X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » معلومات عن المبتدأ والخبر

معلومات عن المبتدأ والخبر

معلومات عن المبتدأ والخبر


تعريف المبتدأ والخبر

هل يكتمل معنى الجملة بالمُبتدأ والخبر؟

المُبتدأ هو الاسمُ الّذي تبدأ به الجملة الاسميّة، ويقعُ في أوّلِ الجملة لكي نحكم عليه أو نخبر عنه، فالمبتدأ مُسند إله أو محكوم عليه، يأتي المُبتدأ اسمًا صريحًا، واسمًا مضمرًا، ومصدرًا مؤوّلاً، أمّا الخبر هو الجزء المكمّل للفائدة، وهو الحكم الّذي يُطلق على المبتدأ، أو هو الخبر الّذي نخبر به عن المبتدأ، والخبر مسندٌ أو محكومٌ به، يأتي الخبرُ مفردًا وجملة وشبه جملة.

الصور التي يأتي عليها المبتدأ والخبر

المبتدأ لا يكون إلّا كلمة واحدة، مثل: السماءُ صافيةٌ؛ فالسماء كلمة واحدة وهي هنا مبتدأ،أو مصدرًا مؤولًا مثل قو له تعالى: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}[١]فالمصدر المؤول من” أن تصوموا” صيامكم في محل رفع مبتدأ. أمّا خبر المبتدأ فله صورتان هما: الخبر المفرد؛ فالخبر المفرد إما أن يكون جامدًا أو مشتقًّا، فمثال الخبر الجامد كلمة جبلٌ في جملة” التوباد جبلٌ”؛ ومثال الخبر المشتق كلمة مجتهد في جملة” الطالب مجتهدٌ”. والصورة الثانية الخبر الجملة؛ فإمّا أن يكون الخبر جملة اسميّة أو جملة فعلية، ولا بُدّ من رابط يربطها بالمبتدأ، غير أنّ الجملة الندائية لا يجوز أن تكون خبرًا، مثل: خالد يا هذا.

أمّا مثال الخبر الجملة الاسمية: ” زيد خلقه كريم”؛ فـ”زيد” مبتدأ أوّل و”خلقه كريم” جملة اسميّة في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل. ومثال الخبر الجملة الفعلية: ” محمد يدرس الرياضيات” ؛ فمحمد هنا مبتدأ والجملة الفعلية “يدرس الرياضيات” في محل رفع خبر المبتدأ، كما يجوز في الجملة التي تقع خبرًا أن تكون إنشائية، مثل” القارعة ما القارعة”[٢]، فكلمة القارعة الأولى مبتدأ أوّل، واسم الاستفهام ما مبني في محل رفع خبر المبتدأ الثاني مقدم، والقارعة مبتدأ ثانٍ مؤخر والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل، وهناك أنواع من المبتدأ لا يجوز أن يأتي خبرها إلا جملة مثل:

  • أسماء الشرط التي تأتي مبتدأ، وخبرها جملة الشرط، مثل:” مَنْ يهنْ يسهلْ الهوان عليه” فمن هنا اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملة الشرط المكونة من فعل الشرط “يهن” والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ.
  • المخصوص بالمدح أو الذّم إن كان مقدمًا، مثل:”خالد نعم القائد” فخالد مبتدأ والجملة الفعلية من الفعل الجامد نعم والفاعل في محل رفع خبر.
  • ضمير الشأن: مثل: {قل هو الله أحد}[٣]” فــ “هو” ضمير شأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية المكونة من المبتدأ الثاني ” الله” وخبر المبتدأ الثاني” أحد” في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل.
  • كلمة” كأيِّن” الخبرية إن وقعت مبتدأ، مثل ” وكأيِّن من مريض شفاه الله.
  • المبتدأ في أسلوب الاختصاص، مثل: نحن العرب نكرم الضيف.

حذف المبتدأ أو الخبر

الأصل أن يكون كل من المبتدأ والخبر موجودين في الجملة الاسميّة، إلّا أنه يحذف إحداهما جوازًا في حالات ومن هذه الحالات؛ إنْ دلّ على المبتدأ أو الخبر دليل مقالي، كأن يكون جوابًا عن سؤال، فمثال المبتدأ المحذوف جوازًا: أين محمد؟ فتجيب مسافرٌ. فتعرب مسافر خبر لمبتدأ محذوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة، ومثال الخبر المحذوف جوازًا: ما اسمك؟ – أحمد، فأحمد هنا مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة والخبر محذوف جوازًا تقديره اسمي، أو أن يقع الخبر بعد إذا الفجائيّة، مثل: خرجتُ فإذا صديقي، فالمبتدأ صديقي والخبر محذوف جوازًا تقديره منتظر.

حالات وجوب تقديم المبتدأ على الخبر

هناك حالات لا يجوز للمبتدأ إلا أن يكون متقدِّمًا على الخبر، وهو الوضع الأصيل والترتيب الأصليّ في الجملة الاسميّة، ومن هذه الحالات التي يجب فيها تقديم المبتدأ على الخبر ما يأتي:[٤]

  • إذا كان الخبر محصورًا فيه المبتدأ ب” إلا” أو” إنّما”، مثل: ما المعلم إلا ثروة. ف” المعلم” مبتدأ و” ثروة” خبر المبتدأ.
  • إنْ كان المبتدأ والخبر متساويين في التعريف والتنكير؛ فخشية اللّبس يتقدّم المبتدأ وجوبًا، مثل: أبي صديقي. فكلمة” أبي” و” صديقي” متساويتان في التعريف. فإذا وجدت قرينة تعيّن المبتدأ والخبر جاز التقديم أو التأخير، مثل: المدرسة الأولى البيت.
  • إنْ كان الخبر جملة فعليّة يحوي ضميرًا يعود على المبتدأ، مثل: البنت تطيع أمّها. ف” البنت” مبتدأ، والجملة الفعلية” تطيع أمها” في محل رفع خبر.

جواز تقديم المبتدأ أو تأخيره

الأصل في المبتدأ أن يتقدّم على الخبر؛ وذلك لأنّ المبتدأ محكوم عليه بالخبر، وهناك حالات يجوز فيها تقديم المبتدأ أو تأخيره؛ أنْ لا يترتب على التقديم والتأخير فساد في المعنى أو التركيب، مثل: العلمُ غذاءُ الرّوحِ، فلو أخرنا المبتدأ” العلم” على الخبر لما فسد المعنى أو فسد التركيب فتصبح الجملة: غذاءُ الرّوحِ العلمُ، كما يجوز تقديم المبتدأ أو تأخيره في مخصوص” نعم” و” بئس”، مثل: نعم القائد زيد. ف” زيد” مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. أو” زيد” خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.[٤]

نواسخ المبتدأ والخبر

نواسخ المبتدأ والخبر هي كلّ ما يدخل على جملة المبتدأ والخبر فيغير في حكمها، ومنها الحروف والأفعال.

الحروف الناسخة

في اللغة العربية مجموعة من الحروف الناسخة التي تدخل على الجملة الاسميّة، فتحدث تغييرًا فيها؛ حيث تقوم بنصب المبتدأ وتسمّيه باسمها وتُبقي الخبر مرفوعًا غير أنّها تسمّيه خبرها، وهذه النواسخ” إنّ وأخواتها” شبهها علماء النحو بالفعل؛ فكما الفعل المتعدي يرفع فاعلًا وينصب مفعولًا به، كذلك هذه الحروف تنصب وترفع، وتدخل عليها نون الوقاية وهذه الحروف هي:[٥]

  • إنّ، أنَّ: حرفا نصب يفيدان التّوكيد.
  • كأنّ: حرف نصب مبنيٌّ على الفتح يفيد التشبيه.
  • ليت: حرف نصب مبنيٌّ على الفتح يفيد التمني.
  • لعلّ: حرف نصب مبنيٌّ على الفتح يفيد التّرجي.
  • لكنّ: حرف نصب مبنيٌّ على الفتح يفيد الاستدراك.

الأفعال الناسخة

هناك مجموعة من الأفعال تدخل على الجملة الاسميّة، فترفع المبتدأ تشبيهًا له بالفاعل وتسميه اسمها، وتنصب الخبر تشبيهًا له بالمفعول به وتسميه خبرها، وكان وأخواتها ذكر لها ابن آجروم- رحمه الله- ثلاثة عشر فعلًا وهم:كان، أصبح، أضحى، أمسى، ظلّ، صار، بات، ليس، ما زال، ما انفكّ، ما برح، ما فتئ، ما دام، وقد تقسم هذه الافعال الناقصة إلى ثلاثة أقسام من حيث عملها بشروط أو لا وهذه الأقسام:[٦]

  • قسم يرفع المبتدأ وينصب الخبر: بشرط أن يتقدم عليه نفي، أو شبه نفي، وتضم الأفعال: ” برح، فتئ، زال، انفكّ”.
  • قسم يرفع المبتدأ وينصب الخبر: بشرط أن يتقدم عليه ما المصدرية الظرفية أوالوقتية، وهو الفعل” دام”.
  • قسم يرفع المبتدأ وينصب الخبر: ويعمل بلا شروط، وهي الأفعال: ” كان، أصبح، أضحى، أمسى، ظلّ، صار، بات، ليس”.

كيفية إعراب المبتدأ والخبر

هل الحركات الإعرابيّة للمبتدأ والخبر أصليّة أم فرعيّة؟

إنّ الحركة الإعرابيّة الأصليّة للمبتدأ والخبر هي الضّمّة؛ لأنّهما مرفوعان، ولكن هذه قد تكون غير ظاهرة في النّطق، لأنّها إمّا أن تكون ثقيلة على آخر حروف الكلمة أو متعذّرة الظهور عليه، مثل: القاضي حاكمٌ عدلٌ، فالضّمّة حُذفت بعد الياء في القاضي لثقلها، وقد يكون لفظ المبتدأ والخبر اسماً مبنيّاً، وفي هذه الحال يكونُ الإعرابُ محلّيّاً، مثل: كيف أنت؟[٧]

على أنّ الضّمّة ليست هي الحركة الإعرابيّة الوحيدة لكلّ من المبتدأ والخبر، فقد يكونان مجرورين لفظًا بحرف من حروف الجر الزّائدة، فقد يجرّ بالباء الزّائدة، أو بمن الزّائدة، أو جرّه بمن، والخبر قد يجرّ بالباء الزّائدة، وقد يأتي المبتدأ والخبر بعلامة إعرابيّة فرعيّة، فيرفعُ بالألف إذا كان مثنى، وبالواو إذا كان جمع مذكّر سالم ومن الأسماء الخمسة،[٧] مثال:

  • الفلاحان نشيطان:
    • الفلاحان: مبتدأ مرفوع وعلامةُ رفعه الألف لأنّه مثنّى، والنّون عوضٌ عن التّنوين في الاسم المفرد.
    • نشيطان: خبر مرفوع وعلامةُ رفعه الألف لأنّه مثنّى، والنّون عوضٌ عن التّنوين في الاسم المفرد.
  • المهندسون مبدعون:
    • المهندسون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكّر سالم
    • مبدعون: خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه جمع مذكّر سالم.
  • أبو خالدٍ نشيطٌ:
    • أبو: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنّه من الأسماء الخمسة.
    • نشيط: خبر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظّاهر على آخره.
  • الوادي مرعى الأغنام:
    • الوادي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المُقدّرة على الياء للثّقل.
    • مرعى: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدرة على الألف للتّعذّر.
  • أنا الّذي يقولُ الصّدق ولا يكذب:
    • أنا: ضمير رفع مُنفصل مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ.
    • الّذي: اسم موصول مبني على السّكون في محل رفع خبر.
  • زيدٌ يدرسُ دروسه بجدٍ ونشاط:
    • زيد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظّاهر على آخره.
    • يدرس: جملة فعليّة في محلّ رفع خبر للمبتدأ زيد.

أمثلة على إعراب المبتدأ والخبر

ما هي حالات إعراب المبتدأ والخبر؟

  • زيدٌ قادمٌ إلينا:
    • زيدٌ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظاهر على آخره.
    • قادمٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
  • أنت كريمُ النّفسِ.
    • أنت: ضمير رفع منفصل مبنيّ في محلّ رفع مُبتدأ.
    • كريم: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
  • عدّوٌ عاقلٌ خيرٌ من صديق جاهل.
    • عدوّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظاهر على آخره.
    • خيرٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضمّ الظاهر على آخره.
  • الطّائرُ يغرّد في الصّباح.
    • الطّائر: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
    • يُغرّدُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره، والجملة الفعليّة (يُغرّد) في محل رفع خبر.
  • دمشق عاصمة الأمويين الزاهرة.
    • دمشق: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.
    • عاصمة: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره.

المبتدأ والخبر اسمان تتمّ بهما جملة مفيدة، وهي جملة اسميّة أسند فيها الخبر إلى المبتدأ، فالمبتدأ مسند إليه، والخبر مُسند.[٨]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 184.
  2. سورة القارعة، آية: 1، 2.
  3. سورة الإخلاص، آية: 1.
  4. ^ أ ب عزيزة فوّال بابتي (2017)، المعجم المفصل في النحو العربي، بيروت- لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 932، جزء الثاني. بتصرّف.
  5. محمد خير الحلواني (2000)، الواضح في النحو (الطبعة السادسة)، بيروت: المأمون للتراث، صفحة 186. بتصرّف.
  6. “شرح كان وأخواتها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-09-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد خير حلواني، النحو الميسر (الطبعة 1)، صفحة 248، جزء 1. بتصرّف.
  8. عاصم بيطار، النحو والصرف، صفحة 63. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب