X
X


موقع اقرا » إسلام » الأسرة في الإسلام » أسس التربية قبل الإسلام

أسس التربية قبل الإسلام

أسس التربية قبل الإسلام


أسس التربية قبل الإسلام

من الجدير بالذّكر أنّ العرب قبل الإسلام لم تكن معتمدة على أسس الدولة المنظّمة، بل كانت تعتمد على نظام الحياة القبلية، وأمّا بالنّسبة للأساس الرّئيس الذي كانت تعتمد عليه التربية عندهم؛ فهو الفطرة السليمة، وكانت التربية والمبادئ والقيم تؤخذ من العادات والتقاليد، حيث كان مسؤول العشيرة يجلس ويلقي بالحديث عن مبادئ معيَّنةٍ، تُغرس في المستمع، بالإضافة إلى تقليد الآباء وكبار العشيرة.[١]

وتأتي التربية قبل الإسلام من خلال المواعظ والإرشادات، ومثال ذلك: وصية أمامة بنت الحارث لابنتها أمّ إياس، وأيَضًا أسماء بنت خارجة لابنتها، بالإضافة إلى وصية الأوس بن حارثة لابنه، وتجدر الإشارة إلى أنّ التربية قبل الإسلام كانت تركّز على ناحيتي الأدب والخلق أكثر من النّواحي الأخرى؛ كالشجاعة والقوّة وغيرها.[١]

ومن الوسائل التي كانت العرب تستخدمها في التربية قبل الإسلام هي: النّدوات التي كانت تُقام في الأسواق، ولا سيّما في سوق عكاظ، حيث يُعدّ هذا السّوق من المعاهد الأدبية التي يتمّ من خلاله تبادل القيم والمبادئ والأفكار، بالإضافة إلى تعلّم الخبرات؛ كالتجارة والسياحة وتعلّم الشعر الفصيح، وهلمّ جرًا.[١]

أسس التربية بعد الإسلام

فيما يأتي بيان أهمّ الأسس التي كانت تُبنى عليها التربية بعد الإسلام.

  • اتصافها بالشمولية والكمال: جاءت الشريعة الإسلاميّة صالحة لكلّ مكان وزمان، ممّا يعني أنّها شاملة لكافة مناحي الحياة، النفسيّة والاجتماعيّة والعقليّة وغيرها، حيث نظرت بالشمولية لكافة نواحيه الشّخصيّة.[٢]
  • اتصافها بالخلق الهادف:أي أنّ التربية بعد الإسلام ركّزت على أنها نوع من أنواع العبادة، فتعلّم الخير وتعليمه للغير من أهم الوسائل الرئيسة المؤدية إلى دخول الجنّة.[٣]
  • اتصافها بالتوازن والاعتدال: على العبد أن يحرص على السّعي المستمر من أجل حصول الأجر من الله تعالى على العبادة التي يلتزم بها، حيث يجب أن يربي نفسه على مراقبة الله تعالى ومحاسبة نفسه باستمرار، حيث يقول تبارك وتعالى في محكم تنزيله: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى* ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى).[٤][٥]
  • اتصافها بالتدرّج:تدلّ هذه الصّفة على الرّحمة بالأمة، بانتقالهم من الأخلاق القديمة إلى الأخلاق التي تستند على الأدلّة الأصيلة.[٦]
  • اتصافها بالمرونة والثّبات: أيْ أن الشريعة الإسلاميّة محالٌ أن تتغيّر، ودليل ذلك قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).[٧][٨]

مفهوم التربية لغةً واصطلاحًا

تُعرّف التربية في اللغة: بأنّها التنشئة والتهذيب، وأمّا بالنّسبة للمعنى الاصطلاحيّ؛ فهي: وصول الكمال في الشيء بصورةٍ تدريجيَّةٍ، أو هي غرس القيم والمبادئ منذ نعومة الأظفار، ممّا يؤدّي إلى صلاح الإنسان وتحقيق التّوازن في شخصيته ومبادئه، والتربية ابتداءً تستند على الأدلة والمصادر الواردة في الشريعة الإسلاميّة، ممّا يعني تنشئة المسلم على حبّ الله تعالى وإعداده من كافة نواحي الحياتيّة الاجتماعيّة والنفسيّة والأخلاقيّة وغيرها، بالإضافة إلى تهيئته للعيش في حياته الدّنيا والعمل من أجل الآخرة، وذلك ضمن ما جاء به الإسلام.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت عباس محجوب، التربية في عصور ما قبل الإسلام وبعده، صفحة 110. بتصرّف.
  2. محمد منير مرسي، التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، صفحة 61. بتصرّف.
  3. عاطف السيد، التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها، صفحة 22. بتصرّف.
  4. سورة النجم، آية:39-41
  5. محمود أحمد شوق، الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية، صفحة 116. بتصرّف.
  6. محمد منير مرسي، التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، صفحة 76. بتصرّف.
  7. سورة الروم، آية:30
  8. محمود أحمد شوق، الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية، صفحة 107. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 268. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب