مفهوم الاقتصاد الكلي

ما هو تعريف الاقتصاد الكلّي؟

الاقتصاد الكلي (Macroeconomics) هو أحد فروع علم الاقتصاد التي تتعامل مع الهيكل والأداء والسُلوك واتخاذ القرارات المُتعلقة بالاقتصاد، ويُوضح تعريف الاقتصاد الكلي الكيفية التي يتصرف بها الاقتصاد الكلي مع السوق والأنظمة الأُخرى.[١]

ويقوم الاقتصاد الكلي على دراسة الظواهر المُؤثرة على الاقتصاد مثل: التضخم، مُستوى الأسعار، النُمو الاقتصادي، الدخل القومي والناتج المحلي الإجمالي، مُستويات البطالة، على سبيل المثال: يُؤثر مُستوى البطالة على عدد العُمال التي يُمكن للشركات أن تُوظفهم.[١]

فالهدف من الاقتصاد الكلي هُو رفع المعيشة إلى أفضل حد وزيادة النمو الاقتصادي المُستقرة، وهذه الأهداف يتم تحقيقها من خلال تحقيق أهداف أُخرى، مثل: الحد من البطالة، زيادة الإنتاجية، التحكم في التضخم.[٢]

بناءً على ما سبق فإن تعريف الاقتصاد الكلي يدُل على ضرورة الاهتمام به كونه يُؤثر على اقتصاد الدُول، لذا من المُهم البحث عن العوامل التي تُؤثر فيه ومُتابعة المُؤشرات الاقتصادية لتحقيق أقصى مُستوى من المعيشة الأفضل.

من هو أول من ابتكر مصطلح الاقتصاد الكلّي؟

يُعد جون ماينارد كينز أول من ابتكر مُصطلح الاقتصاد الكلي حيث قام على نشر كتابه عام 1936 “النظرية العامة للتوظيف والفائدة والمال”، وتضمن في كتابه شرحًا لتداعيات الكساد الكبير حيث قام كينز على تفسير سبب عدم وضوح الأسواق، والعلاقة بينها وبين المُتغيرات المالية، مثل: أسعار الفائدة، حيث بين أهمية الاقتصاد الكلي.[١]

وعليه فإنه غالبًا ما يتم ربط اسم كينز بالاقتصاد الكلي، حيث لم يكن الاقتصاديون يُفرقون بين الاقتصاد الكلي والجزئي حتى أوضح كينز ذلك في كتابه.

محطات تطور مفهوم الاقتصاد الكلي

يُعد الاقتصاد الكُلي أحد المُصطلحات التي تعود إلى الأربعينات، حيث إن تعريف الاقتصاد الكلي ليس قديمًا وغالبًا ما يعود إلى كينز التي ارتكزت العديد من المدارس الفكرية الاقتصادية على نظرياته [١]، وفيما يأتي سيتم سرد أهم محطات تطور مفهوم الاقتصاد الكلي:

الاقتصاد الكلي قبل الحرب العالمية الثانية

لقد ظهر تأثير الاقتصاد الكلي قبل الحرب العالمية الثانية من خلال دوره في تحديد نتيجة الحرب العالمية الثانية، حيث افتقر الاقتصاد النازي للموارد الاقتصادية، كما اعتقد بعض المؤرخين أن الاقتصاد هو سبب الحرب العالمية الثانية.[٣]

ولكن لم يكن الاقتصاديون على معرفة بما يُسمى الاقتصاد الكلي، كما لم يُفرقوا بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي، بل كانوا يعتقدون أن الأسعار والأجور والأسواق واضحة وقائمة على التفاعل بين الأسواق والأفراد مما يؤدي إلى توازن عام قي الاقتصاد.[١]

الاقتصاد الكلي في عصر كينز

 في الثلاثينات من القرن الماضي لم تستطع النظريات الاقتصادية الموجودة تفسير أسباب انهيار الاقتصاد العالمي، حتى ظهر جون ماينارد كينز الذي أحدث ثورة في الفكر الاقتصادي، حيث أكد على أن إجمالي الطلب هو القُوة الدافعة للاقتصاد، واتبع كينز ثلاثة مبادئ رئيسة في نظريته وهي:[٤]

• يتأثر إجمالي الطلب بالقرارات الاقتصادية سواء أكانت عامة أو خاص ة.
• تتعرض الأسعار وخاصةً الأجور لبطء في التغييرات على العرض والطلب مما يُؤدي لحدوث العجز والفائض بطريقةٍ دورية.
• تُؤثر التغييرات التي تحدث في إجمالي الطلبات على الإنتاج الحقيقي والعمالة وليس على الأسعار.

الاقتصاد الكلي في العصر الحديث

يتم تعريف الاقتصاد الكلي في العصر الحديث غالبًا بالاعتماد على نظريات كينز، حيث ظهرت العديد من المدارس الفكرية التي ارتكزت على مبادئه ومنها ما يأتي:[١]

• مدرسة النقديين Monetarist school: غالبًا ما تُنسب إلى أعمال ميلتون فريدمان الذي عمل على توسيع نظريات كينز، وأن السياسة النقدية هي الأداة الأكثر فعالية لإدارة الطلب الكلي.
• الكلاسيكية الجديدة New Classical school: والتي ترتكز على دمج أُسس الاقتصاد الجزئي في الاقتصاد الكلي لحل التناقضات بينهما.
• المدرسة الكينزية الجديدة New Keynesian school: والتي تُحاول إضافة أُسس الاقتصاد الجزئي إلى النظريات الاقتصادية الكينزية التقليدية.
• المدرسة النمساوية Austrian school: وترتكز نظرياتها على ظواهر الاقتصاد الجزئي وتقلبات الاقتصاد الكلي في نشاط الأسواق الاقتصادي.

وبناءً على ما سبق فإنه غالبًا ما يرتبط الاقتصاد الكلي بنظريات كينز التي قامت العديد من المدارس اللاحقة على تطويرها.

ما أبرز مبادئ الاقتصاد الكلي؟

يُعد الإنتاج والعمالة ومستوى السعر من أهم المُتغيرات في الاقتصاد الكلي، حيث تظهر أهمية الاقتصاد الكلي من خلال تحليل القيم الإجمالية للمتغيرات الاقتصادية، حيث يرتكز الاقتصاد الكلي على العديد من المبادئ [٥]، ومن أبرز مبادئ الاقتصاد الكلي ما يأتي:[٦]

 

• التضخم: يُعرف التضخم في الاقتصاد على أنه الزيادة التدريجية في مُتوسط تكلفة السلع والخدمات وذلك مع مرور الوقت.
• معدل النمو: وهو النسبة المئوية للتغير في تكلفة إنتاج السلع والخدمات خلال فترة زمنية مُعينة مُقارنةً بفتراتٍ سابقة.
• الناتج المحلي الإجمالي: وهُو أحد المقاييس الكمية للقيمة السوقية لجميع السلع الجاهزة والخدمات التي يتم إنتاجها خلال فترة زمنية مُحددة.
• البطالة: وُهو مقياس لعدد العاطلين عن العمل من القُوى العاملة في بلدٍ معين.

ما أبرز أهداف الاقتصاد الكلي؟

يهدف الاقتصاد الكلي إلى العديد من الأهداف التي تسعى اقتصادات الدُول لتحقيقها، ومن أبرز أهداف الاقتصاد الكلي ما يأتي:[٢]

• تحسين مُستوى المعيشة: يهدف الاقتصاد الكلي إلى رفع مستوى المعيشة وتحقيق أفضل نُمو اقتصادي.
• زيادة الإنتاجية: حيث يُعد الإنفاق دليلًا على النُمو فالاستهلاك الفردي يدفع الشركات تحو زيادة استثماراتها والتي بدورها تُعزز النُمو.
• السيطرة على التضخم: كُلما انخفضت القُوة الشرائية فإن هذا يُؤدي لانخفاض الإنفاق والذي بدوره يُقلل من قيمة العُملة وبالتالي يُحدث تضخمًا بالأسعار.
• الحد من البطالة: يرتبط التوظيف بالإنتاج الاقتصادي، حيث ترتفع مُعدلات التوظيف بشكلٍ كبير في أوقات الازدهار والتي تدُل على الظروف الاقتصادية الجيدة.
• السيطرة على معدلات الفائدة: في حال كانت أسعار الفائدة مُرتفعة فإن هذا يُؤدي لصعوبة الاقتراض، وبالتالي التقليل من الإنفاق والذي بدوره يُؤثر على الاقتصاد.

ما هي العوامل المؤثرة على الاقتصاد الكلي؟

يُوجد هنالك العديد من العوامل التي تُؤثر على الاقتصاد الكلي مثل: تأثير الحكومة على الاقتصاد الكلي، وفيما يأتي سيتم توضيح العوامل المُؤثرة على الاقتصاد الكلي:

• السياسة النقدية: وهي التي تعمل البنوك المركزية على تنفيذها وتُؤثر على المعروض النقدي وعلى أسعار الفائدة، وتُقسم إلى نوعين هُما:[٢]
  • السياسة النقدية التوسعية: وهي أحد أنواع السياسة النقدية التي تُشجع على النمو الاقتصادي خلال فترة الركود من خلال خفض أسعار الفائدة.
  • السياسة النقدية الانكماشية: وهي سياسة يتم اتباعها خلال فترة الازدهار، حيث يتم التقليل من المعروض النقدي وزيادة أسعار الفائدة.

• السياسة المالية: وهي الإجراءات التي تُنفذها الحكومات من خلال توجيه الاقتصاد الكلي بالإنفاق والضرائب، وتُقسم إلى نوعين هما:[٢]
  • السياسة المالية العامة التوسعية: والتي تهدف لزيادة التضخم، حيث تعمل الحكومات على زيادة الأموال المُتداولة أو التقليل من الضرائب.
  • السياسة المالية الانكماشية: تهدف للتخفيف التضخم من خلال التقليل من الأموال المتداولة أو زيادة الضرائب.

• أسعار الفائدة: تُساعد أسعار الفائدة المُنخفضة على زيادة الاستثمارات وبالتالي الانفاق الذي يُؤثر على الاقتصاد الكلي.[٧]
• ثقة المستهلك: تُؤثر ثقة المُستهلكين على مُستوى الإنفاق فإذا كانوا واثقين بالمستقبل فإنهم سيقومون على الاقتراض والإنفاق الذي يؤُثر على الاقتصاد الكلي.[٧]
• الدخل: يُؤثر انخفاض الدخل على التقليل من الإنفاق والذي سيُؤثر على الاقتصاد الكلي.[٧]
• قيمة سعر الصرف: إذا انخفضت قيمة سعر الصرف فإنه سيؤدي لحدوث تضخم.[٧]

وعليه فإن هنالك العديد من العوامل التي تُؤثر على الاقتصاد الكلي سواء أكان ذلك بطريقة مُباشرة أو غير مباشرة، فالعوامل التي تُؤثر على الإنفاق تُؤثر بدورها على الاقتصاد الكلي.

المراجع[+]

1. ^ أ ب ت ث ج ح “Macroeconomics”, investopedia, Retrieved 23/2/2021. Edited.
2. ^ أ ب ت ث “What is Macroeconomics?”, corporatefinanceinstitute, Retrieved 23/2/2021. Edited.
3. ↑ “Did Economics Cause World War II?”, nber, Retrieved 23/2/2021. Edited.
4. ↑ “What Is Keynesian Economics?”, imf, Retrieved 23/2/2021. Edited.
5. ↑ “PRINCIPLES OF MACROECONOMICS”, lib, Retrieved 23/2/2021. Edited.
6. ↑ “Macroeconomic Factor”, corporatefinanceinstitute, Retrieved 23/2/2021. Edited.
7. ^ أ ب ت ث “Factors affecting economic growth”, economicshelp, Retrieved 23/2/2021. Edited.