالَ قاعِدٌ
-
-
- رَشَدتَ فَلا غُرمٌ عَلَيكَ وَلا خَذلُ
-
سَعى بَعدَهُم قَومٌ لِكَي يُدرِكوهُمُ
-
-
- فَلَم يَفعَلوا وَلَم يُليموا وَلَم يَألوا
-
فَما يَكُ مِن خَيرٍ أَتَوهُ فَإِنَّما
-
-
- تَوارَثَهُ آباءُ آبائِهِم قَبلُ
-
وَهَل يُنبِتُ الخَطِّيَّ إِلّا وَشيجُهُ
-
-
- وَتُغرَسُ إِلّا في مَنابِتِها النَخلُ
-
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي
يقول امرؤ القيس:
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
-
-
- وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
-
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
-
-
- قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
-
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه
-
-
- ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
-
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ
-
-
- ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
-
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا
-
-
- من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
-
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا
-
-
- بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
-
لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً
-
-
- وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
-
ألا زعمت بسبابة ُ اليوم أنني
-
-
- كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
-
كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ
-
-
- وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
-
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ
-
-
- بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
-
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها
-
-
- كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
-
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل
-
-
- أصاب غضى جزلاً وكفِّ بأجذال
-
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا
-
-
- صباً وشمال في منازلِ قفّال
-
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ
-
-
- لعوبٍ تُنَسِّيني إذا قُمتُ سِربالي
-
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها
-
-
- تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
-
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه
-
-
- بما احتسبا من لين مس وتسهال
-
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ
-
-
- إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ
-
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
-
-
- بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
-
نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّها
-
-
- مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ
-
سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُها
-
-
- سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ
-
لمن طلل بين الجدية والجبل
يقول امرؤ القيس:
لِمَن طَلَلٌ بَينَ الجُدَيَّةِ والجبَل
-
-
- مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَت بِهِ الطِّيَل
-
عَفَا غَيرَ مُرتَادٍ ومَرَّ كَسَرحَب
-
-
- ومُنخَفَضٍ طام تَنَكَّرَ واضمَحَل
-
وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَت
-
-
- عَلى غَيرِ سُكَّانٍ ومَن سَكَنَ ارتَحَل
-
تَنَطَّحَ بِالأَطلالِ مِنه مُجَلجِلٌ
-
-
- أَحَمُّ إِذَا احمَومَت سحَائِبُهُ انسَجَل
-
بِرِيحٍ وبَرقٍ لَاحَ بَينَ سَحَائِبٍ
-
-
- ورَعدٍ إِذَا ما هَبَّ هَاتِفهُ هَطَل
-
فَأَنبَتَ فِيهِ مِن غَشَنِض وغَشنَضٍ
-
-
- ورَونَقِ رَندٍ والصَّلَندَدِ والأَسل
-
وفِيهِ القَطَا والبُومُ وابنُ حبَوكَلِ
-
-
- وطَيرُ القَطاطِ والبَلندَدُ والحَجَل
-
وعُنثُلَةٌ والخَيثَوَانُ وبُرسُلٌ
-
-
- وفَرخُ فَرِيق والرِّفَلّةَ والرفَل
-
وفِيلٌ وأَذيابٌ وابنُ خُوَيدرٍ
-
-
- وغَنسَلَةٌ فِيهَا الخُفَيعَانُ قَد نَزَل
-
وهَامٌ وهَمهَامٌ وطَالِعُ أَنجُدٍ
-
-
- ومُنحَبِكُ الرَّوقَينِ في سَيرِهِ مَيَل
-
فَلَمَّا عَرَفت الدَّارَ بَعدَ تَوَهُّمي
-
-
- تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَدَّي وانهمَل
-
فَقُلتُ لَها يا دَارُ سَلمَى ومَا الَّذِي
-
-
- تَمَتَّعتِ لَا بُدِّلتِ يا دَارُ بِالبدَل
-
لَقَد طَالَ مَا أَضحَيتِ فَقراً ومَألَف
-
-
- ومُنتظَراً لِلحَىِّ مَن حَلَّ أَو رحَل
-
ومَأوىً لِأَبكَارٍ حِسَانٍ أَوَانسٍ
-
-
- ورُبَّ فَتىً كالليثِ مُشتَهَرِ بَطَل
-
لَقَد كُنتُ أَسبى الغِيدَ أَمرَدَ نَاشِئ
-
-
- ويَسبِينَني مِنهُنَّ بِالدَّلِّ والمُقَل
-
لَيَالِيَ أَسبِى الغَانِيَاتِ بِحُمَّةٍ
-
-
- مُعَثكَلَةٍ سَودَاءَ زَيَّنَهَا رجَل
-
كأَنَّ قَطِيرَ البَانِ في عُكنَاتِهَ
-
-
- عَلَى مُنثَنىً والمَنكِبينِ عَطَى رَطِل
-
تَعَلَّقَ قَلبي طَفلَةً عَرَبِيَّةً
-
-
- تَنَعمُ في الدِّيبَاجِ والحَلى والحُلَل
-
لَهَا مُقلَةٌ لَو أَنَّهَا نَظَرَت بِهَ
-
-
- إِلى رَاهِبٍ قَد صَامَ لِلّهِ وابتَهَل
-
لَأَصبَحَ مَفتُوناً مُعَنَّى بِحُبِّهَ
-
-
- كأَن لَم يَصُم لِلّهِ يَوماً ولَم يُصَل
-
أَلا رُبَّ يَومٍ قَد لَهَوتُ بِذلِّهَ
-
-
- إِذَا مَا أَبُوهَا لَيلَةً غَابَ أَو غَفَل
-
فَقَالَتِ لِأَترَابٍ لَهَا قَد رَمَيتُهُ
-
-
- فَكَيفَ بِهِ إن مَاتَ أَو كَيفَ يُحتَبَل
-
أَيخفَى لَنَا إِن كانَ في اللَّيلِ دفنُهُ
-
-
- فَقُلنَ وهَل يَخفَى الهِلَالُ إِذَا أَفَل
-
قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِرَ الذي
-
-
- تَدَانَت لهُ الأَشعَارُ طُراً فَيَا لَعَل
-
لِمَه تَقتُلى المَشهُورَ والفَارِسَ الذي
-
-
- يُفَلِّقُ هَامَاتِ الرِّجَالِ بِلَا وَجَل
-
أَلَا يا بَنِي كِندَةَ اقتُلوا بِابنِ عَمِّكم
-
-
- وإِلّا فَمَا أَنتُم قَبيلٌ ولَا خَوَل
-
قَتِيلٌ بِوَادِي الحُبِّ مِن غيرِ قَاتِلٍ
-
-
- ولَا مَيِّتٍ يُعزَى هُنَاكَ ولَا زُمَل
-
فَتِلكَ الَّتي هَامَ الفُؤَادُ بحُبِّهَ
-
-
- مُهفهَفَةٌ بَيضَاءُ دُرِّيَّة القُبَل
-
ولى وَلَها في النَّاسِ قَولٌ وسُمعَةٌ
-
-
- ولى وَلَهَا في كلِّ نَاحِيَةٍ مَثَل
-
كأَنَّ عَلى أَسنَانِها بَعدَ هَجعَةٍ
-
-
- سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ في القَندِ والعَسَل
-
رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشى تَبختر
-
-
- وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخنَ في زَجَل
-
غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنهَا مَشَت
-
-
- بِهِ عِندَ بابَ السَّبسَبِيِّينَ لا نفَصَل
-
فَهِي هِي وهِي ثمَّ هِي هِي وهي وَهِي
-
-
- مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّاسِ بالجُمَل
-
أَلا لا أَلَا إِلَّا لآلاءِ لابِثٍ
-
-
- ولا لَا أَلَا إِلا لِآلاءِ مَن رَحَل
-
فكَم كَم وكَم كَم ثمَّ كَم كَم وكَم وَكَم
-
-
- قَطَعتُ الفَيافِي والمَهَامِهَ لَم أَمَل
-
وكافٌ وكَفكافٌ وكَفِّي بِكَفِّهَ
-
-
- وكافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انهَمل
-
فَلَو لَو ولَو لَو ثمَّ لَو لَو ولَو ولَو
-
-
- دَنَا دارُ سَلمى كُنتُ أَوَّلَ مَن وَصَل
-
وعَن عَن وعَن عَن ثمَّ عَن عَن وعَن وَعَن
-
-
- أُسَائِلُ عَنها كلَّ مَن سَارَ وارتَحَل
-
وفِي وفِي فِي ثمَّ فِي فِي وفِي وفِي
-
-
- وفِي وجنَتَي سَلمَى أُقَبِّلُ لَم أَمَل
-
وسَل سَل وسَل سَل ثمَّ سَل سَل وسَل وسَل
-
-
- وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فكَم أَسَل
-
وشَنصِل وشَنصِل ثمَّ شَنصِل عَشَنصَلٍ
-
-
- عَلى حاجِبي سَلمى يَزِينُ مَعَ المُقَل
-
حِجَازيَّة العَينَين مَكيَّةُ الحَشَ
-
-
- عِرَاقِيَّةُ الأَطرَافِ رُومِيَّةُ الكَفَل
-
تِهامِيَّةَ الأَبدانِ عَبسِيَّةُ اللَمَى
-
-
- خُزَاعِيَّة الأَسنَانِ دُرِّيِّة القبَل
-
وقُلتُ لَها أَيُّ القَبائِل تُنسَبى
-
-
- لَعَلِّي بَينَ النَّاسِ في الشِّعرِ كَي أُسَل
-
فَقالت أَنَا كِندِيَّةٌ عَرَبيَّةٌ
-
-
- فَقُلتُ لَها حاشَا وكَلا وهَل وبَل
-
فقَالت أَنَا رُومِيَّةٌ عَجَمِيَّة
-
-
- فقُلتُ لها ورخِيز بِباخُوشَ مِن قُزَل
-
فَلَمَّا تَلاقَينا وجَدتُ بَنانَه
-
-
- مُخَضّبَةً تَحكى الشَوَاعِلَ بِالشُّعَل
-