X
X


موقع اقرا » إسلام » حكم ومواعظ دينية » وصايا رمضانية قصيرة

وصايا رمضانية قصيرة

وصايا رمضانية قصيرة


وصايا رمضانية عامة 

ينبغي على المسلم أن يستعدَّ لقدوم رمضان، ويعقد العزم على الطَّاعة، والعمل بمرضاة الله -تعالى- ونضع مجموعةً من الوصايا والنَّصائح لعلَّها تعين القارئ على طاعة الله -تعالى- في هذا الشَّهر الكريم، وهي كما يأتي:

التوبة والإنابة في رمضان

الأصل بالمسلم العاقل أن يبحث عمَّا ينفعه ولا يضيع وقته بلا فائدة، فلا ينسى أن رمضان شهر التَّائبين والعائدين، وإنَّ النَّفس في رمضان أقرب إلى الله -تعالى- فينبغي أن نزيدها من الله -تعالى- قرباً، وأن ندفع بالأنفس العصيَّة إلى طاعة الله دفعاً.

ولا ننس أنَّ دعاء الصَّائم مجابٌ، فليكن للدُّعاء نصيبٌ من هذا الصِّيام، وليكن لطلب التَّوبة نصيبٌ من الدُّعاء، فإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَلَّهُ ‌أَفْرَحُ ‌بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ نَزَلَ مَنْزِلًا وَبِهِ مَهْلَكَةٌ، وَمَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ نَوْمَةً، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ رَاحِلَتُهُ، حَتَّى إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ الحَرُّ وَالعَطَشُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، فَرَجَعَ فَنَامَ نَوْمَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَهُ).[١][٢]

عقد النية الصالحة في رمضان

الأعمال كلُّها تفتقر إلى النيَّة الصَّالحة، وإنَّ النَّوايا الفاسدة لتفسد العمل الصَّالح، وتحوله إلى عملٍ طالحٍ، وقد أكَّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تصحيح النِّيَّة في رمضان في القيام وفي الصِّيام، فقال: (مَنْ ‌صَامَ ‌رَمَضَانَ، إِيمَانًا ‌وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)،[٣] وقال مثله في القيام: (مَنْ ‌قَامَ ‌رَمَضَانَ إِيمَانًا ‌وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).[٤][٥]

وقوله: إيمانا؛ أي مُعتقِداً بأنَّه مفروضٌ من الله، مؤمنٌ به، وقوله: احتساباً؛ أي إنَّه لا يطلب المثوبة ولا الأجر إلَّا من الله -تعالى- وسوف يكون الجزاء مقابل ذلك العمل من القيام والصيام، هو غفران الذنوب.[٥]

وإنَّ قبول هذا العمل من الله -تعالى- مرهونٌ بتحقيق شرطي الإيمان والاحتساب، ويتوقَّف قبول العمل والمجازاة عليه على الاحتساب الخالص لله -تعالى-، فيكون هذا القيام وهذا الصيام “بالإيمان والاعتقاد بحقية فرضية صوم هذا الشهر، لا عن خوف أو استحياء من الناس من غير اعتقاد بفرضية هذا الشعر”.[٦]

إزالة الأحقاد والأضغان

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، ‌يُذْهِبْنَ ‌وَحَرَ الصَّدْرِ)،[٧] ومعنى وَحَر الصَّدر؛ هو ما يقع في القلب من بغضاء، وكراهيةٍ، وأحقادٍ، ونفاقٍ، وغشٍ، وخداعٍ، وفي الحديث الشَّريف سمَّى الله -تعالى- رمضان شهر الصَّبر؛ لما فيه من تحمُّل المشاقِّ والمصاعب والمتاعب.

والعلاقة بين رمضان وهجر المعاصي أنَّ رمضان يكسب المرء المسلم في حال صيامه من الخشوع والخشية ما لا يكسبه قبل رمضان، فيكون إلى الله -تعالى- أقرب، وإلى محبَّته أرغب، وعن معاصيه أبعد، فتكون السُّبُل كلُّها ميسَّرةٌ أمامه، وتكون الهداية في رمضان أهون منها في غيره من الشُّهور، وترك الخصومات والأحقاد من العبادة، وتكون أهون في رمضان.

قال المناوي: “وإنما شرع الصوم كسرا لشهوات النفوس وقطعا لأسباب الاسترقاق والتعبد للأشياء فإنهم لو داموا على أغراضهم لاستعبدتهم الأشياء وقطعتهم عن الله والصوم بقطع أسباب التعبد لغيره ويورث الحرية من الرق للمشتبهات لأن المراد من الحرية أن يملك الأشياء ولا تملكه”.[٨]

الحرص على الدعاء

إنَّ شهر رمضان شهر الاستجابة، وقد جعل الله دعوة الصَّائم من الدَّعوات المقبولة التي لا تردُّ؛ تعظيماً للصِّيام، ومكافأةً للصَّائم على ما تحمَّل من المشقَّة من أجل الله -تعالى- وابتغاء مرضات الله -تعالى-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الإِمَامُ العَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الغَمَامِ).[٩]

وبعد أن ذكر الله -تعالى- الصيام وآياته في سورة البقرة، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).[١٠] فناسب ذكر آية الدُّعاء بعد آيات الصِّيام، لما بينهما من اقترانٍ وتناسبٍ، واشترط لتلك الإجابة شرطين؛ الاستجابة لله، والإيمان به.[١١]

المراجع

  1. رواه البخاري، في الصحيح، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:6308، مسلم.
  2. محمد حسان، دروس للشيخ محمد حسان، صفحة 2، جزء 119. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في الصحيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:38، صحيح.
  4. رواه البخاري، في الصحيح، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:37 ، صحيح.
  5. ^ أ ب بدر الدين العينى ، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بيروت:دار إحياء التراث العربي ، صفحة 274، جزء 10. بتصرّف.
  6. المُظْهِري (1433)، المفاتيح في شرح المصابيح (الطبعة 1)، صفحة 8، جزء 3. بتصرّف.
  7. رواه أحمد، في المسند، عن أعرابي من الصحابة، الصفحة أو الرقم:23070، صحيح.
  8. المناوي ، فيض القدير شرح الجامع الصغير (الطبعة 1)، مصر :المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 211، جزء 4. بتصرّف.
  9. رواه الترمذي، في السنن، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم:2526، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية:186
  11. ابن عثيمين، جلسات رمضانية للعثيمين، صفحة 11، جزء 8. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب