X
X


موقع اقرا » إسلام » شخصيات إسلامية » من هي ذات النطاقين

من هي ذات النطاقين

من هي ذات النطاقين


ذات النطاقين: ما هويتها؟

هي الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وأمها قُتيلة بنت عبد العزى العامرية، وكانت تكنى بأم عبد الله، وأسماء هي أخت السيدة عائشة أم المؤمنين، وقد وُلدت في مكة المكرمة وكانت من السباقين إلى الدخول بالإسلام، فقد أسلمت بعد سبعة عشر شخصاً، وتزوجت من الزبير بن العوام، وكان لها دور مشرف في الهجرة النبوية، حيث كانت تحضّر الطعام لأبيها ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما كانوا في غار ثور،[١] وهاجرت وهي حامل بابنها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، وولدتهُ في قُباء.[٢]

قصة تسمية أسماء بذات النطاقين

إنّ سبب تسمية أسماء -رضي الله عنها- بذات النطاقين يرجع إلى ما حصل في حادثة الهجرة النبوية، والتي كان لأسماء -رضي الله عنها- دور هام فيها، وهو إحضار الطعام والشراب لأبيها أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتفصيلُ ذلك فيما رَوتهُ أسماء فقالت: (صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتِ أبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، حِينَ أرَادَ أنْ يُهَاجِرَ إلى المَدِينَةِ، قالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ، ولَا لِسِقَائِهِ ما نَرْبِطُهُما به، فَقُلتُ لأبِي بَكْرٍ: واللَّهِ ما أجِدُ شيئًا أرْبِطُ به إلَّا نِطَاقِي، قالَ: فَشُقِّيهِ باثْنَيْنِ، فَارْبِطِيهِ: بوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ، فَلِذلكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْن).[٣]

ومن هنا سُميت أسماء بذات النطاقين، وكان أهل الشام يلقّبون الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بلقب أمّه ويقولون له: يا ابن ذات النطاقين، فأخبرته أمّه سبب ذلك، وهو أنها شقّت نطاقها نصفين بسبب نقل الطعام والشراب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولأبيها، فلما عرف عبد الله ذلك الأمر سرّ بذلك وافتخر به، وكان عندما يسمع أهل الشام ينادونه بابن ذات النطاقين يقول لهم: “إِيهًا والإلِه”! أي: نعم واللهِ، “تلك شَكاةٌ ظاهِرٌ عنك عارُها”، أي أن هذا اللقلب مصدر فخر لي لا مصدر عار.[٤]

عائلة أسماء بنت أبي بكر

تزوّجت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- بالزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وهاجرت معه وهي حامل بعبد الله إلى المدينة المنورة،[٥] ولم يُذكر في كتب السير النبوية عن أفراد عائلتها سوى ابنها الصحابي عبد الله بن زبير الذي يعد أول مولود في الإسلام، ومن تكريم النبي -عليه الصلاة والسلام- لها عندما ولدت عبد الله حملته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووضعته في حجره، فدعا بتمرة ومضغها وتفل في فمه، فكان أول شيءٍ دخل جوف عبد الله هو ريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم حنَّكه بالتمرة، ودعا له وبرّك عليه.[٦]

صفات أسماء بنت أبي بكر

من أهم الصفات التي كانت تتحلى بها الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- التقوى وحسن الخلق والاستقامة، وكانت زوجة صالحة، حيث صبرت على ظروف زوجها الذي كان فقيراً ولا يملك سوى فرسه، فكانت تعلفه وتقوم على خدمته، كما كانت تدق النوى وتسقي وتعجن، وتقوم على خدمة بيت زوجها، وكانت تتّصف بالجود والكرم وسخاء النفس،[٧] كما أن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- كانت تؤتى بالمرأة الموعوكة -أي مريضة بالحمّى-، فتدعو بالماء، فتصبه في جيبها وتقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فأبْرِدُوهَا بالمَاءِ).[٨][٩]

وتقول -رضي الله عنها-: “تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه؛ فكنت أسوسه وأعلفه، وأدق لناضحه النوى، وأستقي، وأعجن، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأسي وهي على ثلثي فرسخ، فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه نفر، فدعاني، فقال: “إخ، إخ”، ليحملني خلفه؛ فاستحييت، وذكرت الزبير وغيرته. قالت: فمضى. فلما أتيت الزبير أخبرته، فقال: والله، لحملك النوى كان أشد عليّ من ركوبك معه! قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد بخادم، فكفتني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني”.[١٠]

وأسماء بنت أبي بكر هي أخت السيدة أم المؤمنين عائشةَ من أبيها، وكانت أكبر من السيدة عائشة بعشر سنوات،[١١] كما أنها تعتبر من رواة حديث رسول الله -صلى عليه وسلم-، فقد روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمانية وخمسين حديثًا.[١٢]

وفاة أسماء بنت أبي بكر

كانت وفاتها -رضي الله عنها- بعدما قُتل ولدها عبد الله بأيام، في سنة 73 للهجرة، وهي آخرَ من مات مِن المهاجرينَ والمهاجراتِ، وكانت تبلغُ من العمرِ عند وفاتها 100 عام، وماتت -رضي الله عنها- وهي بصحة جيدة، فلم تفقد عقلها ولم تخرف، كما أنها لم تهرم، وقيل إنّها ماتت -رضي الله عنها- ولم يسقط لها سن.[١١]

نزول آيات من القرآن في شأنها

ورد أنّ أم أسماء بنت أبي بكر وهي قتيلة بنت عبدالعزى جاءتها ذات مرةٍ وهي تحملُ الهدايا، فلم تأذن أسماء لها بالدخولِ؛ لأنَّها لا زالت على الكُفر، فذهبت إلى رسول الله تستأذنهُ في برِّ والدتها، وكانت والدتها ترغبُ في برِّ ابنتها لها، وتخشى أن لا تستقبلها في منزلها عندَ زياراتِها لها، فأنزل الله -تعالى- قوله: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).[١٣][١٤]

وقد روت -رضي الله عنها- فقالت: (قَدِمَتْ أمِّي وهي مُشرِكةٌ في عهدِ قُرَيشٍ إذ عاهَدوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فاستَفْتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقلتُ: أمِّي قَدِمَتْ وهي راغبةٌ، أفأَصِلُها؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نعمْ، صِلِي أمَّكِ).[١٥]

المراجع[+]

  1. “أسماء بنت أبي بكر .. ذات النطاقين”، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
  2. “ترجمة أسماء بنت أبي بكر وأسماء بنت عميس”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:2979، صحيح.
  4. محمد المغربي، جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد، صفحة 583. بتصرّف.
  5. مجموعةمن المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 324. بتصرّف.
  6. الشيخ صلاح الدق (14-3-2018)، “ترجمة عبد الله بن الزبير”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2021. بتصرّف.
  7. “من أبطال الهجرة .. أسماء بنت أبي بكر”، طريق الإسلام، 24-9-2014، اطّلع عليه بتاريخ 31-8-2021. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3261، صحيح.
  9. “أسماء بنت أبي بكر.. ذات النطاقين “، طريق الاسلام.
  10. الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، صفحة 290، جزء 2.
  11. ^ أ ب “اسماء بنت ابي بكر الصديق “، الألوكة.
  12. “صحابيات من رواة الحديث”، موقع الالوكة.
  13. سورة سورة الممتحنة، آية:8
  14. الذهبي (1993)، تاريخ الإسلام (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتاب العربي، صفحة 359، جزء 5. بتصرّف.
  15. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن اسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:26915، صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب