X
X


موقع اقرا » تعليم » العلوم الإنسانية » مفهوم التعاطف في الفلسفة

مفهوم التعاطف في الفلسفة

مفهوم التعاطف في الفلسفة


مفهوم التعاطف في الفلسفة واستخدامه

تعود أصول مفهوم التعاطف إلى استخدامه كإشارة إلى مجموعة من القدرات النفسية التي تعد أساس المجتمعات البشرية، والتي تجعل من الإنسان قادرًا على الإحساس بالآخرين، والتفاعل معهم عاطفيًا، الأمر الذي يجعل من الفرد أكثر قدرةً على التفكير بالآخرين، والأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يمرون بها، وترجع أصول المفهوم الفلسفية إلى فلسفة الأخلاق، ومبحث القيم، فقد كان لكتابات الفلاسفة الإنجليز في القرن الثامن عشر وأهمها كتابات ديفيد هيوم وآدم سميث تأثير كبير على المفهوم.[١]

وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات الفلسفية التي أجريت حول مفهوم التعاطف كانت ذات طابع علمي، فهذه الدراسات والبحوث أخذت بعين الاعتبار التقدم العلمي، ولكن فلسفيًا يعد مفهوم التعاطف من المفاهيم الحديثة نسبيًا، وذلك لمعرفة الأساس النفسي لأهمية التعاطف في المجتمعات الحديثة، وذلك بالتزامن مع التحول الأوروبي إلى الحداثة.[١]

إشكالية مصطلح التعاطف في الفلسفة

التعاطف “Empathy ” في اللغة العربية جذره عطف، وذكر في سياق شعور الناس ببعضها البعض، فيقال: عطف القوم على بعضهم، واصطلاحًا هو مشاركة الآخرين في مشاعرهم، وله صور ابتدائية تظهر كعلامات على حركات الجسد، وتعبيرات الوجه، كالمشاركة في الضحك، أو البكاء.[٢]ويكون ذلك من خلال صورة نفسية مصحوبة بالوعي، ومن الممكن أن يتشارك شخصان في مشاعر لمدة طويلة، مثل المشاركة في الشعور بالغضب، أو الحزن العميق، أو الخوف، ولا يشترط أن يكون هذا التشارك من خلال معرفة مسبقة، بل قد يكون حالة مفاجئة بين شخصين لم يسبق لهما أن عرفا بعضهما البعض.[٣]

عد الباحثون مصطلح التعاطف من المصطلحات الأكثر تعقيدًا،[٣] وذلك لأنه في الألمانية يعني الشعور بشيء، وفي الإنجليزية يشار به إلى الظواهر المتعلقة بالتعاطف، ودارت خلافات حول المفهوم بين الفلاسفة، فقد قال ديفيد هيوم إن عقول الرجال مرايا لبعضهم البعض، مما يعني أن الإنسان يرى ما في الآخر ويشعر به، مما سيغير نظرته للأمور، ويجعلها أكثر اتساعًا، ورفض هذا المفهوم فلاسفة آخرون، خاص ة الفلاسفة الفينومينولوجيين.[١]

ركز فلاسفة الأخلاق والمتخصصون في علم النفس الأخلاقي على دور التعاطف في التأثير على الفعل الأخلاقي، فالحكم الأخلاقي يتأثر بالتعاطف ويقلل من حجم الأنا، ويجعل الإنسان ينظر إلى الآخر بعين المساواة، وذلك لاعتقاده بأن هذا الشعور قد يشعر به هو أيضًا فيبادله ردة الفعل ذاتها.[١]

التعاطف في الفلسفة الحديثة

عرف الفيلسوف شلر التعاطف على أنه وظيفة حيوية يشعر الإنسان من خلالها بأن هنالك نوعًا من المساواة بين ذات، وذوات أخرى، من حيث كونهم كائنات بشرية، فالتعاطف يؤثر وجدانيًا وعقليًا على الإنسان، وبذلك يكتسب بعدًا آخر، وهو العقلانية التي تعود جذورها إلى الفلسفة اليونانية، بحسب وجهة نظر شلر، في فلسفة أفلاطون، إلا أنه مجد العقل والحكمة، باعتبارهما المتحكمين في عواطف الإنسان، وكذلك رد معظم الفلاسفة العقلانيون في العصور الحديثة مقل ديكارت، وسبينوزا الذين ردوا التعاطف إلى أساس عقلي.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Empathy”, stanford, Retrieved 10/1/2022. Edited.
  2. “تعريف و معنى تعاطف في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “?What is empathy”, philosophy.ox.ac, Retrieved 10/1/2022. Edited.
  4. سماح عبد الحكيم سيد مصطفى ، قيمة التعاطف عند ماكس شلر، صفحة 18-20. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب