نبذة عن كتاب تهذيب الأخلاق

نبذة عن كتاب تهذيب الأخلاق

الكتاب بهذا الاسم “تهذيب الأخلاق” متطابقٌ لأكثر من مؤلّف، وهم: الجاحظ، وابن مسكويه، وعبد الحي بن فخر الدين الحسني، وعلى الرغم من تشابه العنوان في الكتب الثلاثة إلا أن محتواها يتقارب أحياناً ويختلف أحياناً أخرى، وذلك تبعاً لمقصد الكاتب ومنهجه في الكتاب، وهذا تعريف بالكتب الثلاثة:

كتاب تهذيب الأخلاق للجاحظ

التعريف بالمؤلف

هو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري المتوفى عام 255هـ، وقد اشتهر ببراعته في علوم البيان العربي، وهو لغوي أديب متكلّم على مذهب المعتزلة، وله مؤلفات كثيرة في هذه العلوم وفي الآداب والأخلاق،[١] ومن أشهر ما للجاحظ من المؤلفات: البيان والتبيين، والحيوان، والبخلاء، ومجموعة من الرسائل.[٢]

الشك في نسبة الكتاب إلى الجاحظ

ذكر محقق الكتاب في مقدمته اعتراض بروكلمان على نسبة هذه الكتاب إلى الجاحظ، وقال: إن أسلوب الكتابة لا يشبه أسلوب الجاحظ، ويغلب عليه أسلوب المتأخرين أو المعاصرين، وقد نشر هذا الكتاب باسم عدي بن يحيى، ونشر مرة باسم محيي الدين بن عربي.[٣]

علاوة على أنّ مسرد مؤلفات الجاحظ ليس فيه كتاب بهذا الاسم، وإنما فيه عنوانان، الأول: كتاب أخلاق الملوك، والثاني: كتاب السلطان وأخلاق أهله، وقد اعترف المحقّق بأن الكتاب يحتاج إلى دراسة علمية للتحقق من عنوانه.[٣]

ميزة الكتاب وموضوعاته

أثنى ناشر الكتاب ومحقّقه على الكتاب بقوله: “وحريٌ بكتاب تهذيب الأخلاق بما فيه من الكلم الطيب أن يتصفّحه بل يتدارسه العالم والمعلم والمتعلم؛ فقد حوى من ضروب التعليم والإرشاد ما لا يستغني عنه أرباب العلم”، وقد قسّم المؤلّف كتابه إلى أربعة فصولٍ في 70 صفحة، وضمّن كل فصل عدداً من الموضوعات، وهذه أهمها:[٤]

• الفصل الأول: في تعريف الخلق وأقسامها وتأثيرها بالنفوس.
• الفصل الثاني: أنواع الأخلاق وأقسامها.
• الفصل الثالث: في وصف الطريقة إلى السمو بالأخلاق.
• الفصل الرابع: في وصف الإنسان الجامع لمحاسن الأخلاق.

كتاب تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق لابن مسكويه

التعريف بالكتاب

عبّر ابن الخطيب محقق الكتاب عنه بقوله: “أنفس ما قاله فلاسفة الإسلام في الأخلاق”،[٥] وذكر في مقدمته أن المؤلف اطلع على ما كتبه الفلاسفة المتقدمون عن الأخلاق، فجمع في كتابه خلاصة ذلك، وزاد عليه من علمه وفهمه متأثراً بثقافته الإسلامية مستفيداً من القرآن والسنة، فخرج الكتاب متميزا بالجمع والتلخيص والإفادة.[٦]

وبيّن المؤلف في مقدمة كتابه أن غرضه من تأليف هذا الكتاب تهذيب النفس وتحصيل الأخلاق بحيث تكون سجية بلا تكلّف، ومنهجه في ذلك البحث العلمي الذي يفيد منه العالم والمتعلم.[٧]

وقد احتوى الكتاب على سبع مقالات، وهي: [٨]

• المقالة الأول: النفس فضائلها وشهواتها.
• المقالة الثانية: الخلق.
• المقالة الثالثة: الخير والسعادة.
• المقالة الرابعة: ظهور الفضائل ممن ليس بسعيد ولا فاضل.
• المقالة الخامسة: التعاون والاتحاد.
• المقالة السادسة: دواء النفوس.
• المقالة السابعة: ردّ الصحة على النفس.

التعريف بمؤلف الكتاب

هو أبو علي أحمد بن يعقوب الرازي المتوفى عام 421هـ، اختص بعلم التاريخ والفلسفة والمنطق والأدب، واشتغل بالكيمياء، وله مؤلفات عديدة في هذه العلوم،[٩] وعُرف ابن مسكويه بتأثّره بفلسفة أرسطو واهتمامه بالجانب الخلقي في الفلسفة، وكان اهتمامه بعلم النفس أكثر من غيره، فدرس النفس الإنسانية وتقلباتها بهدف تهذيبها والانتصار على شهواتها.[١٠]

كتاب تهذيب الأخلاق للشيخ عبد الحي بن فخر الدين الحسني

التعريف بالكتاب

ذكر المؤلف في مقدمة كتابه أنه قصد أن يكتب تلخيصاً للأحاديث النبوية الشريفة في الأخلاق وتهذيب النفوس مراعياً اختيارها من الأحاديث الصحيحة،[١١] وقد ذكر في كتابه 627 حديثاً من الكتب الستة وخاص ة الصحيحين، وقد ضمّن هذه الأحاديث في خمسين باباً من أبواب الأدب والأخلاق التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه.[١٢]

التعريف بالمؤلف

هو الشيخ العلامة عبد الحي بن فخر الدين الحسني من علماء شبه القارة الهندية المتوفى عام 1341هـ، وينتهي نسبه إلى آل بيت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو والد المجدّد الشيخ أبي الحسن الندوي الداعية والمفكر الإسلامي المعروف، وقد كان المؤلّف مهتماً بالعلم الشرعي تأليفاً وتعليماً، وله قريب من عشرين مؤلفاً.[١٣]

المراجع

1. ↑ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، صفحة 2101. بتصرّف.
2. ↑ “أفضل كتب الجاحظ”، مكتبة الكتب، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
3. ^ أ ب الجاحظ، تهذيب الأخلاق، صفحة 8. بتصرّف.
4. ↑ الجاحظ، تهذيب الأخلاق، صفحة 62. بتصرّف.
5. ↑ ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، صفحة 2.
6. ↑ ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، صفحة 6. بتصرّف.
7. ↑ ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، صفحة 9. بتصرّف.
8. ↑ ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق، صفحة 231. بتصرّف.
9. ↑ الزركلي، الأعلام، صفحة 211-212. بتصرّف.
10. ↑ محمد لطفي جمعة، تاريخ فلاسفة الإسلام، صفحة 310. بتصرّف.
11. ↑ عبد الحي الحسني، تهذيب الأخلاق، صفحة 23. بتصرّف.
12. ↑ عبد الحي الحسني، تهذيب الأخلاق، صفحة 185-190. بتصرّف.
13. ↑ عبد الحي الحسني، تهذيب الأخلاق، صفحة 17-22. بتصرّف.