X
X


موقع اقرا » صحة » اضطرابات القناة الهضمية » أسباب البواسير وعلاجها

أسباب البواسير وعلاجها

أسباب البواسير وعلاجها


أسباب البواسير

البواسير (Hemorrhoids) هي أوردة متورّمة ومنتفخة في القسم السفلي لفتحة الشرج والمستقيم، وقد تتهيج بشكلٍ مؤلم عندما تتعرض جدرانها للشد أو الضغط، وفي الواقع هنالك نوعان من البواسير، وهما:[١]

  • البواسير الداخلية:

وهي حالة تتورّم فيها الأوردة الموجودة داخل المستقيم، ولا تظهر للخارج ولا يمكن رؤيتها، كما أنها لا تسبب ألمًا بطبيعتها، وغالبًا ما تكتشف عند حدوث نزيف من المستقيم.

  • البواسير الخارجية:

يمكن رؤية هذه النوع بوضوح؛ إذ تنتفخ فيه الأوردة الموجودة تحت الجلدِ حول فتحة الشرج، وعادةً ما تكون مؤلمة للغاية بسبب وجود أعصاب حساسة في هذه المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى تعدد الأسباب المؤدية لحدوث البواسير، وسيتم الوقوف عليها وتفصيلها فيما يأتي:

الإمساك

غالبًا ما ترتبط الإصابة بالبواسير بحالةِ الإمساكِ المزمن؛ أيّ الإمساك الذي يمتّد لأكثر من 3 شهور، ويجعل المصاب مضطرًا لمزيد من الضغطِ والشدّ عند الإخراج، وهذا بالمحصلةِ ما يدفع الأوعية الدمويّة الموجودة حول الشرج إلى التضخّم والتمدد، وأحيانًا قد تترافق هذه الحالةُ بالعلامات الآتية:[٢]

  • ألم وحكة في منطقة الشرج.
  • نزيف أثناء التبرّز.
  • ملاحظة كتلة صلبة ومؤلمة للغاية جرّاء تجمع الدم داخل البواسير.
  • الإصابة بعدوى.

الحمل

تصاب الكثير من النساء الحوامل بمشكلة البواسير؛ والتي قد تظهر لديهنّ لأول مرّة خلال شهور الحمل وغالبًا ما تكون مصحوبةً بالإمساكِ، أو أنها تعود للظهور مرّة أخرى أثناء الحمل في حال كانت المرأة مصابةً بها قبل ذلك، ومن المرجّح أن يكون سبب هذه المشكلة عائدًا إلى العوامل الآتية:[٣]

  • نموّ الجنين وتوسّع الرحم

وهذا ما يزيد الضغط على منطقةِ الحوض والأوردة القريبةِ من فتحة الشرج.

  • زيادة كميّة الدم لدى الأمّ

وهذا ما يعدّ سببًا لتضّخم الأوردة وتوسّع جدرانها.

  • ارتفاع مستويات هرمون البروجسترون

إذ يعمل هذا الهرمون على إرخاء جدران الأوردة فتتورّم بسهولة.

الإسهال المزمن

إنّ من أحد أسباب الإسهال المستمر الشدّ والجلوس لفترات طويلة أثناء التبرّز، وهذا ما يزيد من الضغط على الأوردةِ المحيطة بمنطقة الشرج والمستقيم، ويؤدي بالمحصلةِ إلى الإصابة بالبواسير،[٤] وكما تجدر الإشارة إلى أنّ نوبات الإسهال الحادّة تؤدي إلى الشعور بالحرقان والألم في حال كان المصاب يعاني من البواسير مسبقًا.[٥]

الجلوس لفترات طويلة

تتكوّن الأرداف من العضلات الألويّة (Gluteal Muscles)، التي تتعرّض للتوسّع والشدّ جرّاء الجلوس المطوّل على جسم صلب، وهذا بالضبطِ ما يؤدّي إلى تمدد الأنسجة والأوردةِ الموجودة في المنطقة الشرجية، وبالتالي يتسبب بنشوء البواسير.[٦]

وعلى صعيدٍ آخر؛ يُشار إلى أنّ الجلوس لمدّة طويلةٍ على المرحاض يؤدي إلى توسّع أو تباعد الأنسجة الموجودة في منطقة المستقيم، وهذا ما يتسبب بالضغطِ على البواسير وتفاقم الحالة، ويوصى هنا بتغيير وضعيّة الجلوس والتحرّك بين الحين والآخر.[٦]

حمل الأوزان والأجسام الثقيلة

غالبًا ما يعمد الرياضيّ إلى حبس أنفاسهِ أثناء رفع الأثقالِ، وهذا ما يجعل الهواءَ ضاغطًا على الأعضاء الموجودة في القسم السفليّ من جسمه، وبالتالي يجعل الأوردة الموجودة في المنطقة الشرجيّة تتورّم وتصاب بالبواسير، ويوصى هنا بتجنّب رفع الأوزان الثقيلة من قِبل المصابين بالبواسير؛ إذ إنّ هذه الممارسة تدفع البواسير نحو الخارج، وهذا يطيل فترة الشفاء ويجعل الألم أكثر حدةً.[٧]

السمنة 

هنالك 3 دواعمَ أو وسائد رئيسة للمنطقة الشرجيّة، وترتبط بدورها بالأنسجةِ والأوردة الموجودة في تلك المنطقة، وفي حال الأشخاص المصابين بالسمنةِ؛ فإنّ هذه الدواعم تتعرّض للضغطِ الذي يؤدي إلى نزولها أو انزلاقها للأسفل، وبهذا تتمدد الأوردة المرتبطة بها وتتعرّض للالتهاب، وعندئذٍ تنشأ البواسير لدى المصاب بالسمنة.[٨]

عوامل تزيد من خطر الإصابة بالبواسير

فضلًا عن الأسباب المذكورة أعلاه، توجد عدّة عوامل تزيد احتماليّة الإصابة بالبواسير، ومنها:

إذ تعدّ البواسير شائعة الحدوث لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 – 65 عامًا.[١]

  • العوامل الوراثية:

قد تزداد قابليّة الإصابة بالبواسير في حال كان هنالك أقرباء مصابون مسبقًا بهذه المشكلة.[١]

  • الحالات الصحية:

حيث ترتفع نسب الإصابة بالبواسير بين المصابين بداء الأمعاء الالتهابي (IBD) التي تشمل التهاب القولون التقرحي وداء كرون، بالإضافة للمصابين بسرطان القولون، وأمراض الكبد، وإصابات النخاع الشوكي.[٩]

علاج البواسير

يعتمد علاج البواسير على المسبب الرئيس المؤدي للإصابة، وهنا يمكن تفصيل الخطّة العلاجية وفقًا للخيارات الآتية:

علاجات وتدابير منزلية للبواسير

عادةً ما يتم علاج البواسير البسيطة من خلال اتّباع بعض التدابير والعلاجات المنزلية، مثل:

  • اتّباع نظام غذائي غني بالألياف:

يساعد هذا الخيار في تليين كتلة البراز بشكلٍ كبير، ممّا يخفف الإمساك، وبالتالي سيقلّ الجهد الذي يتم تطبيقه على منطقة الشرج أثناء التغوّط، وفي المحصّلة تقلّ أعراض البواسير المزعجة، ومن الأطعمة التي تساعد على ذلك: الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.[٤]

  • الجلوس في حمام دافئ:

يفيد الجلوس في حمام دافئ مدة 10 – 15 دقيقة في تخفيف أعراض البواسير بشكلٍ كبير، ويمكن القيام بذلك بمعدّل 2 – 3 مرات يوميًا للحصول على الفائدة القصوى.[٤]

  • تطبيق الكمادات الباردة:

يمكن أن يساعد وضع الثلج أو الكمادات الباردة على فتحة الشرج في تخفيف أعراض البواسير، ويمكن القيام بذلك عدة مرات في اليوم لمدّة 15 دقيقة في كل مرّة، ومن الأفضل لف الثلج بقطعة قماش ثم تطبيقها على البواسير، وتجنّب ملامسة الثلج للجلد مباشرة.[١٠]

  • ارتداء ملابس قطنية فضفاضة:

يساهم ارتداء ملابس قطنية في إبقاء منطقة الشرج جافة ونظيفة، كما وتقلّل الملابس الفضفاضة من تهيج المنطقة، الأمر الذي يخفّف من أعراض البواسير المؤلمة، ويشار في هذا الصدد إلى أهمية تجنّب غسل الملابس الداخلية بالمنظّفات المعطّرة.[١٠]

  • تجريب مستخلص بندق الساحرة:

والذي يتوفّر على شكل سائل أو صابون أو مناديل مضادّة للحكّة، ويمكن تطبيقه على البواسير مباشرة، وقد يفيد كثيرًا في تخفيف الحكة والألم والأعراض الأخرى المزعجة المصاحبة للبواسير، إذ يعدّ مضادًا طبيعيًا للالتهابات.[١٠]

  • استخدام جل الألوفيرا:

يمكن تطبيق جل الألوفيرا أو الصبار النقي على البواسير مباشرةً، والذي يمكن أن يساعد في تخفيف تهيجها، ولكن يجب اختبار حساسيّة الجلد قبل ذلك؛ بوضع كميّة بسيطة من الجل على الذراع وفي حال عدم حدوث تهيج يمكن استخدامه، ويجب التوقّف عن استخدامه إذا أظهر الجسم أي علامات للحساسيّة خلال 48 ساعة التالية.[١٠]

علاجات دوائية

قد يتمّ اللجوء إلى استخدام الأدوية في كثيرٍ من حالات البواسير، ولكنّ استخدام أي دواء يجب أن يخضع لاستشارة الصيدلانيّ أو الطبيب المختصّ، وتوضّح الأصناف الدوائية لهذه الحالة كما يأتي:

أدوية بدون وصفة طبية

وهي التي يمكن شراؤها من الصيدليات دون الرجوع إلى الطبيب، ومن شأنها تخفيف أعراض البواسير المزعجة، وتشمل ما يأتي:

  • الملينات والمسهلات:

وتتوفّر المليّنات والمسهلات على شكل مساحيق أو كبسولات أو سائل، وهي عبارة عن مكمّلات غذائية للألياف، وتساهم هذه المنتجات في علاج البواسير من خلال تليين كتلة البراز وتخفيف أعراض الإمساك، كما وتعمل على تعزيز حركة الأمعاء، ويمكن للمصاب أن يتناولها 1 – 3 مرات في اليوم أو حسب إرشادات الطبيب.[١٠]

  • المستحضرات الموضعية:

وتشمل الكريمات أو المراهم الموضعيّة، والتي تساعد في تقليل أعراض البواسير كالألم والحكة والتهيّج،[١١] ويمكن أن تحوي المكوّنات الرئيسة الآتية:

    • الكورتيزون (Cortisone).[١٢]
    • أكسيد الزنك (Zinc Oxide).[١٣]
    • فينيليفرين (Phenylephrine).[١٣]
    • الليدوكائين (Lidocaine).[١٤]
  • التحاميل الشرجيّة:

تعد تحاميل البواسير مناسبةً للبواسير الداخلية أكثر من المستحضرات الموضعيّة، وتتكوّن هذه التحاميل من زيوتِ ومركّبات دوائيّة، وتذوب في جدار المستقيم لتنتشر مكوناتها في المنطقةِ المحيطةِ، وغالبًا ما تحوي تحاميل البواسير أحد المركبات الآتية:[١٥]

    • مادة فينيليفرين القابضة.
    • مادة براموكسين المخدّرة.
    • مادة أكسيد الزنك الواقية.

أدوية تحتاج وصفة طبية 

قد يلجأ الطبيب لوصف أدوية وكريمات ومراهم موضعية لعلاج البواسير وتخفيف أعراضها، وتشمل ما يأتي:[١٣]

  • مرهم نتروجليسرين الموضعي:

والذي يخفف من آلام البواسير التي تحوي خثرات أو تجلطات دمويّة.

  • مستحضر نيفيديبين الموضعي:

ويقوم الصيدلاني بتحضيره بنسب معينة، ويساعد في تخفيف آلام البواسير.

  • حقنة توكسين البوتولينوم:

وهي حقنة تعطى في العضلة العاصرة الشرجية، وتفيد في تخفيف آلام البواسير الخارجية.

علاج البواسير بالجراحة والإجراءات الطبية

يتم اللجوء إلى الخيار الجراحي عندما تكون أعراض البواسير مستمرّة، ولا تستجيب للعلاج بالخيارات السابق ذكرها،[١١] ويتم اختيار الإجراء المناسب من قِبل الطبيب اعتمادًا على حالة المصاب ونوع البواسير، وتشتمل هذه الإجراءات الطبية أو الجراحية على ما يأتي:[٤]

ملخص المقال

هنالك عدّة أسباب للإصابة بالبواسير؛ منها الحمل وممارسة الرياضةِ بالطريقة الخاطئة، أو الإصابة المزمنة بالإسهال أو الإمساكِ، كما وتوجد عدّة عوامل تزيد من قابلية الإصابة بالبواسير، وتختلف كذلك طرق العلاج حسب حالة المصابِ ونوع البواسير لديهِ، لتبدأ بالتدابير المنزليّة ثمّ الأدوية والخيار الجراحيّ أخيرًا.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “What to know about hemorrhoids”, medicalnewstoday, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  2. “How Chronic Constipation Affects Your Body”, webmd, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  3. “Common Causes of Hemorrhoids During Pregnancy and How to Prevent Them”, everydayhealth, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “Hemorrhoids”, mayoclinic, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  5. “What causes burning diarrhea?”, medicalnewstoday, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب “Coping With Hemorrhoids”, verywellhealth, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  7. “Weightlifters and Hemorrhoids”, coloradocolonandrectalspecialists, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  8. “The relationship between obesity and hemorrhoids”, chennailasergastro, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  9. “Which factors increase the risk of hemorrhoids?”, medscape, Retrieved 23/12/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج “8 Home Remedies for Hemorrhoids”, healthline, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  11. ^ أ ب “Effective Hemorrhoid Treatments”, medicinenet, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  12. “Over-the-Counter Treatments for Hemorrhoids”, healthgrades, Retrieved 23/12/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت “Hemorrhoids: Diagnosis and Treatment Options”, aafp, Retrieved 3/11/2021. Edited.
  14. “LIDOCAINE-HYDROCORTISONE Cream With Applicator – Uses, Side Effects, and More”, webmd, Retrieved 23/12/2021. Edited.
  15. “Suppositories for Hemorrhoids: Do They Work?”, healthline, Retrieved 23/12/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب