X
X



معلومات عن الأوبئة

معلومات عن الأوبئة


الأوبئة والتطور العلمي

بالرغم من التقدّم العلمي والتكنولوجي في مجال الطب وصحة المجتمع، إلّا أنّ احتمال حدوث الأوبئة لا زال يعتبر تحديًا، فتطوّر مسبّبات المرض تتطلب استمراريّة الأبحاث لتطوير أدوية تكون فعّالة ضدّها، بالإضافة إلى تقدّم وسائل النقل وسهولة وسرعة التنقّل ممّا يؤدّي إلى سرعة انتشار الوباء في حال حدوثه، في هذا المقال سيتم تعريف الوباء، والتعرّف على أنواع الأوبئة وأسبابها وطرق انتشارها وعلاجها والوقاية منها وأخيرًا ذِكر أشهر الأوبئة على مرّ التاريخ.

ما هو الوباء

إنّ ظاهرة انتشار مرضٍ ما بشكلٍ واسع في منطقة معيّنة ضمن نطاق زمنيّ محدّد يُطلق عليها لفظ الوباء epidemic، وفي حال انتشار المرض في مساحة واسعة -كانتشاره عبر العالم- يسمّى الجائحة pandemic، وفي الأمراض المعدية فإنّ زيادة أو تراجع نسبة حدوثه كوباء تعدّ ظاهرة احتماليّة تعتمد على نقل جرعة كافية من العامل المعدي من فرد مصاب إلى آخر لديه القابليّة للإصابة، وفي حالة حدوث وباء في منطقة ما ومن ثمّ تتجاوز هذا الوباء، فإن نسبة وقوعه مرّة أخرى تكون قليلة تعتمد على وجود أفراد لديهم قابليّة للإصابة، إلا أن إعادة وجود هذه العدوى لا تؤدي إلى وباء، لأنّ السكّان لديهم مناعة ضدّ هذا المرض الوبائي، وهذه الظاهرة يطلق عليها اسم مناعة الجماعة herd immunity، ومن الممكن أن يعود سكان المنطقة لقابليّة حدوث الوباء وذلك بسبب ضعف المناعة لديهم أو موت الأفراد الذين لديهم مناعة ضدّ هذا المرض وولادة أفراد آخرين، فتصبح هذه المنطقة عرضة لحدوث الوباء مرّة أخرى.[١]

أنواع الأوبئة

لا تزال الأوبئة تهّدد السكان مع ظهور أمراض جديدة أو عودة أمراض قديمة، على الرّغم من التقدّم الملحوظ في الوقاية من الأمراض المعدية ومعالجتها، حيث إنّ سهولة السفر تسهل انتشار الأمراض، في حين أنّ معظم الأوبئة تنطوي على سبب معدٍ، فقد أدّى تغيّر أنماط السلوك مستويات وبائيّة لبعض الأمراض المزمنة، ومن أنواع الأوبئة:[٢]

  • أمراض متفرّقة: تنتشر من خلال عدّة طُرق: عدوى شخص مصاب لآخر سليم مثل: الكوليرا والجدري والسل، ومن الممكن أن تنتقل الأوبئة عن طريق الطعام الملوّث كاللحوم والألبان والفاكهة والخضروات مثل: الداء الذي تسببه السالمونيلا والإيكولاي، وكذلك من خلال البعوض مثل الملاريا، بالإضافة إلى التعرّض للسموم.
  • الأمراض الدوريّة: وهي التي تحدث في مواسم معيّنة، كالإنفلونزا والتهاب السحايا والحصبة، اللقاحات ضدّ هذه الأوبئة تقلّل من نسبة حدوثها.
  • الأمراض المعدية الناشئة: حيث إنّ العديد من الأمراض المعدية تمّ السيطرة عليها وعلاجها عن طريق اللقاحات والمضادات الحيوية، إلّا أنّ هناك أمراض ظهرت حديثًا منذ منتصف القرن العشرين، مثل: مرض نقص المناعة المكتسبة والإيبولا والالتهاب الرئوي الحاد -السارس-، وكذلك هناك أمراض أخرى مثل الملاريا والسل، وغيرها من الأمراض ظهر أنّ الكائنات المسببة لها قد اكتسبت مقاومة لعلاجات كانت موثوقة وفعّالة ذات يوم.
  • الأمراض ذات الصلة بالسلوك: على الرغم من أن التعريف التقليدي للأوبئة يشير إلى الأمراض المعدية، إلا أن معدلات العديد من الأمراض غير المعدية قد ارتفعت إلى مستويات وبائية، ترتبط هذه الأمراض في كثير من الأحيان بأنماط السلوك المتغيرة التي تضر بالصحة الشخصيّة، على سبيل المثال زيادة الوزن والبدانة يؤدي إلى ارتفاع نسبة حدوث أمراض عديدة تصل هذه الزيادة إلى حدّ الوباء، مثل النوع الثاني من مرض السكري.

أسباب الأوبئة

من الممكن أن تتواجد الأمراض المعدية في أيّ مجتمع، وفي حال ارتفاع نسبة انتشارها من الممكن أن تصل إلى حدّ الوباء، من أمثلة أسباب الأمراض المعدية:[٣]

  • البكتيريا: هي كائنات أحادية الخلية مسؤولة عن أمراض عدّة مثل التهاب الحلق والسل.
  • الفيروسات: أصغر من البكتيريا، تسبب الفيروسات العديد من الأمراض، تتراوح من نزلات البرد إلى الإيدز.
  • الفطريات: تسبب العديد من الأمراض الجلدية، مثل السعفة و قدم الرياضي، وأنواع أخرى من الفطريات يمكن أن تصيب الرئتين أو الجهاز العصبي.
  • الطفيليات: تنتج الملاريا عن طفيل ينتقل عن طريق لدغة البعوض، قد تنتقل بعض الطفيليات إلى البشر من براز الحيوانات.

ازدياد نسبة حدوث الأوبئة بسبب هذه الكائنات الحيّة تزداد مع سهولة السفر في الوقت الحالي، بالإضافة إلى الحروب التي أدّت إلى موجات من الهجرة باتجاهات مختلفة.[٤] كذلك فإن العامل الممرض من المحتمل أن يتسبب في كارثة وبائية عالمية عندما يملك الصفات الآتية:[٥]

  • يسبب العدوى خلال فترة الحضانة أي قبل ظهور أية أعراض، أو عندما يكون لدى الأشخاص أعراض خفيفة فقط.
  • يكون معظم الناس ليس لديهم مناعة ضد المرض وبالتالي يكونون عرضة للإصابة.
  • عدم وجود طريقة علاج أو وقاية منه في الوقت الحالي.
  • لديه معدل وفاة منخفض لكنّه هام.

طرق انتشار الأوبئة

تعتمد سرعة انتشار الأوبئة على الطرق التي تنتشر بها مسبّبات المرض، ومن الممكن أن تنتشر الأوبئة من خلال عدّة طرق، من أمثلتها ما يأتي:[٣]

  • الاتصال مباشر: طريقة سهلة حيث إنّ معظم الأمراض المعدية تنتشر عن طريق الاتصال مع شخص أو حيوان لديه العدوى.
  • الاتصال غير المباشر: كما يمكن أن تنتقل الكائنات الحية المسببة للمرض عن طريق الاتصال غير المباشر، حيث من الممكن أن تبقى العديد من الجراثيم على جسم غير حي، مثل مقبض الطاولة أو مقبض الباب، عند لمس مقبض الباب من قِبل شخصٍ مريض بالإنفلونزا أو نزلة برد، على سبيل المثال، يمكن لشخصٍ آخر التقاط هذه الجراثيم التي تركها وعندما يقوم بلمس عينيه أو فمه أو أنفه قبل غسل يديه تنتقل إليه العدوى.
  • لدغ الحشرات: تعتمد بعض الجراثيم على ناقلات الحشرات مثل: البعوض والبراغيث والقمل لنقل العدوى.
  • طعام ملوث: طريقة أخرى يمكن للجراثيم المسببة للأمراض أن تسبّب العدوى هي من خلال الغذاء والماء الملوثين، تسمح آلية النقل هذه بنشر الجراثيم للعديد من الناس من خلال مصدر واحد.

طرق علاج الأوبئة

تستخدم المطاعيم للوقاية من انتشار الأوبئة، لكن في حال حدوثها لا بدّ من اتخاذ إجراءات لحصر المرض ومنع انتشاره، والعمل على علاجه، من طرق العلاج استخدام:[٣]

  • المضادات الحيوية: تستخدم المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية، لأن هذه الأنواع من الأدوية ليس لها تأثير على الأمراض التي تسببها الفيروسات، لكن في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة نوع الجرثومة، على سبيل المثال هناك أنواع الالتهاب الرئوي سببه فيروسي وأنواع أخرى سببها بكتيري، كذلك يؤدّي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى ظهور عدة أنواع من البكتيريا المقاومة لمضاد واحد أو أكثر، هذا يجعل علاج هذه البكتيريا أكثر صعوبة.
  • الأدوية المضادة للفيروسات: لقد تم تطوير أدوية لمعالجة بعض الفيروسات، تشمل الفيروسات التي تسبب: فيروس نقص المناعة -الإيدز- والتهاب الكبد B والتهاب الكبد ج والإنفلونزا.
  • مضادات الفطريات: يمكن استخدام الأدوية الموضعيّة المضادة للفطريات مثل المراهم لعلاج التهابات البشرة أو الأظافر التي تسببها الفطريات، بعض أنواع العدوى الفطرية مثل تلك التي تؤثر على الرئتين أو الأغشية المخاطية، يمكن علاجها بمضاد الفطريات الفموي.
  • مضادات الطفيليات: بعض الأمراض مثل الملاريا تسببها طفيليات صغيرة، بالرغم من وجود أدوية لعلاج هذه الأمراض إلّا أنّ بعض أنواع الطفيليات طوّرت مقاومة لتأثيرها.

طرق الوقاية من الأوبئة

لا يوجد طريقة مضمونة لمنع انتشار الأوبئة، إذ أنّ المطاعيم لن تكون متوفرة في البداية، إلا أنّ في الوقت الحالي غدا إنتاج اللقاحات أكثر سهولة وسرعة، بالإضافة إلى اللقاحات من الممكن اتباع طرق للوقاية من الأوبئة:[٦]

  • غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، وفي حال عدم توفرهما، استخدام منظف يد كحولي أو جل معقم.
  • عدم لمس الفم والأنف والعينين ما لم باليدين ما لم يتمّ غسلهما.
  • عند السعال أو العطس يجب تغطية الفم والأنف بمنديل ثم رميه في سلة المهملات وغسل اليدين بعد ذلك.
  • تجنُّب الأماكن المزدحمة قدر المُستطاع والبقاء في المنزل إذا ظهرت علامات المرض.
  • اعتمادًا على شدة الوباء، ارتداء قناع وجه إذا توجّب الذهاب إلى مناطق مزدحمة.
  • ارتداء قناع وجه في حالة الحاجة إلى التواصل مع شخص مصاب.

أشهر الأوبئة على مر التاريخ

في عصر التكنولوجيا الطبية المتقدمة والابتكار، لا يمكن التخيّل الوقت الذي يمكن أن تكون فيه الإنفلونزا قاتلة، لا تزال هناك بالتأكيد أوبئة في الوقت الحالي، إلّا أنّ الأوبئة في الماضي حصدت أرواحًا كثيرة من الناس، من أمثلة هذه الأوبئة على مرّ التاريخ:[٧]

  • الطاعون الأنطوني: انتشر في القترة بين سنة 165-180م، وعُرف أيضًا باسم طاعون جالين، ويظن المؤرخون أنه من الممكن أن يكون مرض الجدري أو الحصبة، وأدّى إلى ما يقرب من 2000 حالة وفاة يوميًا في روما، وبلغ إجمالي عدد وفيات حوالي 5 ملايين.
  • الموت الأسود: حدث في عام 1334، كما عُرف بالطاعون العظيم، ظهر أوّلًا في الصين ثمّ انتشر على طول الطرق التجارية إلى القسطنطينية وأوروبا، حيث أدّى إلى محو العديد من المدن.
  • وباء الكوليرا الثالث: وقع بين عاميّ 1852-1860، حيث إنّ الكوليرا عبارة عن عدوى بكتيرية تنتشر من خلال الطعام والماء، أكبر تفشي للكوليرا عرفه البشر هو تفشي الكوليرا الثالث الذي نشأ في الهند وانتشر إلى مناطق عدّة، أدّى في بريطانيا لوحدها إلى وفاة 23 ألف شخص.
  • وباء الطاعون الثالث: وقع في عام 1855، المعروف أيضًا باسم الطاعون الحديث، بدأ في مقاطعة في الصين، على مدى عشرين سنة انتشر إلى هونج كونج ومدن الموانئ في جميع أنحاء العالم من قبل الفئران التي تحمل البراغيث المعدية المسؤولة عن هذا المرض، تسبب في وفاة تقريبًا 10 ملايين شخص.
  • وباء الإنفلونزا العظيم: حدث في عام 1918 تمّ تسجيله باعتباره أكثر الأوبئة تدميرًا في التاريخ. حيث أدّى إلى وفاة عدد يتراوح ما بين 20 مليون و40 مليون شخص.
  • حمى التيفوس: حدث في عام 1945، حيث ينتشر هذا المرض عن طريق القمل، ففي ظروف الحرب كانت هناك مرافق صحية سيئة أدت على الأرجح إلى انتشار القمل، وبالتّالي انتشار حمى التيفوس، تسبب التيفوس في وفاة ثلاثة ملايين شخص في روسيا وحدها.
  • وباء الإنفلونزا الآسيوية: بدأ عام 1957 وهذا الوباء أصله وباء من إنفلونزا الطيور، حيث نشأ في الصين وانتشر في جميع أنحاء العالم، وقُدِّر معدل الوفيات من 1 إلى 2 مليون.

المراجع[+]

  1. Epidemic, , “www.britannica.com”, Retrieved in 30-11-2018, Edited
  2. A List of Epidemic Diseases, , “www.livestrong.com”, Retrieved in 30-11-2018, Edited
  3. ^ أ ب ت Infectious diseases, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 1-12-2018, Edited
  4. Modelling the global spread of diseases: A review of current practice and capability, , “www.sciencedirect.com”, Retrieved in 1-12-2018, Edited
  5. Here”s What the Next Pandemic Pathogen Might Look Like, , “www.livescience.com”, Retrieved in 1-12-2018, Edited
  6. What Are Epidemics, Pandemics, and Outbreaks?, , “www.webmd.com”, Retrieved in 30-11-2018, Edited
  7. The 10 deadliest epidemics throughout history, , “www.health24.com”, Retrieved in 30-11-2018, Edited






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب