من هي أسماء بنت يزيد

الصحابيات

يُطلب لقب الصحابي في الإسلام على من لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومات وهو مؤمن به، وأصل هذا اللقب في اللغة يجيء من الفعل صَحَبَ، وهو بمعنى لازَمَ ورافقَ وعاشَرَ، والفاعل منه صاحب، والجمع أصحاب وصحابة، وأمّا في الاصطلاح فهو من لقي رسول الله -عليه الصلاة والسلام- مؤمنًا به ومات على هذا الإيمان، وهذا يعني أنّ من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- وكان كافرًا ثمّ أسلم بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- فلا يُعدّ من الصحابة، وكذلك من كان مسلمًا ثمّ ارتدّ ومات على كفره فهو ليس صحابيًّا، وكان مِن الصحابيّات مَن خلّد التّاريخ أسماءهنّ بفعل أمر كُنّ يمتَزْنَ به، ومنهنّ أسماء بنت يزيد رضي الله عنها.[١]

من هي أسماء بنت يزيد

هي أسماء بن يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس، الأنصاريّة الأسديّة الأشهليّة، يلتقي نسبها مع سيّد الأوس سعد بن معاذ عند امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل،[٢] وعند بعض العلماء أنّها ابنة عمّة معاذ بن جبل رضي الله عنهم أجمعين،[٣] وقد أسلمت أسماء بنت يزيد في العام الأول للهجرة على يد مصعب بن عمير رضي الله عنه، وكانت أوّل امرأة من الأنصار تبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتفتخر بذلك، وكان والدها وعمّها وأخوها قد استُشهدوا في غزوة أحد، فمات والدها في المعركة، ومات عمّها متوسّدًا قدم النبي عليه الصلاة والسلام، ومات أخوها وهو يحمي النبي -صلى الله عليه وسلم- بجسده، وقد روَت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدًا وثمانين حديثًا، وروى عنها ثلّة من كبار التابعين، وأيضًا روى عنها أصحاب السّنن الأربعة، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وكانت خطيبة مُفوّهة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مبعوثة من النساء، وقد أُعجِبَ النبي -صلى الله عليه وسلم- بحسن بيانها وفصاحتها وكذلك الصحابة الذين حضروا ذلك المجلس، وقد توفّيت في خلافة عبد الملك بن مروان سنة 69هـ، فرضي الله عنها وأرضاها.[٢]

مناقب أسماء بنت يزيد

كانت أسماء بنت يزيد صحابيّة شجاعة يُضرب بها المثل في شجاعتها، فقد شهدت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة خيبر والخندق والحديبية، ثمّ في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطّاب شاركت أسماء بنت يزيد في معركة اليرموك، وفي هذه المعركة -أي اليرموك- قتلت أسماء -رضي الله عنها- تسعة من جنود الروم بعمود خيمتها ضربًا على رؤوسهم، وكذلك في ثباتها على الإيمان ثمّة قصة تُكتب بالتّبر حدثت معها يوم غزوة أُحُد، حين استشهد أهلها ووصلها خبرهم وخبر ما كان من أمر المسلمين، فخرجت أسماء مسرعة تنتظر العائدين من المسلمين إلى المدينة، وليس ذلك من أجل انتظار جثث أهلها، ولكن لترى إن حدث مكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحين رأته سليمًا مُعافًى قالت: “كلّ مُصيبة بعدك جلل”، أي إنّ كلّ شيء يهون ما دمتَ سالمًا،[٢] وقد روى عنها جمع من أئمّة الحديث، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، وممّا روته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:[٤]

• حديث: “العَقيقَةُ عنِ الغُلامِ شاتانِ مُكافَأَتانِ، وعنِ الجارِيَةِ شاةٌ”.[٥]
• حديث: “ألا أُخْبِرُكُمْ بِخِيارِكُمْ”؟ قالوا: بلى، قال: “الذينَ إذا رَؤُوا ذُكِرَ اللهُ، أفلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ”؟ قالوا: بلى، قال : “المشاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، المُفْسِدُونَ بين الأَحِبَّةِ، الباغُونَ البِرَاءَ العَنَتَ”.[٦]
• حديث: “إنِّي لستُ أُصافِحُ النساءَ”.[٧]

المراجع[+]

1. ↑ “الصحابة والتابعون.. تعريف وبيان – تعـريف الصحابي لغة واصطلاحًا”، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
2. ^ أ ب ت “الخطيبة المفوهة أسماء بنت يزيد”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
3. ↑ “من هي أسماء بنت يزيد؟”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
4. ↑ “أسماء بنت يزيد”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
5. ↑ رواه شعيب الأراؤوط، في تخريج المسند، عن أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 27582، حديث صحيح لغيره.
6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 246، حديث حسن.
7. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أسماء بنت يزيد أم سلمة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 8/269، حديث إسناده حسن.