معنى اسم الله الأول والآخر

معنى اسم الله الأول والآخر

إنّ الله سبحانه وتعالى هو الأول الذي ليس لوجوده بداية مفتتحة، والآخر الذي ليس لوجوده نهاية منقضيةٌ ختامية، فهو الأول منذ الأزل، والآخر إلى الأبد، وهو الأول وجوداً؛ إذ كل ما جاء بعده فهو موجودٌ بقدرته وبعلمه، وهو الآخر الذي تنتهي إليه كافة الموجودات حتى يكون إليه منتهاها ومردّها؛[١] فهو الله الأول الذي لا ابتداء لوجوده، وهو الآخر الذي لا انتهاء لوجوده، وفيما يلي شرحٌ مفصّل لاسم الله الأول والآخر لغوياً وشرعياً:[٢][٣]

معنى اسم الله الأول

• معنى اسم الله الأوّل في اللغة: هو اسمٌ على وزن أفعل، وهو من همزة وواو ولام، وهو من الأوليّة التي هي من آل يؤول أوْلاً، ويقال: إن اسم الأوّل هو صفة مشبّهةٌ لكلّ من وصف بالأوليّة في الشيء، وهو الذي يكون ترتّب غيره عليه ورجوعه إليه، فهو مبتدأه ومصدره وأصله، وهو اسم يأتي استعماله للمتقدم زماناً؛ فيقال: أبو بكر أولاً ثم عمر، وكذلك لمن هو متقدمٌ في الرئاسة لشيء، أو جاء بشيء لم يسبق أن جاء به أحدٌ قبله، كالمبتدع نهجاً جديداً مثلاً في أمر معيّن، أو كوصف أمير المؤمنين الذي أطلق أولاً على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهكذا.
• معنى اسم الله الأول في الشرع: أنه سبحانه وتعالى هو الذي لم يكن يسبقه في الوجود شيء؛ فهو الأول قبل كل شيء بلا أي حد؛ فأوليته مطلقة، ووجوده أزلي مطلق، فهو قد علا واعتلى بذاته ووصفه وفعله فوق كل شيء، فلا يحتاج لأحد غيره في شيء، وكلهم يحتاجونه في كل شيء، فقد استغنى بذاته، والأول اسم يدل على وصف الموصوف بالأوليّة التي لا تنبغي لأحد سواه سبحانه، فهو المتقدم على كل ما سواه في الزمان، إذن فهي أولية زمان، وهذا التقدم الزماني لله مطلق في كل شيء كونه كاملاً مكتملاً في الذات والصفات، مقابل العجز والقصور الذين عليهما مخلوقاته كلها، وهو متصف بالأزلية الأولى، والأولية منذ الأزل، وهو وصف لله وليس لأحد غيره، إذ كل شيء كائن هو بعده، وهنا معنى يوجب للعبد أن يلاحظ فضل ربه جلّ وعلا، ونعمه عليه الدينية والدنيوية؛ فهو السبب والمسبب لكل شيء حوله.

معنى اسم الله الآخر

• معنى اسم الله الآخر في اللغة: هو اسمُ فاعل لكل منِ جاء وصفه بالآخريّة في الأمر، فهو أخرَ يأخُرُ أخراً وهو المتأخرُ، والآخر يقابل الأول، فيأتي في مدلولاته على عدة معانٍ لغوية؛ فالآخر الذي يتبقى في المدة من الزمن، وهو آخر فيما يلي الأول سواء كان رقماً أو غيره، وهو آخر في البعد والنوع، وهو آخر في كل المواضع من مكان، وزمان، وجمل في آخر سياق الكلام.
• معنى اسم الله الآخر في الشرع: أنه سبحانه وتعالى هو الذي اتصف بدوام البقاء والاستمرار والآخريّة، فهو الآخر الذي لا فناء له، فإن لكل شيء حد انتهاء، أما الله هو الباقي الذي لا يبقى أحد بعده، وكل شيء يفنى سواه، وكما أنّ أوليته مطلقة؛ فآخريته مطلقة كذلك؛ فهو الآخر الذي بعد كل شيء بلا حد أو نهاية، لأنه أصل الوجود فهو كائن قبل كل شيء، وباق بعد كل شيء، فقال تعالى: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)،[٤] فهو آخر لا حد لآخريته الزمانية وهذا من علمه وسعته سبحانه؛ وكل الأشياء تفنى ويبقى هو الواحد القهار، كما أنّه هو الغاية والمنتهى، الذي تنتهي إليه أمور الخلائق كلها، والصمد الذي تركن إليه كافة الخلائق والموجودات بالحبّ والرغبة، والتعبد والتأله والرهبة.

المراجع

1. ↑ “تفسير قوله تعالى (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِر..)”، إسلام ويب، 19/10/2002، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
2. ↑ وحيد عبد السلام بالي (18/10/2017)، “معنى الأول والآخر”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
3. ↑ محمد راتب النابلسي، ” اسم الله الأول والآخر”، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
4. ↑ سورة القصص، آية:88