أسباب الهجرة ونتائجها

أسباب الهجرة ونتائجها


أسباب الهجرة

ما هي أهم العوامل التي تدفع الإنسان إلى ترك وطنه والهجرة إلى الخارج؟

تهتبر الهجرة ظاهرة عالمية جمعت العديد من المعاني والدلالات التي تتغير وفقًا للفوائد العائدة منها ولطبيعة التحديات التي تفرضها هذه الظاهرة بشتى أنواعها، وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من بلدان العالم أصبحت في الوقت الراهن “بلدان مقصد” أي يقصدها المهاجر طالما تتمتع بالأمن والأمان وتتوفر فيها فرص العيش الكريم، على عكس الحال سابقًا حيث كانت الوجهة واحدة وهي بلدان الشمال المتقدمة والغنية بالثروات.[١]

بغض النظر عن أنواع الهجرة سواء أكانت هجرة خارجية،داخلية، دائمة أو مؤقتة فهنالك العديد من العوامل أو الأسباب التي تدفع البعض إلى الهجرة وترك وطنهم، ومن أسباب الهجرة ما يأتي:

أسباب سياسية

للهجرة العديد من الأسباب السياسية التي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:[٢]

  • زيادة الوعي السياسي والإجتماعي لدى العديد من الشباب مما يدفعهم للتفكير بالهجرة.
  • غياب بعض حقوق الإنسان الأساسية وحرياته العامة، أو محاولة بعض الدول تضييق الحرية السياسية، وجعل ممارسة المواطن لها في أضيق الحدود.
  • فقدان الإنسان حقه في ممارسة بعض الحريات أو الحقوق العامة مثل الحق في التعبير عن الرأي.
  • الشعور بعدم الأمان لدى الإنسان في بعض الدول بسبب انتمائه السياسي، الذي غالبًا ما يخالف التوجه السياسي العام في البلد.
  • الحروب والنزاعات المسلحة بين الدول وما ينتج عنها من إرهاب وقتل وتشريد للمواطنين،مما يؤدي إلى الهجرة الإجبارية من البلد، كما حصل في العراق في عام 2003م بعد الحرب، حيث اضطر الكثير من الناس إلى الهجرة إلى الخارج.
  • الاضطرابات والنزاعات المسلحة الداخلية بين أبناء البلد الواحد، وفقدان الأمن والطمأنينة، كما هو الحال في العراق، ليبيا، اليمن، سوريا ولبنان.

أسباب اقتصادية

من أهم الأسباب الاقتصادية للهجرة ما يأتي:[٣]

  • تركز الثرورات في بعض الدول الغنية مما يجعلها هدفًا للعديد من المهاجرين الذين يعانون من سوء الأوضاع الاقتصادية في بلدهم الأم.
  • التباين في المستوى الاقتصادي بين الدول المستقبلة والدول الطاردة، وذلك بسبب عدم استقرار الاقتصاد وتذبذب عملياتالتنمية وانخفاضها في أحيان أخرى.
  • انخفاض المستوى المعيشي والاقتصادي للفرد ودخله من الناتج القومي، مقابل ارتفاع المستوى المعيشي للبلد.
  • ارتفاع معدلات البطالة في البلد الأم تؤدي إلى هجرة الشباب إلى الخارج بحثًا عن فرصة عمل لتحسين حياتهم وحياة أسرهم.

يقول أحد الحكماء “الفريد سوفي” وهو عالم ديمغرافي فرنسي” إما أن تنتقل الثروات حيث البشر، وإما أن البشر هم الذين سينتقلون حيث تتراكم الثروات”.

أسباب اجتماعية

للهجرة الاجتماعية العديد والكثير من الأسباب منها خاص يتعلق بالإنسان نفسه ومنها عام يتعلق بالمجتمع، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[٣]

  • التناقضات الاجتماعية التي تعاني منها بعض المجتمعات مثل طبيعة العلاقات الأسريه أو علاقة المرأة بالرجل.
  • الشعور لدى البعض وخاص ة فئة الشباب بعدم وجود الحرية الكاملة مما يجعلهم في أغلب الأحيان في صراع نفسي وإحباط دائم بين القيم المجتمعية السائدة في بلدانهم وبين ما يطمحون إليه من حرية وانفتاح.
  • تباين وجهات النظر في بعض القضايا الاجتماعية، تدفع الكثيرين إلى الاحتجاج على الأوضاع الراهنة والسخط من الواقع الذي يعيشونه.
  • يشير البعض إلى أنظمة التعليم الغير متطورة، التي لا تلبي طموح الكثيرين، مما يدفعهم إلى الهجرة رغبةً منهم في الحصول على تعليم أكثر تطورًا و يواكب متطلبات الحياة في الوقت الراهن.

أسباب بيئية

الهجرة بسبب الظروف البيئية السيئة أصبحت أيضًا متعددة ومتنوعة، ويمكن إجمالها على النحو الآتي:[٤]

  • العيش في بيئة سيئة التي لا تصلح للسكن أو للعمل أو بسبب الأضرار البيئية التي قد تنتج عن التغيرات المناخية مثل التصحر والفيضانات وغيرها.
  • فقدان أبسط وسائل العيش الكريم في البلد الأم بسبب بعض العوامل البيئية مثل الجفاف والتصحر وارتفاع درجات الحرارة الكبير.
  • اضطرابات المناخ الكبيرة مثل الأعاصير أو الرياح الموسمية المدمرة أو الفيضانات الكبيرة كما حصل في السودان مؤخرًا.
  • التلوث البيئي وما تتركه بعض المصانع والمعامل من مخلفات سامة وغير سامة قد تجعل صعوبة الحياة في هذه المناطق أمر واضح، فتدفع البعض إلى الهجرة وترك أماكن سكانهم.

الجذب الدولي للمهاجرين

ويتجلى الجذب الدولي للمهاجرين في العديد من المظاهر التي تحفز الإنسان وتزيد لديه الرغبة في الهجرة، وهي على النحو الآتي:[٣]

  • سهولة الوصول إلى الوجهة المطلوبة للهجرة، على عكس الحال سابقًا فلم يعد البعد الجغرافي عائق أو مانع للهجرة.
  • صور النجاح الاجتماعي الذي تعكسه طبيعة الحياة في الدول الجاذبة للهجرة .
  • آثارالإعلام المرئي والمسموع وما ينقله عن حياة الإنسان من نظام ومستوى معيشي مرتفع في هذه الدول.
  • الفرق الكبير في الأجور والرواتب التي تمنحها هذه الدول للمهاجر مقارنة بدولته الأم.
  • توفير فرص العمل، وفي مختلف المجالات.

للهجرة أسباب عديدة منها أسباب سياسية، اقتصادية، اجتماعية، بيئية بالإضافة إلى عوامل الجذب الدولي للمهاجرين.

نتائج الهجرة

هل أثرت أنماط الهجرة المختلفة على طبيعة الدول المستقبلة والدول الطاردة؟

مما لا شك فيه أن الهجرة على اختلاف أنماطها تترك العديد من الآثار أو النتائج الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية على الدولة المستقبلة، وكذلك على الدولة الطاردة، ومن نتائج الهجرة ما يأتي:[٥]

النتائج الجغرافية

من بين أهم النتائج الجغرافية بالنسبة للدول المستقبلة للهجرة هي التغير الذي يطرأ على التركيبة الجغرافية للسكان من حيث التركيب العمري والنوعي للسكان، ففي الدول الطاردة غالبية المهاجرين يكونوا من فئة الذكور الشباب، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة أعدادهم غي هذه الدول وقلتها في الدول الطاردة.[٥]

النتائج السياسية

تساهم الهجرة بالعديد من التغيرات في الدول المستقبلة في تغير الواقع السياسي، إذ يفرض عليها واقع وجود هؤلاء الأشخاص لديها فتعمل على ضمهم ودمجهم في مجتمعاتها من خلال منحهم العديد من الإمتيازات والحقوق الخاصة بالمواطنين العاديين، بالإضافة إلى ظهور بعض المشاكل كالتمييز العنصري نتيجة لتنوع الجديد في المجتمع.[٥]

النتائج الاقتصادية

وهي تعد من بين أهم النتائج التي تترتب على الهجرة، إذ يؤثر وجود المهاجرين على اقتصاد الدول المستقبلة لهم بشكل كبير، حيث يلاحظ ارتفاع الطلب على الموارد الأساسية للدولة، الأمر الذي من شأنه أن يضطرها إلى الاعتماد على طلب المساعدة من المجتمع الدولي، لعدم قدرة نظامها الاقتصادي على استيعاب هؤلاء المهاجرين خاص ة إذا كانت دولة محمدودة الموارد، ويزداد كذلك عرض الأيدي العاملة مقابل قلة الأجور، فتزداد البطالة وتقل فرص العمل،على عكس الدولة الطاردة فسوف تقل أعداد الناس بسبب الهجرة فيحدث نقص في سوق العمل، وبالتالي ترتفع الأجور.[٥]

النتائج الاجتماعية

تترتب على الهجرة العديد من النتائج والآثار الاجتماعية، وتعتمد هذه النتائج على حجم الهجرة وأعداد الناس الذين سوف يدخلون إلى الدولة المستقبلة، وطبيعة هؤلاء المهاجرين من حيث مستواهم الاقتصادي والثقافي، وتحصيلهم الدراسي، فكلما كانت المعايير مرتفعة كلما كان هؤلاء عون للدول المستقبلة وقادرين على النهوض بها، والعكس صحيح.[٥]

ينتج عن الهجرة آثار جغرافية، سياسية، اقتصادية واجتماعية على كل من الدول المستقبلة والدول الطاردة على حدٍ سواء.

أنواع الهجرة

ليس للهجرة أسباب ونتائج فقط، وإنما يوجد للهجرة العديد من الأنواع التي تعتمد على الأسباب والأعداد وغيرها من العوامل، فقد تكون الهجرة جماعية أو فردية، داخلية أو خارجية، طوعية أو قسرية، ولمعرفة التفاصيل حول أنواع الهجرة يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: أنواع الهجرة.

المراجع[+]

  1. هاني رمضان (2019)، أعمال المؤتمر الدولي ظاهرة الهجرة كأزمة عالمية بين الواقع والتحديات، صفحة 131. بتصرّف.
  2. باسم سامي محمود الشجلاوي (2019-05-01)، [ “الهجرة غير الشرعية في الجزائر – بين الدوافع الإنسانية والأطر القانونية”]، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت شوقي دياب وصبرين بو عكاز (2016)، البعد الامني للهجرة غير الشرعية في منطقة غرب المتوسط، صفحة 40. بتصرّف.
  4. عنود القبندي (2011-08-18)، “الملايين يجبرون على الهجرة على مر العصور الهجرة البيئية دراما متواصلة وحضارات غائبه”، بيئتنا، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج سعد عبد الرزاق محسن الخرسان (2016-02-27)، “دوافع الهجرة وآثارها”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-14. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب