X
X


موقع اقرا » إسلام » شخصيات إسلامية » من هو ذو القرنين

من هو ذو القرنين

من هو ذو القرنين


القصص القرآني

أخبرَ الله تعالى في القرآن الكريم عن تاريخ ما مرّ من الأمم، وعن حالهم مع أنبيائهم، وعن حالهم مع بعضهم، أفرادًا كانوا أو جماعات، وذلك بقصد الهداية والعبرة والعِظة، وهو ما أطلق عليه العلماء اسم: القصص القرآني، ويتميز القصص القرآني بأنّه صدقٌ وحقٌّ لا كذب فيه، ولا مجال فيه للوهم أو الخيال أو المبالغة، فهو من كلام الله تعالى.[١]

قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}،[٢] ويهدف القصص القرآني في مجمله إلى الدعوة إلى التوحيد، والإخبار عمّا سبق من الأمم، وتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وإثبات نبوته، وإثبات عقيدة البعث والجزاء،[١] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن شخصية من شخصيات القصص القرآني وهو ذو القرنين، والحديث عن قصته.

من هو ذو القرنين

اختلف أهل العلم في من هو ذو القرنين؛ فقال البعض: أنّه نبي من الأنبياء، وقال آخرون: أنّه ملك من الملائكة، وقال آخرون: أنّه لم يكن نبيًا ولا ملكًا، وذهب الأكثرية إلى أنّه ملِكً وحاكمٌ صالحٌ،[٣] وذو القرنين شخصية من الشخصيات العظيمة التي ذكرها التاريخ، والتي تتصف بالعدل والقيادة والإصلاح، فكان مثالًا للحاكم الصالح عبر التاريخ.[٤]

وقد اختلف علماء التفسير في اسم ذي القرنين ونسبه، والزمان الذي وجد فيه، والسبب في إطلاق لقب ذي القرنين عليه، حيث تضاربت أقوالهم، وتعارضت أدلتهم في ذلك، وقد اعتمد كثير من المفسرين في ذلك على الإسرائيليات، والأساطير، والخرافات، فلذلك لا يُجزم بتحديد شخصية ذي القرنين، فالقرآن الكريم والسنة النبوية لم يتعرضا إلى المعلومات التفصيلية في هذا الأمر.[٤]

ويبقى قول المفسرين في هذا الأمر من باب الظنّ، فقد قال بعضهم أنّ ذو القرنين هو الإسكندر المقدوني؛ وذلك لأنّ البلاد التي استولى عليها كانت ممتدة من مشارق الأرض إلى مغاربها، وقال بعضهم: ذو القرنين هو قورش الإخميني؛ وذلك لما كان يتصف بالعدالة وحسن سيرته في الشعوب التي كانت تحت سيطرته.[٤]

وقيل: ذو القرنين هو: أبو كرب شمر بن عمرو الحميري.[٤] واهتم القرآن الكريم بأعمال ذي القرنين وأقواله والقيم الصحيحة في سيرته، فذكر حكمه وسلطانه وتمكينه في الأرض لتنفيذ شرع الله تعالى، وإقامة العدل والتيسير على المؤمنين والتضييق على الظالمين، والاهتمام باتخاذ الأسباب في بلوغ الغايات والأهداف.[٤]

قصة ذي القرنين

أخبر القرآن الكريم أنّ ذو القرنين ملك صالح مؤمن بالبعث والحساب، مكّن الله -تعالى- له في الأرض، فأخذ يتجول بجيشه داعيًا إلى الله تعالى، في مشارق الأرض ومغاربها، حتى وصل إلى قوم يعيشون بين جبلين أو سدّين، فوجدوه ملكًا قويًا فطلبوا منهم أن يساعدهم في صدّ يأجوج ومأجوج مقابل خراج من المال يدفعونه له.[٥][٦]

وقد وافق على ذلك مكتفيًا بمساعدتهم في العمل ببناء السد وردم الفجوة بين الجبلين، وزاهدًا في مالهم، فجمع قطع الحديد ثم وضعها في الفتحة التي بين الجبلين حتى تساوت مع قمتيهما، ثم أوقد النار على الحديد، وسكب فوقه النحاس المذاب لتشتد صلابته، مانعًا لشر يأجوج ومأجوج على جيرانهم، فلما انتهى ذو القرنين من عمله حمد الله تعالى، وردّ الفضل لله تعالى.[٥][٦]

وهذا السّد قائم لم ينهدم؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “يحفِرونَهُ كلَّ يومٍ، حتَّى إذا كادوا يخرقونَهُ قالَ الَّذي علَيهِم: ارجعوا فستخرقونَهُ غدًا، قال: فيعيدُهُ اللَّهُ كأشدِّ ما كانَ، حتَّى إذا بلغَ مدَّتَهُم وأرادَ اللَّهُ أن يبعثَهُم على النَّاسِ. قالَ الَّذي علَيهِم: ارجعوا فستَخرقونَهُ غدًا إن شاءَ اللَّهُ واستَثنى، قالَ: فيرجعونَ فيجدونَهُ كَهَيئتِهِ حينَ ترَكوهُ فيخرقونَهُ، ويخرُجونَ على النَّاسِ، فيستقونَ المياهَ، ويفرُّ النَّاسُ مِنهم، فيرمونَ بسِهامِهِم إلى السَّماءِ فترجعُ مخضَّبةً بالدِّماءِ، فيقولونَ: قَهَرنا مَن في الأرضِ وعلَونا مَن في السَّماءِ، قسوةً وعلوًّا، فَيبعثُ اللَّهُ عليهم نَغفًا في أقفائِهِم فيَهْلِكونَ، قال: فوالَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ إنَّ دوابَّ الأرضِ تَسمنُ وتبطرُ وتشكُرُ شَكَرًا مِن لحومِهِم”.[٥][٦]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب “القصص في القرآن والسنة النبوية”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2020. بتصرّف.
  2. سورة آل عمران، آية: 62.
  3. “من هو ذو القرنين المذكور في القرآن”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج “فقه التمكين عند ذي القرنين1-4″، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 5-2-2020. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3153 ، حديث صحيح.
  6. ^ أ ب ت “قصة ذو القرنين”، www.kalemtayeb.com، 5-2-2020. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب