X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » نواسخ المبتدأ والخبر

نواسخ المبتدأ والخبر

نواسخ المبتدأ والخبر


الجملة الاسمية وأركانها

تتفرّع الجملة في اللغة العربيّة إلى نوعين: الجملة الاسمية والجملة الفعلية، وتتميّز كلٌّ منهما عن الأخرى في الأثر الدلاليّ، حيث تدلّ الجمل الاسمية على الثبوت، في حين تدلّ الجمل الفعلية على الحركة والزمنية، أما من حيث التركيب النحوي، فتتميز كل منهما بما تضمه في ثناياها من أركان أساسية لا تقوم إلا بها، فتتكون الجملة الفعلية من ثلاثة أركان هي: الفعل والفاعل و المفعول به، في حين تتكون الجملة الاسمية من ركنين أساسيين هما: المبتدأ والخبر، وقد يطرأ على الجملة الاسمية طارئًا بدخول نواسخ المبتدأ والخبر عليها، فتحدث فيها تغييرًا يشمل المستويين: النحويّ والدلاليّ معًا.

نواسخ المبتدأ والخبر

سُميت نواسخ المبتدأ والخبر بهذا الاسم نظرًا لما تحدثه من تغيير وتبديل في المستويين النحوي والدلالي للجملة الاسمية، فالنسخ في أصل اللغة يعني الإلغاء والإزالة[١]، وقد اصطلح لفظ النواسخ على تلك المؤثرات لأنها تزيل المبتدأ وخبره من الجملة الاسمية، فتجعل من المبتدأ اسمًا لها، ومن الخبر خبرًا لها، كما أنها تترك أثرًا نحويًا خاص ًا بها، وتقسم نواسخ المبتدأ والخبر إلى قسمين: الحروف الناسخة وتضم إن وأخواتها، وتعمل على نصب الاسم بعدها مع إبقاء خبرها مرفوعًا على حاله قبل دخولها على الجملة الاسمية، مثل:

  • السماءُ ماطِرةٌ.
    • السماءُ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • ماطرةٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
  • إنّ السماءَ ماطرةٌ.
    • إنّ: حرف توكيد ونصب.
    • السماءَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • ماطرةٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.

بينما تقوم الأفعال الناسخة -مثل كان وأخواتها و كاد وأخواتها- بإبقاء اسمها مرفوعًا على حاله الأولى، وتقوم بنصب خبرها متشبّهَة في ذلك بالأفعال التامة في الجمل الفعلية، مثل:

  • كانت السماءُ ماطرةً.
    • كانت: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محلّ لها من الإعراب.
    • السماءُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • ماطرةً: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

الحروف الناسخة

تكتسب الحروف فعاليتها الدلالية والنحوية من خلال ارتباطها بالجملة كحروف الجر والنصب والجزم وهي حروف تترك أثرًا في الكلمة التي تليها، وهناك حروف تتجاوز في تأثيرها حد الكلمة التالية لها ليمتد أثرها إلى الجملة بأسرها، كما هو الحال في إن وأخواتها حيث صنفت على أنّها من نواسخ المبتدأ والخبر، وسمّيت باسم الجزء: إن وأخواتها وهي على النحو الآتي:[٢]

  • إنّ: حرف توكيد ونصب.
  • أنّ: حرف توكيد ونصب.
  • كأنّ: حرف تشبيه ونصب.
  • لكنّ: حرف استدراك ونصب.
  • ليت: حرف تَمَنٍّ ونصب.
  • لعلّ: حرف تَرَجٍّ ونصب.

وتدخل نواسخ المبتدأ والخبر من الحروف، على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ وتجعل منه اسمًا لها، وتبقي الخبر مرفوعًا وتتخذه خبرًا لها، مثل:

  • كأنّ الهلالَ سيفٌ.
    • كأنّ: حرف تشبيه ونصب.
    • الهلالَ: اسم كأن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • سيفٌ: خبر كأنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

وقد يتشابه الناسخان: ليتَ ولعلّ، في إفادة الطلب والإلحاح فيه، إلا أنّ ثمةَ فرقًا دلاليًّا يحدثه كلٌّ منهما في الجملة التي يدخل عليها، حيث يستخدم الحرف الناسخ “ليت” للدلالة على استحالة تحقق الطلب، كأن يُقال: “ليت الشباب يعود”، ولا يمكن لذلك الأمر أن يحدث، بينما يستخدم الحرف الناسخ “لعل ” للدلالة على إمكانية تحقق الأمر، كأن يُقال: لعلني أنجح.

الأفعال الناسخة

تقسم الأفعال إلى قسمين في العربية: أفعال تامة ترفع فاعلًا وتنصب مفعولًا لها، وتمثل المجموعة الغالبة من بين الأفعال في اللغة العربية، وهي بدورها تتفرع بين اللزوم والتعدي، تبعًا لاحتياجها للمفعول به، و أفعال ناقصة، ترفع اسمًا وتنصب خبرًا لها متشبِّهة في ذلك بالأفعال التامة في عملها، وتقسم هذه الأفعال إلى قسمين:

  • كان وأخواتها، وهي على النحو الآتي:[٣]
    • الأفعال تامة التصرف: كان، أصبح، أمسى، أضحى، ظل، بات، صار، وهي أفعال تعمل في أزمنتها الثلاث: الماضي والمضارع والأمر.
    • الأفعال ضيقة التصرف: ما زال، ما انفك، ما فتئ، ما برح، وهي أفعال تعمل في المضارع والماضي فقط.
    • الأفعال الجامدة: ليس، ما دام، وهي أفعال لا ترد إلا في صيغة الماضي فقط.
  • كاد وأخواتها، وهي على ثلاثة أقسام:
    • أفعال المقاربة: كاد، كرب، أوشك، وكلها بمعنى بدأ.
    • أفعال الرجاء: عسى، حرى، اخلولق، وكلها تفيد الرجاء.

أفعال الشروع: أنشأ، بدأ، طفق، أخذ، جعل، شرع، هبّ، علق، هلهل، قام، وكلها بمعنى بدأ.

وتعد الأفعال الناقصة بحق من نواسخ المبتدأ والخبر، إذ تدخل على الجملة الاسمية، فتجعل من المبتدأ اسمًا لها وتبقيه مرفوعًا، وتجعل من الخبر خبرًا لها وتُعمل فيه النصب، وكلها أفعال ناقصة، وقد سميت ناقصة لأنها تفتقر للدلالة على الحدوث، وتتميز كاد وأخواتها عن كان وأخواتها في أن خبرها يجب أن يكون جملة فعلية فعلها مضارع، مثل:

  • أوشك الليل أن يحلّ.
    • أوشك: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الليل: اسم أوشك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • أن: حرف مصدري ونصب.
    • يحلّ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية في محل نصب خبر أوشك.

شواهد نواسخ المبتدأ والخبر

ضمّت مصادر اللغة العربية من القرآن والسنة النبوية، والأدب العربي شعره ونثره، كثيرًا من نماذج وشواهد نواسخ المبتدأ والخبر من الحروف والأفعال، على اختلاف أثرها في الجمل الاسمية، وتذكر الدراسة من هذه الشواهد ما يأتي:

  • قال تعالى:{كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}[٤]
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كانَ تاجِرٌ يُدايِنُ النَّاسَ، فإذا رَأَى مُعْسِرًا قالَ لِفِتْيانِهِ: تَجاوَزُوا عنْه، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَتَجاوَزَ عَنَّا، فَتَجاوَزَ اللَّهُ عنْه”.[٥]
  • قال الشاعر أحمد شوقي:[٦]

لكن مصر وإن أغضت على مقة

عيـن من الخلد بالكافور تسقينـا
  • قال تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا}[٧]
  • قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}[٨]
  • قال الشاعر محمود سامي البارودي:[٩]

والدَهرُ كالبَحرِ لا ينفكُّ ذا كَدَرِ

وإنَّما صَفوهُ بينَ الورى لُمَعُ
  • قال تعالى: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}[١٠]
  • قال تعالى:{إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}[١١]
  • قال الشاعر الأسود بن يعفر النهشلي:[١٢]

إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت

حيال الهوينى بالفتى أن تقطعا

المراجع[+]

  1. إبراهيم أنيس، عبد الحليم منتصر، عطية الصوالحي، محمد خلف الله أحمد (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة)، القاهرة: مجمع اللغة العربية، صفحة 917. بتصرّف.
  2. داود غطاشة الشوابكة (2000)، النحو العربي التطبيقي (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الفكر للطباعة والنشر، صفحة 51.
  3. محمود حسني مغالسة (2007)، النحو الشافي الشامل (الطبعة الأولى)، الأردن: دار المسيرة، صفحة 257.
  4. سورة المرسلات، آية: 33.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3480، صحيح.
  6. “أنْدَلُسِيَّة “، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-11-2019.
  7. سورة الإسراء، آية: 50.
  8. سورة البقرة، آية: 217.
  9. “هَلْ بالْحِمى عنْ سَريرِ الْمُلْكِ مَنْ يَزَعُ؟”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-11-2019.
  10. سورة البقرة، آية: 71.
  11. سورة النور، آية: 40.
  12. “فأدرك إبقاء العرادة ظَلعُها”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-11-2019.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب