موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » مفهوم الاستئذان في القرآن الكريم

مفهوم الاستئذان في القرآن الكريم

مفهوم الاستئذان في القرآن الكريم


الاستئذان

إنَّ الاستئذان عبارة عن أدبٍ رفيعٍ يدلُّ على شهامة الإنسان وتربيته وحياءه، ويعرَّف على أنَّه: “طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن”، وقد جاء الشرع الحنيف بوجوب الاستئذان لما في ذلك من صيانة لأعراض الناس وحرمات بيوتهم وعدم هتك أستارها الذي يؤدي إلى إيقاع أصحاب البيوت في الحرج، كما أنَّه بيَّن صفة الاستئذان ومكان وقوف المستأذن وعدد مرات الاستئذان في كتاب الله وسنة رسوله،[١] كما أنَّ للاستئذان في القرآن الكريم معنىً آخر،[٢] سيتم الإشارة إليه بشكلٍ مبسَّط في هذا المقال تحت عنوان مفهوم الاستئذان في القرآن الكريم لكن سيتم الحديث عن المعنى الأول بشكلٍ أوسع مع ذكر الشواهد القرآنية وبيان مدلولاتها ثمَّ سيتم الانتقال للحديث عن الاستئذان في السنة النبوية وذكر الأحاديث النبوية الواردة في الاستئذان وذكر مدلولاتها والأحكام المتعلقة بها.

مفهوم الاستئذان في القرآن الكريم

إنَّ الاستئذان في القرآن الكريم ورد على عدَّة معاني منها: الإذن من المولى ومنها الإذن من الناس، وهو الاستئذان المطلوب شرعًا وخلقًا وسلوكًا، وفيما يأتي بيان ذلك:[٣]

إذن الله تعالى

يأتي الإستئذان في هذه الحالة بمعنى العلم أو الأمر، أي إذن الله تعالى بأمرٍ من الأمور، وقد ورد هذا المعنى في عدَّة آياتٍ من كتاب الله عزَّ وجلَّ، وفيما يأتي ذكر بعض هذه الآيات:

  • قال الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}.[٤]
  • قال الله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}.[٥]

الإذن من الناس

ويأتي الاستئذان في القرآن الكريم في هذه الحالة بمعنى طلب إباحة شيء من الأشياء التي لا يملكها المستأذن، وهذا هو الاستئذان المطلوب شرعًا وخلقًا ودينًا، وفيما يأتي بعض الشواهد الدينية المتعلقة في ذلك:

  • قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}،[٦] تدلُّ هذه الآية على حرمة دخول الإنسان إلى غير بيته من غير استئذان.[٧]
  • قال تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}،[٨] وتدلُّ هذه الآية على عدم جواز دخول البيوت التي لم يؤذن بدخولها إمَّا بسبب عدم وجود أحدٍ بها أو لأنَّ أصحابها أمروا برجوع المستأذن.[٩]

الاستئذان في السنة النبوية

حفلت السنة النبوية المطهرة بالعديد من التوجيهات والإرشادات لتحقيق أدب الاستئذان في حياة المسلمين وواقعهم، وفيما يأتي بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على الاستئذان وبيان مدلولاتها:

  • عن عبد الله بن بسر أنَّه قال: “كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا أتى بابَ قومٍ لم يستقبلِ البابَ من تلقاءِ وجهِه، ولكن من ركنِه الأيمنِ أو الأيسرِ ، ويقولُ: السلامُ عليكمُ السلامُ عليكمُ وذلك أن الدورَ لم يكن عليها يومئذٍ ستورٌ”،[١٠] ويدلٌّ هذا الحديث على مكان وقوف المستأذن عند الباب، وأنَّه لا ينبغي له استقبال الباب.[١]
  • عن جابر بن عبد الله أنَّه قال: “أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدقَقْتُ البابَ فقال: مَن ذا؟ فقُلْتُ: أنا فقال: “أنا أنا” – مرَّتَيْنِ- كأنَّه كرِهه”،[١١] ويدلُّ هذا الحديث على أدب ذكر الاسم عند الاستئذان، لأنَّ كلمة أنا تدلُّ على الكبر.[١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت “آداب الاستئذان والزيارة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 182، جزء 2. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 182، جزء 2. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 255.
  5. سورة النساء، آية: 64.
  6. سورة النور، آية: 27.
  7. “آداب الاستئذان والزيارة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  8. سورة النور، آية: 28.
  9. أبو جعفر الطبري، جامع البيان- تفسير الطبري، صفحة 149، جزء 19. بتصرّف.
  10. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن عبدالله بن بسر، الصفحة أو الرقم: 5186، صحيح.
  11. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 5808، أخرجه في صحيحه.






مقالات ذات صلة

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب