X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » معلومات عن الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

معلومات عن الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

معلومات عن الجملة الاعتراضية أو التفسيرية


مفهوم الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

ما المقصود بالاعتراض والتفسير؟

الجملة الاعتراضيّة هي الجملة التي تأتي بين شيئين متلازمين، ويُؤتى بها لإفادة الكلام تقويةً وتسديدًا وتحسينًا، وذلك على نحو أن تأتي بين المبتدأ والخبر، أو بين الفعل والفاعل، أو بين الفعل والمفعول به، أو بين فعل الشّرط وجوابه، أو بين الحال وصاحبها، أو بين الصّفة والموصوف، أو بين حرف الجر وما يتعلّق به، أو بين القسم وجواب القسم، وغير ذلك من المواضع، وذلك على نحو قول الشّاعر:[١]

وفيهنّ -والأيامُ يعثُرْنَ بالفتى-

نوادبُ لا يمللْنَهُ ونوائحُ

فجملة “والأيام يعثرن بالفتى” قد اعترضت بين شيئين متلازمين هما الخبر المقدّم “فيهنّ” والمبتدأ المؤخّر “نوادبُ”.[١]

 

أمّا الجملة التفسيريّة فهي الجملة التي يكون مضمونها توضيحًا لما سبقها، وذلك على نحو قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ}[٢]، فإنّ جملة “هل هذا إلا بشرٌ مثلكم” قد وضّحت ما هي “النجوى”.[٣]

مواضع الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

أين تأتي كل من الجملة التفسيريّة والجملة الاعتراضيّة؟

لكلٍّ من الجملتين التفسيريّة والاعتراضيّة مواضعٌ وأشكالٌ لا تخرج عنها، وهي كالآتي:

 

مواضع الجملة الاعتراضية

من مواضع الجملة الاعتراضية ما يأتي:

  • تأتي بين المبتدأ والخبر، وذلك نحو قول هند بنت عتبة:[٤]

نحنُ -بنات طارق-

نمشي على النمارق

فجملة “بنات طارق” مع فعل الاختصاص المحذوف قد اعترضت بين المبتدأ “نحن” والخبر “نمشي على النمارق”.

  • تأتي بين ما أصله مبتدأ وخبر، وذلك على نحو قول الفرزدق:[٤]

وإنّي لرامٍ نظرةً قِبَلَ التي

لعلّي -وإن شطّتْ نواها- أزورها

فإنّ جملة “وإن شطّت نواها” قد اعترضت بين اسم لعلّ “الياء” وخبرها “أزورها” وهما أصلهما مبتدأ وخبر.

  • تأتي بين الفعل والفاعل، وذلك كقول الشّاعر:[٤]

وقد أدركتْني -والحوادثُ جمّةٌ-

أسِنَّةُ قومٍ لا ضِعافٍ ولا عُزل

فجملة “الحوادث جمّةٌ” قد اعترضت بين الفعل “أدركتني” وفاعله “أسنّةُ”.

وبُدّلَتْ -والدّهرُ ذو تَبَدُّلِ-

هيفًا دبورًا بالصِّبا والشّمألِ

فجملة “والدّهر ذو تبدّل” قد اعترضت بين الفعل “بدّلت” ومفعوله “هيفًا”.

  • تأتي بين فعل الشّرط وجواب الشّرط، وذلك كقوله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}،[٥] فجملة “ولن تفعلوا” قد اعترضت بين فعل الشّرط “تفعلوا”، وجواب الشّرط “فاتّقوا”.[٤]
  • تأتي بين الحال وصاحبها، وذلك على نحو قولهم: سعيتُ -وربّ الكعبة- مجتهدًا، فإنّ جملة “وربّ الكعبة” قد اعترضت بين الحال “مجتهدًا” وصاحب الحال وهي تاء الفاعل.[٤]
  • تأتي بين الصّفة والموصوف، وذلك على نحو قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}،[٦] فإنّ جملة “لو تعلمون” قد اعترضت بين الصّفة “عظيم” والموصوف “قسمٌ”.[٤]
  • تأتي بين حروف الجر ومتعلّقاتها، وذلك على نحو قولهم: اعتصم -هداكَ الله- بالفضيلة، فجملة “هداك الله” قد اعترضت بين الجار والمجرور “بالفضيلة” وبما يتعلّقان به الفعل “اعتصم”.[٤]
  • تأتي بين القسم وجوابه، وذلك على نحو قول الشّاعر:[٤]

لعمري -وما عمري عليّ بهيِّنٍ-

لقد نطقت بُطلًا عليّ الأقارعُ

فقد اعترضت جملة “وما عمري عليّ بهينٍ” بين القسم “لعمري” وجوابه “لقد نطقت بطلًا عليّ الأقارعُ”.

ذاك الذي -وأبيك- يعرفُ مالكًا

والحق يدمغ ترهات الباطل

فإنّ جملة “وأبيك” قد اعترضت بين الاسم الموصول “الذي” وصلته “يعرف مالكًا”.

  • تأتي بين الحرف وتوكيده، وذلك على نحو قول الشّاعر:[٤]

ليتَ -وهل ينفع شيئًا ليتُ-

ليتَ شبابًا بُوع فاشتريتُ

فجملة “وهل ينفع شيئًا ليت” قد فصلت بين الحرف المُؤكَّد “ليت” الأوّل، والحرف المؤكِّد الثاني “ليت”.

  • تأتي بين حرف التّنفيس وفعله، وذلك على نحو قول زهير:[٤]

وإن أدري -ولستُ -إخالُ- أدري-

أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ

فإنّ جملة “إخال” قد اعترضت بين حرف التّنفيس “سوف” وفعله “أدري”، وفي الجملة السّابقة اعتراض داخل اعتراض.

  • تأتي بين “قد” والفعل، وذلك كقول الشّاعر:[٤]

أخالدُ قد -والله- أوطأتَ عشوةً

وما العاشقُ المسكين فينا بسارق

فقد اعترضت جملة “والله” بين “قد” وفعلها “أوطأتَ”.

  • تأتي بين “لا” النافية ومنفيّها، وذلك كقول الشّاعر:[٤]

ولا -أراها- تزالُ ظالمةً

تحدثُ لي نكبةً وتنكؤُها

فقد اعترضت جملة “أراها” بين “لا” النافية ومنفيّها “تزال”.

 

مواضع الجملة التفسيرية

قد سبق بيان أنّ الجملة التّفسيريّة تأتي لإيضاح ما قبلها، ولهذه الجملة أشكالٌ ثلاثة:

  • تأتي مجرّدة من الأحرف التّفسيريّة: وذلك على نحو قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}[٧]، فجملة “خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ” هي تفسير لما سبقها في الآية من قوله تعالى “إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ”.[٨]

 

  • تأتي مقرونة بأن التّفسيريّة: وذلك على نحو قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا}[٩]، فجملة “اصنع الفلك” قد فسّرت قوله تعالى “أوحينا إليه”، وقد صُدّرتْ بحرف التفسير “أن”.[٨]
  • تأتي مقرونة بأي التّفسيريّة: وذلك على نحو قولهم: أشرتُ إليه أي اذهب، فإنّ جملة “اذهب” قد فسّرت جملة “أشرتُ إليه”، وقد صُدّرتْ بحرف التّفسير “أي”.[٨]

 

الأغراض البيانية للجملة الاعتراضية أو التفسيرية

إنّ الأغراض البلاغيّة للجملة الاعتراضيّة كثيرة لا يمكن حصرها، وهي تتبع في غرضها البلاغي المعنى الذي سيقت به، ومن هذه المعاني:[١٠]

 

  • الدّعاء والتّودّد إلى المخاطب: وذلك على نحو قولهم: بلغني -حفظك الله- أنّك قادمٌ، فجملة “حفظك الله” جملة اعتراضيّة أفادت الدّعاء.
  • تّأكيد مضمون الجملة: وذلك على نحو قولهم: إنّني -والله يعلمُ- صادقٌ معك، فجملة “والله يعلم” قد أكّدت مضمون الجملة وخبرها بالصّدق.

 

أمّا غرض الجملة التّفسيريّة فهو بيان إبهام أو غموض في الجملة السّابقة للجملة التّفسيريّة، وذلك على نحو قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ}[١١]، فإنّ جملة: قال يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد” قد فسّرت ووضّحت جملة “فوسوس له الشّيطان”.[١٢]

 

الجملة الاعتراضية أو التفسيرية في القرآن

لقد جاء القرآن الكريم مشتملًا على فنون البلاغة والنحو وغيرها من العلوم التي استقاها العلماء منه، وقد ورد فيه كثير من الآيات التي ورد فيها اعتراض أو تفسير، وبيان ذلك فيما يأتي:

أمثلة على الجمل الاعتراضية في القرآن

{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.[١٣][١٠]

{قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ}.[١٤][١٠]

{قَالُوا تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ}.[١٥][١٠]

أمثلة عن الجملة التفسيرية في القرآن

{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.[١٦][١٢]

{وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ}.[١٧][١٢]

{حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.[١٨][١٢]

 

الفرق بين الجملة الاعتراضية والجملتين الحالية والاستئنافية

إنّ بين الجملة الاعتراضية والجملتين الحالية والاستئنافية فروقات كثيرة ذكرها علماء النحو وبيانها فيما يأتي:

الفرق بين الجملة الاعتراضيّة والجملة الحالية

  • الجملة الحاليّة لا تأتي إلّا خبريّة بينما قد تأتي الجملة الاعتراضيّة غير خبريّة، ومن ذلك كقول الشّاعر:[١٩]

إنّ سُليمى -واللهُ يكلؤها-

ضنّتْ بشيءٍ ما كانَ يرزَؤُها
  • الجملة الحاليّة لا يمكن أن تُصدّر بأحد أحرف الاستقبال لأنّها تدلّ على الحال بينما الجملة الاعتراضية يجوز تصديرها بأحد حروف الاستقبال، ومن ذلك قول الشّاعر:[١٩]

وما أدري -ولست إخالُ أدري-

أقومٌ آل حصنٍ أم نساءُ
  • الجملة الحالية لا يمكن أن تقترن بالفاء بينما الجملة الاعتراضيّة يجوز اقترانها بالفاء، وذلك على نحو قول الشّاعر:[١٩]

واعلمْ -فعلمُ المرءِ ينفعهُ-

أن سوفَ يأتي كلُّ ما قُدرا
  • الجملة الحاليّة لا يمكن أن تقترن بحرف الواو إلّا إذا كان بمعنى “إذ” بينما الجملة الاعتراضيّة يجوز اقترانها بالواو مُطلقًا.[١٩]
  • الجملة الحاليّة يمكن تأويلها بمفرد بينما الجملة الاعتراضيّة لا يمكن تأويلها بمفرد.[١٩]

 

الفرق بين الجملة الاعتراضية والجملة الاستئنافية

إنّ الجملة الاعتراضيّة تأتي بين شيئين متلازمين، وهذه الجملة لا تتعلّق بما قبلها بل تأتي منفصلة في الكلام، وذلك على نحو: تكلّم -هداك الله- الصّدقَ، فإنّ جملة “هداك الله” جملة اعتراضيّة  قد اعترضت بين الفعل “تكلّم” ومفعوله “الصّدقَ”، وفي الجملة الاعتراضيّة يأتي تتمة الكلام السّابق للجملة بعدها، فلا ينتهي الكلام قبل الجملة الاعتراضيّة، بينما الجملة الاستئنافيّة ينتهي الكلام قبلها وتبدأ بجملة جديدة لا علاقة لما بعدها بما قبلها، وذلك على نحو قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}،[٢٠] فإنّ جملة “تعالى عمّا يشركون” هي جملة استئنافيّة قد بدأت بكلامٍ جديد ولا علاقة لما بعدها بما قبلها، فالجملة التي سبقتها جملة تامّة.[١٩]

 

أمثلة على الجملة الاعتراضية أو التفسيرية

  • أمثلة على الجمل الاعتراضية:
    • إنّي -وأسطارٍ سُطرنَ سطرًا- ** لقائلٌ يا نصرُ نصرٌ نصرًا
    • “نحنُ -معاشرَ الأنبياءِ- لا نُورثُ، ما ترَكْنا فهو صدقةٌ”.[٢١]
    • شجاكَ -أظنُّ- ربعُ الظّاعنينا ** ولم تعبأ بعذلِ العاذلينا
    • كأنّ -وقد أتى حولٌ كيملُ- ** أثافيها حماماتٌ مثولُ
  • أمثلة على الجملة التفسيرية:
    • محمّد أكرمته.
    • والذّئبُ أخشاهُ وإنْ مررتُ به ** وحدي وأخشى الرياحَ والمطرَ
    • أمرتُهُ أنْ اقعدْ.
    • خرج بسيفه؛ أي: سيفه معه.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ابن هشام، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، بيروت:دار الفكر، صفحة 367. بتصرّف.
  2. سورة الأنبياء، آية:3
  3. ابن هِشام، مُغني اللبيب عن كتب الأعاريب، بيروت:دار الفكر، صفحة 378. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 288. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:24
  6. سورة الواقعة، آية:76
  7. سورة آل عمران، آية:59
  8. ^ أ ب ت مُصطفى الغلاييني، جامع الدّروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 287. بتصرّف.
  9. سورة المؤمنون، آية:27
  10. ^ أ ب ت ث ظاهر شوكت البياتي، أدوات الإعراب، بيروت:المؤسسة الجامعية للدراسات، صفحة 267. بتصرّف.
  11. سورة طه، آية:120
  12. ^ أ ب ت ث عيسى العاكوب، المفصّل في علوم البلاغة، حلب:منشورات جامعة حلب، صفحة 324. بتصرّف.
  13. سورة النحل، آية:101
  14. سورة ص، آية:84-85
  15. سورة يوسف، آية:73
  16. سورة الرعد، آية:23-24
  17. سورة البقرة، آية:214
  18. سورة الأنعام، آية:25
  19. ^ أ ب ت ث ج ح ابن هشام، مغنِي اللّبيب عن كتب الأعاريب، بيروت:دار الفكر، صفحة 375. بتصرّف.
  20. سورة النحل، آية:3
  21. رواه ابن كثير، في تفسير القرآن، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:207، حديث صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب