موقع اقرا » إسلام » معاملات إسلامية » هل ينعقد الزواج بعبارة (زوجتك نفسي)

هل ينعقد الزواج بعبارة (زوجتك نفسي)

هل ينعقد الزواج بعبارة (زوجتك نفسي)


هل ينعقد الزواج بعبارة (زوجتك نفسي)

لقد شرع الله الزواج بضوابط عظيمة؛ لأنه من أسمى العقود الموجودة في الحياة، وسمى الله هذا العقد بالميثاق الغليظ في القرآن الكريم؛ مما يدل على شأنه العظيم، ووضع له شروطاً وأركاناً ليدوم بنائه، وإن اختل ركنٌ أو شرطٌ من شروطه انهار الزواج وبطل، فمن شروط الزواج وجود الوليّ وموافقته على عقد الزواج، ووجود شاهدين عدلين يشهدان هذا العقد المبارك مع إشهاره بين الناس.

وإن ما تفعله بعض الفتيات من قبول الزواج من رجل بقول “زوجتك نفسي”، وجعلها توافق بالتخلي عن حقوقها هو من أكبر الأخطاء التي تُؤدي بحياتها للخطر؛ فهو إنما فعل ذلك ليخلع عنها ستار العفة، فالزواج وإن توفر فيه صيغة الإيجاب والقبول لا بد أيضاُ من توفر شروطه فيه حتى يتم ويحل به وطء المرأة.[١]

وأما “أن يلتقي الرجل بالمرأة ويقول لها: زوجيني نفسك، فتقول: زوجتك نفسي، ‏ويكتبان ورقة بذلك، ويعاشرها معاشرة الأزواج بحجة أنهما متزوجان زواجاً ‏عرفياً، فهذه الصورة ليست زواجاً لا عرفياً ولا غيره، بل هي زنا؛ لأنها تمت دون وجود ‏الولي، والشاهدين.”[١]

الحكمة من حرمة (زوجتك نفسي)

إن عقد الزواج برُكني الإيجاب والقبول فقط! محرمٌ شرعاً، والحكمة من حرمته فيما يأتي:[٢]

لقد منع الشرع هبة المرأة نفسها لغير النبي -صلى الله عليه وسلم-، لأن الإخلال به ذريعة في وقوع السفاح، فالزانية هي التي تزوج نفسها فلا تقدم الفتاة على تزويج نفسها بلا شهود ولا وليمة ولا دف ولا صوت، فلقد عظّم الله أمر الزواج، وسد الذريعة إلى مشابهته بالزنا بكل طريق.

  • حفاظا على عفة المرأة وكرامتها

قيّد الله الزواج بالشروط حفاظاً على المرأة لأنها ضعيفة بريئة تتحكم بعاطفتها وبرقتها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وما رَأَيْتُ مِن ناقِصاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ)،[٣]فشدد الله الحماية عليها ليحفظ عفتها وكرامتها من أن تُهان، أو يُستباح عِرضها، وإن هذا الاتفاق بتزويجها نفسها يُهينها، ويُطفئ نور عفتها.

  • الحفاظ على حقوق المرأة

والحكمة من الحرمة أن هذا الزواج لا يثبت فيه التوارث ولا النفقة ولا الحقوق الزوجية، ولا طلاق ولا ظهار.

وتعظم الحكمة من حرمة هذا الاتفاق، أنه كالزنا فلا يثبت فيه النسب ولا المصاهرة، ولا العدة على الصحيح، وإنما تستبرأ بحيضة ليعلم براءة الرحم.

عقد الزواج

إن لعقد الزواج أركاناً وشروطاً يجب أن تتوفر فيه لينعقد، وإذا فقد شرطاً أو ركناً كان الزواج باطلاً أو فاسداً، أما الأركان فأهمها: الإيجاب والقبول، وأما الشروط فأهمها: الولي، والشاهدان، والصداق “المهر”.[٤]

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّما امرأةٍ نَكَحت بغيرِ إذنِ وليِّها، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فنِكاحُها باطلٌ، فإن دخلَ بِها، فلَها المَهرُ بما استحلَّ من فرجِها، فإن اشتجَروا فالسُّلطانُ ولِيُّ من لا ولِيَّ لَه)،[٥] وأما الصداق، فلا بد منه؛ لقول الله -تعالى-: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً).[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 30. بتصرّف.
  2. إبن القيم الجوزية، إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان، صفحة 366. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:79، صحيح.
  4. إبن أبي عمر ، الشرح الكبير على المقنع، صفحة 248. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم:1102، صحيح.
  6. سورة النساء ، آية:4






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب