X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » معاني حروف العطف

معاني حروف العطف

معاني حروف العطف


معاني حروف العطف

ما المقصود بمعاني حروف العطف؟

إنّ لحروف العطف في اللغة العربية معاني تختلف باختلاف المُراد من الكلام، ومن أبرز معاني حروف العطف ما يأتي.

الواو

هو حرف يكون للجمع بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم والإعراب جمعًا مُطلقًا، فلا يفيد التعقيبَ ولا الترتيب، فإذا قيل: جاء أحمدٌ وخالدٌ، فقد جُمع بين أحمد وخالد في حكمٍ واحدٍ وهو المجيء، وجُمع بينهما في الإعراب أيضًا، ولكنّ الواو لم تُفدْ التّرتيب سواء كان أحمد جاء قبل خالد أم العكس، وكذلك لم يُفدْ إذا ما كان بين مجيئهما مدّة زمنية أم جاءا معًا، وفي العربية يجب تكرار واو العطف عند العطف وليس ذكره فقط في نهاية الجملة، ومثال ذلك قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.[١][٢]

من الأمثلة على الواو:[٢]

  • قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ}.[٣]
  • قوله تعالى: {كَذَٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.[٤]
  • قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}.[٥]

الفاء

تكون للترتيب والتعقيب، فإذا قيل: جاء عليّ فسعيد، فالمعنى أنّ عليًّا جاء أولًا ثمَّ تبعه سعيدٌ دون وجود مهلة بينهما، وقد تفيد معنى السببية، وذلك كقوله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ}.[٦][٧]

من الأمثلة على الفاء:[٧]

  • قوله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}.[٨]
  • قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}.[٩]
  • قوله تعالى: {وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ}.[١٠]

ثم

تكون للترتيب والتراخي، فإذا قيل: جاء عليٌّ ثمَّ سعيدٌ، فالمعنى أنّ عليًّا جاء أولًا ثمَّ تبعه سعيدٌ وكان بين مجيئهما مهلة، وقد تلحقها تاء التّأنيث فتختص بعطف جملة على جملة، وذلك كقول ثعلبة بن صُعَير المازني وهو من شعراء العصر الجاهلي:

وعدتْكَ ثمّتَ أخلفتْ موعودها

ولعلّ ما منعتكَ ليس بضائرِ[١١]

من الأمثلة على ثم:[١١]

  • قوله تعالى: {مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ}.[١٢]
  • قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ}.[١٣]
  • قوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.[١٤]

حتى

يغلب استعمالها حرف جر، ويقل استعمالها حرف عطف، وقد منع الكوفيون استخدامها حرف جر، ومَن أجاز استعمالها حرف جرّ اشترط أن تعطف المفردات، وأن يكون المعطوف جزءًا من المعطوف عليه وغايةً له، وذلك كقولهم: يموتُ الناسُ حتى الجبابرةُ.[١٥]

من الأمثلة على حتى:[١٥]

  • قولهم: قد يخطئ الكبارُ حتى العلماءُ، ويصيب غيرهم حتى الأطفالُ.
  • قول الشاعر:

أَلْقَى الصَّحِيفَةَ كَي يُخَفِّفَ رَحْلَهُ

والزَّاد َحَتَّى نَعْلَهُ أَلْقَاهَا
  • قوله صلى الله عليه وسلّم: “كُلُّ شيءٍ بقَدَرٍ، حتَّى العَجْزِ وَالْكَيْسِ”.[١٦]

أو

إذا وقعت بعد الطلب فهي إمّا للتخيير وذلك على نحو قولهم: تزوّج هندًا أو أختها، وإمّا للإباحة، وذلك على نحو قولهم: جالس العلماء أو الزهاد، وإمّا للإضراب، وذلك على نحو قولهم: اذهب إلى دمشق أو دع ذلك، والفرق بين التخيير والإباحة أنّ الإباحة يمكن الجمع فيها بين الأمرين معًا، وإذا وقعت “أو” بعد كلام خبري، فهي إمّا للشكّ كقوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}[١٧]، وإمّا للإبهام، كقوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.[١٨][١٩]

إمّا أن تأتي للتقسيم، وذلك على نحو قولهم: الكلمة اسم أو فعل أو حرف، وإمّا للتفصيل بعد الإجمال، وذلك على نحو قولهم: اختلف القوم فيمن ذهب، فقالوا: ذهب سعيد أو أحمد أو علي، وإمّا تكون بمعنى “بل” فتفيد الإضراب وذلك كقوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}[٢٠]، وقد تأتي بمعنى الواو وذلك كقول الشاعر:

قومٌ إذا سمعوا الصّريخَ رأيتهم

ما بينَ مُلحِمِ مُهرهِ أو سافِعِ[١٩]

من الأمثلة على أو:[١٩]

  • قوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}.[٢١]
  • قول الشاعر جرير:

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية

لولا رجاؤكَ قد قتلتَ أولادي
  • قوله تعالى: {وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ}.[١٠]

أم

وأم تأتي في العربية على نوعين “متّصلة ومنقطعة”، وتفصيلها فيما يأتي:[٢٢]

أم المتصلة

هي التي يكون ما بعدها متّصلًا بما قبلها، ومشاركًا له في الحكم، وهي التي تقع بعد همزة الاستفهام أو همزة التسوية، ومثال مجيئها بعد همزة الاستفهام قولهم: أعليٌّ في الدار أم خالد؟ ومثال مجيئها بعد همزة التسوية قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}[٢٣]، وقد سمّيت متّصلة لأنّ ما قبلها وما بعدها لا يمكن أن يستغنى بأحدهما عن الآخر.[٢٢]

أم المنقطعة

يقال لها أم المنفصلة أيضًا، وهي التي تكون لقطع الكلام الأول واستئناف ما بعده، ومعناها الإضراب، وذلك كقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ}، فالمعنى: بل جعلوا لله شركاء.[٢٤]

من أمثلة على أم:[٢٢]

  • قوله تعالى: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَتَّبِعُوكُمْ ۚ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ}.
  • قوله تعالى: {فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۖ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ}.
  • قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}

هل تعرف الفرق بين أم وأو؟، الإجابة في هذا المقال: الفرق بين أم وأو مع أمثلة توضيحية.

بل

تكون للإضراب والعدول عن شيء إلى آخر، ويشترط بها أن يكون ما بعدها اسمًا أي غير جملة، وذلك إن وقعت بعد كلام مثبت سواء أكان خبريًّا أم أمرًا، وعليه يكون معناها سلب الحكم عما قبلها، وجعله لما بعدها، وذلك على نحو قولهم: جاء أحمد بل زيد، اغلق الباب بل النافذة، وتكون للاستدراك وذلك إن سبقت بنفي أو نهي، فتفيد معنى إثبات النفي على ما قبلها وإثبات عكسه لما بعدها، وذلك على نحو قولهم: ما كتبتُ الوظيفةَ بل التطبيقات.[٢٥]

من الأمثلة على بل:[٢٥]

  • قولهم: صاحب الرجل الصادق بل المكافح عن وطنه الجواد بروحه.
  • قولهم: لا تصاحب الغافل المهمل بل اليقظ المجد.
  • قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ}.[٢٦]

لكن

تكون للاستدراك فتدل على إثبات الكلام السابق بما يحويه من نفي أو إثبات، وإثبات ضده ونقيضه لما بعدها، بشرط أن يكون معطوفها اسمًا مفردًا، وأن تكون مسبوقة بنفي أو نهي، وألّا تقترن بالواو، وذلك على نحو قول الشّاعر:

إنّ ابن ورقاءَ لا تُخشى بوادرُه

لكنْ وقائعُه في الحرب تنتظر[٢٥]

من الأمثلة على لكن:[٢٥]

  • قولهم: لا أحبّ الكسالى لكنْ المجتهدين.
  • قولهم: لا تكرم العاصين لكنْ الطائعين.
  • قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.[٢٧]

لا

تفيد مع النفي العطف، وهي تفيد إثبات الحكم لما قبلها ونفيه عمّا بعدها، وشرط معطوفها أن يكون اسمًا وأن يكون بعد الإيجاب أو الأمر، وذلك على نحو قولهم: جاء سعيدٌ لا خالدٌ، ونحو: خذ الكتاب لا القلم.[٢٨]

من الأمثلة على لا:[٢٨]

  • قولهم: العاقل من زرع خيرًا لا شرًّا، وعمل نفعًا لا ضرًّا.
  • قولهم: أدِّ واجبكَ طوعًا لا كرهًا، وابذل المعروف مؤمنًا لا متملِّقًا.
  • قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ}.[٢٩]

المراجع[+]

  1. سورة آل عمران، آية:17
  2. ^ أ ب علي الجارم، مصطفى الأمين، النحو الواضح في قواعد اللغة، القاهرة:دار المعارف، صفحة 399. بتصرّف.
  3. سورة الحديد، آية:26
  4. سورة الشورى، آية:3
  5. سورة البقرة، آية:58
  6. سورة القصص، آية:15
  7. ^ أ ب عاصم بيطار، النحو والصرف، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 340. بتصرّف.
  8. سورة عبس، آية:21
  9. سورة الواقعة، آية:51-55
  10. ^ أ ب سورة الأعراف، آية:4
  11. ^ أ ب محمد خير الحلواني، الواضح في النحو، دمشق:دار المأمون للتراث، صفحة 335. بتصرّف.
  12. سورة عبس، آية:19-22
  13. سورة الأعراف، آية:11
  14. سورة البقرة، آية:28
  15. ^ أ ب عاصم بيطار، النحو والصرف، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 341. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن طاووس بن كيسان اليماني، الصفحة أو الرقم:2655، حديث صحيح.
  17. سورة المؤمنون، آية:113
  18. سورة سبأ، آية:24
  19. ^ أ ب ت عاصِم بيْطار، النّحو والصّرف، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 343. بتصرّف.
  20. سورة الصافات، آية:147
  21. سورة البقرة، آية:196
  22. ^ أ ب ت مصطفى الغَلايينِي، جامعُ الدّروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 247، جزء 3. بتصرّف.
  23. سورة البقرة، آية:6
  24. مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 247، جزء 3. بتصرّف.
  25. ^ أ ب ت ث ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، الرياض:دار الطلائع، صفحة 194، جزء 3. بتصرّف.
  26. سورة الأنبياء، آية:26
  27. سورة الأحزاب، آية:40
  28. ^ أ ب ابن هشام، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، دمشق:دار الفكر، صفحة 262. بتصرّف.
  29. سورة القيامة، آية:31






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب