X
X


موقع اقرا » إسلام » تعريفات إسلامية » مفهوم مضاعفة الحسنات في رمضان

مفهوم مضاعفة الحسنات في رمضان

مفهوم مضاعفة الحسنات في رمضان


مفهوم مضاعفة الحسنات في رمضان

لشهر رمضان -المبارك- خصوصية عند المسلمين عن سائر أشهر العام، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ)،[١]

ففيه يزيد المسلم من العبادات والعادات الإيجابية والروحانيات والهمة العالية التي تختلف عما سواه من الأشهر. وقد جاءت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة ببيان فضل هذا الشهر العظيم ومضاعفة الحسنات فيه، ومن أمثلة مضاعفة الحسنات على العبادات في رمضان ما يأتي:

أجر الصيام في رمضان

أجر الصيام عظيم غير محدود، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)،[٢] وهذا في عموم فضل الصيام، فكيف إذا كان صيام فريضة شهر رمضان -المبارك- المشرف بزمانه، والذي تتضاعف به الحسنات، والذي هو أحد أركان الإسلام! لقوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[٣]

قيام ليلة القدر

ما يناله العبد من الثواب عليها خير من العبادة في ألف شهر خالية منها، وذلك يزيد عن ثمانين سنة، وإذا كان العمل الصالح يضاعف في رمضان ويضاعف ثوابه، فكيف إذا وقع في ليلة القدر؟ فلا يعلم إلا الله -تعالى- ما يفوز به من قامها إيمانا واحتسابا من الأجر العظيم والثواب الكريم.[٤]قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[٥]

التراويح وقيام الليل في رمضان

قيام الليل شرف للمسلم وعزة له في الدنيا، وأجره في شهر رمضان -المبارك- أعظم عند الله -تبارك وتعالى-، ومن قيام ليل رمضان صلاة التراويح التي تعتبر من قيام الليل الخاص في هذا الشهر الفضيل، وهي داخلة في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِه).[٦]

أجر قراءة القرآن

شهر رمضان هو شهر القرآن، قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[٧] ومعلوم عند المسلم أجر قراءة القرآن عموما، ولكن كان لقراءته وتدبره وتعلمه في شهر رمضان خصوصية أكبر.

لما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ)،[٨] فكونه خص شهر رمضان لمدارسة القرآن الكريم ما هو إلا دليل على أهمية هذه العبادة في هذا الوقت بالذات وتضاعف أجرها.

العمرة في رمضان

العمرة من العبادات التي جاء النص صريحا في مضاعفة أجرها في رمضان تحديدا، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عمرة في رمضان تعدل حجة)،[٩] والسبب في مضاعفة أجرها بالذات لموافقتها لشرف الزمان وهو شهر رمضان المبارك، وكذلك شرف المكان حيث تؤدى في الحرم المكي الشريف.

الصدقة في رمضان

في الصدقة مفهوم التكافل الاجتماعي والشعور بالآخرين، ولها أجر عظيم عند الله، قال الله -عز وجل-: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ).[١٠]

وإن وافقت شهر رمضان -المبارك- كان الأجر أعظم، ودليله حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على التصدق في هذا الشهر لما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ).[٨]

كيفية مضاعفة الحسنات في الإسلام

الدين الإسلامي دين الشريعة السمحاء، فقد قامت كل مبادئه وتشريعاته على الحث لفعل الفضيلة، والتنفير عن كل رذيلة، وذلك بأن رتب ثوابا على فعل الخير وجعل الحسنة مضاعفة لصاحبها.

ولم يضاعف السيئة من حيث العدد على من اقترفها، بل جعل باب التوبة مفتوحا للمسلم فإن تاب بدل الله سيئاته إلى حسنات وضاعفها له، وهذا من رحمة الله -عز وجل- بعباده، قال -تعالى-: (مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَمَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجزى إِلّا مِثلَها وَهُم لا يُظلَمونَ).[١١]

وقد قامت الأدلة الشرعية على أن الحسنات تتضاعف حسب الزمان والمكان والكم والكيف كما يأتي:

في الزمان الفاضل والمكان الفاضل

ماهية المكان والزمان الفاضل الذي تتضاعف به الحسنات كما يأتي: [١٢]

  • الزمان الفاضل: مثل رمضان وعشر ذي الحجة.
  • المكان الفاضل: كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة مضاعفة كبيرة.

مضاعفة الحسنة بالكم والكيف

المراد من الكم والكيف في مضاعفة الحسنات ما يأتي:[١٣]

  • المراد بالكم: العدد، فالحسنة بعشرة أمثالها أو أكثر.
  • المراد بالكيف: أن ثوابها يعظم ويكثر.

وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط، أي إن إثمها أعظم والعقاب عليها أشد، وأما من حيث العدد فالسيئة بسيئة واحدة ولا يمكن أن تكون بأكثر من سيئة.[١٣]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1898، حديث صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1904، حديث صحيح.
  3. سورة البقرة، آية:185
  4. عبد الله بن صالح القصير، تذكرة الصوام بشيء من فضائل الصيام والقيام وما يتعلق بها من أحكام، صفحة 60. بتصرّف.
  5. سورة القدر، آية:3
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:759، حديث صحيح.
  7. سورة البقرة، آية:185
  8. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:6، صحيح.
  9. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أم معقل الأسدية، الصفحة أو الرقم:1599، حسن غريب من هذا الوجه.
  10. سورة الحديد، آية:18
  11. سورة الأنعام، آية:160
  12. ابن باز، فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة، صفحة 143. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ابن رجب الحنبلي، كتاب جامع العلوم والحكم ، صفحة 1040. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب