موقع اقرا » تعليم » تاريخ » من هو أبو التاريخ

من هو أبو التاريخ

من هو أبو التاريخ


المؤرخ

المؤرّخ هو العالِم الذي يدرس ويدوّن ما حصل وحدث في الماضي والحاضر، ويهتمّ المؤرخون بالسّرد المنهجي المتتابع والبحث في أحداث الماضي وعلاقته بالجنس البشري، وفي نهاية القرن التاسع عشر تحول التأريخ إلى مهنة فتمّ تحديد معايير معينة لمن يريد دخول هذا المجال، والمؤرخ يجب أن يكون محايدًا بعيدًا عن النزاعات العقائدية والفكرية والسياسية، فالتاريخ ليس كتابة تاريخ شعب وأمة أو تاريخ فرد، أو حادثة تاريخية، إنما هو تحليل للأحداث التاريخية عن طريق منهج يصف ويدوّن ما مضى من أحداث ووقائع ويفسرها ويحللها على أسس علمية صارمة، للوصول إلى حقائق تساعد في فَهم الماضي والحاضر وتنبُّؤ المستقبل.[١]

من هو أبو التاريخ

الإجابة عن سؤال: من هو أبو التاريخ هي أنه هيرودوت بن ليكسيس، مؤرّخ يوناني وُلد وعاش في القرن الخامس قبل الميلاد ح. 484- ح. 425 ق.م. في هاليكارناسوس جنوب آسيا الصغرى -منطقة بدروم، تركيا حاليًّا-، ويطلق عليه لقب “أبو التاريخ”، اللقب الذي منحه إياه لأول مرة شيشرون، ويعد أول مؤرخ يشتهر بكسرهِ أسلوبَ أو تقليد الهومري في معالجة المواضيع التاريخيّة كوسيلة للتحقيق الدقيق، حيث قام بجمع مواده بطريقة منهجية وعلمية، وترتيبها في سرد تأريخي، وكان معاصرًا لتوكيديدس وسقراط ويوربيدس.[٢]

يقول أبو التاريخ إنّ السببَ الذي جعله يكتب التاريخ هو: “عرض الأبحاث الدقيقة حتى تُحفظ من النسيان، ويتم ذكر أحداث الأجيال السابقة والحاضرة”، ولحفظ الأعمال العجيبة والعظيمة للإغريق والبربر، وتوضيح الأسباب التي أدت للحروب والفتن بينهم، كان يهدف هيرودوت الى معرفة الحقائق التاريخية من خلال البحث والتقصي حول العالم، ويُعدّ أول من استخدم كلمة “Historia” لدراسة تاريخ القدماء، وحدد المعنى الدقيق للكلمة عن طريق الاستبيان والبحث كما يرى ويسمع، إذ ركز على عملية الاستقصاء والبحث عوضًا عن النتيجة، استمد أسلوبه السردي في كتابة رواياته التاريخية وتحديدًا فيما يتعلق بالدويلات الإغريقية من الشاعر اليوناني هومر، هذا من هو أبو التاريخ الذي كتب وروى التاريخ وأسسه.[٣]

اشتهر هيرودوت بعمله الوحيد وهو كتاب التاريخ الذي يعدّ من أهم المؤلفات التاريخيّة، ويُعدّ سِجلًا “لتحقيقاته” أثناء سفره وتجواله، وبحثَ فيه أصول الحروب اليونانية الفارسية، وكان يتعامل بشكل رئيس مع حياة أرطيميسيوم وكرويسوس وسلاميس، وقورش الكبير وقمبيز وثرموبيلاي وسمرديس ومعارك ماراثون وداريوش وخشايارشا وميكالي، وبلاتيا، إلا أن الكثير من استطلاعاته الثقافية والتأريخية والاثنوغرافية والجغرافية وغيرها تشكل جزءًا أساسيًا من تاريخه الذي يحتوي على ثروة من المعلومات.[٢]

سافر في بداية شبابة إلى أغلب دول العالم التي كانت معروفة في ذلك الوقت، حيث زار جزر الأرخبيل اليوناني ديلوس وكرودوس وكريت وغيرها من جزر الأرخبيل اليوناني، وزار بلاد الرافدين وفلسطين ومصر وعيلام وفينيقيا وأغلب الساحل الشمالي لأفريقيا والحواف الجنوبية لروسيا، وقيل أن أسفاره دامت سبعة عشر سنة، قطع خلالها نحو ألف وسبعمائة ميل، فأطلق عليه البعض ماركوبول العصور القديمة، مكث فترة أواخر أيامه في مدينة أثينا، حيث قرأ ودرّس الكثير من تاريخه الذي جمعه، ودرس تاريخه في المدن اليونانية الأخرى، مُنِحَ مُكافأةً ماليةً كبيرة من أهالي مدينة أثينا تقديرًا لأعماله وكتاباته الأدبية والتاريخية، مع ذلك لم يتم منحه الجنسية الأثينية مع أنه كان حريصًا للحصول عليها، وغادر مدينة أثينا بعدها حيث قيل إنه غادرها بسبب نضوب أمواله، وقيل عدم رضاه عن مركزه في مدينة أثينا.[٤]

كان هيرودوت أول إغريقيّ في التاريخ يطلق اسم فلسطين على فلسطين التاريخية، وأنّها جزء من بلاد الشام في القرن الخامس قبل الميلاد، وعرف بفضل كتابه “تاريخ هيرودوتس” الذي يصف فيه أحوال البلاد والبشر الذين صادفهم في ترحاله حول حوض البحر الأبيض المتوسط، كما زار ساحات المعارك، فموضوع كتابه الأساسيّ هو الحروب الإغريق والفُرس، حيث كان حاضرًا في بعض المعارك مثل معركة ماراثون ومعركة سالاميس.[٥]

كتاب تاريخ هيرودوت

سمّى هيرودوت كتابه الفحص أو البحث والتي تعني باللاتينية Historia، وبهذه الكلمة جمع معلومات تاريخية ودينية وقصصية وجغرافية فيه، فهو كتاب عالمي تناول جميع قصص الأمم التي وصفت في كتابه الذي سُميّ “تاريخ هيرودوتس” والذي ينقسم إلى تسعة مجلدات:[٤]

  • كليو: وهو الكتاب الأول، ذكر فيه معلومات عن مناطق الفرس والبابليّين.
  • يوتربي: وهو الكتاب الثاني، خصصه للحديث عن مصر وفيه قال مقولته الشهيرة: “مصر هبة النيل”.
  • ثاليا: وهو الكتاب الثالث، ذكر فيه غزو الملك قمبيز الفارسي لمصر وتحدث عن الحرب الأهلية في فارس والتي كسبها داريوش.
  • ميلوميني: وهو الكتاب الرابع تطرق فيه للحديث عن السكوثيين “سكان جنوبي روسيا” الذين حاول داريوش الفارسي مهاجمتهم سنة 512 ق.م.
  • تربسيخوري: وهو الكتاب الخامس تحدث فيه -مع جزء من السادس “أراتو”- عن ثورة المدن الإيونية في الفترة 499ـ494 ق.م السبب المباشر للحروب الفارسية.
  • أراتو: وهو الكتاب السادس تحدث في الجزء الأخير منه عن معركة الماراثون.
  • بوليهيمنيا: وهو الكتاب السابع ذكر فيه استعدادات الملك الفارسي إكسركسس Xerxes “خِرخِس” لغزو بلاد اليونان، وأيضًا معركة ثرموپولاي في البر ومعركة أرتميسيوم في البحر.
  • أورانيا وهو الكتاب الثامن تحدث فيه عن معركة سلاميس البحرية.
  • أكالليوبي: وهو الكتاب التاسع والأخير فيختص بمعركة بلاتايا وهجوم الإغريق على الأسطول الفارسي في موكالي ونهاية الحروب.

إذًا فإنّ “أبو التاريخ” هو هيرودوت الذي استطاع أنّ يُدَون 9 مجلدات كاملة تحمل عنوان “تاريخ هيرودوتس”، واشتهر بلقب “أبو التاريخ” كنوع من الاعتراف بفضله؛ لأنه أول من قام بتدوين التاريخ بدقة ومصداقية بأسلوب يغلب عليه التشويق والاثارة، حيث قام بوصف جميع أحوال وعادات وتقاليد الأمم التي زارها.

المراجع[+]

  1. “مؤرخ”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “هيرودوت”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
  3. يعقوب أفرام منصور (2015)، في تاريخ هيرودوتس (الطبعة الأولى)، بيروت: المركز الأكاديمي للأبحاث، صفحة 12. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبدالإله الملاح (2001)، تاريخ هيرودوت، أبو ظبي: المجمع الثقافي، صفحة 21-22. بتصرّف.
  5. “هيرودوت”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-07-2019. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب