موقع اقرا » إسلام » أحاديث » أحاديث قدسية عن الرزق

أحاديث قدسية عن الرزق

أحاديث قدسية عن الرزق


حديث: أملأُ صدرك غنًى وأسدَّ فقرك

متن الحديث

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: تلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ الآيةَ. قال: يقولُ اللهُ: ابنَ آدمَ تفرَّغْ لعبادتي أملَأْ صدرَك غنًى، وأسُدُّ فقرَك، وإلَّا تفعلْ ملأتُ صدرَك شُغلًا، ولم أسُدَّ فقرَك.”[١]

شرح الحديث

يبين الحديث القدسي الشريف العبادة بفهومها الشامل، فمعنى التفرغ للعبادة أي الإقبال على الله بقلب ليس فيه إلا الله، فيكون الإنسان مستشعرًا رؤية الله له في كل وقت خوفًا منه وطمعًا بما عنده سبحانه وتعالى من الأجر والثواب، فإذا التزم القلب بهذا الإقبال لم يحتج غير الله سبحانه وتعالى بعد ذلك فكأنه ملك كل شيء وإن كان مفلسًا فوعد الله له بملأ قلبه ويديه وهذا معنى أملأ عليه صدرك وأسدّ فقرك، أما المتشاغل الذي يدّعي عدم قدرته على التفرغ لعبادة الله بسبب عمله أو مسؤولياته سيُحرم من قرب الله وسيشعر دائمًا بالفقر والنقص وإن كان يملك المال.[٢]

العبرة المستفادة

الحياة الطيبة في القرب من الله سبحانه وتعالى فهو يورث في القلب الغنى والقناعة.[٢]

أحاديث نبوية عن الرزق

حديث: فما الرّزق فما الأجل

متن الحديث

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللَّهَ وكَّلَ في الرَّحِمِ مَلَكًا، فيَقولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ، يا رَبِّ عَلَقَةٌ، يا رَبِّ مُضْغَةٌ، فإذا أرادَ أنْ يَخْلُقَها قالَ: يا رَبِّ أذَكَرٌ، يا رَبِّ أُنْثَى، يا رَبِّ شَقِيٌّ أمْ سَعِيدٌ، فَما الرِّزْقُ، فَما الأجَلُ، فيُكْتَبُ كَذلكَ في بَطْنِ أُمِّهِ.”[٣]

شرح الحديث

يبين الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ الله سبحانه وتعالى صرَف إلى الملائكة أمر ملازمة حال تطور النطفة فيقول الملك يا رّب خلقتَ نطفة وهي الماء الصافي وبعدها يا رّب خلقتَ علقة وهي قطعة من الدم الجامد ثم يا رّب خلقتَ مضعة وهي قطعة من اللحم، والمقصود ليس إخبار الله بذلك ولكن مراقبة أمر إتمام خَلقه والدعاء له فإذا جاء وقت تمام خلقه يسأل الملك الله عن كونه ذكر أو أنثى ويسأله إن كان من الأشقياء أي العصاة أم السعداء وهم الطائعون، ويسأله عما سيكون عليه حال رزقه أي هل هو قليل أم كثير وهل هو من المال الحلال أم الحرام، ويسأل الملك أيضًا عن أجله أي وقت موته.[٤]

العبرة المستفادة

يكتب الله عز وجل جنس ورزق وعمر وعمل الإنسان وهو في رحم أمه بعمله السابق لما سيفعل الإنسان في حياته.[٤]

حديث: إنّ الرّجل ليُحرم الرِّزق بالذّنب يصيبه

متن الحديث

عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الرَّجلَ ليُحرمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه.”[٥]

شرح الحديث

يحذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ الزرق قد يمنع عن العبد أو يضيقه الله عليه بسبب ذنب قام بفعله وهذا موافق لقول الله سبحانه وتعالى في سورة الجن: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا}.[٦][٧]

العبرة المستفادة

عدم استصغار الذنوب مهما بدت صغيرة لأنّها سبب في حرمان الزرق.[٧]

حديث: من أحب أن يُبسَط له في رزقه

متن الحديث

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.”[٨]

شرح الحديث

يقول الرسول -صلى الله عليه وسلّم- أنَّه من يرغب أن يزيد الله في رزقه ويوسعه له، ويؤخر له أجله أي موته عليه بصلة رحمه، والزيادة في العمر إما أن تكون على الوجه الحقيقي أي بطول عمره أو أن المقصود هنا طرح البركة في حياته وزيادة طاعاته مما يبقى للإنسان الأثر الطيب بعد الموت.[٩]

العبرة المستفادة

صلة الرحم سبب في توسعة الزرق والبركة في العمر.[٩]

المراجع[+]

  1. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:129، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  2. ^ أ ب محمد عويضة، كتاب فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 442-441. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3333، صحيح.
  4. ^ أ ب محمد الشنقيطي، كتاب كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري، صفحة 126-127-128. بتصرّف.
  5. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن ثوبان مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم:289، إسناده صحيح.
  6. سورة الجن، آية:16
  7. ^ أ ب عبد العظيم المنذري، كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة، صفحة 313. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5986، صحيح.
  9. ^ أ ب عبد العظيم المنذري، كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة، صفحة 334. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب