X
X



نبذة عن المتنبي

نبذة عن المتنبي


نسب المتنبي

ما الاسم الحقيقي للمتنبي؟ ومتى ولد؟

هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الملقب بأبي الطيب المتنبي (303هـ-354هـ)[١]، لقد اختلف الكثير في نسب المتنبي وذلك عائد للمتنبي الذي غيّب هذا الأمر، ولكن البغدادي يضيف على النسب السابق “أن المتنبي ما كان يذكرأباه ولا جده ولا أمه”، ففي حيّ من أحياء الكوفة يُقال له “كندة” كانت ولادته وكانت منيته في شهر رمضان من التاريخ السابق، كان والده سقّاء يُنسب إلى جعفي، وأمّه تُنسب إلى همدان، وكلا النسبين من أحياء العرب في بلاد اليمن، والمتنبي شاعر مفلق من شعراء العصر العباسي الأول.[٢]

حياة المتنبي

في أي عصر عاش المتنبي؟

عاش المتنبي في العصر العباسي الأول وكما قال النينابوري: “هو كوفي المولد شمي المنشأ وبها تخرّج ومنها خرج”[٣]، وكان ذلك الفتى الحالم يتصل بأساطين العلم والأدب وكان قوي الذاكرة حتى قيل عنه إنّه حفظ عشرين ورقة من كتاب الأصمعي، وكان نحيل الجسم، منتفض الأعصاب، جدي الملامح سوداوي المزاج[٤]، وكان منذ نشأته كبير النفس عالي الهمة يطمح إلى المجد حتى بلغ من كبر نفسه أن دعا إلى بيعته بالخلافة وهو حديث السن[٥]، وفي الجانب الأكثر جدلًا في حياته فحكى أبو الفتح عثمان بن جني، قال: “سمعت المتنبي يقول: إنما لقبت بالمتنبي لقولي:[٦]

أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي

وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ

ما مُقامي بِأَرضِ نَخلَةَ إِلّا

كَمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهودِ

المتنبي حاول بلوغ المجد بالقوة وأعلن ثورته بعد أن ادعى النبوة في بلدة السماوة على ما ذهب إليه بعض المؤرخين فتبعه خلق من بني كليب وغيرهم فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيديين فأسره وفرّق أصحابه.[٧]

يقول المعري في رسالته عن المتنبي بعد أن أُخرج من الحبس، قال في مجلس أبي الحسن علي بن عيسى الوزير، “فقال له: أنت أحمد المتنبي؟ فأجابه: أنا أحمد النبي” بعد الحديث هذا يذهب المعري مكملًا في رسالته عن المتنبي فيقول: “وَحُدِّثتُ أنه كان إذا سُئل عن حقيقة هذا اللقب، قال: هو من النبوة: أي المرتفع من الأرض”[٨]، ويذهب شوقي ضيف بقوله إلى منحى مختلف فيقول: “ربما لقّب بالمتنبي لفطنته في الشعر ونبوغه”.[٩]

المتنبي وسيف الدولة الحمداني 

ما علاقة المتنبي بسيف الدولة الحمداني؟

ينتسب الحمدانيون إلى حمدان بن حمدون من قبيلة تغلب العربية، ورزق حمدان سبعة أولاد كلهم أبطال ميامين والحمدانيون حملوا لواء اليقظة العربية، ومن بينهم علي بن عبد الله الذي لقبه الخليفة المتقي بسيف الدولة لفروسيته وشجاعته.[١٠]

كان برفقة سيف الدولة ابن عمه الشاعر الفارس أبو فراس الحمداني، وسيف الدولة من الرجال العظام الذي حير عقول البيزنطيين فكان صراعه معهم داميًا فخاض معهم 56 معركة انتصر بخمسين منها، وتبدأ الملحمة بعد فتك الروم لحلب عام “351 هجرية” حينها بدأت المعارك بين سيف الدولة والروم وبدأت قوته تتعاظم في وجه الروم وتوالت الانتصارات الواحد تلو الآخر حتى سقطت حصون الروم أمامه، وتوغل في أرض الروم، وبدأت قوته تضعف منذ غياب أبي فراس عن ساحات الوغى[١٠]، ويُرى أن المتنبي الذي عاش في كنفه كان قد مثّله أصدق تمثيل للواقع الذي كان يعانيه سيف الدولة فيقول:[١١]

وَسِوى الرومِ خَلفَ ظَهرِكَ رومٌ

فَعَلى أَيِّ جانِبَيكَ تَميلُ؟

كان المتنبي دائمًا يصف ما بداخل سيف الدولة من معاناة في وحدته وكان يشدّ أزره بقلمه ليجمع بين القلم والسيف فيقول في قصيدته الميمية في معركة الحدث ذائعة الصيت، رافعًا معنويات سيف الدولة وأبطاله الفرسان، فيقول:[١٢]

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

كان رسّامًا ماهرًا في تصوير المعارك مع الروم، فكان لسيف الدولة سلاحان سيفه المهند وريشة المتنبي، كما اشتهر المتنبي بقصائد تسمى الروميات أفردها لعلاقته مع سيف الدولة ومغامرات البطولة والانتصارات، فكان لسان المعارك وقائدها، فعندما عزم سيف الدولة على لقاء الروم في السنبوس أنشد أبو الطيب رافعًا بقصيدته هذه المعنويات وغارزًا في صدر سيف الدولة والجيش روح التفاؤل والقوة، فيقول:[١٣]

تَزورُ دِيارًا ما نُحِبُّ لَها مَغنى

وَنَسأَلُ فيها غَيرَ ساكِنِها الإِذنا

وَقَد عَلِمَ الرومُ الشَقِيّونَ أَنَّنا

إِذا ما تَرَكنا أَرضَهُم خَلفَنا عُدنا

خصائص شعر المتنبي

هل انفرد المتنبي بسمات تختلف عن معاصريه في العصر العباسي؟

  • التفنن بالصور الفنية: فالملاحظ من شعر المتنبي كثرة التشابيه والاستعارات والكنايات لتوصيف المشهد بشكل جذّاب يأسر القارئ ويلفت انتباهه فيه.[١٤]
  • جزالة الألفاظ والتراكيب: لم تكن لغة المتنبي باللغة المعقدة الوحشية ولا بالسهلة المبتذلة، وإنما كانت لغة تجمع القوة والرصافة وحسن التعبير من خلالها دون إخلال بالمعنى من جهة أو التسفيف باللغة من جهة أخرى.[١٥]
  • البُعد الفلسفي: لقد كان المتنبي يحتال احتيالًا على إشاراته الفلسفية وتعبيراته العميقة وهذه السمة واضحة في الكثير من أبياته التي تتخللها الحكمة.[١٦]
  • المبالغة والغلو: فالمتنبي عندما كان يشرع إلى المدح كان يصل بسيف الدولة إلى صفات شابهت فروسية الإمام علي، وهذا يظهر في معظم مدائحه.[١٧]
  • الاستكثار من قول “ذا”: يذهب الثعالبي إلى سمة قلما ذكرها غيره من النقاد وقال عنها على لسان القاضي الجرجاني: هي ضعيفة في صنعة الشعر دالة على التكلّف وربما وافقة بعض المواضع التي كانت تليق به فاكتسبت قبولًا.[١٨]

الأغراض الشعرية في شعر المتنبي

ما الموضوعات البارزة في شعر المتنبي؟

تنوعت الأغراض الشعرية عند المتنبي وتفنن بها أشد التفنن وأجادها بشكل ملحوظ ولكن غلبت على أغراضه الشعرية أغراض دون الأخرى ومن هذه الأغراض:

المدح

إن غرض المديح شائع في معظم العصور، ويمتاز بالمبالغة والغلو وبعض التهويل وقد مال بعض الشعراء للتكسّب المالي من هذا الغرض ومال بعضهم الآخر للوصول لغايات أو كانوا تحت رعاية الممدوح وقد يكون المديح صادقًا وقد يكون ضربًا من النفاق ليس إلا[١٩]، ويقول المتنبي مادحًا سيف الدولة الحمداني:[٢٠]

وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ

كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ

تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً

وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ

الفخر

يعد غرض الفخر من الأغراض القبلية، فقد كانوا الشعراء منذ القدم يتفاخرون بقبائلهم وعشائرهم وأنسابهم وأحسابهم، والتغني بالبطولات والانتصارات، وقد يكون الفخر على نوعين: فخر شخصي بالنفس والاعتزاز بها وذكر البطولات والمكارم الشخصية، وقد يكون بالأمة العربية أو بالأصل والنسب القبلي، كثر الفخر بالنفس أو الفخر الذاتي عند المتنبي[٢١]، قيقول المتنبي مفتخرًا بنفسه:[٢٢]

أَيَّ مَحَلٍّ أَرتَقي

أَيَّ عَظيمٍ أَتَّقي

وَكُلُّ ما قَد خَلَقَ الـ

لاهُ وَما لَم يَخلُقِ

مُحتَقَرٌ في هِمَّتي

كَشَعرَةٍ في مَفرِقي

الوصف

يعد غرض الوصف من الأغراض التصويرية التجسيمية فقد يلجأ الشاعر في قصائده إلى التصوير لإضفاء المشهد الحركي والإيحائي لأبياته فيصف البيئة المحيطة، أو يصف المحبوبة، أو يصف الطبيعة وهو غرض فني يحمل في طياته البلاغة بأجمل صورها، وقد يكون الوصف حقيقيًا وقد يكون خيالًا فيه مبالغة وغلو[٢١]، فيقول المتنبي واصفًا معارك سيف الدولة:[٢٣]

مَغاني الشَعبِ طيبًا في المَغاني

بِمَنزِلَةِ الرَبيعِ مِنَ الزَمانِ

وَلَكِنَّ الفَتى العَرَبِيَّ فيها

غَريبُ الوَجهِ وَاليَدِ وَاللِسانِ

الهجاء

وهو غرض يشابه المديح من حيث المبالغة والغلو، إلا أنه مرّ بأطوار عدّة فقد كانت في العصر الأموي وما قبله، يهجي الشاعر بالنسب والأصل ولكن هذا النوع قلّ تأثيره في العصر العباسي، فقد تحوّل إلى القذف والشتم وذكر المثالب والعيوب والإسفاف من المهجو، فالشاعر يحقّر من يشاء ويمدح من يشاء فالميزان واحد من جهة التكسّب، ولكن لكل غرض جانبه الصادق والحقيقي[٢٤] ويقول المتنبي في هجاء ضبة بن يزيد الأسدي العيني:[٢٥]

ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّه

وَأُمَّهُ الطُرطُبَّه

وَإِنَّما قُلتُ ما قُل

تُ رَحمَةً لا مَحَبَّه

الرثاء

يعد غرض الرثاء من الأغراض الشعرية السامية والتي لها منزلتها من قبل الشعراء كافة، وذلك لما فيه صدق المشاعر العاطفية لفقدان عزيز على قلب الشعراء سواء أكان من أسرهم أم الأصدقاء أم الحبيبة، وفي العصر العباسي كثرت المراثي لكثرة الفتن، ولم يمت وزير أو خليفة إلا وكان له من مراثي الشعراء نصيب في ذلك[٢١]، ومن مرثيات المتنبي ذائعة الصيت قالها فيرثاء أم سيف الدولة، فيقول:[٢٦]

وَلَو كانَ النِساءُ كَمَن فَقَدنا

لَفُضِّلَتِ النِساءُ عَلى الرِجالِ

وَما التَأنيثُ لِاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ

وَلا التَذكيرُ فَخرٌ لِلهِلالِ

الغزل

يعد الغزل من الأغراض الشعرية المقرّبة للنفس الإنسانية، لما فيه من شحنات عالية من العاطفة الإنسانية الفياضة، فالغزل هو ذكر محاسن الحبيب أو المرأة بشكل عام، وقد يكون الغزل عفيفًا صادقًا، وقد يكون غزلًا فاحشًا يخدش الحياء والذوق العام، وقد تراجع في العصر العباسي الغزل الطاهر العفيف وقلما نجد شاعرًا يتغزل كما تغزّل شعراء بني عذرة على سبيل المثال[٢١]، ويقول المتنبي متغزلًا دون تصريح:[٢٧]

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ

فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

الحكمة

إن شعر الحكمة من الشعر الصادق الذي يجعل القارئ يتأمل الأبيات الشعرية، فالحكمة نبعت في العصر العباسي بشكل مختلف عن سابقه من العصور؛ لأن العصر العباسي عصر الفلسفة والتراجم والاختلاطات بالأمم الأخرى، فنرى التأمل بالعالم والنظرات المتعمقة قد زادت على خلاف الحكمة في العصر العباسي التي اتجهت نحو الوعظ والغرشاد أكثر[٢١]، ومن حكم المتنبي ونظراته بالحياة يقول:[٢٨]

إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ

فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ

فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ

كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

كيف مات المتنبي؟

هل المتنبي من الشعراء الذين قتلهم شعرهم؟

كانت نهاية المتنبي عندما اضطر للعودة إلى الكوفة لأمر طارئ، واتّجه إلى بغداد ومعه ابنه محمد وغلامه مفلح، وفي الطريق لقيه بالقرب من مكان يدعى “النعمانية” فاتك بن أبي جهل الأسدي خال ضبّة العيني، والذي كان قد تعرّض غير مرة بهجاء من المتنبي، فحاول المتنبي الهرب بعدما وجد المعركة غير متكافئة بين الطرفين من حيث القوة[٢٩]، فقال له غلامه: كيف تهرب وأنت القائل:[٣٠]

الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني

وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ

أجابه المتنبي: “قتلتني قتلك الله” وهكذا وقعت المعركة الدامية التي انتهت بمصرع شاعر السيف والقلم إثر دفاعه عن نفسه، وكان ذلك في 27 أيلول من عام 965 ميلادية الموافق لعام 353 هجرية، وبذلك يكون قد انكسر جناح نسر من نسور الشعر العربي.[٢٩]

آراء النقاد في المتنبي

أين المتنبي في ميزان النقد؟

  • قال ابن رشيق القيرواني صاحب كتاب العمدة: “إنّه مالئ الدنيا وشاغل الناس”.[٣١]
  • قال البغدادي في خزانة الأدب: “انصرف المتنبي منذ صغره إلى العلم وحلقات الدرس والتحصيل في مدارس الكوفة، فقال الشعر صبيًا ويبدو أنه توجه وهو صغير السن إلى البادية بادية السماوة لياخذ عن الأعراب اللغة والفصاحة، وشيئًا من تمرد القرامطة وثورتهم”.[٣٢]
  • قال البديعي في الصبح المنبي: “إن الشاعر كان في صباه بالكوفة رجلًا منطقيًا كنيته أبو الفضل “من المتفلسفة فهوّسه وأضله كما ضل”.[٣٣]
  • قال أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر: “سار المتنبي سير الشمس والقمر وسار كلامه في البدو والحضر، وبرع في الشعر وأحسن صناعته في شتى ضروبه، من رثاء وهجاء ومدح وزهد وغزل، وكثرت حِكمه فكان له لقب نبيّ الشعر الجامع بين الفلسفة واللغة الشعرية وكما قال وأحسن ما شاء”:[٣٤]

وَما الدَهرُ إِلّا مِن رُواةِ قَصَائِدِي

إِذا قُلتُ شِعرًا أَصبَحَ الدَهرُ مُنشِدًا
  • قال الصاحب بن عباد في الأمثال السائرة: “إنّ أبيات المتنبي دخلت الأمثال السائرة على ألسنة العامة من أوسع أبوابها، وفي بعض الأحيان نسوا أنه من شعر المتنبي”. [٣٥]
  • قال ابن جني في شرحه لديوانه: “كانت بعد ألفاظه تبتعد عن الصناعة الإعرابية وكان يتمسك بغريب الألفاظ بعض الأحيان، وكان يخترع المعاني اختراعًا لا يعاديه فيها إلا ضده ولا يجاريه إلا ندّه”.[٣٦]

أشهر قصائد المتنبي

ما أبرز أشعار المتنبي؟

كَفى بِكَ داءً أَن تَرى المَوتَ شافِيا

وَحَسبُ المَنايا أَن يَكُنَّ أَمانِيا

تَمَنَّيتَها لَمّا تَمَنَّيتَ أَن تَرى

صَديقًا فَأَعيا أَو عَدُوّاً مُداجِيا

إِذا كُنتَ تَرضى أَن تَعيشَ بِذِلَّةٍ

فَلا تَستَعِدَّنَّ الحُسامَ اليَمانِيا

وَمِن قَولِ سامٍ لَو رَآكَ لِنَسلِهِ فِدى

اِبنِ أَخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيا

فَأَصبَحَ فَوقَ العالَمينَ يَرَونَهُ

وَإِن كانَ يُدنيهِ التَكَرُّمُ نائِيا
  • قال المتنبي راثيًا أم سيف الدولة الحمداني:[٣٨]

نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي

وَتَقتُلُنا المَنونُ بِلا قِتالِ

وَمَن لَم يَعشَقِ الدُنيا قَديمًا

وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ

نَصيبُكَ في حَياتِكَ مِن حَبيبٍ

نَصيبُكَ في مَنامِكَ مِن خَيالِ

رَماني الدَهرُ بِالأَرزاءِ حَتّى

فُؤادي في غِشاءٍ مِن نِبالِ

فَصِرتُ إِذا أَصابَتني سِهامٌ

تَكَسَّرَتِ النِصالُ عَلى النِصالِ

وَأَفجَعُ مَن فَقَدنا مَن وَجَدنا

قُبَيلَ الفَقدِ مَفقودَ المِثالِ

أَسَيفَ الدَولَةِ اِستَنجِد بِصَبرٍ

وَكَيفَ بِمِثلِ صَبرِكَ لِلجِبالِ
  • قال المتنبي معاتبًا سيف الدولة ومفتخرًا بنفسه:[٣٩]

وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ

وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ برَى جَسَدي

وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَم ُ

إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ

فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ

قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ

وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ

يا أعدَلَ النَّاسِ إلاّ فِي معامَلَتي

فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ

أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي

وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَـنْ شَوَارِدِهَا

وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصمُ

إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً

فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ

هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ

قد ضُمّنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِمُ
  • قال المتنبي هاجيًا كافور الأخشيدي:[٤٠]

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ

أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ

فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ

وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً

أَشباهُ رَونَقِهِ الغيدُ الأَماليدُ

لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي

شَيءً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ

جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ

مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ

ما يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نُفوسِهِمُ

إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ

أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ

أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ

لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ

إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ

المراجع[+]

  1. عبد اللطيف عمران (2003)، أبحاث في الشعر العربي في العصر العباسي، صفحة 430-448. بتصرّف.
  2. فوزي عطوي (2004)، المتنبي شاعر السيف والقلم (الطبعة 3)، صفحة 13. بتصرّف.
  3. أبو منصور الثعالبي النينابوري، أبو الطيب المتنبي وماله وماعليه، صفحة 30. بتصرّف.
  4. سمير الصارم، أبو الطيب المتنبي حياته وشعره، صفحة 7. بتصرّف.
  5. أحمد حسن الزيات، تاريخ الأدب العربي (الطبعة 26)، صفحة 298. بتصرّف.
  6. “كم قتيل كما قتلت شهيد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  7. ابن خلكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، صفحة 47. بتصرّف.
  8. أبو العلاء المعري، رسالة الغفران، صفحة 13-186. بتصرّف.
  9. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه في الشعر العربي (الطبعة 11)، صفحة 305. بتصرّف.
  10. ^ أ ب محمد زيود، تاريخ العرب والإسلام (الطبعة 3)، صفحة 301-304. بتصرّف.
  11. عبد اللطيف عمران، أبحاث في الشعر العربي في العصر العباسي، صفحة 399- 402. بتصرّف.
  12. عبد الرحمن البرقوقي، ديوان المتنبي، صفحة 42، جزء 4. بتصرّف.
  13. مصطفى سبيتي، ديوان أبي الطيب المتنبي، صفحة 67، جزء 2.
  14. مصطفى سبتي، ديوان أبي الطيب المتنبي، صفحة 63-64. بتصرّف.
  15. عبد اللطيف عمران، أبحاث في الشعر العربي في العصر العباسي، صفحة 451. بتصرّف.
  16. شوقي ضيف، الفن ومذاهبه، صفحة 330-331. بتصرّف.
  17. عبد العزيز المانع، المآخذ على شرح الواحدي، صفحة 196-197. بتصرّف.
  18. أبو منصور الثعالبي النينابوري، أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه، صفحة 83. بتصرّف.
  19. ياسمينة عمر، خصائص الشعر في العصر العباسي، صفحة 5. بتصرّف.
  20. “على قدر أهل العزم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  21. ^ أ ب ت ث ج ياسمينة عمر، خصائص الشعر في العصر العباسي، صفحة 19. بتصرّف.
  22. “أي محل أرتقي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  23. “مغاني الشعب طيبا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  24. ياسمينة عمر، خصائص الشعر في العصر العباسي، صفحة 6. بتصرّف.
  25. “ما أنصف القوم ضبه”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  26. “نعد المشرفية والعوالي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  27. “وعذلت أهل العشق”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  28. “إذا غامرت في شرف مروم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  29. ^ أ ب فوزي عطوي، المتنبي شاعر السيف والقلم، صفحة 20. بتصرّف.
  30. “الخيل والليل والبيداء تعرفني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  31. فوزي عطوي، المتنبي شاعر السيف والقلم، صفحة 13.
  32. البغدادي، خزانة الأدب، صفحة 382، جزء 1. بتصرّف.
  33. عبد اللطيف عمران، أبحاث في الشعر العربي في العصر العباسي، صفحة 431. بتصرّف.
  34. أبو منصور الثعالبي النينابوري، أبو الطيب المتنبي وماله وما عليه، صفحة 48. بتصرّف.
  35. الصاحب بن عباد (1965)، الأمثال السائرة من شعر المتنبي (الطبعة 1)، صفحة 42. بتصرّف.
  36. ابن جني، المآخذ على شرح ابن جني، صفحة 134، جزء 1. بتصرّف.
  37. “كفى بك داء أن ترى الموت”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  38. “نعد المشرفية والعوالي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  39. “الخيل والليل والبيداء تعرفني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.
  40. “عيد بأية حال عدت يا عيد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/02/2021م.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب