X
X


موقع اقرا » حول العالم » سياحة » معلومات عامة عن جمهورية تشيلي

معلومات عامة عن جمهورية تشيلي

معلومات عامة عن جمهورية تشيلي


نشأة جمهورية تشيلي

ما أصل تسمية تشيلي؟

واحدة من دول أمريكا اللاتينية، استوطنتها عبر قرون طويلة مجموعات من قبائل الهنود الحمر، ولاسيما قبيلة المابوتشي، كما كان جزءٌ منها خاضعٌ لحكم حضارات الإنكا التي انهارت إبان الغزو الإسباني لأجزاء كبيرة من القارة اللاتينية، حيث احتلوا التشيلي عام 1540م؛ لتصبح بذلك التشيلي مستعمرة إسبانية إلى أن تم إعلان قيام جمهورية تشيلي عام 1818م، لتشهد فترة نشوئها حربان طويلتان استمرتا عدّة سنوات مع الجارتين بوليفيا والبيرو.[١]

ويعتقد البعض أن أصل التسمية مأخوذ من كلمة تشيلي في لغة السّكان الأصليين، والتي تعني المدى الذي تنتهي عنده اليابسة، أو بمعنى أقاصي الأرض، فيما يرى بعض المؤرخين أن تشيلي هو اسم زعيم قبلي، ويعزي البعض أصل التسمية لصوت نوع من الطيور المنتشرة في التشيلي يشبه صوته نطق الكلمة، ويأتي تاليًا أهم المعلومات الجغرافية والسياسية عن جمهورية التشيلي.[١]

جغرافية جمهورية تشيلي

غرب القارة الأمريكة الجنوبية تمتد أراضي جمهورية تشيلي بمساحات واسعة على طول الشريط الساحلي الجنوبي الغربي المطلّ على المحيط الهادي؛ حيث يبلغ طول سواحلها على المحيط حوالي 4828 كم، بينما يحدّ جمهورية تشيلي من الشمال دولة البيرو، ومن الشمال الشرقي بوليفيا، والأرجنتين من الشرق، وعمومًا تبلغ مساحتها نحو 756،626 كم²، وتأخذ شكلًا طوليًا ضيّقًا بطول يصل إلى 4260 كم، وعرض لا يتجاوز 400 كم بالحد الأقصى.[٢]

وتشكّل سلاسل الجبال الشاهقة المعروفة باسم سلسة جبال الأنديز حدودها الطبيعية الشرقية، فيما تكثر الجبال المنخفضة على طول سواحلها، ومن ضمنها بعض البراكين؛ حيث تقع التشيلي في واحدة من أكثر المناطق عرضة للبراكين والزلازل في العالم.[٢]

تتميز الطبيعة الجغرافية في جمهورية تشيلي بتنوع كبير؛ حيث تنقسم اليابسة فيها إلى عدّة أقاليم تختلف طبيعتها اختلافًا كبيرًا بين المناخ الصحراوي الجاف والمناخ الساحلي الرّطب، إضافة إلى السّهول الواسعة، والجبال المرتفعة المغطاة بالثلج، والغابات، وبعض الجزر النائية، ويمكن تحديد أقاليم جمهورية تشيلي بما يلي:[٣]

  • إقليم الصحراء الشمالية: وتسمى صحراء أتاكاما، وتعدّ من أكثر المناطق جفافًا على سطح الأرض، تمتدّ من حدود البيرو شمالًا وصولًا إلى نهر أكونكاغوا، وتختزن هذه الصحراء معظم ثروات جمهورية تشيلي الطبيعية من مواد معدنية، ومواد تستخدم في صناعة الأسمدة والمتفجرات، وهو ما سمح بوجود عدد من التجمعات السكنية الصناعية عند بعض الواحات، إضافة للبلدات الساحلية الشمالية التي يعتمد أهلها على الصيد، مع وجود مدينتين تعتبران من أهم الموانئ الساحلية في تشيلي.
  • إقليم الوادي الأوسط: يمتد نحو 1000 كم من نهر أكونكاغوا حتى بوريتو مونت، ويعد القلب النابض في جمهورية تشيلي، فهو السلّة الغذائية التي يجتمع فيها معظم السكان، وتكثر فيه أيضًا المنشآت الصناعية، ويخترق الوادي عددٌ من الأنهار التي تنحدر من جبال الأنديز ما يزيد من خصوبة الأرض مع وجود عدد كبير من مناطق استخراج الفحم الحجري والنحاس والمنغنيز، وفي الإقليم أيضا منطقة بركانية، وعدد من البحيرات والأودية.
  • إقليم الأرخبيل: يقع على امتداد 1600 كم، ويتنهي إلى رأس القارّة الجنوبي الذي يطلق عليه اسم كيب هورن، وبالعموم تعتبر هذه المنطقة ذات طبيعة جغرافية ومناخية قاسية، تكثر فيها المنحدرات والغابات الكثيفة، وتجتاحها الرياح العاتية على مدار العام، وتطلّ السواحل على عدد هائل من الجزر التي تعيش وسط جوٍ بحريٍ بارد وعاصف، وفي هذا الإقليم يقطن عدد قليل من السكان، يعمل أغلبهم في الرعي، وينتهي القسم الجنوبي إلى مضيق ماجلان الذي يتميز بجزره وبحقول النفط المنتشرة في تلك المنطقة.
  • الأقاليم النائية: يخضع لسلطة حكم جمهورية تشيلي عدد من الجزر النائية في المحيط الهادي كجزر خوان فرنانديز وجزيرة إيستر المشهورة بالمنحوتات الطبيعية الصخرية الضخمة.

مناخيًا؛ تقع جمهورية التشيلي في مناطق جنوب خط الاستواء ما يعني أنها تعاكس في دورة فصولها نصف الكرة الشمالي، وعلى الرغم من جفاف صحراء أتاكاما إلا أن الجوّ فيها ليس حارًا بسبب هبوب الرياح الباردة عليها من المحيط، أما إقليم الوادي الأوسط، فهو معتدل الحرارة كثيف الضباب ويتميز إقليم الأرخبيل بأمطار غزيرة وباردة ترافقها عادةً الرياح العاتية، وقد ضمّت جمهورية تشيلي إلى أراضيها جزءًا من منطاق القطب المتجمد الجنوبي أيضا.[٣]

الحياة السياسية في جمهورية تشيلي

متى تمّ تأليف الدستور في تشيلي؟

بعد رحلة بحثٍ طويلةٍ عن الاستقلال في تشيلي؛ تمكن أوججنز وهو أحد أبناء المهاجرين الإيرلنديين عام 1817م من العودة إلى البلاد التي فرّ منها في وقت سابق خوفًا من الإسبان، وبرفقة اللواء جوزيه دي سي مارتن تمكن أوجكنز من قتال الجيش الإسباني، وانتصر بعدّة معارك دحر فيها الإسبان؛ ليصبح أول قائد للبلاد عام 1818م، ثم أشرف أوجكنز على بناء الدولة، فأسس قوات البحرية، ووضع نظامًا للتعليم المستقل عن نظام الكنيسة الإسباني، وعمل على إنشاء مؤسسات الدولة؛ لكن حكمه لم يدُم طويلًا بسبب انخفاض الدعم السياسي، بيد أنّ أبرز مظاهر حكمه كانت في تشكيل حزبين سياسيين هم المحافظون ودعاة التحرر.[٢]

سيطر بعد أوجكنز على البلاد حكومات ضعيفة أعقبها سيطرة رجال الأعمال في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، حيث تم تأليف دستور 1833م الذي ظل معمولًا به حتى 1925م، خاضت جمهورية تشيلي حربين طويلتين مع البيرو وبوليفيا؛ انتهتا بفوز تشيلي، وتوسع أراضيها، ومع نهاية القرن التاسع عشر استطاعت جمهورية تشيلي تنمية اقتصادها بفضل الثورة الصناعية، تنمية لم تدم طويلًا بسبب اندلاع الحرب الأهلية 1891م.[٢]

بعد الحرب الأهلية عادت التنمية الاقتصادية بالتدريج، والتزمت جمهورية تشيلي الحياد أثناء الحرب العالمية الأولى، فيما ازدهر اقتصادها أثناء الحرب بسبب ثرواتها الكبيرة من نترات الصوديوم التي تعد عنصرًا أساسيًا في صناعة الذخائر الحربية، لكن سوق الصادرات انهار بعد الحرب، وعمّت البطالة لتدخل البلاد في تجاذبات سياسية طويلة انتهت بوضع دستور 1925م، وانتخب بعده بعامين كارلوس أبانييز دل كامبو رئيسًا للبلاد، لكن تصرفاته أدّت لركود الاقتصاد ما اضطره لتقديم الاستقالة 1931م.[٢]

عام 1932 انتخب أبناء جمهورية تشيلي أليساندري رئيسًا لهم، فبدأ انتعاش الاقتصاد التدريجي، وفي 1938م انتخب بيدرو أغوير سيردا رئيسًا، فاقترض من الولايات المتحدة لتنشيط صناعة الصلب، وأثناء الحرب العالمية الثانية باعت جمهورية تشيلي الكثير من المواد المعدنية للحلفاء، لكن الانتعاش الاقتصادي تراجع في الخمسينيات بسبب عدّة مشكلات اقتصادية انتهت بموجة من الزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية إلى أن عاد الانتعاش الاقتصادي مع مطلع الستينيات؛ حيث أقنع الرئيس إدواردو فراي الشركات الإمريكية بتقديم مرابح أكبر للحكومة من عائدات استخراج النحاس[٢]

عام 1970م انتخب الرئيس سلڤادور ألندي جوسنيز الذي التزم بتحويل جمهورية تشيلي لدولة اشتراكية، لكن الفوضى عمّت البلاد بسبب سياسات الاشتراكيين، وانهار الاقتصاد، وارتفع التّضخّم في الاقتصاد، وقامت وكالة المخابرات الأمريكية المركزية بدورها في دعم العسكريين الذين اسقطوا الحكومة الاشتراكية، وبقيادة اللواء أوكستو بينوشيه أوكارتي حلت الأحزاب السياسية، وصودرت حرية الصحافة، واتُخذت إجراءات قوية لضبط التضخم ما دعم استقرار الاقتصاد، غير أن انتشار البطالة والحدّ من إنفاق الحكومة على الدعم الاجتماعي تسبب في خلق صعوبات مستمرة للطبقات الفقيرة.[٢]

أًقرّ عام 1980م دستورٌ جديدٌ في البلاد ساهم في تخفيف السطوة العسكرية، وسمح الرئيس بينوشيه عام 1987م في عودة الأحزاب السياسية بشكل جزئي، وعمل على الوفاء بأحكام الدستور وعام 1989م، ثم انتخب باتريشيو أيلوين رئيسًا، وهو أحد أعضاء الحزب الديمقراطي المسيحي، وفي عام 1993م انتُخب إدواردو فراي مونتالفا رئيسًا، نهضت بعده الحكومات التشيلية بالبلاد حتى أصبح اقتصاد جمهورية تشيلي أقوى اقتصادات أمريكا اللاتينية، فقلت نسبة البطالة، ودعمت الحكومة البرامج الغذائية<[٢]

شقت جمهورية تشيلي بعد ذلك طريقها في ركب التطور، وهي تتمتع اليوم ببنية تحتية غاية في التطور، مع وجود المدن الحديثة والاستقرار السياسي، كما تعدّ اليوم أكثر دول المنطقة أمانًا، وعاصمتها سانتياغو من أفضل المدن للسكن والدراسة؛ حيث يقصدها عددٌ كبيرٌ من الطلّاب في أمريكا الجنوبية والعالم مع انتشار كبير لدور الفنون المعاصرة من مسارح ومعارض ودور سينما، إضافة لجوّها المعتدل الذي أدى إلى ازدهار الفنادق والمطاعم؛ لتجتمع هذه العوامل في تشكيل ثقافة مجتمعية مميزة وفريدة في القارة اللإمريكية الجنوبية.[٤]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب “تشيلي”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د “تشيلي”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “جغرافيا تشيلي”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.
  4. “كل ما تريد معرفته عن الدراسة في تشيلي”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب