X
X


موقع اقرا » إسلام » رسل وأنبياء » من هم قوم ثمود

من هم قوم ثمود

من هم قوم ثمود


من هم ثمود؟

أرسل الله نبيّه صالحاً إلى قوم ثمود؛ فثمود هم قوم صالح، وقد تميّزوا ببناء منازلهم من الحَجر، واتخذوا من المنطقة الواقعة بين الشام والحجاز سكناً لهم، وقد ذكر ابن إسحاق أنّ المنطقة التي سكنوها هي وادي القرى.[١]

وتجدر الإشارة إلى أن آثار مساكن ثمود لا تزال موجودة حتى الوقت الحاضر، ويمرّ بها الذاهب من الشام إلى الحجاز والعكس.[٢]

قال -تعالى-: (وَلَقَد كَذَّبَ أَصحابُ الحِجرِ المُرسَلينَ)،[٣] ومع أن الله تعالى لم يبعث لثمود نبياً غير صالح -عليه السلام- لكنه قال المرسلين؛ لأنّ الذي يكذّب نبياً واحداً سيكذّب غيره من الأنبياء.

كما أن ثمود كذّبوا صالحاً والذين آمنوا معه، ثمّ طلبوا منه ناقةً تخرج أمام أعينهم من الصخرة، فاستجاب الله لما طلبوا، وأخرج لهم من الصخرة ناقةً ينتفعون من لبنها، وأمرهم ألّا يمسّوها بسوءٍ، لكنهم لم يعتبروا لقوله وقتلوا الناقة.[٢]

قصة ثمود قوم النبي صالح

دعا سيدنا صالح -عليه السّلام- إلى توحيد الله -تعالى- وترك عبادة الأوثان والأصنام، كما دعا الأنبياء أقوامهم من قبله، قال -تعالى-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[٤] فقام قومه بتكذيبه كما كان الذين من قبلهم من الأقوام، قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ).[٥][٦]

واستمرّ قوم ثمود بتكذيب نبيّهم، ورفضوا ترك الشرك وعبادة الأوثان، وأنعم الله عليهم بالعديد من النعم، وجعل لهم مكانةً وقوّة في الأرض، لكنّهم مع ذلك كفروا وجحدوا، وانحرفوا عن صراط الله المستقيم، وتعرّضوا بالأذية لصالح ومن آمن معه.

ولمّا أرادوا أن يُعجزوا نبيّهم طلبوا منه معجزةً تدلّ على صدق نبوته، وذلك بأن يُخرج لهم من الصخرة ناقة، وأشاروا إلى الصخرة وحدّدوها، ووصفوا الناقة التي يريدون.[٧]

ودعا صالح ربَّه أن يُخرج لهم من الصخرة ناقةً، عسى أن يؤمنوا به ويستجيبوا لدعوته، فاستجاب الله دعائه وأخرج ناقةً، وأمرهم أن يُحافظوا عليها، وألا يمسّوها بسوءٍ، وأن يشربوا من الماء يوماً، ويدَعوا الماء لها يوماً.

لكنهم عصوا أمر نبيهم، وقرروا قتل الناقة وفعلوا ما خططوا له، فتوعدهم صالح بنزول العذاب عليهم بعد ثلاثة أيّام.[٧]

قال -تعالى-: (وَيا قَومِ هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ قَريبٌ* فَعَقَروها فَقالَ تَمَتَّعوا في دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذوبٍ).[٨][٩]

عاقبة ثمود قوم النبي صالح

توعد صالح قومه بأن يتمتعوا في ديارهم ثلاثة أيام ثم يأتي العذاب بعدها، فما كان منهم إلّا أن سخروا منه، واستهزؤوا بما قال، فلما جاء اليوم الثالث أفاق القوم على صيحةٍ نزلت عليهم من السماء، صيحة ذات صوتٍ شديدٍ زلزلت الأرض من تحت أقدامهم.[١٠]

وبعد أن سمعوا الصاعقة -وهي الصيحة الشديدة- صعقوا بها جميعاً، وأصبحوا محض أجساد ميتة ملقاة على الأرض، ويكأنهم لم يعيشوا قبل ذلك ولم يتمتعوا بالقوة والنعم العديدة التي جحدوها فاستحقوا العذاب بسبب عنادهم وجحودهم.[١٠]

المراجع

  1. صديق حسن خان (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، بيروت :المكتبة العصرية ، صفحة 285، جزء 14. بتصرّف.
  2. ^ أ ب صديق حسن خان (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، بيروت :المكتبة العصرية ، صفحة 190،191 جزء 7. بتصرّف.
  3. سورة الحجر ، آية:80
  4. سورة الأنبياء ، آية:25
  5. سورة القمر ، آية:23
  6. مصطفى العدوي ، سلسلة التفسير لمصطفى العدوي، صفحة 12، جزء 43. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 419، جزء 10. بتصرّف.
  8. سورة هود ، آية:64-65
  9. محمد المقدم ، تفسير القرآن الكريم، صفحة 15-16، جزء 85. بتصرّف.
  10. ^ أ ب وهبة الزحيلي (1422)، التفسير الوسيط (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 1057، جزء 2. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب