من هو عمر الخيام ؟

من هو عمر الخيام ؟


نبذة عن الأدب الفارسي

مِن البَدهيِّ أن يُعرَّف الأدب الفارسي بأنَّه النصوص الأدبية المكتوبة باللغة الفارسية، ولهذا لم يكن الأدب الفارسي موجودًا قبل ظهور اللغة الفارسية الحديث في القرن التاسع الميلادي في شمال إيران، وقد اشتهر في هذا الأدب عدد كبير من الشعراء والمفكرين والفلاسفة، أبرزهم أبو الشعر الفارسي واسمه الرُّودكي، الفردوسي صاحب ملحمة الشهنامة، الصوفي فريد الدين العطار صاحب منطق الطير، جلال الدين الرومي، عمر الخيام، وغيرهم، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: من هو عمر الخيام؟ وسيتناول الحديث عن رباعياته وأشهر أقواله.

من هو عمر الخيام؟

في الإجابة عن السؤال القائل: من هو عمر الخيام، إنَّ الخيام هو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام النیسابوريّ، والخيَّام لقب أطلق على والده الذي كان يعمل صانع خيام، هو عالم وفيلسوف وشاعر وأديب فارسي، ويقول المؤرخون إنَّ له أصولًا عربية، أغلب الظن أنَّه ولد ما بين عامي 1038م و 1048م في نيسابور خراسان في إيران، وقد درس الخيام الرياضيات والفلك واللغة والفقه والتاريخ، ويُنسب إليه طرق حساب المثلثات والمعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة، وهو شاعر الرباعيات التي غنَّتها كوكب الشرق أم كلثوم بعد أن تُرجمت إلى اللغة العربية.[١]

كان الخيام يدرس في حياته العلمية مع صديقين له، فتعاهد الثلاثة على مساعدة بعضهم في قادم الأيام، وقد شاءت الأقدار أن يصبح صديق عمر الخيام وزيرًا للسلطان ألب أرسلان، فنفَّذ وعده وخصَّص له مبلغًا ماديًّا كبيرًا يتقاضاه من بيت المال فعاش عمر الخيام حياة هانئة برفاهية كبيرة، وتفرَّغ للدراسة والبحث والعلم، وقد أمضى الخيام حياته كلَّها في نيسابور وسمرقند، أمَّا ترحاله فكان إلى المدن القريبة من موطنه مثل مدينة بُخارى بلخ وأصفهان، وقد توفِّي في نيسابور عام 1123م وقد جاوز الثمانين عامًا.[١]

أعمال ومؤلفات عمر الخيام

كان عمر الخيام عالمًا من علماء الرياضيات، عمل على تحديد التقويم السنوي للسلطان ملكشاه وهو التقويم الفارسي الذي يتبعه سكان إيران حتَّى اللحظة، ويُعدُّ الخيام المخترع الأول لطريقة حساب المثلثات المعادلات الجبرية من الدرجة الثالثة، كما يُنسب إلى الخيام استخدامه الكلمة العربية “شيء” والتي تدل على المجهول، وهي مرادفة للكلمة البرتغالية “Xay” والتي يُرمز إليها بحرف “x” وهو رمز العدد المجهول اليوم، وقد ساهم الخيام أيضًا في تنظيم المعادلات التكعيبية وبحث في نظرية ذات الحديث، وعلى الرغم من أنَّه فارسي الأصل واللغة، إلَّا أنَّ الخيَّام ألَّف بعض المؤلفات باللغة العربية، ومنها:[١]

  • شرحُ ما أشكلَ من مصادرات كتاب أقليدس.
  • الاحتيال لمعرفة مقداري الذَّهب والفِّضَّة في جسم مركب منهما، وفيه طريقة قياس الكثافة النوعية.
  • رسالة في الموسيقى.

رباعيات الخيام

رباعيات الخيام مقطوعة شعرية فارسية، كتبها الشَّاعر الفارسيُّ غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام، المعروف بعمر الخيام، وهي عبارة عن مقاطع شعرية تتألف من أربعة أشطر شعرية، الشطر الثالث فيها حرُّ القافية والثلاثة البقية مقيدة القافية ومتفقة فيما بينها في كلِّ مقطع على حدة، وقد كان الخيام يتغنَّى طَربًا برباعياته ويقرأها أمام أصدقائه الذين حفظوها ونشروها عنه فيما بعد، وقد تُرجمت رباعيات الخيام إلى غير لغة واحدة ونُقلت وغُنِّيت، وجدير بالذكر إنَّ بعض المؤرخين ينفون نسبة الرباعيات إلى الخيام، فعمر الخيام العالم الجليل صاحب الأخلاق الرفيعة السامية لا يمكن أن يكتب هذه الأبيات إلى التهكم واليأس من هذه الحياة، وهذا ما قاله المستشرق الروسي زوكوفسكي، وليس هذا هو القول الراجح.[٢]

وقد جُمعتْ رباعيات الخيام بعد وفاته بثلاثة قرون ونصف القرن، حيث ظهرت هذه الرباعيات لأول مرة عام 865 هجرية، وقد تُرجمت الرباعيات إلى اللغة الانكليزية عام 1859م، ثمَّ ترجمها الشاعر المصري أحمد رامي في القرن الماضي إلى اللغة العربية وغنَّتها السيدة أم كلثوم، كما ترجم الرباعيات الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي والشاعر الأردني عرار، وفيما يأتي بعض مقاطع رباعيات الخيام المترجمة إلى اللغة العربية:[٢]

أفنيتُ عمري في اكتناهِ القَضَاءْ

وكشفُ ما يحجبُهُ في الخَفاءْ

فلم أجـدْ أسـرارَه ُوانقضَى

عمري وأحسستُ دبيبَ الفَـناءْ

لبستُ ثوبَ العمر لـم أُسْتَشَـرْ

وحرت فيه بيـن شتّـى الفكَرْ

وسوف أنضو الثَّوب عنِّي ولـمْ

أدركْ لمـاذا جئـتُ أيـنَ المقـرْ

لـم يبرحِ الدَّاء فؤادي العليـلْ

ولـم أنل قصدي وحان الرحيـلْ

وفـات عمـري وأنا جاهـلٌ

كتاب هذا العمر حسم الـفصولْ

تناثرتْ أيّـامُ هـذا العـمرْ

تناثـُرَ الأوراقِ حولَ الشَّـجرْ

فانْعَمْ من الدُّنيـا بلذّاتِهِا

من قبل أن تسقيك كفُّ القَدِرْ

يا نفسُ ما هذا الأسى والكدرْ؟

قد وقعَ الإثمُ وضاعَ الحَذَرْ

هل ذاق حلو العفو إلا الَّذي

أذنبَ، والله عفَا وغَفَرْ

أشهر أقوال عمر الخيام

في الختام لا بدَّ من المرور على أبرز ما جاء من أقوال عمر الخيام، فلا شكَّ في أنَّ هذا الشاعر الفيلسوف العالم الكبير تركَ أقوالًا عظيمة وحكمًا خالدة تمسح الغبار عن تجربته الحياتية الفريدة التي تركتْ للعلم أثر عالم عظيم بحث في غير مجال واحد فأبدع وأوصل وأفاد، وفيما يأتي أشهر أقوال الخيام:[٣]

  • الجنة والنار هما في ذات نفسك.
  • عندما نحبُّ نعشقُ حتَّى عيوب المعشوق، حينما نكره، نكره حتَّى كمال المكروه.
  • نحن أنفسنا الفردوس ونحن الجحيم.
  • الدِّرع لا تمنع سهمَ الأجل، والمال لا يدفعه إنْ نزَلَ، وكلُّ ما في عيشنا زائل، لا شيء يبقى غير طيب العمل.
  • أسكرني الإثم ولكنَّني صحوتُ بالآمالِ في رحمتك.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت “عمر الخيام”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “عمر الخيام”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.
  3. “من هو عمر الخيام”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-07-2019. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب