X
X


موقع اقرا » العناية بالأم والطفل والحمل » أسس تربية الطفل في عمر السنتين

أسس تربية الطفل في عمر السنتين

أسس تربية الطفل في عمر السنتين


كيف نتعامل مع الطفل في عمر السنتين؟

إنَّ التّعامل مع الأطفال في عمر السنتين يحتاج إلى البراعة إلى حدٍّ ما؛ حيث يجب أن يكون هذا التّعامل قائمًا على مُراعاة التوازن بين تعليمهم القواعد الأساسيّة، وبين حاجتهم في هذه المرحلة إلى الاستقلال والاعتماد على أنفسهم بعض الشيء؛ لذلك فهي مرحلة حَرِجة يجب أن تُؤسّس بشكلٍ جيّد، لذلك تلعب التربية دور كبير في هذه المرحلة، أمّا عن أسُس تربيتهم في عمر السنتين، فهي كالآتي:

استخدام القواعد الواضحة معه

إنَّ الأطفال في هذا العمر غير قادرين على معرفة السلوكات اللائقة وغير اللائقة إنْ لم تٌشرح لهم بأسلوبٍ واضح، مع مُراعاة احترام الآخرين، فعلى سبيل المثال؛ يُمكن القول له: “عليك ألّا تأخذ لعبةً من الآخرين دون السماح منهم؛ لأنَّ ذلك يجعلهم يشعرون بالحزن”، مع جعل الطفل يُكرّر هذه القاعدة بصوتٍ عالٍ وبشكلٍ مُتكرر، وحتّى يتشجع على التّمسك بها يجب على الآباء والأمّهات مدحهم عندما تُترجم هذه القاعدة بسلوكياتهم، وبعدها يتمّ الانتقال إلى قاعدة جديدة.[١]

عدم استخدام أسلوب النهي

عندما يُبدي الأطفال في عمر السنتين سلوكيات غير جيّدة، يجب أن يتمّ التخلُّص منها وتصحيحها بأسلوبٍ مُناسب، لذلك يُفضّل الابتعاد عن أسلوب النهي، خاص ّة مع الأطفال العصبيين؛ لأنَّ هذا الأسلوب يدفعهم إلى العناد والتمسُّك بالعادات والسلوكيّات غير الجيّدة، فبدلًا من استخدام أسلوب النهي، يُمكن إعادة توجيه سلوكهم السيء إلى أسلوبٍ أفضل؛ كتقديم نشاط بديل عن ذلك؛ لأنّه من السهل تصحيح سلوكهم ببساطة عن طريق التشتيت بذكر شيءٍ آخر.[١]

على سبيل المثال فإنَّ التعامل مع الطفل الشقيّ في عمر السنتين يكون على هذا النحو: “عندما يُحاول الطفل مسك حجر لرميه على نافذة ما أو مكان خاطئ، بدلًا من نهي الطفل عن رميه، يُمكن القول: ما رأيك أن نصنع كعكة جميلة اليوم؟، أو هيّا لنخرج لنلعب قليلًا بكرتك الجديدة”.

مساعدته للتعبير عن نفسه

من أهمِّ ما يجب أن يكتسبه الطفل خلال هذه المرحلة التّعبير عن نفسه، وذلك من خلال إكسابه مهارات تعلم اللغة الصحيحة؛ كمساعدته على التأشير على الصور وتسميتها، والتعرُّف على أسماء الوالدين والأخوة وأجزاء الجسم ومُعظم الأشياء، واتّباع التعليمات البسيطة، وتكرير الكلمات التي تعلَّمها عن طريق مُحادثته، ومن خلال ذلك يُصبح الطفل قادرًا على إيصال ما يُريد إلى الآخرين بوضوح، كما سيبدأ باستخدام الضمائر للتعبير عن نفسه.[٢]

على سبيل المثال: “أنا أشعر بالجوع، أنا أريد أن ألعب مع الأطفال”، ويجدر الإشارة هنا إلى أنَّ الأطفال في هذه المرحلة مُختلفون عن بعضهم البعض في مدى قدرتهم للتعبير عن أنفسهم، فإذا لاحظت الأم أنَّ مَن في عُمر طفلها يتحدّثون بشكلٍ جيّد، عليها ألّا تقلق حول هذا الأمر، وأن تصبّ اهتمامها حول تعليم طفلها، وإكسابه مهارات التعبير عن النفس، كما أثبتت بعض الدراسات العلمية: “يميل الأطفال من الذكور إلى الحديث بشكلٍ مُتأخر عن الفتيات”.[٢]

التعاطف مع تحدياته

من الأسُس المُهمّة التي يجب مُراعاتها في تربية الطفل في عمر السنتين، القدرة على التعاطُف مع تحدّياته ومواجهتها، فالأطفال في هذا العمر يختلفون في عدّة أمور، فهناك أطفال شقيّون وأطفال هادئون وأطفال عصبيّون أيضًا، ولعلَّ أكثر ما يجب الانتباه له التعامل مع عصبية الطفل، فنوبات الغضب هي جزء طبيعي من نمو الطفل، ولكن يجب التّعامل مع هذه الموجات بكل حذر، وعندما يغضب الطفل يجب التذكُّر بأنَّ هذا الطفل ليس سيّئًا ولا يقصد الإزعاج.[٣]

ولا يستطيع الأطفال التّعبير عن أنفسهم بشكلٍ جيّد، لذلك يجب أن نعطيهم ما يريدون ولكن بشروط، على سبيل المثال: “إذا غضب الطفل لعدم قدرته على فتح زجاجة العصير، فبدلًا من الصراخ عليه يجب طمأنته بأنه سيتمّ مُساعدته على فتحها”، كذلك الحال بالنّسبة للطفل الشقي الذي يُحاول دائمًا اكتشاف ما هو جديد، فهم يرون أنّ ذلك فيه مُتعة، مثلًا: “إن حاول الطفل الرسم على الجدران، يجب الانضمام إليه وإخباره بأنَّ رسوماته جميلة إن كانت على اللّوح المُخصّص للرّسم”.[٣]

تحديده بروتين ثابت

الطفل في هذه المرحلة يكون في أوج نموه وتطوره، ومن أجل الحفاظ على صحّته، لا بُدَّ من تحديد روتين مُعين يتقيّد به خلال يومه؛ كتحديد الوقت الذي يجب أن يخلد به إلى النوم، وتحديد ساعات اللّعب سواء مع نفسه أم مع الآخرين، التفرّغ له ساعة أو أكثر خلال اليوم لإكسابه مهارة جديدة، والاستماع إليه والعقبات التي تعرض لها خلال اليوم، هذا الأمر يُصبغ على الطفل فوائد عظيمة، حيث يُصبح قادرًا على تعلُّم الانضباط من صغره، والتقيّد بالأوقات المُحددة له.[١]

تكليفه بمهمات جديدة للمساعدة

إنّ الطفل في هذه المرحلة يميل إلى الاستقلال، ويُحاول اكتشاف ما هو جديد، من المُمكن على الأمّ أن تكلّف طفلها ببعض المهمات المُناسبة لسنّه، خاص ّة تلك المُهمات التي تدخل ضمن اختصاصها، هذا الأمر يخلق روح التعاون وحُب المساعدة للطفل، ولكن يجب أن تكون هذه المُهمّات مُحددة حسب سنّ الطفل وبُنية جسده، ومن الأأمثلة عليها: “تكليف الطفل بتزيين طبق الحلوى، طلب المساعدة من الطفل بحمل الأطباق الخفيفة إلى مائدة الطعام”.[٤]

أظهرت دراسة أجرتها عالمة النفس باربرا روجوف وزميلتها لوسيا ألكالا ونشرت عام 2014 أنّه: “إذا سُمح للأطفال الصغار بالمُساعدة، حتى لو كانت تلك المساعدة تعني المزيد من الفوضى أكثر ممّا لو فعلت ذلك بنفسك، فإنَّ ذلك يؤتي ثماره على المدى الطويل، حيث يميل الأطفال بشكلٍ كبير إلى الرغبة في المساعدة، وعندما يتغذون على ذلك بدلًا من خنقه، فمن المرجح أن يتطوعوا للمساعدة في المنزل من أنفسهم عندما يكبرون”.[٤]

منحه الوقت الكافي للتعلم

يجب أن يترك الآباء والأمهات أطفالهم ليتعلّموا كلّ ما هو واجب تعلّمه، حيث يجب أن يُترك الطفل للتعلُّم وخوض العديد من التجارب، حتى وإن كانت هذه التجارب ستنعكس عليهم بالإحباط والحزن في بعض الأوقات، تقول ماسيا وارنر عالمة النفس للأطفال: “يُحاول الآباء تحسين الأمر لأطفالهم طوال الوقت لإسعادهم، هذا الأمر ليس صحيحًا على الإطلاق، لا تقفز دائمًا وتحاول الإصلاح”؛ لأنَّ الطفل يجب أن يشعر ببعض الضيق والحزن كما يشعر بالسعادة والفرح.[٥]

هذا الأمر يجعلهم يعملون ويجتهدون أكثر، ممّا يؤدي إلى تعلّمهم أشياء جديدة بأنفسهم، أيضًا يُساعدهم على بناء خزان من الطاقة والقوة بداخلهم، ممّا يُشعرهم بالسعادة والتفوق.[٥]

تعزيز السلوكيات الجيدة لديه

بدلًا من تضييع الوقت بالانشغال بالسلوكيات السيئة ومحاولة إصلاحها، لا بُدَّ من خلق حالة توازن بين شتى أنواع السلوكيات للطفل، فأيضًا كما يقوم الطفل ببعض التصرفات المُزعجة، هو أيضًا يقوم ببعض التصرفات الإيجابية والحسنة، فلا يجوز تجاهل هذه التصرفات، بل يجب تقويتها، حتى يبقى الطفل مُتمسّكًا بها ولا ينساها، ويمتثل ذلك من خلال: “ترتيب الطفل لسريره كلّ يوم في الصباح، أو تنظيف يديه جيدًا بعد تناول الطعام”، يجب أن يُمدح الطفل على هذه السلوكيات.[١]

تخصيص أماكن مُناسبة له للعب

يبدأ الطفل باللعب مع أقرانه في عُمر السنتين، ويُستحسن تخصيص مكان آمن في المنزل إن أمكن ذلك، كأن توضع جميع ألعابه في غرفة خاص ّة، ويجب ألّا ترتكز الألعاب على التّرفيه فقط، كالدّمى والألعاب الإلكترونية فحسب، بل يجب التنويع في هذه الألعاب؛ كالألعاب التي يكتسب منها الطفل الكثير من المعلومات، بالإضافة إلى تنمية المواهب لديه؛ كالرسم والتلوين، ويجب التنبيه هنا عدم السماح للطفل باللّعب في الشوارع والأماكن التي تُعرّض حياته للخطر.[٦]

ألعاب الأطفال في عمر السنتين والنصف

لكلّ عمر من الأطفال ألعاب مُناسبة له، كذلك الحال بالنّسبة إلى الطفل الذي يبلُغ السنتين نصف من عمره، ومن ألعاب أطفال في عمر سنتين ونصف:[٦]

  • الألعاب الفنية؛ كالرسم أو التلوين.
  • الألعاب الخيالية؛ صُنع منازل من مُكعبات أو الصناديق.
  • الألعاب الترفيهية؛ كاللعب في الحدائق المُخصصة للأطفال.
  • الألعاب الحركية؛ كتعلّم الرقص والجري والقفز.
  • الألعاب التعليمية؛ كسرد القصص ومعرفة أسماء الحيوانات، وتمييز الألوان من خلال الصور.

مشاركته أوقات المتعة

من المٌهم تخصيص وقت لمُشاركة الطفل المُتعة، مهما كانت الأم مشغولة بالأعمال المنزلية والخارجية أيضًا، خاص ّة في حالة تعلق الطفل بأمه، لذلك يجب أن يشعر الطفل أنه ليس وحيدًا، وأنَّ هُناك من يُحب مشاركته لأوقاته الجميلة، هذا الأمر يعود على الطفل بمزايا إيجابية عديدة، منها: بناء ثقته بنفسه، شعوره بالحُب والأمان والسعادة، تطوير مهاراته الجسديه، تنمية لغته ومدى قدرته للتواصل مع الآخرين.[٦]

استخدام أسلوب الحوار والنقاش

من المُهم استخدام أسلوب الحوار مع الطفل في شتّى نواحي الحياة، بالإضافة إلى ترسيخ كافة آداب الحوار والنقاش أثناء الحديث مع الطفل، حتّى يتعلمها الطفل بأسلوب غير مُباشر، ويُطبقها من تلقاء نفسه عند محاورته للآخرين، أضف إلى ذلك يُؤدّي الحوار مع الطفل إلى تحسين جودة لغته، وإلى بناء ثقته بنفسه، وزيادة قدرته على تحمل المسؤوليات.[٥]

التفكير بالطريقة التي يفكر بها

من المعلوم أنَّ الأطفال في هذا العمر يختلفون بشكلٍ جوهري بالتفكير عن الكبار بما يُحيط بهم، لذلك عند مُحاولة فهم مشاعر طفلٍ ما، يجب أن يتم التفكير بنفس الطريقة التي يُفكر بها هذا الطفل، فليس من الصعب قراءة الإشارات الخارجية التي تظهر من الطفل لمعرفة ما يُفكر به، ويُمكن أيضًا معرفة ما إذا كان الطفل حزينًا أو سعيدًا من تلك الإشارات، ففي حالة فرحه يكون لعوبًا وأكثر حركة، وفي حالة حزنه يلتزم الصمت والهدوء.[٦]

جميع الأطفال في هذه المرحلة يحتاجون إلى الرعاية المُطلقة، فلا يجب أن تُهمل الأمهات تربية أطفالهم في هذا العمر؛ لأنّه من أكثر الأعمار تأثيرًا في حياة الطفل وفي مُستقبله، لذلك يجب أن يؤسس الطفل بشكلٍ جيد؛ حتّى ينشأ بصورة صحيحة، قادر على مواجهة كلّ ما هو جديد.

هل يجوز ضرب الطفل في عمر السنتين؟

عندما يتّجه الطفل في هذا العمر إلى فعل أمر خاطئ أو غير مرغوب به، يجب نهيه عن هذا الفعل بكلّ هدوء والابتعاد عن الصّراخ والانفعال، وإشغاله بأمر آخر أكثر نفعًا له ليلهو به، فمن المهم عدم ضرب الطفل في عمر السنتين أو صفعه بأيّ منطقة قد تؤلمه[٧]

يُمكن أن يُصحّح سلوك الطّفل بصور بعيدة عن الضرب؛ حتى لا يتأذى الطفل بدنيًّا أو نفسيًّا من خلال تصرّفاته العدوانيّة.

لقراءة المزيد يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: نتائج ضرب الطفل في عمر السنتين.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث “How to Discipline a 2 Year Old”, wikihow, Retrieved 2020-11-17. Edited.
  2. ^ أ ب “How to raise a happy child (ages 2 to 4)”, webmd, Retrieved 2020-11-17. Edited.
  3. ^ أ ب “How to Discipline a 2-Year-Old Child”, healthline, Retrieved 2020-11-17. Edited.
  4. ^ أ ب “The Secret to Your 2Year Olds Heart (and gaining their cooperation)”, nurtureandthriveblog, Retrieved 2020-11-17. Edited.
  5. ^ أ ب ت “How to raise a happy child (ages 2 to 4)”, babycenter, Retrieved 2020-11-17. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث “Why play is important SHARE”, raisingchildren, Retrieved 2020-11-17. Edited.
  7. “Disciplining Your Child”, kidshealth, Retrieved 2020-11-17. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب