من هو مخترع المصعد الكهربائي

المصعد الكهربائي

يمكن تعريف المصاعد بشكل عام على أنّها منصة، إما مفتوحة أو مغلقة، تستخدم لرفع الأشخاص والبضائع المختلفة إلى الأماكن المرتفعة، وتستخدم داخل المباني الطويلة بكثرة، وكذلك في نقل البضائع المشحونة في الموانئ والمصانع، وقد اعتمد تحريك هذه المصاعد على قوى مختلفة، ثم استخدمت الطاقة البخارية فالهيدروليكية وصولًا إلى المصاعد التي تعتمد على الطاقة الكهربائية، والموجودة في أغلب المباني في الوقت الحاضر.[١]

انتشرت المصاعد الكهربائية بكثرة، بعد وصول الكهرباء إلى المدن، وقد وفرت هذه المصاعد مزايا متعددة، فقد أصبحت تصل إلى ارتفاعات أكبر، كما أنّها باتت أسرع، إضافة إلى عامل السلامة المرتفع فيها، مما جعلها أكثر أمانًا وأسهل تحكمًا، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال: “من هو مخترع المصعد الكهربائي؟”.[١]

من هو مخترع المصعد الكهربائي

لمعرفة من هو مخترع المصعد الكهربائي، يمكن القول أن فكرة المصاعد كانت موجودة منذ القدم، عندما ابتكر أرخيميدس مصعدًا بدائيًا في العام 236 ق.م، وقد استُعملت الحبال والقوة البشرية لرفعه، وفي العام 1835م قام مهندسان معماريان هما فروست وستيوارت ببناء أول مصعد يعمل بالطاقة البخارية تم تطويره في إنجلترا، وتم رفعه باستخدام مجموعة من الحبال، لكنه افتقر إلى عامل السلامة، وفي سبعينيات القرن التاسع عشر حلت المصاعد الهيدروليكية محل المصاعد البخارية، بعد اختراع السير ويليام آرمسترونغ للرافعة الهيدروليكية والتي عملت بضغط الزيت أو الماء.[٢]

في العام 1853م اخترع الأمريكي إليشا أوتيس مصعدًا للشحن، احتوى على جهاز أمان، لمنع سقوط المصعد في حال انقطعت الحبال، مما زاد ثقة العامّة لاستخدام المصاعد، وأسس أوتيس شركة لإنتاج المصاعد البخارية، ومع اختراعه لكوابح الأمان تم تركيب أول مصعد بهذه الميزة في مبنى مكون من خمس طوابق في منهاتن، نيويورك، وكان أول مصعد لاستخدام العامّة في العالم، وأخيرًا ظهرت المصاعد الكهربائية في نهاية القرن التاسع عشر، عندما قام المخترع الألماني فيرنر فون سيمنز في عام 1880م ببناء أول مصعد يعتمد على الطاقة الكهربائية.[٢]

كانت مشكلة المصاعد في هذا الوقت، هي أنّ أبوابها تُفتح يدويًا، مما أدى إلى وقوع الكثير من الحوادث، إلى أن ابتكر الأمريكي أليكساندر مايلز آلية لفتح وإغلاق الأبواب أوتوماتيكيًا، بعد تعرٌّض ابنته لحادثة سقوط داخل بئر المصعد، وحصل على براءة اختراع في العام 1887م، وقد غيّر اكتشافه طريقة عمل المصاعد، بحيث أصبحت أبوابها تفتح وتغلق باستخدام الكهرباء، وأصبحت أكثر سلامةً وأمانًا، وبهذا فإنّ اجابة سؤال: “من هو مخترع المصعد الكهربائي؟” تكون قد اتضحت.[٣]

مبدأ عمل المصعد الكهربائي

بعد الإجابة عن سؤال: “من هو مخترع المصعد الكهربائي؟”، يجب الحديث عن مبدأ عمل هذا المصعد، تعتبر المصاعد التي تسخدم الحبال أكثر الأنواع شيوعًا، حيث يتم تحريك غرفة المصعد إلى الأعلى والأسفل بواسطة حبال فولاذية، تتصل مجموعة الحبال بمحرك كهربائي، عندما يدور المحرك باتجاه محدد، وترفع الحبال المصعد إلى الأعلى، وعندما يدور بالاتجاه الآخر تُنزل الحبال المصعد إلى الأسفل، وفي المصاعد التي لا تحتوي على التروس، يدوّر المحرك الحبال مباشرة، أما في المصاعد التي تحتوي على التروس يتم تدوير الحبال عن طريق مجموعة من التروس، ويتم تثبيت المحرك الكهربائي والحبال وأدوات التحكم فوق غرفة المصعد مباشرة.[٤]

تتصل الحبال بوزن معاكس يعادل 40% من وزن المصعد بكامل حمولته، ويقوم هذا الوزن بالحفاظ على الطاقة، ومع وجود هذا الوزن لا يتطلب الأمر سوى التغلب على قوة الاحتكاك بواسطة المحرك، حيث يقوم الوزن ببقية العمل، كما تعمل الطاقة الكامنة في حجرة المصعد على زيادة الطاقة الكامنة في الوزن المعاكس، فيرتفع الوزن إلى الأعلى و ينزل المصعد إلى الأسفل، وتحدث العملية بطريقة عكسية عند ارتفاع المصعد .[٤]

تثبّت كل من حجرة المصعد والوزن المعاكس على سكتي توجيه موجودة على جانبي المصعد تمنعه من التأرجح إلى الأمام والخلف، وتعمل مكابح الأمان على إيقاف المصعد في حالة الطوارئ، ويعد هذا النوع من المصاعد أكثر كفاءةً وتنوعًا من المصاعد الهيدروليكية، كما أنها تمتلك نظام سلامة أكثر تطورًا.[٤]

أنواع المصاعد الكهربائية

بعد معرفة من هو مخترع المصعد الكهربائي، يمكن التعرف تاليًا على أهم أنواع المصاعد، وقد تم تصنيف المصاعد بطريقتين مختلفتين، بناءً على آلية عملها، أو وفقًا لاستخداماتها المختلفة في الحياة، وتصنف المصاعد كالآتي:

• تصنيف المصاعد وفقًا لآلية عملها:[٥]
  • المصاعد الهيدروليكية: تستخدم للمباني المنخفضة، من اثنين إلى ثماني طوابق، وتعمل عن طريق مكبس يدعم غرفة المصعد من الأسفل.
  • مصاعد الجر: وتعمل عن طريق حبال تمر فوق بكرة متصلة بمحرك مثبت أعلى غرفة المصعد، وتستخدم هذه المصاعد في المباني المتوسطة إلى المرتفعة.
  • مصاعد التسلق: تعمل بواسطة محرك كهربائي خاص بها، وتستعمل غالبًا في أماكن البناء ومنشآت العمل الضخمة.
  • المصاعد الهوائية: وتعتمد هذه المصاعد على توربينات أو مضخات هوائية، تعمل على التحكم بضغط الهواء داخل غرفة المصعد، وتعمل على تحريكه صعودًا أو هبوطًا.
• تصنيف المصاعد وفقًا لاستخداماتها: [٥]
  • مصاعد الركّاب: وهي المصاعد الموجودة في المباني السكنية وحتى ناطحات السحاب، وتستخدم لنقل الزوار بين الطوابق المختلفة.
  • مصاعد الشحن: تستخدم لنقل البضائع والمواد المختلفة، كالمعدات والأثاث واللوازم المكتبية، وقد صممت لتحمل أوزان أثقل من مصاعد الركاب.
  • المصاعد السكنية: توجد داخل المساكن الكبيرة ذات الطوابق المتعددة، وتخدم عادة الفئة غير القادرة على استخدام الأدراج داخل منازلهم الخاصة.
  • المصاعد الخاصة: وهي المصاعد التي تستخدم من قبل أشخاص محددين لتجنب الزحام على المصاعد، وتحتاج إلى إذن مرور أو بطاقة خاص ة لتشغيلها، كتلك الموجودة في المنشآت العامة.

مخاطر المصاعد الكهربائية

أسئلة كثيرة تطرح حول المصاعد، ومن هو مخترع المصعد الكهربائي، وآلية عمل المصاعد، ولكن السؤال الأهم هو مدى سلامة هذه المصاعد، ولحسن الحظ تتمتع المصاعد اليوم بنظام سلامة مُحكم يجعل من الآمن جدًا استخدامها، حيث أظهر تقرير صادر عن الصحة والسلامة المهنية في العام 2009م ندرة الوفيات المتعلقة باستخدام المصاعد؛ فمن بين 18 مليار رحلة صعود و هبوط للمصاعد في الولايات المتحدة، حدثت 27 حالة وفاة، وكانت أغلب حالات الوفاة بين التقنيين خلال عملهم على إصلاح المصاعد المعطّلة، وتقل هذه النسبة كثيرًا بين الأناس العاديين.[٦]

وتعزى هذه النسبة المنخفضة إلى تعزيز المصاعد بعدد أكبر من الكوابل التي تمسك غرفة المصعد، يصل إلى أربع أو ثماني أضعاف ما تحتاجه فعليًا، كما انها تملك نظام كوابح أوتوماتيكي مدعم بنظام فرامل كهرومغناطيسي، ومثبت في أعلى وأسفل بئر المصعد، وأخيرًا يوجد نظام لامتصاص الصدمات، مثبت في أسفل بئر المصعد، للحفاظ على سلامة الركّاب في حال سقوط غرفة المصعد، وتبعًا لإحصاءات المركز الوطني الأمريكي للإحصاءات الصحية، فإنّه ومقابل عدد الوفيات البالغ 27 حالة، نتيجة لحوادث المصاعد، توجد 1600 حالة وفاة إثر السقوط عن الدرج، وبهذا فإنّ إجابة السؤال من هو مخترع المصعد الكهربائي، غيرت وجه العالم بعد أن فتحت الطريق أمام بناء ناطحات السحاب، ووفرّت عناءً كبيرًا على البشرية. [٦]

المراجع[+]

1. ^ أ ب “Elevator”, www.encyclopedia.com, Retrieved 1-12-2019. Edited.
2. ^ أ ب “The History of Elevators From Top to Bottom”, www.thoughtco.com, Retrieved 1-12-2019. Edited.
3. ↑ “The Improved Elevator of Alexander Miles”, www.thoughtco.com, Retrieved 1-12-2019. Edited.
4. ^ أ ب ت “How Elevators Work”, science.howstuffworks.com, Retrieved 2-12-2019. Edited.
5. ^ أ ب “What are the different types of an elevator? Explain details?”, www.quora.com, Retrieved 2-12-2019. Edited.
6. ^ أ ب “Despite Fatal NYC Accident, Elevators Still Safer than Stairs”, www.livescience.com, Retrieved 2-11-2019. Edited.