X
X


موقع اقرا » حول العالم » جزر العالم » معلومات عن نهر التيبر

معلومات عن نهر التيبر

معلومات عن نهر التيبر


نهر التيبر

يعدّ نهر التيبر أحد الأنهار الأوروبية التاريخية، حيث يقع في إيطاليا ويعد ثاني أكبر نهر فيها بعد نهر بادي، ويرتفع فوق منحدر جبل فومايولو القمة الكبرى ل “ابينينو توسكو اميليانو”، ويمتد نهر التيبر بطول 252 ميل ويتدفق بشكل عام باتجاه الجنوب عبر سلسلة من المناظر الخلابة من الممرات الضيقة والأودية الواسعة، كما يتدفق أيضًا عبر مدينة روما ويدخل إلى البحر التيراني للبحر الأبيض المتوسط بالقرب من أوستيا أنتيكا، وروافده الرئيسة هي نهر: “تشياسيسيو” و “نيستور” ونهر “باقليا” ونهر ” نيرا” في صربيا ونهر “انين”، ويتفرع النهر أسفل روما إلى الدلتا، وله قناة رئيسة تُسمّى بالفيومارا وتعمل الفيوميتشينو كفرع توزيعي على الجانب الشمالي، هذا ويزعم بعض الكتّاب القدامى بأنّه كان يُعرف في الأصل باسم “البولا” نسبةً إلى شدة بياض مياهه، ثم سُمي ب “تيبريس” بعد أن غرق ملك ألبا لونغا المُسمّى ب “تيبرنيوس” فيه[١].

منبع نهر التيبر

ينبع نهر التيبر من ينبوعين يقعان في جبال فومايولو ويبعدان عن بعضهما مسافة 33 قدمًا، ويقع هذين الينبوعين في غابة الزان التي ترتفع حوالي 4،160 قدمًا فوق سطح البحر، وخلال ثلاثينيات القرن العشرين ؛ شيّد بينيتو موسوليني في المكان الذي يرتفع فيه النهر عمودًا رخاميًا عتيقًا يحمل نسرًا في أعلاه، هذا وتتدفق الأميال القليلة الأولى من التيبر عبر “فالتيبرينا” قبل أن يدخل النهر ليجري عبر منطقة أومبريا[٢].

تاريخ نهر التيبر

تأسست روما في العام 753 قبل الميلاد على ضفاف التيبر وعلى بعد 16 ميلًا تقريبًا من البحر التيراني في أوستيا، وكانت جزيرة التيبر التي تقع في نهر التيبر وفي وسط روما مباشرةً بين المركز و”التراستفير” موقعًا مهمًا لمعبر النهر القديم، ووفقًا للأسطورة؛ تم إنقاذ الأخوين التوأم -اللذين أسسا روما- ريموس ورومولوس من قبل ذئب بعد أن تُركا على نهر التيبر، هذا وشكّل التيبر حاجزًا بين قبائل اللاتينيين والسابيون والحضارة الإتروسكانية، وعدّل موسوليني الحاجز بين اميليا-رومانيا وتوسكانا بحيث تقع ينابيع “لي فيني” في رومانيا، وفي الوقت الحالي؛ يقع التيبر بين السدود الحجرية العالية التي بدأ بناؤها في العام 1876، واعتُبر هذا النهر مهمًا للتبادل التجاري ولتجارة الرومان نظرًا لقدرة سفنهم على الإبحار 60 ميلًا في اتجاه النهر[٢]، وعلى الرغم من بذل الرومان بعض الجهد للسيطرة على الجزء السفلي من مجرى النهر؛ إلا أنّ جهلهم بالمبادئ الهيدروليكية حال دون تطوير وسائل حماية كافية ضد الفيضانات، حيث لم يتدفق النهر عبر روما بين السدود الحجرية العالية إلا في العصور الحديثة[١].

تاريخ الملاحة على نهر التيبر

يتفاوت عمق النهر بين 7 و20 قدمًا، وعلى الرغم من ذلك كان هناك أدلة على أن الملاحة باتجاه أعلى النهر أي باتجاه “فالتيبرينا” كانت مهمه منذ زمن بعيد في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي وقت لاحق؛ أصبحت عمليات شحن حجارة البناء والأخشاب أيضًا مهمة، بالإضافة إلى أنّ روما القديمة في أوجها، كانت تُزوّد بالخضراوت المزروعة في حدائق الفلل الواقعة على ضفاف النهر، هذا وبرزت أهمية الجزء السفلي من نهر التيبر في القرن الثالث قبل الميلاد عندما أصبحت أوستيا قاعدة بحرية خلال الحروب البونيقية، والآتية توضّح تاريخ الملاحة على التيبر والمحاولات المتكررة للحفاظ عليها وتطويرها عبر العصور المتتالية[١]:

  • أصبحت أوستيا مركزًا تجاريًا لاستيراد القمح والزيت والنبيذ، ثم هُزمت المحاولات المتتالية للحفاظ عليها -على فيومارا- وللحفاظ على ميناء الإمبراطور كلاوديوس وتراجان -على فيوميتشينو- بفعل عمليات تراكم الطمي وترسّب الحواجز الرملية عند مصبّ النهر.
  • حاول العديد من الباباوات في القرون اللاحقة تحسين الملاحة على التيبر السفلي، ثم بُنيت الموانئ في روما في الأعوام 1692 و 1703 و 1744.
  • ازدهرت الملاحة والتجارة على الجزء السفلي من التيبر مرة أخرى في أواخر القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر عندما حصل المزيد من الحفر والتجريف على المجرى السفلي للنهر.
  • استمر تراكم الطمي في مجرى النهر؛ الأمر الذي جعل النهر في قرن آخر صالحًا للملاحة فقط في روما، وفي هذه الاثناء؛ تقدّمت دلتا التيبر حوالي ميلين باتجاه البحر منذ العصر الروماني.

جسور نهر التيبر

لنهر التيبر العديد من الجسور الحديثة الممتدة فوقه في روما، بالإضافة إلى عدد من الجسور القديمة التي ما زالت مستخدمة من قبل المشاة، ومن الجسور القديمة القائمة إلى هذا اليوم: جسر “سانت أنجيلو”، وجسر “فابريسيوس”، وجسر “ميلفيو”، ويعد جسر فابريسيوس الجسر الروماني الأقدم حيث شُيّد في العام 62 قبل الميلاد ليصل جزيرة التيبر بمخيم “مارتوشي”، وبالإضافة إلى الجسور التي تمتد عبر النهر هناك العديد من الأنفاق التي استخدمت من قبل قطارات المترو[٢].

الصرف الصحي عبر نهر التيبر

تم ربط نهر التيبر مع نظام الصرف الصحي الخاص بمدينة روما والمسمّى ب “كلوكا ماكسيما” والذي بُني لأول مرة من قبل الملك تاركوينيوس بريسكوس في الفترة الواقعة بين 616 و 579 في القرن السادس قبل الميلاد، وقام تاركوينيوس بتوسيع المجرى الحالي وتبطينه بالحجارة في محاولة للسيطرة على مياة الأمطار التي تتدفق إلى أسفل نهر التيبر عبر ال “كلوكا” وتتسبب بفيضانه بانتظام، وفي القرن الثالث قبل الميلاد؛ تم تبطين القناة المفتوحة بالحجارة وتغطيتها بسقف حجري مقبب، هذا وظلّت ال “كلوكا” نظامًا للتحكّم بالماء حتى عهد القيصر أغسطس الذي حكم في الفترة من 27 قبل الميلاد إلى 14 للميلاد، حيث أجرى إصلاحات جذرية على النظام، وقام بربط الحمامات العامّة والمراحيض، وحوّل ال “كلوكا” إلى نظام لإدارة مياه الصرف الصحي، واليوم لا تزال ال “كلوكا” موجودة وتدير كمية صغيرة من مياه روما، كما تم استبدال معظم الحجارة الأصلية التي بنيت منها بالخرسانة[٣].

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت “Tiber River”, www.britannica.com, Retrieved 3-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Where Does The Tiber River Begin And End?”, www.worldatlas.com, Retrieved 3-12-2019. Edited.
  3. “The Tiber River of Rome”, www.thoughtco.com, Retrieved 4-12-2019. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب