X
X



من هو الفضيل بن عياض

من هو الفضيل بن عياض


الزهد في الدنيا

الزّهد هو انصراف الإنسان بقلبه ونفسه عن طلب الدّنيا بمتاعها وملذّاتها، والميل إلى طلب نعيم الآخرة، والرغبة في الحصول على السّعادة الأبديّة فيها، لأنّ الكثير عرفوا بأنّ حقيقة الحياة الدّنيا بكلّ ما فيها من متاع وملذّات منغّصة بالمصائب والابتلاءات، وبأنّها تفتن المغترّين بها، مع علمهم بالرّحيل عنها مهما طال بهم الأمد. بينما الجنّة هي دار القرار، فلا منغّصات فيها ولا بليّات، فقد نقّاها الله تعالى من كل ما يكدّر النّفس ويعكّر صفو الحياة، لذلك علم ذووا الألباب بغدر الدّنيا، وأنّها لا تصلح للتمسّك بها، فتركوها وزهدوا بها إلى الآخرة، لنيل رضى الله تعالى، والفوز بنعيم الآخرة، وكان من هؤلاء الزّاهد من الرّعيل الأول الفضيل بن عياض، وسيأتي لاحقًا من هو الفضيل بن عياض ؟[١]

من هو الفضيل بن عياض

هو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر، أبو على التّميميّ اليربوعيّ الخراسانيّ، علم من أعلام أهل السّنة والجماعة في القرن الثّاني الهجري، لقب بـ “عابد الحرمين”، ولد في سمرقند سنة 107هـ، ونشأ بأبيورد، وقد جاء في قصّة توبته أنّه كان عاشقًا لامرأة، فيقطع إليها المسافات في اللّيل، ويتسلّق الجدران ليصل إليها، وقد سمع ليلة، وهو يتسلّق الجدار أحدهم يتلو قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}.[٢] فنزل وقال: بلى آن ياربّ، وعاد أدراجه، ولجأ إلى خربة بجانب الطّريق، و كان جماعة من الرّجال قد لجؤوا إلى المكان نفسه وسمعهم يتشاورون في متابعة سيرهم فقال أحدهم: الفضيل يقطع علينا الطريق، فقال الفضيل في نفسه: النّاس تخافني، وأنا أعصي الله ولا أخافه فتاب إلى الله من ليلته، وجعل توبته بجانب الحرم.[٣] وقد روى عن أشياخ، كالأعمش والثّوري ومنصور بن المعتمر وهشام بن حسان وسليمان التّيميّ وعوف الأعرابي وغيرهم. وأمّا تلامذته، فقد روى عنه كلّ من الثّوريّ وابن عيينة والشّافعي وابن المبارك والحميديّ ويحيى القطّان وعبد الرحمن بن مهدي وقتيبة بن سعيد وبشر الحافي. وتوفّي في محرّم سنة 187هـ، وقد أثتى عليه كثير من العلماء.[٤]

ثناء العلماء على الفضيل

بعد الإجابة الموجزة عن السّؤال المطروح: من هو الفضيل بن عياض ؟ وإغناء للموضوع، سيتمّ ذكر بعض أقوال أهل العلم في الفضيل بن عياض، العالم الجليل الورع الثبت الصّادق، فمن صفاته أنّه صدوق اللّسان، وكان صحيح الحديث، يثقل عليه روايته خوفًا من الزّيادة فيه أو النّقصان، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث، فمن ثناء أهل العلم عليه:[٥]

  • قال ابن حبان: نشأ بالكوفة، وكتب بها الحديث، ثم انتقل إلى مكّة وأقام بها مجاوراً للبيت الحرام مع الزّهد الشّديد والورع التّام والخوف الوافر والبكاء الكثير والتّحلي بالوحدة، ورفض النّاس وأسباب الدّنيا إلى أن توفي..
  • وقال الذهبي: فضيل بن عياض الزّاهد، شيخ الحرم، وأحد الأثبات، مجمع على ثقته وجلالته..
  • وقال ابن سعد: كان ثقة فاضلاً عابداً ورعاً كثير الحديث.
  • وقال مردويه الصائغ: قال لي ابن المبارك: إنّ الفضيل بن عياض صدق الله، فأجرى الحكمة على لسانه، فـ الفضيل ممّن نفعه علمه.
  • وقال العجلي: كوفيّ ثقة متعبّد، رجل صالح سكن مكة.
  • وقال نصر بن المغيرة البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه النّاس وأورع النّاس وأحفظ النّاس: وكيع والفضيل وابن المبارك.
  • وعن ابن أبي عمر قال: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع.

المراجع[+]

  1. “الطريق إلى الزّهد في الدّنيا”، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-02-2020. بتصرّف.
  2. سورة الحديد، آية: 16.
  3. “توبة عابد الحرمين الفضيل بن عياض”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020. بتصرّف.
  4. “الفضيل بن عياض”، www.ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020. بتصرّف.
  5. المؤلف: أحمد فريد مصدر الكتاب، من أعلام السلف، صفحة 3-4، جزء 11. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب