من يتخلى عنك وقت الشدة
من يتخلى عنك وقت الشدة، كل إنسان يمر بعقبات وأزمات في حياته فمنهم من يتجاوز بمفرده ومنهم من لا يستطيع السير في حياته إلا بوجود من يسانده سواء أكان قريب أو حبيب أو صديق، لمؤازرته في أزمته.
ومن هنا تتضح معادن الناس ففي وقت الشدة فقط تعرف من هو حبيبك ومن هو عدوك وفي هذا المقال عبر موقع اقرا iqr2.com يسترسل في الحديث عن من يتخلى عنك وقت الشدة.
أقوال مأثورة عن الذين يتخلون عنك وقت الشدة
- جوهر المرء في ثلاث: كتمان الفقر حتى يظن الناس من عفتك أنك غني وكتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راضٍ وكتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعم (الشافعي).
- ودائما مع شدة البلاء والأذى تظهر الآيات التي تعين على الصبر وتطمئن النفوس (رفاعي سرور).
- وفي المآزق ينكشف لؤم الطباع، وفي الفتن تنكشف أصالة الآراء، وفي الحكم ينكشف زيف الأخلاق، وفي المال تنكشف دعوى الورع، وفي الجاه ينكشف كرم الأصل، وفي الشدة ينكشف صدق الأخوة (مصطفى السباعي).
- قد تكون شدة الإحساس بلاء اكبر من شدة الغفلة (مصطفى السباعي).
- في وقت الشدة فقط تعرف من هم أحبابك ومن هم حثالة اختيارك (أنيس منصور).
- ما دمنا لم نشرك الأصدقاء في الحظ الطيب، فلن يكونوا مخلصين لنا وقت الشدة (أيسوب فنان كاتب).
- يتساءل أرسطو: في أي الحالات يكون المرء أحوج إلى الأصدقاء: أفي الرخاء والسعادة أم في الشدة والشقاء؟ وينهي أرسطو إجابته بأن الحاجة اشد إلى الصديق وقت الرخاء لان حضوره يجلب سعادة مزدوجة.
- إذا رأيت الناس يتخلون عنك في وقت الشدة فأعلم أن الله يريد أن يتولى أمرك (الشعراوي).
- عند تناهي الشدة تكون الفرجة، وعند تضايق البلاء يكون الرخاء (على بن أبى طالب).
- يحتاج الناس إلى كثير من الوقت والشدة لتقوية عضلاتهم النفسية (إيميلي ديكنسون).
عبارات عن تخلي الناس عنك وقت الشدة
- وقت الشدة هو أفضل وقت تكتشف فيه الناس وما تحتويه النفوس تجاهك حيث تظهر كل نفس بحقيقة ما تحمله وتسقط الأقنعة
- فهناك من يقف مكتوف الأيدي مجرد حضور زائف فهنا تدرك حقيقته وهناك من يشعرك بأن أزمتك هي أزمته هذا فقط من تأمنه على أسرارك وتشاركه أحزانك وأفراحك.
- وأعلم أن أكثر الناس خسة وحقارة هو الذي يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة إلى قبضة يده وإذا كان صادقاً في حبه فأنت أكثر الناس حظاً لوجود من يعينك على مر الحياة.
- وأعلم أيضاً أنه لولا الصدمات والشدائد لبقينا مخدوعين مدى الحياة، إذاً هل الصدمات في الأشخاص قاسية؟! بالطبع، فهي قاسية، ولكنها صادقة.
- إن أثر الألم الذي يخلفه غدر وتخلي الناس عنك وقد يكون أقرب الناس إليك تعجز الكلمات عن التعبير عنه فهو يترك جرحاً لا تمحيه الأيام.
- كل خائن يختلق لنفسه ألف عذر وعذر ليقنع نفسه بأنه على حق.
- فيوجد الكثيرون من الناس الذين قاموا بوعد أشخاص قريبين لهم بالبقاء، ولكن في أقرب أزمة أول من تخلو عنهم فكم من شخص وعد وأقسم بالبقاء وأنه سوف يكون السند والعون وعند الشدائد يتخلى.
- الناس سواسية في وقت النعم، فإذا نزل البلاء تباينوا، لن تعرف معدن البشر إلا في الشدائد.
- إن الفرح حمل ثقيل مثل الحزن إن لم يجد الإنسان من يشاركه فيه انفطر قلبه من شدة العاطفة.
ماذا قال القرآن الكريم عن التخلي وقت الشدائد؟
- الله رفيق وحبيب من لا رفيق له، يبتلينا ليختبرنا فقد يظن كل إنسان يتخلى الناس والله عنه في محنته بأنه شخص سيء مكروه، ولكن يقول الله عزو وجل في كتابه
- قال الله تعالى: “إِنَّمَا يوَفَّى الصَّابِرونَ أَجْرَهم بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
السنة النبوية في تخلي الناس عنك وقت الشدة
- ما أكدته السنة النبوية في أكثر من موضع، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حديث ابنِ عمر رضي الله عنهما: أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّه فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مسْلِمٍ كرْبَةً فَرَّجَ اللَّه عَنْه بِهَا كرْبَةً مِنْ كرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مسْلِمًا سَتَرَه اللَّه يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
- وفي ذلك الحديث تأكيد واضح أنه من حسن الخلق أن يقف المسلم بجوار أخيه في ضائقته صديقاً كان أو قريب أو حبيب، فمن يتخلى عنك وقت الشدة أعلم أنه ليس بالشخص المناسب المعاملة والمعاشرة
- وأنه رب ضارة نافعه فقد يبتليك الله ليظهر لك حقيقة الناس من حولك ويبعد عنك من كنت تظن بصفائك وعفويتك أنه حبيبك فتعيد ترتيب قائمتك من جديد.
أبيات شعرية عن تخلي الصديق عنك وقت الشدة
كم من صديق باللسان وحينما.. تحتاجه قد لا يقوم بواجب.
إن جئت تطلب منه عوضا لم تجد.. إلا اعتذار بعد رفع الحواجب.
تتعثر الكلمات في شفتيه.. والنظرات في زيغ لأفق ذاهب.
يخفي ابتسامته كأنك جئته.. بمصائب يرمينه بمصائب.
والصحب حولك يظهرون بانهم.. الأوفياء لأجل نيل مآرب.
واذا اضطررت اليهم أو ضاقت.. الأيام مالك في الورى من صاحب.
جرب صديقك قبل أن تحتاجه.. إن الصديق يكون بعد تجارب.
أما صداقات اللسان فإنها.. مثل السراب ومثل حلم كاذب.
أَخِـلاَّء الـرِّجَـالِ هـمْ كَثِيـرٌ
وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هـمْ قَلِيـل.
فَـلاَ تَغْـررْكَ خلَّـة مَنْ تؤَاخِـي.
فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـل.
وَكـل أَخٍ يَقــول أَنَـا وَفِـيٌّ.
وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـل مَا يَقـول.
أصَـادِق نفس المَـرْءِ قبل جسمهِ
وأَعْرِفـهَا فِـي فِعْلِـهِ وَالتَّكَلــمِ.
وأَحْلـم عَـنْ خِلِّـي وأَعْلَـم أَنَّـه.
مَتَى أَجْزِهِ حِلْمـاً عَلى الجَهْلِ يَنْـدَمِ.
وأخيرا وضحنا في هذا المقال بعض العبارات والأقوال والأشعار في تخلي الناس في وقت الشدة كما ذكرنا أيضاً رأي القرآن الكريم والسنة النبوية، لذا فعلى كل إنسان أن يعامل الناس كما يحب أن يعامل وأن يكون صلباً متواجداً في مواقف إخلائه من يحتاجه.