X
X


موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » مفهوم الرق في الإسلام

مفهوم الرق في الإسلام

مفهوم الرق في الإسلام


الإسلام

بعث ربّ العالمين رسوله الكريم محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- بدين الحق، لينشره في الأرض عدلًا من الله تعالى، وقد تناول الدين الإسلامي كلَّ ما قد يتعرَّض إليه الإنسان في حياته من مواقف، وشرَّع لها شرائع وأحكام وفق ما تقتضي مشيئة الله -تبارك وتعالى- ويُعرَّف الإسلام على أنَّه الاستسلام والخضوع ولانقياد لأوامر الله تعالى، فعلى الإنسان أولًا أن يعرف أوامر الله ثمَّ يسعى إلى تنفيذها كاملة كما ارتضاها الله، وهذا المقال سيتناول الحديث عن مفهوم الرق في الإسلام إضافة إلى الحديث عن حكم الرق في الإسلام أيضًا. [١]

مفهوم الرق في الإسلام

لم يترك الإسلام شيئًا أو حكمًا أو بابًا إلَّا وتناوله وشرَّع فيه حتَّى لا يكون للمسلمين حجة يوم الحساب، فالحلال بيِّن والحرام بيِّن، وكلُّ شيءٍ عند الله بقدر معلوم، وفيما يتعلّق بمفهوم الرق في الإسلام فقد عرَّف الإسلام الرق على أنَّه المملوك أي ما يملك الإنسان من عبيد سواء كان هؤلاء العبيد ذكورًا أم إناثًا، فلا فرق في جنس الرق في الإسلام، وأمّا تعريف الرق في رأي الفقهاء فهو عجز حكمي يتعرَّض إليه الإنسان وسببه الكفر، وهو عجز يؤدي إلى منع الإنسان من الولاية أو الشهادة أو ما شابه ذلك، ويكون هذا العجز بسبب الأسر في الحروب أو السبي أثناء قتال المشركين، أو يكون من ولد الرق، فالولد الذي تنجبه الأمة عبد ورق مثل أمِّه إذا لم يكن من سيِّدها، ويكون أيضًا عن طريق الشراء، فالمسلم يحلُّ له أن يشتري عبدًا أو أن يُوهب عبدًا فقد وردَ إنَّ المقوقس أهدى رسول الله جاريتين وقبلهما رسول الله، جاء في حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي ما يأتي: “أهدى المُقَوْقِسُ القِبْطِيُّ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- جاريتينِ أُخْتينِ: إحداهُما: ماريةُ أُمُّ إبراهيمَ بنِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- والأُخرى وهَبَها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لِحَسَّانَ بنِ ثابِتٍ، وهي أُمُّ عبدِ الرَّحمنِ بنِ حسَّانَ بنِ ثابِتٍ، وأهْدَى له بَغلةً، فقَبِلَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ذلك منه” [٢]، وتجب الإشارة هنا إلى أن الله تعالى خلق أولاد آدم أحرارًا، ولكنَّ الرق استثناء جاء بسبب الغزوات والحروب التي كانت، وجدير بالذكر أيضًا أنَّ الرقيق مكلَّفون وعليهم ما على الأحرار من العبادات إذا تحقق البلوغ والعقل ولا فرق إن كان رجلًا أو امرأة، وتنطبق عليهم أحكام الإسلامية الشرعية مع وجود بعض الاستثناءات الخاصة بهم في الإسلام، والله أعلم. [٣]

معاملة الرق في الإسلام

عندما أباح الإسلام الرق للمسلمين، لم يبح معه الظلم أو الاستعباد أبدًا، بل حدد وبيَّن للناس طريقة معاملة الرقيق؛ لأنهم بشر والإسلام لم يفرِّق بين الناس إلَّا بالتقوى، وأصل الناس في الإسلام أحرار لا عبودية بينهم، وإنَّما الرق جاء استثناءً بسبب الحروب والغزوات التي كانت بحكمة من الله -عزَّ وجلَّ-، وأمَّا فيما يتعلَّق بمعاملة الرق في الإسلام فقد حدد الإسلام ضوابط يجب التزامها في معاملة الرق، وهي: [٤]

  • أن يضمن سيد الرق النفقة الكاملة لهذا العبد من طعام وشراب وكساء ومسكن وغيره.
  • أن يحفظ كرامة هذا العبد وأن يتجنب إهانته بأي كلمة أو قول أو فعل.
  • إذا امتلك الإنسان عددًا من الرقيق فعليه أن يحسن معاملة الجميع ويعدل في معاملتهم ولا يفرق بينهم.
  • أن يعطي السيد العبد حقَّ شراء نفسه إذا امتلك المال، وعلى الإنسان أن يستحضر حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: “هُمْ إخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن جَعَلَ اللَّهُ أخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا يُكَلِّفُهُ مِنَ العَمَلِ ما يَغْلِبُهُ، فإنْ كَلَّفَهُ ما يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عليه” [٥]، والله أعلم.

المراجع[+]

  1. تعريف الإسلام, ، “www.alukah.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-03-2019، بتصرّف
  2. الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي، المحدث: البزار، المصدر: البحر الزخار، الجزء أو الصفحة: 10/304، حكم المحدث: فيه محمد بن زياد وهم في هذا الحديث
  3. الرقيق: تعريفه، أسبابه وأحكامه, ، “www.islamweb.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-03-2019، بتصرّف
  4. الإسلام والرق, ، “www.islamqa.info”، اطُّلِع عليه بتاريخ 22-03-2019، بتصرّف
  5. الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 6050، حكم المحدث: صحيح






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب