أسباب برودة القدمين للحامل
أسباب برودة القدمين للحامل
إن الحمل يغيّر كثيرًا في توازن الجسد، وذلك على عدّة أصعدةٍ منها معدل نبض القلب ومستوى الهرمونات الجسدية، وعادة ما تعاني المرأة الحامل من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، ولكن الشعور بالبرودة في بعض الأحيان لا يعني بالضرورة وجود أمرٍ خطيرٍ، بحيث يمتلك الجسد قدرةً على ضبط هذا التغيّر الحادث في درجات حرارته، وذلك حفاظًا على صحّة الأم وجنينها،[١] وتبعًا لذلك فإنّ شعور المرأة الحامل ببرودة القدمين يعزى لعدّة أسباب ومجريات تحدث ضمن فترة الحمل وأهمها الآتي:
التغيرات الهرمونية
ما تأثير اضطرابات الغدد الصماء على جسم المرأة الحامل؟ ينتج عن التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل اضطرابات في الغدد الصماء، ومنها كسل الغدة الدرقية؛ وهي حالة لا ينتج فيها الجسم ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية, ويمكن أن يحدث ذلك بسبب:[١]
- الأمراض المناعيّة.
- العلاج الإشعاعي.
- نقص الموارد الغذائية التي تحتوي على اليود.
وتعد هرمونات الغدة الدرقية ضرورية لنمو دماغ الطفل وجهازه العصبي, كما تسهم في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وتساعد في التحكم بمعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم, ودون كمية كافية من هذه الهرمونات قد تشعر المرأة الحامل بالآتي:[١]
- البرودة.
- التعب.
- الاكتئاب.
- الإمساك.
كما إن تنظيم عملية الحمل والإنجاب لدى المرأة معتمدٌ على هرمون الإستروجين بشكلٍ رئيس، وحين تتغيّر معدلاته تبعًا لحدوث الحمل فإن ذلك يحدِث عدّة تغيراتٍ ضمن الجسد بأكمله، بما في ذلك قابلية جسد المرأة للإحساس بالبرودة، فيجعل المرأة تحسّ بالبرودة أثناء مرورها بأطوار الدورة الشهرية والحمل.[١]
إن كسل الغدة الدرقية وتغيّر معدلات الإستروجين أثناء الحمل يؤديان للشعور بالبرودة في القدمين، تبعًا لما لهذه التغيرات من دورٍ فعّال في تنظيم درجات حرارة الجسم.
ضعف الدورة الدموية
هل لارتفاع أو انخفاض ضغط الدم دورٌ في برودة القدمين خلال الحمل؟ يرتبط الحمل غالبًا بحدوث ارتفاعٍ في ضغط الدم، إذ تقدر نسبة النِساء اللواتي يعانين من انخفاض ضغط الدم خلال الحمل بمقدار 10%، أي إن قراءة الضغط لديهنّ تبلغ 90/60 أو أقلّ، ويعزى سبب هذا الانخفاض في الضغط تبعًا للجهد الإضافي الذي يبذله الجسم أثناء محاولته توفير الدم الكافي لكلّ من الأم وجنينها، وإيصال هذا الدم للأعضاء المهمة بما فيها الرحم والمشيمة.[١]
وتبعًا لانخفاض ضغط الدم لدى الحامل فإن شعورها ببرودة القدمين قد يعزى لضعف الدورة الدموية لديها، ويرافق هذا الضعف عدّة أعراض، قد لا تظهر عند كلّ النساء الحوامل، وبالإمكان إيضاحها على النحو الآتي:[١]
- الإحساس برطوبة الجلد وبرودته.
- الشعور بالغثيان.
- الإحساس بالدوخة.
- عدم وضوح الرؤية.
- نبضٌ سريعٌ في القلب ولكنّه نبضٌ ضعيف.
يرتبط ضعف الدورة الدموية بشعور الأمّ الحامل ببرودة القدمين، وذلك لقلة وصول الدم إليهما، ويرتبط الأمر بحدوث انخفاض ضغط الدم، وعادة ما تقدّر قراءات الضغط المنخفض بمقدار 90/60 أو أقلّ من ذلك.
فقر الدم
يحدث فقر الدم عندما لا يستطيع الجسم إنتاج كميات كافية من كريات الدم الحمراء التي تساعد في نقل الأكسجين للخلايا، لذلك قد يؤدي نقص تروية الدم والأكسجين الواصل للخلايا إلى برودة اليدين والقدمين خلال فترة الحمل، وعادةً ما تعاني الحامل من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد في الجسم، فمن المعلوم أن الجسم يحتاج إلى الحديد بشكل طبيعي ليكوّن خلايا الدم الحمراء المهمة، وفي الحمل عادةً ما تحتاج الحامل إلى كمية أكبر من الحديد لتزويد الجنين بالأكسجين اللازم لنموهِ، فقد يؤدي ذلك إلى بعض الأعراض مثل:[١]
- ضعف عام في أنحاء الجسم.
- شحوب لون الجسم.
- عدم انتظام نبضات القلب.
- ضيق في التنفس.
سوء التغذية
هل لعنصرٍ واحد من العناصر الغذائية دورٌ رئيس بالتحكم في درجة حرارة الجسم؟ إن الحفاظ على التوازن الغذائي أثناء الحمل يعدّ مرتكزًا رئيسا للحفاظ على صحّة الأم والجنين، وإذ إن الجسم يحتاج لمقدارٍ معيّن من السعرات الحرارية التي يقوم بحرقها كي يكتسب الدفء، بحيث إن تناول مقدار أقلّ مما يحتاجه الجسم من السعرات الحرارية يجعلكِ تشعرين بالبردِ بشكلٍ مستمرٍ خلال فترة الحمل.[٢]
ولا يقصد بسوء التغذية بأنّ الكميات التي يتناولها الشخص قليلةٌ، بل إن العناصر التغذوية التي يكتسبها الشخص مما يأكله غير كافيةٍ لتغطية متطلبات الجسم، وقد يعزى السبب في ذلك لوجود مشاكل صحيّة مرافقةٍ للحمل كالإسهال أو القيء الناتج عن عدم القدرة على امتصاص العناصر التغذوية من مصادرها.[٣]
إنّ الجسم يرتكز على مدخول السعرات الحرارية كي ينظم درجة حرارته، وبالتالي فإن سوء التغذية يؤدي لشعور الحامل ببرودة القدمين.
هل برودة القدمين من علامات الحمل بولد؟
وفقًا لحكايات كبار السن، قد يكون الشعور ببرودة القدمين خلال الحمل دليلًا على الحمل بطفل ذكر، ولكن هل يمكن الاعتماد على هذه المقولة؟ اعتمدت النساء عدّة طرقٍ للكشف عن الحمل، ولكنّ العلم لم يربط أيّ علامةٍ جسدية لدى الأم بتحديد جنس مولودها القادم، بل اعتمد الأمر على إجراء الفصحوصات والتي منها تصوير منطقة البطن بالموجات فوق الصوتية Ultrasound، وهو فحصٌ آمنٌ للأم وجنينها، وتبلغ نسبة دقته 90% في حال تمّ إجراؤه بعد 16 أسبوعًا من الحمل. [٤]
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج ح خ “Why Do I Feel So Cold During Pregnancy?”, www.healthline.com, Retrieved 2020-12-02. Edited.
- ↑ “What are the signs of not eating enough?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12/12/2020. Edited.
- ↑ “Why Do You Feel Cold All the Time?”, www.verywellhealth.com, Retrieved 11/12/2020. Edited.
- ↑ “Is It a Boy or Girl? 6 Myths!”, www.medicinenet.com, Retrieved 9/12/2020. Edited.
