X
X


موقع اقرا » تعليم » حضارات » مظاهر حضارة البحرين القديمة

مظاهر حضارة البحرين القديمة

مظاهر حضارة البحرين القديمة


مظاهر حضارة البحرين القديم

مظاهر النشاط التجاري

تتمركز البحرين على الطريق التجاري الرئيسي بين كلٍّ من بلاد الرافدين ووادي السند في جنوب آسيا، ممّا أدّى إلى تنوّع مظاهر الأنشطة التجارية فيها،[١] وفيما يأتي بعض النقاط التي تدل على مظاهر النشاط التجاري التي سادت في منطقة البحرين على مرّ العصور:[٢]

  • تميزت حضارة دلمون بأهميتها كمركزٍ تجاري يتحكّم بالطرق التجارية في الخليج العربي، وذلك منذ الألفية الرابعة قبل الميلاد حتّى عام 800 ق. م، كما تمتّعت حضارة دلمون بالازدهار التجاري خلال الألفية الثانية، خاصةً في أول 300 عام منها.
  • اعتُبرت قلعة البحرين قديماً الميناء الفعّال الرئيسي لحضارة دلمون، حيث استُخدم برج قلعة البحرين كمنارةٍ للطرق التجارية، نتيجة موقعه الاستراتيجي الواقع إلى جانب القناة البحرية.
  • تاجرت دولة دلمون بالعديد من البضائع الفاخرة من الخليج العربي، مثل: الأخشاب الثمينة، والعاج، والذهب، واللآلئ، والتي كانت تُرسل إلى بلاد الرافدين مقابل الفضة، والقصدير، وزيت الزيتون، والحبوب، كما كانت دلمون تحتكر تجارة النحاس، والذي كان يُحصّل من المناجم الموجودة في عُمان، ليُشحن فيما بعد إلى مدن بلاد الرافدين.
  • تاجرت حضارة دلمون بالمنتجات المستوردة من المناطق المجاورة أيضاً، والتي شملت الأحجار الكريمة من عُمان، والخرز من السند، والمنتجات الزجاجية من بلاد الرافدين، والعملات المعدنية والبورسلين من الهند.[٣]
  • شمل الإنتاج المحلي لحضارة البحرين كلّ من الفخّار والطوابع الخاصة بالبلاد.[٣]

مظاهر النشاط الصناعي

تميّزت البحرين في الماضي بممارسة الحرف اليدوية، فعلى الرغم من صغر مساحة البحرين كانت كلّ بلدةٍ أو مدينة في الجزيرة تشتهر بحرفةٍ يدوية معينة، ويشمل ذلك: صناعة النسيج في قرية بني جمرة، والفخار في قرية العالي، والسلال في قرية كرباباد، وصناعة السلال في قرية الجسرة، بالإضافة إلى صناعة السفن وأدواتها في كلٍّ من مدينتيّ المنامة والمحرق.[٤]

مظاهر النشاط الزراعي والنظام الغذائي

برز النشاط الزراعي والغذائي في منطقة البحرين منذ القدم، واستدلّ على ذلك من خلال الآتي:

  • تميّزت حضارة البحرين ببساتين النخيل المحيطة بها من كلّ جانب، وذلك لوفرة ينابيع المياه العذبة المتدفقة في منطقتها، حيث اشتُهرت حضارة دلمون في ذلك الحين بالزراعة نتيجة خصوبة أرض المنطقة، والتي كانت من أهم الركائز الأساسية التي قامت عليها الحضارات في منطقة البحرين.[١][٣]
  • كانت بذور التمر من أكثر بقايا المحاصيل التي استُخرجت من البحرين، ممّا يدل على أنّ الغذاء الرئيسي في زمن حضارة دلمون هو التمر، بالإضافة إلى حبوب القمح والشعير، واستُخرجت هذه البذور من داخل الفخاريات الأثرية التي وُجدت في البحرين والتي يعود تاريخها إلى حوالي 1900 ق.م.[٥]

مظاهر الفن المعماري

اشتُهرت البحرين قديماً بالفن المعماري المدني والعسكري:[٣]

  • الفن المعماري المدني: طغى على قصور حضارة دلمون الفن المعماري المدني المميز، الذي يُشير إلى المهارات المهنية التي تميّز بها شعوب هذه الحضارة والحضارات المتعاقبة بعدها أيضاً، [٣] حيث ظهر هذا النوع من الفن في بناء القصور وكلّ من المعالم الأثرية الآتية:[٦]
    • القلاع والحصون: مثل قلعة عراد، وقلعة البرتغال، وقلعة بوماهر.
    • المعابد الدينية: مثل معبد دراز، ومعبد باربار.
    • المساجد: مثل مسجد خميس، ومسجد سماهيج.
  • الفن المعماري العسكري: وظهر هذا النوع من الفن المعماري منذ القرن الثالث قبل المسلاد وحتّى القرن السادس عشر ميلادي، ويشمل المباني العسكرية والحصون، ومن أبرز الأمثلة عليه: قلعة البحرين التي برز فيها الفن العماري العسكري بصورة واضحة سواء على الجدران، أو في شوارعها الداخلية، بالإضافة إلى المعاقل الدفاعية المبنية على أسس أوروبية، والتي صُمّمت لتتكيّف بسهولة مع تقدّم الأسلحة والطرق الدفاعية.

مظاهر الحياة اليومية

برزت مظاهر الحياة اليومية للحضارات المتعاقبة التي استوطنت مدينة البحرين منذ القدم من خلال المخطوطات، والقطع الأثرية، والمعادن، والأسلحة، والعملات المعدنية، وفيما يأتي أبرز هذه المظاهر:[٧]

  • تقاليد الدفن: كشفت الأدلة الأثرية أنّ مواقع الدفن غطّت الكثير من التلال في البحرين، والتي يدل وجودها على طقوس الممارسات الجنائزية في البحرين، وأنّها بالأصل ليست مبنيةً على شكل تلة، بل على شكل أبراج أسطوانية منخفضة الارتفاع، وكان هناك تلال ملكية مخصّصة متكوّنة من برج من طابقين للطبقة المالكة، ومبنية بصورة غير عادية تُثير الانتباه لكلّ من شاهدها،[٨] حيث غطّت أماكن الدفن حوالي 170 ألف تلة دفن على مساحة 30 كم2، أيّ ما يُعادل 5% من مساحة الجزيرة الرئيسة في البحرين،[١] ومن الأمثلة على تلك المقابر: مقبرة دلمون، ومقبرة عالي، والقبور المتشابكة.[٩]
  • المعتقدات الإيمانية: هناك العديد من الأدلة والدراسات التي تُثبت أنّ المعتقدات والطقوس الدينية التي كان شعوب الحضارات القديمة في البحرين يُمارسونها تتشابه مع بلاد الرافدين وحضارة مصر القديمة؛ كالإيمان بالآخرة، وظهر ذلك من خلال دفن ممتلكات الميت من أدواته، والأواني، والذهب، والأسلحة مع جثته.[١]

الديانات في حضارة البحرين القديمة

فيما يأتي أديان الحضارات التي تعاقبت على البحرين القديمة:

  • ممارسة المسيحية: تُشير المخططات القديمة إلى ظهور الدين المسيحي في البحرين قُبيل انتشار الإسلام، حيث بُنيت المعابد لممارسة طقوس الديانة المسيحية، وارتبطت أسماء القرى فيما سبق بأسماءٍ تخصّ الدين المسيحي، كما كشفت الآثار القديمة عن وجود الصليب المرسوم على الأوعية، وغيرها ممّا يدلّ على الدين المسيحي.[١٠].
  • التحّول إلى الإسلام: استوطن المسلمون العرب في البحرين منذ بداية القرن السادس الميلادي، حيث بُنيت المساجد على القمم العالية، وأُنشئت المقابر الإسلامية.[١١][١٢]

اتساع رقعة حضارة البحرين القديمة

كانت البحرين قديماً تُمثّل المنطقة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، حيث شملت كلّ من جنوب المملكة العربية السعودية، وقطر، وجزيرة فيلكا قرب الكويت وصولاً إلى عُمان، واستُدلّ على ذلك من المقابر التي تعود إلى جنود إمبراطورية دلمون المنتشرة في هذه المناطق، وفي عام 1521م خلال فترة الاستيطان البرتغالي لم يتبق من دولة البحرين سوى منطقة البحرين الحالية فقط، حيث تقلّصت حدودها.[٩]

تعاقب الحضارات على البحرين القديمة

تعاقبت العديد من الحضارات على دولة البحرين منذ أكثر من 5000 سنة مضت، ومن تلك الحضارات: حضارة دلمون، وتايلوس، وآول، وكانت تُسمّى أرض البحرين بأرض الخلود، أو جنّة عدن نظراً لاحتواء أرضها على ينابيع المياه العذبة وحقول أشجار النخيل، كما كانت البحرين تُشكّل حلقة وصل بين عدّة حضارات؛ كحضارة الفينيقين في بلاد الشام، ووادي النيل في مصر، وبلاد الرافدين في العراق؛ وذلك لأنّها كانت مركزاً تجارياً ونقطة عبورٍ بحرية بين المشرق والمغرب.[١٣]

تتميّز دولة البحرين بتاريخٍ وتراثٍ مهم، حيث يُستدلّ على ذلك من المقابر والمعابد العديدة التي تنتشر حول الجزيرة الرئيسية، بالإضافة إلى طبقات المدينة الموجودة أسفل قلعة البحرين، حيث اتُّخذت قلعة البحرين كحصن لعدّة دول استعمارية من السكان الأصليين، وبُنيت بشكل متكرّر بين القرن الرابع عشر والقرن السادس عشر الميلاديّ.[٣][١٤]

مركز الحكم في حضارة البحرين القديمة

تُشير المخططات القديمة إلى أنّ قلعة البحرين كانت مركز الحكم، والعاصمة، والميناء لحضارة دلمون، حيث كشفت المخططات عن 7 مراحل من الاستيطان يرجع أقدمها إلى عام 2300 ق. م، كما وُجدت العديد من المقابر في قلعة البحرين،[٣][١٥] وفيما يأتي توضيح لمراحل حضارة دلمون الثلاث:[٣]

  • مرحلة دلمون المبكرة: رغبت دلمون بالتوسّع الحضريّ بشكلٍ واضح منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث كانت تُغطّي مساحةً تصل إلى حوالي 120,000 م2، وهي مساحة ضخمة مقارنةً مع موقع حضارة سار الذي كان يُغطّي مساحةً لا تتجاوز حوالي 25,000 م2.
  • مرحلة دلمون الوسطى: النقوش المذكورة في الألواح المسمارية خلال منصف الألفية الثالثة قبل الميلاد.
  • مرحلة دلمون المتأخرة: تركّز العديد من التجمّعات السكنية والدينية الضخمة أثناء هذه المرحلة.

أساطير حضارة البحرين القديمة

  • ملحمة جلجامش وبحثه عن زهرة الخلود: تُعدّ ملحمة جلجامش من أهم الحكايات الأسطورية والبطولية التي ما زالت تُسرد حتّى اليوم، والتي تتحدث عن البطل الملحمي جلجامش الذي أنقذ البشرية من الطوفان بغوصه بالبحر وقدميه مثبتة بالحجارة لاستخراج زهرة الخلود، والذي اتخذ من معبد باربار معبداً مخصصاً له.[٩]
  • الإله إنزاك وقصة جنة عدن: عُرفت دلمون بجنة عدن؛ لخلوّها من الحزن والأمراض، كما كانت منطقةً مليئةً بالينابيع المائية التي جعلت من أرضها خضراء ساحرةً رغم وجودها في وسط الصحراء، حيث كان المعبود الرئيسي لدولة دلمون الإله إنزاك، إله المياه العذبة والنخيل، نسبةً إلى ما اشتُهرت به المنطقة في فترة حكمه.[٢][٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Bahrain digs unveil one of oldest civilisations”, www.bbc.com,2013-5-21، Retrieved 2021-2-5. Edited.
  2. ^ أ ب “Dilmun Civilization: The ancient civilization of the Gulf”, www.ootlah.com,2020-4-21، Retrieved 2021-2-5. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د The Ministry of Information, Directorate of Culture & National Heritage(Kingdom of Bahrain) (2005-7-15), QAL’AT AL-BAHRAINARCHAEOLOGICAL SITE, Page 23. 2021-2-6. Edited.
  4. “الحكومة الإلكترونية”، www.bahrain.bh، 2021-2-5، اطّلع عليه بتاريخ 2021-2-5. بتصرّف.
  5. Mark Nesbitt (1993-2), “Archaeobotanical evidence for early Dilmun diet at Saar, Bahrain”، www.researchgate.net, Retrieved 2021-2-5. Edited.
  6. “The names of the Bahrain Islands”, www.en.arabtravelers.com,2020-2-11، Retrieved 2021-2-5. Edited.
  7. “5 things to expect at Bahrain National”, www.bahrainofw.com, Retrieved 2021-2-6. Edited.
  8. “The Dilmun Burial Mounds”, www.culture.gov.bh, Retrieved 2021-2-6. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث Paul Lewis (1984-11-18), “EDEN ON THE ISLE OF BAHRAIN”، www.nytimes.com, Retrieved 2021-2-5. Edited.
  10. “Experts find first archaeological evidence of Christianity in Bahrain”, www.exeter.ac.uk,2019-12-4، Retrieved 2021-2-6. Edited.
  11. “Bahrain facts for kids”, kids.kiddle.co,2021-1-25، Retrieved 2021-2-5. Edited.
  12. “Bahrain”, www.kids.britannica.com, Retrieved 2021-3-10. Edited.
  13. “History”, www.mia.gov.bh, Retrieved 2021-2-5. Edited.
  14. Thomas Fibiger (2020-5-6), “Heritage and Sectarianism in Bahrain”، www.blogs.lse.ac.uk, Retrieved 2021-2-5. Edited.
  15. “The Dilmun Civilization: An Important Location for Ancient Mythology and Trade”, www.ancient-origins.net,2015-10-25، Retrieved 2021-2-6. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب