X
X



من هو محمود درويش ؟

من هو محمود درويش ؟


شعراء العصر الحديث

يُعدُّ العصر الحديث من عصور الشعر العربيّ الذهبيّة، فأدباءُ خيرَ أدباءِ عصور الأدب العربيِّ، حملوا على عاتقهم مسؤولية الارتقاء بالأدب العربي إلى مراتب عليا في سلِّم الأدب العالمي، من الجدير بالذكر إنَّ الشعر العربي في العصر الحديث على وجه الخصوص شهد قفزة كبيرة وهي دخول شكل آخر للقصيدة العربية وهي قصيدة الشعر الحر أو ما يُسمَّى بالتفعيلة، وكان من روَّاده: نازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السيَّاب، ثمَّ فرضتْ قصيدة التفعيلة نفسها في الأدب العربي، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على شاعر ذي هامة عالية وصوت شعريٍّ عريض ونبرة خطابية منقطعة النظير، وذلك بإجابته عن السؤال القائل: من هو محمود درويش؟

من هو محمود درويش

إجابة عن السؤال القائل: من هو محمود درويش؟ محمود درويش، شاعر فلسطينيّ، وأحد أبرز الأسماء الشعرية اللامعة في سماء الشعر العربي عبر عصوره المختلفة، شاعر القضية الفلسطينية بامتياز، النجم والضوء معًا، الوتر والقوس، السيف والغمد، التشبيه والمشبه والشاعر أيضًا، يعدُّ محمود درويش شاعر الحب والوطن، الشاعر العربي الذي حمل على عاتقه قضية فلسطين، نافح من أجلها وقاتل في سبيلها، ووصل في النهاية إلى مبتغاه فخلَّدته ذاكرة الأدب العربي، وكُتِبَ اسمُهُ بماء الذهب على جدار الأدب العربي.[١]

ولدَ درويش في الثالث عشر من مارس عام 1941م في قرية البروة في الجليل في فلسطين، وكان منذ ولادته يحمل في حَنجرتهِ وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي كتبها فيما بعد والتي أعلنت في دولة الجزائر، خرجَ مع أسرته وهو ابن سبع سنين لاجئًا إلى لبنان عام 1948م، ثمَّ رجع مع عائلته خفية إلى فلسطين ليشهد ركام قريته ويحفظ في ذاكرته صورة الدمار التي طاردَتْهُ طيلة حياته، تعلَّم درويش في مدرسة كفرياسيف، وبعد إنهاء التعليم الثانوي انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وأصبح فيما بعد مشرفًا على تحرير صحافة الحزب، كما كان درويش عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد اعتقلت السلطات الإسرائيلية محمود درويش غير مرة، أول اعتقال له كان عام 1961م، بسبب نشاطه السياسي، ثمَّ سافر درويش إلى الاتحاد السوفيتي عام 1972م ليكمل دراسته هناك، ومن الاتحاد السوفيتي حملته الحياة إلى القاهرة لاجئًا ملتحقًا بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثمَّ إلى لبنان حيث مجلة الكرمل الثقافية.[١]

شغل درويش في حياته مناصب عدة، أبرزها منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين ثمَّ رئيس تحرير مجلة الكرمل، ورئيس تحرير مجلة الشؤون الفلسطينية في بيروت بين عامي 1973م و 1982م، وفي عام 1977م بيعتْ مليون نسخة من دواوين محمود درويش العربية، ثمَّ بعد أن شبَّت الحرب الأهلية في لبنان، ترك درويش بيروت وتنقَّل بين سوريا وقبرص والقاهرة وتونس ثمَّ إلى باريس، وقد توفِّيَ درويش الولايات المتحدة الأمريكية في يوم السبت في التاسع من أغسطس آب عام 2008م حاملًا معه إلى الموت ما يحمل الشعراء وتاركًا وراءه نتاجًا شعريًا عظيمًا كفيلًا بتخليد اسم درويش في ذاكرة الشعرية العربية إلى الأبد.[١]

أبرز مؤلفات محمود درويش

بعد الإجابة عن السؤال القائل: من هو محمود درويش، إنَّ درويش كان موسوعة أدبية متنقلة، كتب شعرًا عمودية، وبرَع في شعر التفعيلة الذي أخذ جلَّ اهتمامه، كما كتب بعض المؤلفات النثرية، وساند قصيدة النثر التي دعا إليها أدونيس في نهايات حياته، وفيما يأتي مجموعة من أبرز مؤلفات درويش في حياته:[٢]

  • ديوان عصافير بلا أجنحة.
  • ديوان أوراق الزيتون.
  • ديوان عاشق من فلسطين.
  • ديوان آخر الليل.
  • ديوان مطر ناعم في خريف بعيد.
  • مجموعة قصصيَّة بعنوان يوميات الحزن العادي.
  • ديوان يوميات جرح فلسطيني.
  • ديوان حبيبتي تنهض من نومها.
  • ديوان محاولة رقم 7.
  • ديوان أحبك أو لا أحبك.
  • ديوان، قصيدة واحدة وهي مديح الظل العالي.
  • ديوان لا تعتذر عما فعلت.
  • ديوان حصار لمدائح البحر.
  • ديوان شيء عن الوطن.
  • مقالات وداعا أيها الحرب وداعا أيها السَّلم.

شعر محمود درويش

إنَّ كشف الستار عن ملامح هذا الأديب العظيم يحتاج إلقاء نظرة على بعض شعره الذي ملأ الآفاق وشغل الناس وحيَّر الأدباء وأذهل النقاد وأشبع ذائقة الجمهور وألهب حماسهم، هكذا كتب محمود درويش وهكذا دخل قلوب الناس المقفلة دون مفاتيح، بل بكلمات مَحُوكَة بخيوط الغيم الذي ينظِّف درن القلب ويحيل سوادها بياضًا، وفيما يأتي نخبة من ألمع قصائد درويش:

  • يقول محمود درويش في قصيدته “عن إنسان”:[٣]
وضعوا على فمِهِ السَّلاسلْ
ربطوا يديهِ بصخرةِ الموتى،
وقالوا: أنتَ قاتلْ!
أخذوا طعامَه والملابسَ والبيارقَ
ورمَوهُ في زنزانةِ الموتى
وقالوا: أنت سارقْ!
طردُوهُ من كلِّ المرافيءِ
أخذوا حبيبتَهُ الصَّغيرةَ
ثم قالوا: أنت لاجيءْ!
يا داميَ العينينِ والكفينِ!
إنَّ الليلَ زائلْ
لا غرفةُ التَّوقيفِ باقيةٌ
ولا زردُ السَّلاسلْ!
نيرونُ ماتَ، ولم تمتْ روما
بعينيها تقاتلْ!
وحبوبُ سنبلةٍ تجفُّ
ستملأُ الوادي سنابلْ!
  • يقول درويش في قصيدته “أيام الحب السبعة”:[٤]
الثلاثاء: عنقاء

يكفي مرورك بالألفاظِ كي تجدَا

العنقاء صورتها فينا، وكي تلدَ

الرُّوحُ التي ولدتْ من روحها جسَدَا

لا بدَّ من جسدٍ للرُّوح تحرقُهُ
بنفسِها ولهًا، لا بدَّ من جسدِ

لتُظهِرَ الروحُ ما أخفتْ من الأبدِ

فلنحترقْ، لا لشيءٍ، بلْ لنتحدَا!
  • ويقول محمود درويش في قصيدته “لوحة على الأفق”:[٥]
رأيتُ جبينكَ الصَّيفيَّ
مرفوعًا على الشَّفقِ
وشعرُكِ ماعزٌ يرعَى
حشِيشَ الغيمِ في الأفُقِ
تودّ العينُ لو طارتْ إليكِ
كما يطيرُ النَّوم من سجني
يودُّ القلبُ لو يحبو
إليكِ على حصى الحزنِ
يود الثغر لو يمْتَصُّ
عن شفتيكِ
ملحَ البحرِ والزمنِ
  • ويقول الشاعر محمود درويش في قصيدته “برقية من السجن”:[٦]

من آخر السِّجنِ، طارتْ كفّ أشعاري

تشدُّ أيديكم ريحًا على نارِ

أنا هنا، ووراء السُّور، أشجارِي

تطوِّعُ الجبلَ المغرورَ أشجارِي

مذ جئتُ أدفعُ مهرَ الحرفِ، ما ارتفعتْ

غيرُ النُّجومِ على أسلاكِ أسْواري

أقول للمُحْكِمِ الأصفادَ حولَ يدي:

هذي أساورُ أشعارِي وإصرارِي

في حجم مجدكم نعلي، و قيدُ يدي

في طولِ عمركمُ المجدولِ بالعارِ

أقولُ للنَّاس، للأحبابِ: نحنُ هُنَا

أسرى محبتكِم في الموكبِ السَّاري

في اليوم، أكبرُ عامًا في هوى وطنِي

فعانقونِي عناقَ الرِّيح للنَّارِ

أقوال محمود درويش

قال درويش قولته شعرًا فأضاء للتائهين درب الأدب وساروا على نهجه، وقال قولته نثرًا فكان فيلسوفًا يونانيًّا بسماره العربيّ الفلسطينيِّ، وبعد أخذ نخبة من قصائد درويش، لا بدَّ من المرور على بعض أقوال محمود درويش الخالدة:[٧]

  • في اللامبالاة فلسفةٌ، إنَّها صفةٌ من صفات الأمل.
  • لو عرفتْ أشجارُ الزيتون الأيادي التي زرعتها لأصبح زيتٌها دمعًا.
  • التاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطاله، يُلقي عليهم نظرة ويمرُّ.
  • فليس على الشاعر من حرجٍ إنْ كذب، وهو لا يكذبُ إلَّا في الحُبِّ.
  • هناك من يرَى الحبَّ حيَاةً وهُنَاك منْ يَراه كِذبة، كِلاهما صَادقٌ: فالأوَّل التَقى بروحِهِ، والثانِي فقدهَا.
  • ليس وطني دائمًا على حقٍّ ولكنِّي لا أستطيعُ أنْ أمارس حقًّا حقيقيًّا إلَّا في وطني.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت “محمود درويش”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
  2. “محمود درويش”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019. بتصرّف.
  3. “عن إنسان”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
  4. “أيام الحب السبعة”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
  5. “لوحة على الأفق”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
  6. “برقية من السجن”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.
  7. “معلومات عن محمود درويش”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-07-2019.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب