X
X


موقع اقرا » إسلام » أخلاق إسلامية » آداب السلام للأطفال

آداب السلام للأطفال

آداب السلام للأطفال


آداب السلام للأطفال

قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)،[١] فالسلام كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو التحية المشروعة؛ أي الدعاء بالسلامة من كل داء وآفة.[٢]

فمثلاً إذا قلت لشخص: السلام عليكم، فهذه دعوة عامة وتعني أن يسلّمه الله من كل جنون ومرض وأن يسلم من أذى الناس، وأن يسلم من المعاصي وأمراض القلوب.[٢]

وكما هو معروف اهتمام الإسلام بالمسلم من جميع النواحي كان لا بد من تعلمنا من نبينا بعض هذه الأخلاقيات، فقد قال رسولنا: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)،[٣][٤] وعلى المسلم أن يحرص على إفشاء السلام بين الناس مراعياً بذلك ما يأتي:[٥]

  • قول السلام عليكم، إذ إن ذلك أولى من قول تحيات أخرى كقول مرحبًا وأهلاً وكيف حالك.
  • أن نرد السلام بأحسن منه، فمثلا لو قيل السلام عليكم، يُردّ بقول: “وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته”.
  • أن يسلم الصغير على الكبير من باب الأدب، وإن نسي الصغير فلا بأس أن يبدأ الكبير به كي لا تفوته السنة.
  • تسليم الماشي على القاعد، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يسلم على الصبيان إذا مر بهم، وذلك من باب التواضع والرحمة، وتعليماً للصغار على أن هذه التحية هي شعار المسلمين.
  • أن يسلم القليل على الكثير، ولكن إن لم يفعل القليل ذلك بمعنى إذا مر أربعة أشخاص على ستة أشخاص فليبدأ الأربعة بالسلام وذلك لأن في الزيادة حقاً، فإذا لم يفعل القليل ذلك فليسلم الكثير رغبة بالسنة.
  • أن يسلم الراكب سيارته على الماشي بالطريق، والصاعد على درج على النازل.
  • أن يكون السلام بصوت مسموع وبأدب دون صراخ.
  • أن يصاحب السلام بشاشة الوجه وانشراح الصدر، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق).[٦]

كيفية تعليم الطفل رد السلام

إن أفضل طريقة لتعليم الطفل محاسن الأخلاق ومنها رد السلام، بدء تعليمه إياها منذ مراحل طفولته المبكرة، لما لها من أثر في ثبات الخلق عند الطفل، وهذه بعض الطرق لتعليم الطفل رد السلام:[٧]

  • تعليمه رد السلام عن طريق القدوة الصالحة، وذلك بأن يرى والديه وأقاربه والمحيطين به يلقون السلام ويردونه على بعضهم، ويبتسمون ويرحبون ببعضهم، فيرسخ هذ الادب عنده منذ الصغر.
  • التدرج في تعليم الطفل رد السلام، خاص ة أنه قد يكون خجولاً، أو لا يحفظ كلمات السلام بشكل صحيح، فيعطى فرصاً كثيرة لتعلم صيغة السلام، ثم يعوّد على الاختلاط بالناس ورد السلام عليهم تدريجياً.
  • التكرار، وذلك بتكرار السلام أمامه، وتكرار تذكيره بفضل وأهمية رد السلام، فالتكرار من أفضل الطرق لتعليم الأطفال سلوكيات جديدة.

مشروعية السلام

إن السلام مشروع بين المسلمين، وذلك لما له من أثر في ترابط الناس ومحبتهم، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تأمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)،[٨] فمن حسن الإسلام أن يسلم المسلم على من عرفه ومن لم يعرفه وذلك لأن رسول الله أمر بذلك،ورد التحية واجب.[٢]

وقد ورد عن الطفيل بن أبي بن كعب أنه تبع عبدالله بن عمر إلى السوق، فجعل يسلم على صاحب الدكان وعلى من عرف ومن لم يعرف، فجاءه الطفيل يوماً فقال له: عبدالله: هيا بنا إلى السوق، فرد الطفيل: ماذا تصنع في السوق فأنت لا تبيع شيئاً ولا تشتري شيئاً فاجلس نتحدث، فرد عبدالله: إنما أذهب للسوق للسلام على الناس، فإذا أفشى الإنسان السلام وأظهره كان سبباً في دخول الجنة.[٩]

أدلة مشروعية أدب السلام

لقد وردت العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية تدعو إلى التحية ورد السلام منها:[٥]

  • قال الله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).[١٠]
  •  قال الله -تعالى-: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً).[١١]
  • سأل رجلاً النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).[١٢]
  • (جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس فقال عشرون ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فرد عليه فجلس فقال ثلاثون).[١٣]

المراجع

  1. سورة النور، آية:27
  2. ^ أ ب ت ابن عثيمين، كتاب شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، صفحة 381 -380. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:45، صحيح.
  4. عبدالله الزحيلي، كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها، صفحة 169. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن عثيمين، كتاب لقاء الباب المفتوح، صفحة 4. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2626، صحيح.
  7. مرسي محمد منير (2005)، التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، صفحة 202.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:54، صحيح.
  9. ابن عثيمين، كتاب شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، صفحة 395. بتصرّف.
  10. سورة النساء، آية:86
  11. سورة النور، آية:61
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:12، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:5195، صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب